لقاح جونسون يمنح بجرعة واحدة
لقاح جونسون يعطي على جرعة واحدة

حظي لقاح جونسون آند جونسون بكثير من الاهتمام حول العالم، كونه أحد اللقاحات القليلة الذي يعطي مناعة فعالية ضد فيروس كورونا المستجد بعد جرعة واحد فقط.

وتحدثت تقارير صحفية مؤخرا عن إصابة بعد ما تلقوا هذا اللقاح بجلطات دموية على غرار مع حدث مع لقاح أسترازينيكا البريطاني.

وأغلقت وزارة الصحة العامة في ولاية جورجيا الأميركية، الأربعاء الماضي، موقعًا للتطعيم بلقح جونسون أند جونسون بعد شكوك في تعرض ثمانية أشخاص لردود فعل سلبية من التطعيم، حسبما أفاد موقع Fox 8 في كليفلاند بولاية أوهايو الأحد.

فهل بالفعل يتسبب اللقاح في مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة؟

لقاح جونسون أند جونسون هو آخر اللقاحات التي تم الترخيص لها من قبل منظمة الصحة العالمية.

وحصل لقاح جونسون آند جونسون على الضوء الأخضر من الجهات التنظيمية في كل من الولايات المتحدة وكندا وجنوب إفريقيا.

وخلصت اختبارات سريرية إلى أن لقاح جونسون آند جونسون فعّال بنسبة 67 في المئة في منع الإصابة بكوفيد-19.

وأخذت هذه النتيجة جميع أنواع كوفيد-19 في الاعتبار. وثبت بأن نسبة فعالية اللقاح في منع الإصابة بالمرض الشديد بلغت 85,4 في المئة.

وأوضحت منظمة الصحة أن "نماذج البيانات من الاختبارات السريرية الكبيرة التي نشرتها الشركة تظهر أيضا أن اللقاح فعّال في أوساط السكان الأكبر سنا".

علاقته بجلطات الدم؟

بينما أكدت الشركة فعالية لقاحها،  قالت هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر إنها تدرس إصابات بتجلط الدم بعد أخذ لقاح جونسون أند جونسون إثر تسجيل أربع حالات بينها وفاة.

والجمعة الماضي، قالت أعلى سلطة صحيّة أميركية إنها لم تجد بعد رابطا "سببيّا" بين لقاح جونسون أند جونسون المضاد لكوفيد-19 وجلطات الدم.

وأفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في بيان "في الوقت الحالي، لم نعثر على علاقة سببية مع التلقيح ونستمر في تحقيقنا وتقييمنا لهذه الحالات". 

أهم ما يميزه

- حقنة واحدة فقط

على عكس لقاحات فايزر وباونتيك وكذا موديرنا وأسترازينكا، يعتمد لقاح جونسون أند جونسون على تطعيم واحد لاغير.

ويتطلب لقاح كل الشركات السالفة الذكر على تطعيمين لضمان حماية كاملة من فيروس كورونا.

ويتطلب الأمر أخذ لقاح أولي ثم الانتظار ثلاثة اسابيع لأخذ التطعيمة الثانية، بينما يؤخذ لقاح جونسون أند جونسون بتطعيم واحد، وهي ميزة كبيرة، وفق خبراء

- سهولة التخزين:

يمكن تخزين هذا اللقاح الجديد لمدة ثلاثة أشهر في درجات حرارة الثلاجة القياسية، مما يسهل توزيعه على الأطباء أو الصيادلة على وجه الخصوص. 

لذلك، من المتوقع أن يسهل هذا اللقاح عمليات التطعيم في البلدان النامية، التي لا تتوفر على هياكل تخزين كبيرة للحفاظ على سلسلة التبريد.

- تقنية مشابهة للقاح أسترازينكا:

يستخدم لقاح جونسون أند جونسون نفس تقنية ناقل الفيروس مثل أسترازينكا. 

ويستخدم اللقاح كحامل لفيروس آخر منخفض الضراوة، يتم تحويله لإضافة تعليمات وراثية من جزء من الفيروس المسؤول عن فيروس كورونا. 

وبمجرد دخول الخلايا، يتم إنتاج بروتين نموذجي لـ Sars-CoV-2 ، لترويض الجهاز المناعي للتعرف عليه.

وباستخدام هذه التقنية، ينتج الكائن الحي مضادا بنفسه، ثم يثير استجابة مناعية في شكل أجسام مضادة محددة. 

تجارب إضافية قيد التنفيذ

أعلنت شركة جونسون آند جونسون العملاقة أنها تدرس تأثير جرعتين بدلاً من جرعة واحدة من أجل تحقيق حماية أقصى. 

وقد أبدى بعض العلماء تحفظات على تأثير هذه الجرعة الإضافية، بسبب التقنية المستخدمة لهذا اللقاح، إذ يرون أنه بإمكان الجهاز المناعي التعرف على الفيروس "الحامل" الضعيف المحقون مرة ثانية، والقضاء عليه حتى قبل حقنه.

ومؤخرا بدأت الشركة أيضًا تجارب على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا.

صينيون في مركز تسوق في 3 يناير 2025 يعودون لارتداء الكمامات مع انتشار ميتانيموفيروس- مصدر الصورة: رويترز
صينيون في مركز تسوق في 3 يناير 2025 يعودون لارتداء الكمامات مع انتشار ميتانيموفيروس- مصدر الصورة: رويترز

تنتشر صور لصينيين بالكمامات وأخبار حول اكتظاظ بمستشفيات على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تحذيرات من فيروس جديد يصيب الجهاز التنفسي. هذه الأنباء أثارت قلق البعض، لدرجة أن العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة عادوا مؤخرا لارتداء الكمامات في المناسبات وأماكن التجمعات.

