أكثر من 1.1 مليار شخص مدخن حول العالم
أكثر من 1.1 مليار شخص مدخن حول العالم

قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية "FDA" أن التدخين ومنتجات النيكوتين تزيد فرص الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأوضحت في مراجعة ثانية أجرتها حول هذا الأمر في رد على استفسارات وكالة بلومبيرغ أن الأشخاص المدخنين قد يكونون في خطر أكبر للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وفي وقت سابق من هذا الشهر أوضحت FDA أن المدخنين يعانون من أعراض أسوأ فيما يتعلق بالإصابات بفيروس كورونا المستجد، لكنهم لم يقولوا في حينها إن كان التدخين يزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا المستجد أم لا.

ويأتي هذا التصريح من إدارة الأغذية بعدما سجل في جميع أنحاء العالم قرابة 2.5 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد، وأكثر من 171 ألف وفاة.

ويقدر عدد المدخنين حول العالم بأكثر من 1.1 مليار شخص، وهناك نحو 41 مليون شخص يستخدمون منتجات النيكوتين عن طريق السجائر الإلكترونية.

وتؤكد FDA أن تدخين السجائر بما في ذلك الإلكترونية منها، يسبب أمراض القلب والرئة ويثبط الجهاز المناعي ويزيد من خطر التهابات الجهاز التنفسي.

وردا على ما يقوله البعض إن السجائر الإلكترونية ضررها أقل، حذرت الإدارة الأميركية للغذاء من الاعتماد على هذه الفرضية مؤكدة أن تعرض الرئتين لمواد كيميائية سامة يزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حسب بلومبرغ.

وكان خبراء في القطاع الصحي حول العالم قد حذروا من أثر التدخين على الأمراض التنفسية المعدية، إذ يقلل التدخين من قدرة الجسم على مقاومة تلك الأمراض.

كبير مسؤولي القطاع الصحي البريطاني، كريس ويتي، قال أمام البرلمان البريطاني إن على المدخنيين أن يقلقوا من الأمراض التنفسية المعدية، مثل كورونا، لأنهم أكثر عرضة لالتقاط العدوى وجهازهم المناعي لا يعمل بالكفاءة المطلوبة.

عالمة الأوبئة ساسكيا بوبيسكو قالت لموقع "بزنس إنسايدر" إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع التدخين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل تنفسية حادة أو الالتهاب الرئوي.

التدخين أيضا يجعل أعراض الفيروس أكثر سوءا، وفق البروفيسور سانجايا سيناناياكي، الأستاذ في الجامعة الوطنية الأسترالية لأنه مرتبط بأمراض الرئتين والقلب المزمنة، وعندما تحدث مشاكل من هذا النوع تتفاقم أعراض "كوفيد-19" الناتج عن الفيروس، لأن الأخير يصيب الجهاز التنفسي.

وتشير دراسات أجريت على مصابين بالفيروس في الصين إلى أن عدد ضحايا الفيروس من الرجال أكثر من النساء، ويرى خبراء أن سبب ذلك هو التدخين، لأن نسبة المدخنين الرجال في الصين أكبر بكثير من النساء، وبحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية أجريت عام 2019 فإن 47.6 في المئة من الرجال الصينيين يدخنون، مقارنة بـ 1.8 في المئة فقط من النساء.

وكان عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، قد قال خلال مارس الماضي إن "الوقت المناسب للإقلاع عن التدخين هو الآن".

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).