نسبة الإصابات انخفضت بشكل كبير في الأسابيع الماضية
نسبة الإصابات انخفضت بشكل كبير في الأسابيع الماضية

توقع أستاذ وجراح أميركي في جامعة جونز هوبكنز نهاية جائحة فيروس كورونا المستجد بحلول شهر أبريل القادم، ما يسمح للحياة الطبيعية بالعودة، وفق ما جاء في مقاله المنشور في صحيفة "وول ستريت جورنال".

وكتب مارتي ماكاري في المقال أن الإصابات اليومية انخفضت بنسبة 77 في المئة منذ ستة أسابيع.

وأرجع ذلك إلى حد كبير إلى المناعة الطبيعية التي تكتسب من العدوى السابقة، وهو أمر أكثر شيوعا مما يمكن قياسه عن طريق الاختبارات.

وأشار إلى أنه واعتبارا من هذا الأسبوع، سيكون 15 في المئة من الأميركيين قد تلقوا اللقاح، والرقم يرتفع بسرعة.

وأضاف مكاري بأن البلاد تتجه إلى مستوى إصابات منخفض بشكل كبير، متوقعا أن "يختفي كوفيد في الغالب بحلول أبريل مما يسمح للأميركيين باستئناف حياتهم الطبيعية".

وأوضح أن التلقيح وارتفاع عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بالفيروس في الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن يسهم في الوصول إلى مناعة القطيع بحلول الربيع.

ويرى مكاري أنه عندما يتم كسر سلسلة انتقال عدوى الفيروس في أماكن متعددة، يصعب على الفيروس الانتشار، وهذا يشمل حتى السلالات الجديدة.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلن، الشهر الماضي، أنه يتوقع أن تكون الولايات المتحدة قد قطعت بحلول الصيف المقبل شوطا بعيدا على طريق بلوغ "مناعة القطيع"، أي المناعة الجماعية ضد فيروس كورونا، مشيرا إلى أن عمليات التلقيح ستتم بوتيرة متسارعة خلال الربيع.

ومنذ ظهوره في الصين، أودى الوباء بما لا يقلّ عن 1,075,493 شخصا حول العالم، فيما أعطت 107 دول ومناطق في العالم لسكانها أكثر من 200 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

وتأتي الولايات المتحدة في الطليعة إذ استخدمت 59,6 مليون جرعة متقدمة على الصين (40,5 مليون حتى التاسع من فبراير) وبريطانيا (17,5 مليونا) والهند (10,7 ملايين) وإسرائيل (7,1 ملايين).

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).