طرأ التحسن الأكبر في جودة الهواء على المدن ذات الهواء الأكثر تلوثا.
طرأ التحسن الأكبر في جودة الهواء على المدن ذات الهواء الأكثر تلوثا.

بالتزامن مع الإغلاق العالمي الناجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد، طرأت تطورات كبيرة على جودة الهواء في تسع مدن رئيسية حول العالم، بحسب ما سجلته تقارير بيئية متخصصة.

ووجد تقرير سويسري، اعتمد على بيانات حكومية من كل من مدن دلهي ولندن ولوس آنجلس وميلان ومومباي ونيويورك وساو باولو وسيول ووهان وروما، أن جودة الهواء تحسنت بشكل ملحوظ في تلك البقاع.

وبحسب التقرير، فقد طرأ التحسن الأكبر في جودة الهواء على المدن ذات الهواء الأكثر تلوثا.

وشهدت العاصمة الهندية نيودلهي انخفاضا بتلوث الهواء بنسبة 60 بالمئة عن معدلات العام الماضي، على مدى الأسابيع الثلاثة التي فرضت فيها البلاد أوامر بقاء بالمنزل للحد من تفشي فيروس كورونا على أراضيها.

وأظهرت جودة الهواء في العاصمة الكورية الجنوبية سيول تحسنا بمقدار 54 بالمئة.

وسجلت مدينة ووهان الصينية انخفاضا بمستوى الشوائب والدخان في الهواء بمقدار 44 بالمئة.

وتقدم شركة "أي-كيو-إير" السويسرية، القائمة على التقرير، خرائط تبين مدى جودة الهواء حول العالم عبر موقع إلكتروني مخصص لتلك الغاية، تم إطلاقه بالتعاون مع برامج الأمم المتحدة للبيئة والتنمية المستدامة.

ويقدم الموقع معلومات ومؤشرات حول جودة الهواء في مدن العالم الرئيسية، إلى جانب تصنيف أكثر البقاع تلوثا.

وتدعم الشركة معلوماتها ببيانات سابقة توضح زيادة النقاء الطارئة على الهواء خلال أزمة كورونا، التي شهدت إغلاقا للأعمال غير الأساسية وتوقفا في حركة المواصلات بالطائرات والقطارات والسيارات، إلا ما ندر.

وأشارت وكالة ناسا كذلك في وقت سابق من شهر مارس، إلى انخفاض كبير في تلوث الهواء في الصين، خصوصا في مادة ثاني أكسيد النيتروجين الصادرة عن بعض العوادم.

ولاحظت ناسا انخفاض التلوث بانبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في الشمال الشرقي للولايات المتحدة خلال الفترة ذاتها.

وبينما انخفض التلوث في هواء روما، شهدت العاصمة الإيطالية ارتفاعا بنسب الدخان الناجم عن استخدام المنازل أنظمة التدفئة، قد يكون ذلك بسبب بقاء الكثيرين في بيوتهم.

ومن المتوقع أن يكون هذا التحسن في جودة الهواء مؤقتا، فقد شهد عام 2008 تحسنا في مستويات تلوث الهواء بالتزامن مع الأزمة المالية التي شهدتها تلك الفترة، إلا أنه عاد إلى وضعه مع انحسار الأزمة آنذاك.
 

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).