وتشهد الصين ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف بـ"ميتانيموفيروس" (hMPV)، خاصة في المقاطعات الشمالية وبين الأطفال. ويُعيد هذا إلى الأذهان ذكريات بداية جائحة كورونا، التي ظهرت في مدينة ووهان قبل خمس سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف حول العالم.

وبحسب أستاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية، ضرار حسن بلعاوي، في حديثه مع موقع "الحرة" فإن هذا الفيروس يثير بعض المخاوف بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفيروس المخلوي التنفسي والإنفلونزا ونزلات البرد.

ما هو ميتانيموفيروس البشري؟

تم اكتشاف ميتانيموفيروس البشري لأول مرة في هولندا عام 2001. "وبالرغم من أنه جديد نسبيا من حيث اكتشافه، إلا أنه من المُعتقد أن الفيروس كان متواجدا لفترة طويلة قبل ذلك"، بحسب بلعاوي، الذي يشير إلى أن "ميتانيموفيروس" البشري والفيروس المخلوي التنفسي من نفس العائلة.

واعتبارًا من عام 2016، يعتبر ميتانيموفيروس البشري ثاني أكثر أسباب أمراض الجهاز التنفسي الحادة شيوعا (بعد الفيروس المخلوي التنفسي RSV) لدى الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في العيادات الخارجية بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب بلعاوي.

وتُشير الدراسات إلى أنه ينتشر موسميًا، عادةً في فصلي الربيع والشتاء.

أما عن ظهور الفيروس مؤخرا في الصين، فإن بلعاوي يعزو ذلك إلى تزايد رصد الحالات وتسليط الضوء عليه، وليس بالضرورة إلى بدايته الفعلية.

ونشر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بيانات تُظهر ارتفاعًا ملحوظًا في التهابات الجهاز التنفسي خلال الأسبوع الممتد من 16 إلى 22 ديسمبر 2024. 

ويقول بلعاوي: "ارتبط ميتانيموفيروس البشري بنسبة 6.2 في المئة من نتائج الاختبارات الإيجابية لأمراض الجهاز التنفسي و5.4 في المئة من حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي في الصين، متجاوزًا بذلك كوفيد-19 والراينوفيروس والفيروسات الغدية". 

من يصيب وما مدى خطورته؟

يُصيب ميتانيموفيروس البشري جميع الفئات العمرية، ولكنه يُشكل خطرًا كبيرا على الأطفال الصغار، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو.

في معظم الحالات، تُسبب العدوى أعراضا خفيفة تشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى. ولكن في بعض الحالات، وخاصةً للفئات الأكثر عرضةً للخطر، يمكن أن يُسبب الفيروس التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، ما قد يتطلب دخول المستشفى.

أعراض فيروس الجهاز التنفسي البشري- مصدر الصورة: كليفلاند كلينيك

ما هو العلاج؟

لا يوجد علاج مُحدد لميتانيموفيروس البشري، والعلاج يعتمد في الغالب على تخفيف الأعراض، بحسب بلعاوي.

لكن الخبير في علم الأدوية واللقاحات في لندن، بلال زعيتر، قال لموقع "الحرة" إن هناك لقاحا بالفعل تم تطويره بشكل طارئ لمحاربة هذا الفيروس، بنفس الطريقة التي تم بها تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، في حين لا تزال الدراسات جارية للتأكد من فعاليته.

وينصح بلعاوي بدوره من تظهر عليه الأعراض بالراحة وشرب الكثير من السوائل، كما يمكن استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لتخفيف الحمى والألم.

لكنه يشير إلى أنه في حالات العدوى الشديدة، قد يلزم العلاج في المستشفى، حيث يُمكن تقديم الرعاية الداعمة، مثل الأكسجين والتهوية الميكانيكية.

طرق الانتقال وسرعة الانتشار

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة، يمكن التقاط العدوى بهذا الفيروس، من مخالطة المصابين، من إفرازات السعال، أو العطس، أو اللمس، أو المصافحة للمصاب، أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.

وتتراوح فترة الحضانة بين 3 إلى 6 أيام، وقد يختلف متوسط مدة المرض حسب شدته.

ويقول بلعاوي إن "سرعة انتشار الفيروس ليست معروفة بدقة، وتُجرى دراسات لفهم طبيعة انتقاله بشكل أفضل".

طرق الوقاية

تُشبه طرق الوقاية من ميتانيموفيروس البشري hMPV تلك المتبعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا بحسب بلعاوي، وهي:

* غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
* تجنب لمس العينين، والأنف، والفم بأيدي غير مغسولة.
* تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل على الفور.
* تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
* البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.

هل يمكن أن ينتقل من الصين إلى بلاد أخرى؟

بالرغم من إعلان السلطات الصحية الصينية أنها تنفذ إجراءات طارئة لمراقبة انتشار المرض وإدارته، فإن هونغ كونغ أبلغت عن وجود عدد من الإصابات بين مواطنيها، فيما أعلنت دول مجاورة مثل تايوان وكمبوديا أنها تراقب الوضع عن كثب.

ويرى بلعاوي أن الصين يجب ان تنفذ إجراءات استباقية مشددة حتى لا ينتشر الفيروس، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا داع للقلق لأننا نعرف الكثير عنه فضلا عن أن العالم أصبح يعرف الكثير بعد جائحة كورونا بشأن كيفية التعامل مع الأمراض التنفسية والمستشفيات مجهزة لمثل هذا الأمر.

ويؤكد أنه بالرغم من أن الفيروس لا يمثل حاليا تهديدا وبائيا عالميا، فإن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه يُعد أمرا بالغ الأهمية للحد من انتشاره وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل المرضى وكبار السن والأطفال.