الولايات المتحدة ستقيد السفر من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها اعتبارا من يوم الاثنين
الولايات المتحدة ستقيد السفر من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها اعتبارا من يوم الاثنين

اتخذت عدة دول حول العالم إجراءات وقائية، بينها حظر السفر، لمواجهة خطر انتشار متحور جديد لفيروس كورونا يعتقد أنه سيكون "الأكثر انتشارا" مقارنة بباقي المتغيرات.

وأعلنت كل من السعودية والإمارات، الجمعة، أنهما ستقومان بتعليق الرحلات الجوية من سبع دول أفريقية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله إنه "تقرر تعليق الرحلات الجوية من دول جمهورية جنوب أفريقيا، جمهورية نامبيا، جمهورية بوتسوانا، جمهورية زيمبابواي، جمهورية موزمبيق، مملكة ليسوتو، مملكة إسواتيني وإليها".

وأعلن المصدر أيضا "تعليق السماح بدخول المملكة لغير المواطنين، من القادمين مباشرة وبشكل غير مباشر من الدول المشار إليها، عدا من قضى مدة لا تقل عن 14 يوما في دولة أخرى من الدول التي تسمح الإجراءات الصحية في المملكة بدخول القادمين منها".

كذلك، أعلنت وكالة أنباء الإمارات " تعليق دخول المسافرين القادمين من جنوب أفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق على جميع الرحلات الجوية للناقلات الوطنية والأجنبية وكذلك ركاب الترانزيت القادمين منها، اعتبارا من يوم الاثنين".

وبحسب الوكالة فان هذا يشمل "تعليق دخول المسافرين الذين تواجدوا في هذه الدول خلال فترة 14 يوما قبل القدوم إلى دولة الإمارات مع استمرار تسيير الرحلات، حيث سيسمح بنقل الركاب من دولة الإمارات إلى هذه الدول".

وأعلنت البحرين أيضا إدراج جنوب أفريقيا وخمس دول اخرى على لائحة الدول الحمراء، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.

وقالت الوكالة إن "دخول المسافرين القادمين من الدول المدرجة على القائمة الحمراء سيعلق على جميع الرحلات الجوية، بمن فيهم القادمون من هذه الدول الذين سيدخلون مملكة البحرين بشكل مؤقت، ويستثنى من ذلك المواطنون وأصحاب تأشيرات الإقامة السارية في مملكة البحرين".

وأعلن الأردن منع دخول القادمين من عدد من الدول الأفريقية إلى المملكة إلا بعد مرور أسبوعين على مغادرتهم هذه الدول وذلك لمنع وصول المتحورة الجديدة من فيروس كورونا إلى أراضي المملكة.

وبناء على توصية من وزارة الصحة قررت وزارة الداخلية الأردنية في بيان الجمعة "منع دخول غير الأردنيين القادمين من هذه الدول إلا بعد مرور 14 يوما على مغادرتهم لهذه الدول إلى دول أخرى لا يتواجد فيها المتحور الجديد، واعتبارا من الأحد المقبل".

وأوضحت الوزارة أن "الإجراءات الاحترازية اتخذت بحق القادمين من دول: جنوب إفريقيا وليسوتو وزيمبابوي وموزمبيق ونامبيا وإسواتيني وبوتسوانا وذلك إعتبارا من يوم الأحد".

وبحسب الوزارة "سيتم حجر الأردنيين القادمين من هذه الدول حجرا مؤسسيا لمدة 14 يوما وعلى نفقتهم الخاصة وبغض النظر عن نتيجة فحص الكشف عن كورونا في المطارات الأردنية أو في الدول القادمين منها".

وأشارت الى أن القرار اتخذ "للحد من دخول هذا المتحور الجديد إلى الأردن".

وقرر المغرب إغلاق حدوده في وجه المسافرين القادمين من بلدان منطقة إفريقيا الجنوبية، تحسبا لانتقال المتحورة الجديدة لفيروس كورونا.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن وزارة الخارجية القول إن القرار يشمل "فضلا عن جنوب إفريقيا، كلا من بوتسوانا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وزيمبابوي".

وأشارت إلى أن حظر دخول التراب الوطني يسري على "المسافرين القادمين من هذه البلدان أو العابرين لها".

أوروبا

ووافقت دول الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على فرض حظر سفر بحق القادمين من جنوب القارة الإفريقية لمواجهة انتشار السلالة الجديدة.

وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي في بيان إن الدول السبع والعشرين تحركت في غضون ساعات بناء على نصيحة من المفوضية الأوروبية التي طالبت الجميع بضرورة توخي مزيد من الحذر في التعامل مع المتحور الجديد حتى يتضح مدى خطورة التهديد.

ودعت رئاسة الاتحاد الأوروبي، التي ترأسها سلوفينيا في الوقت الحالي، جميع الدول الأعضاء "لاختبار وإخضاع جميع الركاب القادمين للعزل".

وحظرت بريطانيا وفرنسا وهولندا الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا وخمس دول مجاورة لها. 

وكانت إيطاليا منعت من دخول أراضيها الجمعة أي شخص زار جنوب إفريقيا "في الأيام الـ14 الماضية". 

وأصبحت بلجيكا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن عن حالة إصابة بهذا المتحور.

وفي إسرائيل قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت، الجمعة، إن بلاده "على أعتاب حالة طارئة" بعد أن اكتشاف السلطات أول حالة إصابة بالسلالة الجديدة. 

وقررت السلطات منعت السفر من وإلى معظم الدول الأفريقية.

وقال بينيت إن المتغيرة الجديدة أكثر عدوى وتنتشر بسرعة أكبر من دلتا، مضيفا أن السلطات تجمع معلومات عما إذا كانت السلالة الجديدة تتهرب من اللقاحات أو أنها أكثر فتكا.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إنها سجلت إصابة لدى شخص عائد من مالاوي، مشيرة إلى الاشتباه بحالتين أخريين لأشخاص عائدين من الخارج، وضعا في الحجر الصحي. 

وأضافت أن الأشخاص الثلاثة كانوا مطعمين، دون تحديد عدد الجرعات التي حصلوا عليها أو نوع اللقاح.

وفي الولايات المتحدة قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لرويترز إن الولايات المتحدة ستقيد السفر من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها اعتبارا من يوم الاثنين.

وشددت عدة دول أخرى، بما في ذلك كندا والهند واليابان وتركيا وسويسرا والبرازيل قيود السفر على القادمين من جنوب إفريقيا.

وتسببت المخاوف المتعلقة بهذه المتحورة الجديدة، في انخفاض أسعار النفط وتراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية. 

وصنفت لجنة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية المتحور الجديد لفيروس كورونا باعتباره فيروسا شديد العدوى مثيرا للقلق، وأطلق عليه اسم "أوميكرون".

صينيون في مركز تسوق في 3 يناير 2025 يعودون لارتداء الكمامات مع انتشار ميتانيموفيروس- مصدر الصورة: رويترز
صينيون في مركز تسوق في 3 يناير 2025 يعودون لارتداء الكمامات مع انتشار ميتانيموفيروس- مصدر الصورة: رويترز

تنتشر صور لصينيين بالكمامات وأخبار حول اكتظاظ بمستشفيات على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تحذيرات من فيروس جديد يصيب الجهاز التنفسي. هذه الأنباء أثارت قلق البعض، لدرجة أن العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة عادوا مؤخرا لارتداء الكمامات في المناسبات وأماكن التجمعات.

وتشهد الصين ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف بـ"ميتانيموفيروس" (hMPV)، خاصة في المقاطعات الشمالية وبين الأطفال. ويُعيد هذا إلى الأذهان ذكريات بداية جائحة كورونا، التي ظهرت في مدينة ووهان قبل خمس سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف حول العالم.

وبحسب أستاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية، ضرار حسن بلعاوي، في حديثه مع موقع "الحرة" فإن هذا الفيروس يثير بعض المخاوف بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفيروس المخلوي التنفسي والإنفلونزا ونزلات البرد.

ما هو ميتانيموفيروس البشري؟

تم اكتشاف ميتانيموفيروس البشري لأول مرة في هولندا عام 2001. "وبالرغم من أنه جديد نسبيا من حيث اكتشافه، إلا أنه من المُعتقد أن الفيروس كان متواجدا لفترة طويلة قبل ذلك"، بحسب بلعاوي، الذي يشير إلى أن "ميتانيموفيروس" البشري والفيروس المخلوي التنفسي من نفس العائلة.

واعتبارًا من عام 2016، يعتبر ميتانيموفيروس البشري ثاني أكثر أسباب أمراض الجهاز التنفسي الحادة شيوعا (بعد الفيروس المخلوي التنفسي RSV) لدى الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في العيادات الخارجية بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب بلعاوي.

