FILE - In this Sept. 9, 2019, file photo, Missouri Attorney General Eric Schmitt speaks in front of the U.S. Supreme Court in…
سجلت ولاية ميسوري أكثر من 6000 حالة إصابة بالفيروس التاجي و222 حالة وفاة

رفع المدعي العام لولاية ميسوري الأميركية، إيريك شميت، دعوى قضائية الثلاثاء ضد الحكومة الصينية بشأن جائحة الفيروس التاجي كوفيد- 19، متهما إياها بـ "الكذب على العالم"، وقال إنه "من الواجب محاسبتها".

وأكد مكتب شميت إنه رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني ومسؤولين ومؤسسات صينية أخرى، متهاما إياهم بإخفاء المعلومات واعتقال المبلغين، ونفي وجود فيروس كورونا عند بداية الجائحة.

شميت قال في تصريحات صحفية إن هذه الإجراءات أدت إلى "ضرر لا يمكن إصلاحه" في دول كثيرة حول العالم، وخسائر في الأرواح وعواقب اقتصادية وخيمة في ميسوري، على سبيل المثال.

وأفاد مسؤولو الصحة في الولاية حيث يعمل شميت، عن أكثر من 6000 حالة إصابة بالفيروس التاجي و222 حالة وفاة، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.

وقال شميت في هذا الصدد "تسبب كوفيد 19 في أضرار لا يمكن إصلاحها للبلدان في جميع أنحاء العالم" وخص بالذكر "المرض والموت والاضطراب الاقتصادي والمعاناة البشرية".

وتابع "في ميسوري، تأثير الفيروس حقيقي للغاية، لقد أصيب آلاف وتوفي كثيرون، وتم فصل العائلات عن أحبائهم وهم يموتون، وأغلقت الشركات الصغيرة أبوابها، ويكافح أولئك الذين يعيشون على أجر يومي من أجل توفير الطعام لأسرهم".

وتقول الدعوى المرفوعة أمام محكمة المقاطعة الأميركية للمنطقة الشرقية في ميسوري، إن الصين "شاركت في تحريفات وإخفاء وانتقام لإخفاء خطورة تفشي كوفيد- 19عن بقية العالم".

ويتهم مكتب شميث بكين بإنكار خطر انتقال العدوى من شخص لآخر، والفشل في إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن هذا الانتقال. 

وتتضمن الدعوى اتهام الصين بإسكات المبلغين عن طريق اعتقال ثمانية أطباء أثاروا مخاوف بشأن الفيروس، وأن الصين "لم تتخذ سوى خطوات قليلة أو لم تتخذ أي خطوات لاحتواء" كوفيد- 19 ولم تقدم المشورة للجمهور بشأن خطورة الفيروس.

وتقول الدعوى إن الصين سمحت لملايين الأشخاص بالسفر عبر ووهان، حيث نشأ الفيروس، "مما يجعل تفشي المرض في جميع أنحاء العالم أمرًا لا مفر منه تقريبًا".

وتسلط الدعوى الضوء أيضا، على الأثر المدمر للوباء على ولاية ميسوري بوجه خاص، مشيرة إلى العدد غير المسبوق من مطالبات الإعانة، ومعدل البطالة في الولاية، وكذلك التأثير على ميزانية الدولة. 

وتلفت الدعوى إلى العواقب "الإنسانية"، مثل العزل الذي يتعرض له أخصائيو الرعاية الصحية الذين يتم عزلهم عن عائلاتهم، وكبار السن المقيمون في دور رعاية المسنين الذين يتم إبعادهم عن أحبائهم.

وفي آخر حصيلة نشرتها جامعة جونز هوبكنز، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 2700 وفاة بكورونا خلال 24 ساعة الأخيرة.

وأودى الفيروس بحياة ما لا يقلّ عن 174 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في شهر ديسمبر في الصين، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية حتى مساء الثلاثاء.

وشُخّصت أكثر من مليونين و525240 إصابة مؤكدة في 193 دولة ومنطقة منذ بداية تفشي الوباء.

وهذا العدد لا يعكس سوى جزء من عدد المصابين فعلياً، إذ تبقى الفحوص لكشف الإصابات في عدد من الدول محصورة بالحالات التي تتطلّب رعاية في المستشفى. ومن بين المصابين، تعافى ما لا يقلّ عن 567400 شخص.

صينيون في مركز تسوق في 3 يناير 2025 يعودون لارتداء الكمامات مع انتشار ميتانيموفيروس- مصدر الصورة: رويترز
صينيون في مركز تسوق في 3 يناير 2025 يعودون لارتداء الكمامات مع انتشار ميتانيموفيروس- مصدر الصورة: رويترز

تنتشر صور لصينيين بالكمامات وأخبار حول اكتظاظ بمستشفيات على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تحذيرات من فيروس جديد يصيب الجهاز التنفسي. هذه الأنباء أثارت قلق البعض، لدرجة أن العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة عادوا مؤخرا لارتداء الكمامات في المناسبات وأماكن التجمعات.

وتشهد الصين ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف بـ"ميتانيموفيروس" (hMPV)، خاصة في المقاطعات الشمالية وبين الأطفال. ويُعيد هذا إلى الأذهان ذكريات بداية جائحة كورونا، التي ظهرت في مدينة ووهان قبل خمس سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف حول العالم.

