اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي الأربعاء، الصين، بأنها قامت بـ"تدمير" عينات لفيروس كورونا المستجد في إطار جهودها للتغطية على تفشي المرض، وتشير بعض التقارير إلى أن بكين حاولت بالفعل منع نشر معلومات حول عينات كانت بحوزتها قبل أسابيع.
وكان بومبيو قد ذكر في المؤتمر، أن الحكومة الصينية لم تشارك المجتمع الدولي، حتى الآن، عينات للفيروس تم جمعها داخل الصين، وقال إنها فرضت رقابة على الأشخاص الذين حاولوا تحذير العالم، وأمرتهم بوقف اختبار عينات جديدة، وتدمير العينات الموجودة.
تخاذلت بكين، بحسب الوزير، في الإبلاغ عن انتقال الفيروس بين البشر "لمدة شهر حتى تفشى في كل مقاطعة داخل الصين".
وحتى بعد أن أخطر الحزب الشيوعي الصيني منظمة الصحة العالمية بتفشي الفيروس التاجي، فإن الصين "لم تشارك جميع المعلومات التي لديها".
وجاءت تصريحات الوزير وسط دعوات واشنطن لبكين للسماح لها بالوصول إلى معلومات أكثر حول تفشي الفيروس، ووسط مخاوف من تراخي معايير السلامة في معمل مدينة ووهان.
بومبيو قال إن "هذه المعامل لا تزال مفتوحة داخل الصين" والعديد من المختبرات مثل هذا المعهد "باتت تدرس مسببات الأمراض المعقدة".
صحيفة فاينانشال تايمز، قالت في تقرير حول الموضوع، إنه بتخفيف قيود الحركة في ووهان في الفترة الأخيرة، أصبح بإمكان العلماء المحليين استئناف عملهم في العينات المأخوذة خلال المراحل المبكرة لتفشي المرض، وتتبع مسارات المرضى، والبيانات الأخرى التي قد تحمل أدلة على كيفية ظهور المرض.
لكن "هناك دلائل على أن الصين لا تشارك جميع المعلومات التي تتوق بقية العالم إلى رؤيتها" بحسب الصحيفة، التي أضافت أنه "رغم انتشار فرضية أن الفيروس انتقل من الحيوانات في سوق للأغذية الحية في ووهان، إلا أن علماء درسوا جينات المرض، أكدوا أنه لا يوجد دليل قاطع على نوع الحيوان الذي انتقل منه".
ويضغط المسؤولون الأميركيون على الصين للإفصاح عن المزيد من البيانات حول المرض قبل 31 ديسمبر، أي قبل أن تبلغ بكين منظمة الصحة العالمية بوجود حالات التهاب رئوي في ووهان.
مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن الوصول إلى ووهان ظل مقيدا منذ تفشي الفيروس، معتبرا أن ما بحوزة الصينيين من معلومات مهم "لأنهم يعرفون الكثير عن المرض وظلوا يحاربونه لمدة شهر على الأقل".
صحيفة فاينانشال تايمز نقلت في وقت سابق عن باحث في معهد ووهان للفيروسات، رفض الكشف عن اسمه، أن الصين لم تشارك عينات من الفيروس مع منظمة الصحة العالمية، لأنها "نشرت بالفعل الكثير من المعلومات" عنه، مثل الشفرة الوراثية للفيروس.
كانت السلطات الصينية قد أبلغت عن التسلسل الجيني لفيروس كورونا في 12 يناير، وبعد ذلك كشف باحثون صينيون عن حالات للمرض يعود تاريخها إلى 1 ديسمبر، لكن منظمة الصحة العالمية وعلماء آخرين لم يستبعدوا أن يكون قد انتقل من حيوان إلى إنسان قبل أكثر من ستة أشهر.
وفي حين لا يعرف العلماء على وجه التحديد مصدر الفيروس، استبعد علماء غربيون حللوا شفرته الوراثية، أن يكون قد تم تعديله وراثيا في أحد المختبرات، لكنهم أيضا أشاروا إلى احتمال تسربه عن طريق الخطأ من مختبر في معهد ووهان للفيروسات أو "مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية منها".
بروس أيلوارد، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الذي قاد بعثة مشتركة إلى الصين في فبراير، قال لفاينانشال تايمز الشهر الماضي، إن فريق المنظمة بحاجة إلى العودة إلى ووهان لمعرفة كيف بدأ الفيروس.
وقال إن الصين جمعت معلومات هامة في ووهان من سجلات بائعي الحيوانات، والعينات المحفوظة من مسح السوق بالكامل، بما في ذلك المزاريب التي يتجمع فيها البول والبراز، والمجمدات لا تزال مليئة بأعضاء من الحيوانات.
وقال: "إذا كانت لديك هذه المعلومات المهمة حقا، فستتمكن من تحديد مصدر الفيروس".
ويشير جدول لموقع Axios حول الأحداث في الصين منذ انتشار المرض، إلى أن مسؤولا في لجنة الصحة بمقاطعة هوبي، مركز تفشي الفيروس، أمر في الأول من يناير، المعامل بوقف اختبار العينات وتدمير العينات الموجودة.
وبحسب صحيفة "ستريتس تايمز"، تلقى موظف في إحدى الشركات المختصة بعلم الجينوم، مكالمة هاتفية من مسؤول في لجنة الصحة في مقاطعة هوبي، أمر خلالها الشركة بالتوقف عن اختبار العينات من ووهان ذات الصلة بالمرض الجديد وتدمير كافة العينات الموجودة.
الموظف، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قال إنه تم إبلاغ الشركة بالتوقف فورا عن نشر أي معلومات حول الاختبارات وإبلاغ السلطات بأي نتائج مستقبلية.
وفي الثالث من يناير أمرت لجنة الصحة الوطنية الصينية (NHC)، أعلى هيئة صحية في البلاد، المؤسسات بعدم نشر أي معلومات تتعلق بالمرض، وأمرت المختبرات بنقل أي عينات كانت لديها إلى مؤسسات فحص معينة أو تدميرها.