وتُشير الدراسات إلى أنه ينتشر موسميًا، عادةً في فصلي الربيع والشتاء.

أما عن ظهور الفيروس مؤخرا في الصين، فإن بلعاوي يعزو ذلك إلى تزايد رصد الحالات وتسليط الضوء عليه، وليس بالضرورة إلى بدايته الفعلية.

ونشر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بيانات تُظهر ارتفاعًا ملحوظًا في التهابات الجهاز التنفسي خلال الأسبوع الممتد من 16 إلى 22 ديسمبر 2024. 

ويقول بلعاوي: "ارتبط ميتانيموفيروس البشري بنسبة 6.2 في المئة من نتائج الاختبارات الإيجابية لأمراض الجهاز التنفسي و5.4 في المئة من حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي في الصين، متجاوزًا بذلك كوفيد-19 والراينوفيروس والفيروسات الغدية". 

من يصيب وما مدى خطورته؟

يُصيب ميتانيموفيروس البشري جميع الفئات العمرية، ولكنه يُشكل خطرًا كبيرا على الأطفال الصغار، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو.

في معظم الحالات، تُسبب العدوى أعراضا خفيفة تشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى. ولكن في بعض الحالات، وخاصةً للفئات الأكثر عرضةً للخطر، يمكن أن يُسبب الفيروس التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، ما قد يتطلب دخول المستشفى.

أعراض فيروس الجهاز التنفسي البشري- مصدر الصورة: كليفلاند كلينيك

ما هو العلاج؟

لا يوجد علاج مُحدد لميتانيموفيروس البشري، والعلاج يعتمد في الغالب على تخفيف الأعراض، بحسب بلعاوي.

لكن الخبير في علم الأدوية واللقاحات في لندن، بلال زعيتر، قال لموقع "الحرة" إن هناك لقاحا بالفعل تم تطويره بشكل طارئ لمحاربة هذا الفيروس، بنفس الطريقة التي تم بها تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، في حين لا تزال الدراسات جارية للتأكد من فعاليته.

وينصح بلعاوي بدوره من تظهر عليه الأعراض بالراحة وشرب الكثير من السوائل، كما يمكن استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لتخفيف الحمى والألم.

لكنه يشير إلى أنه في حالات العدوى الشديدة، قد يلزم العلاج في المستشفى، حيث يُمكن تقديم الرعاية الداعمة، مثل الأكسجين والتهوية الميكانيكية.

طرق الانتقال وسرعة الانتشار

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة، يمكن التقاط العدوى بهذا الفيروس، من مخالطة المصابين، من إفرازات السعال، أو العطس، أو اللمس، أو المصافحة للمصاب، أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.

وتتراوح فترة الحضانة بين 3 إلى 6 أيام، وقد يختلف متوسط مدة المرض حسب شدته.

ويقول بلعاوي إن "سرعة انتشار الفيروس ليست معروفة بدقة، وتُجرى دراسات لفهم طبيعة انتقاله بشكل أفضل".

طرق الوقاية

تُشبه طرق الوقاية من ميتانيموفيروس البشري hMPV تلك المتبعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا بحسب بلعاوي، وهي:

* غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
* تجنب لمس العينين، والأنف، والفم بأيدي غير مغسولة.
* تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل على الفور.
* تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
* البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.

هل يمكن أن ينتقل من الصين إلى بلاد أخرى؟

بالرغم من إعلان السلطات الصحية الصينية أنها تنفذ إجراءات طارئة لمراقبة انتشار المرض وإدارته، فإن هونغ كونغ أبلغت عن وجود عدد من الإصابات بين مواطنيها، فيما أعلنت دول مجاورة مثل تايوان وكمبوديا أنها تراقب الوضع عن كثب.

ويرى بلعاوي أن الصين يجب ان تنفذ إجراءات استباقية مشددة حتى لا ينتشر الفيروس، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا داع للقلق لأننا نعرف الكثير عنه فضلا عن أن العالم أصبح يعرف الكثير بعد جائحة كورونا بشأن كيفية التعامل مع الأمراض التنفسية والمستشفيات مجهزة لمثل هذا الأمر.

ويؤكد أنه بالرغم من أن الفيروس لا يمثل حاليا تهديدا وبائيا عالميا، فإن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه يُعد أمرا بالغ الأهمية للحد من انتشاره وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل المرضى وكبار السن والأطفال.