وبحسب أستاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية، ضرار حسن بلعاوي، في حديثه مع موقع "الحرة" فإن هذا الفيروس يثير بعض المخاوف بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفيروس المخلوي التنفسي والإنفلونزا ونزلات البرد.

ما هو ميتانيموفيروس البشري؟

تم اكتشاف ميتانيموفيروس البشري لأول مرة في هولندا عام 2001. "وبالرغم من أنه جديد نسبيا من حيث اكتشافه، إلا أنه من المُعتقد أن الفيروس كان متواجدا لفترة طويلة قبل ذلك"، بحسب بلعاوي، الذي يشير إلى أن "ميتانيموفيروس" البشري والفيروس المخلوي التنفسي من نفس العائلة.

واعتبارًا من عام 2016، يعتبر ميتانيموفيروس البشري ثاني أكثر أسباب أمراض الجهاز التنفسي الحادة شيوعا (بعد الفيروس المخلوي التنفسي RSV) لدى الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في العيادات الخارجية بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب بلعاوي.

وتُشير الدراسات إلى أنه ينتشر موسميًا، عادةً في فصلي الربيع والشتاء.

أما عن ظهور الفيروس مؤخرا في الصين، فإن بلعاوي يعزو ذلك إلى تزايد رصد الحالات وتسليط الضوء عليه، وليس بالضرورة إلى بدايته الفعلية.

ونشر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بيانات تُظهر ارتفاعًا ملحوظًا في التهابات الجهاز التنفسي خلال الأسبوع الممتد من 16 إلى 22 ديسمبر 2024. 

ويقول بلعاوي: "ارتبط ميتانيموفيروس البشري بنسبة 6.2 في المئة من نتائج الاختبارات الإيجابية لأمراض الجهاز التنفسي و5.4 في المئة من حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي في الصين، متجاوزًا بذلك كوفيد-19 والراينوفيروس والفيروسات الغدية". 

من يصيب وما مدى خطورته؟

يُصيب ميتانيموفيروس البشري جميع الفئات العمرية، ولكنه يُشكل خطرًا كبيرا على الأطفال الصغار، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو.

في معظم الحالات، تُسبب العدوى أعراضا خفيفة تشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى. ولكن في بعض الحالات، وخاصةً للفئات الأكثر عرضةً للخطر، يمكن أن يُسبب الفيروس التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، ما قد يتطلب دخول المستشفى.

أعراض فيروس الجهاز التنفسي البشري- مصدر الصورة: كليفلاند كلينيك

ما هو العلاج؟

لا يوجد علاج مُحدد لميتانيموفيروس البشري، والعلاج يعتمد في الغالب على تخفيف الأعراض، بحسب بلعاوي.

لكن الخبير في علم الأدوية واللقاحات في لندن، بلال زعيتر، قال لموقع "الحرة" إن هناك لقاحا بالفعل تم تطويره بشكل طارئ لمحاربة هذا الفيروس، بنفس الطريقة التي تم بها تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، في حين لا تزال الدراسات جارية للتأكد من فعاليته.

وينصح بلعاوي بدوره من تظهر عليه الأعراض بالراحة وشرب الكثير من السوائل، كما يمكن استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لتخفيف الحمى والألم.

لكنه يشير إلى أنه في حالات العدوى الشديدة، قد يلزم العلاج في المستشفى، حيث يُمكن تقديم الرعاية الداعمة، مثل الأكسجين والتهوية الميكانيكية.

طرق الانتقال وسرعة الانتشار

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة، يمكن التقاط العدوى بهذا الفيروس، من مخالطة المصابين، من إفرازات السعال، أو العطس، أو اللمس، أو المصافحة للمصاب، أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.

وتتراوح فترة الحضانة بين 3 إلى 6 أيام، وقد يختلف متوسط مدة المرض حسب شدته.

ويقول بلعاوي إن "سرعة انتشار الفيروس ليست معروفة بدقة، وتُجرى دراسات لفهم طبيعة انتقاله بشكل أفضل".

طرق الوقاية

تُشبه طرق الوقاية من ميتانيموفيروس البشري hMPV تلك المتبعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا بحسب بلعاوي، وهي:

* غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
* تجنب لمس العينين، والأنف، والفم بأيدي غير مغسولة.
* تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل على الفور.
* تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
* البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.

هل يمكن أن ينتقل من الصين إلى بلاد أخرى؟

بالرغم من إعلان السلطات الصحية الصينية أنها تنفذ إجراءات طارئة لمراقبة انتشار المرض وإدارته، فإن هونغ كونغ أبلغت عن وجود عدد من الإصابات بين مواطنيها، فيما أعلنت دول مجاورة مثل تايوان وكمبوديا أنها تراقب الوضع عن كثب.

ويرى بلعاوي أن الصين يجب ان تنفذ إجراءات استباقية مشددة حتى لا ينتشر الفيروس، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا داع للقلق لأننا نعرف الكثير عنه فضلا عن أن العالم أصبح يعرف الكثير بعد جائحة كورونا بشأن كيفية التعامل مع الأمراض التنفسية والمستشفيات مجهزة لمثل هذا الأمر.

ويؤكد أنه بالرغم من أن الفيروس لا يمثل حاليا تهديدا وبائيا عالميا، فإن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه يُعد أمرا بالغ الأهمية للحد من انتشاره وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل المرضى وكبار السن والأطفال.