كثيرون تخلوا عن ارتداء الأقنعة
كثيرون تخلوا عن ارتداء الأقنعة

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الثلاثاء، من أن موجات جديدة من الإصابات بكوفيد تظهر أن الوباء "لم يقترب حتى من نهايته".

وقال غيبرييسوس في مؤتمر صحفي إن "موجات جديدة من الفيروس تظهر مجددا أن كوفيد-19 لم يقترب من نهايته.. بينما يضغط الفيروس علينا، يتعين أن نتصدى له".

وتابع "مع ازدياد حالات الدخول إلى المستشفى وتفشي كوفيد-19، يتحتم على الحكومات نشر تدابير تمت تجربتها مثل وضع الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الفحص والعلاج".

وقال الدكتور مايكل راين، كبير مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، خلال المؤتمر الصحفي إن عدد حالات الإصابة بوباء كوفيد  في جميع أنحاء العالم ارتفع بنسبة 30% في الأسبوعين الماضيين - وهو ارتفاع مدفوع أساسًا بمتحورات Omicron BA.4 و BA.5.

وحتى 11 يوليو، أحصت منظمة الصحة العالمية أكثر من 552,5 مليون حالة مؤكدة من كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، منها 232,3 مليونا في أوروبا لأكثر من 6,3 مليون حالة وفاة منذ بداية الوباء.

كما أكد راين أن تخفيف الإجراءات الصحية وقيود التباعد الاجتماعي، فضلاً عن خفض عدد فحوص الاصابة، كلها عوامل تعقد عملية مراقبة الوباء.

وقال تيدروس "يستمر الفيروس في الانتشار بحرية ولا تقوم الدول بتوزيع عبء الوباء بشكل فعال وفقًا لقدراتها، سواء بالنسبة لنقل المصابين في حالة خطيرة الى المستشفيات أو العدد المتزايد من مرضى ما بعد كوفيد، وغالبًا ما يشار إليه باسم كوفيد الطويل".

وكان المسؤولان يتحدثان على هامش نشر منظمة الصحة نتائج الاجتماع الأخير للجنة الطوارئ الخاصة بكوفيد، الذي عقد يوم الجمعة الماضي.

وأعلنت الوكالة بالتالي الإبقاء على تصنيف وباء كوفيد-19 "حالة طوارئ صحية تستدعي قلقا علميا"، وهو التحذير الأعلى مستوى لدى المنظمة، وذلك في أعقاب إجماع اللجنة.

عوأشارت اللجنة إلى تراجع وتيرة الاختبارات وفحوص التسلسل الجيني ما من شأنه أن يزيد من صعوبة تقدير تأثير متحورات كورونا، ويؤكد "عدم كفاية المراقبة الحالية" للوباء.

وتلحظ اللجنة الزيادة الأخيرة في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في مناطق مختلفة من العالم، فضلاً عن عدم تنفيذ تدابير الصحة العامة المناسبة في المناطق التي شهدت عودة للإصابات.

اللقاحات المضادة لكورونا حالت دون حدوث ملايين الوفيات حول العالم
تم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس

ستتوفر قريبا اللقاحات المحدَّثة ضد كوفيد-19 في الصيدليات، بينما تشهد الولايات المتحدة وعدة دول أخرى زيادة في حالات الإصابة. 

في غضون ذلك يتساءل كثيرون "هل من الأفضل الحصول على الجرعة الجديدة على الفور، أم ينبغي الانتظار؟

ردا على ذلك، يقول كارلوس دل ريو، أستاذ الطب المتميز في جامعة إموري وخبير الأمراض المعدية لشبكة "سي إن إن" إنه "لا تتوفر هناك إجابة بسيطة لهذا السؤال".

وتم تحديث لقاحات كوفيد-19 من شركة فايزر لتوفير الحماية ضد الطفرات الجديدة للفيروس.

وأضاف دل ريو "نحن في وسط موجة جديدة، العديد من الناس، بمن فيهم أنا شخصيًا، قد تعرضوا مؤخرًا للإصابة بكوفيد" مشيرا إلى أن إصابته جعلته يقرر تأجيل الحصول على الجرعة الجديدة.

وقال: "إذا كنت قد أصبت بكوفيد في الأشهر الثلاثة الماضية، فعليك أن تنتظر.. ليست هناك حاجة للحصول على لقاح، لأنك بطريقة ما، قد 'تلقيت' اللقاح من السلالة الحالية".

وإذا لم يتعرض  الشخص للإصابة بكوفيد مؤخرًا، وخاصة إذا كان سنه 65 عامًا أو أكثر فيوصي هذا المختص بالحصول على اللقاح "في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وينطبق الشيء ذاته على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاستشفاء أو الوفاة؟

يقول الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو في لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في حديثه للشبكة الأميركية إن الأشخاص الذين يصابون بكوفيد بشكل شديد يستدعي دخول المستشفى أو قد يهدد حياتهم ينتمون أساساً إلى أربع فئات.

الفئة الأولى تتكون من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والثانية، الأشخاص الذين لديهم حالات طبية تعرضهم لخطر عالٍ، مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والرئة أو القلب المزمنة. أما الثالثة في فئة النساء الحوامل، والرابعة مكونة من المسنين، أو الأشخاص فوق 75 عاما.

في المقابل يقول أوفيت وخبراء آخرون إن البالغين الأصغر سنًا والأصحاء يمكنهم الانتظار.

وتابع "الانتظار حتى الخريف يضمن حماية أفضل خلال موسم الفيروسات التنفسية، الذي يصل ذروته عادة في ديسمبر ويناير".

وقالت الدكتورة ميغان راني، عميدة كلية الصحة العامة في جامعة ييل لـ "سي إن إن" "إذا لم تكن قد تعرضت للإصابة مؤخرًا، فإن الجرعات المنشطة الجديدة مهمة للغاية، الطفرات الحالية لكوفيد تختلف بشكل كبير عن طفرات الشتاء الماضي، وهذه الجرعات المنشطة لهذا العام تتوافق مع الطفرات الجديدة".

وتوافق راني على أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية والذين لم يتعرضوا مؤخرًا للإصابة يجب أن يحصلوا على لقاحهم الآن، لكنها تنوي تأجيل لقاحها قليلاً.

"أنا أخطط للانتظار حتى نفس الوقت الذي سأحصل فيه على لقاح الإنفلونزا، في أكتوبر"، كما قالت.

وأشارت راني إلى أن اللقاحات المحدثة التي تعتمد على تقنية "mRNA" من فايزر وموديرنا ستكون متاحة أولاً، مع وصول لقاح نوفافاكس في غضون بضعة أسابيع.

وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد-19 قد يكونون في خطر أعلى من الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.

وأضافت راني "إذا كنت مترددًا بشأن mRNA لسبب ما، على الرغم من أن هذه اللقاحات آمنة جدًا، فإن الجرعة المعززة من نوفافاكس، التي تعتمد على البروتين، ستكون متاحة أيضًا قريبًا".

بيتر شين-هونغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يقول من جانبه إنه سينتظر أيضًا لبضعة أسابيع.

"لن أهرع للحصول على اللقاح. أنا أكثر قلقًا بشأن الشتاء من الصيف" وفق قوله.

والخميس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على طرح اللقاحات الجديدة من موديرنا وفايزر (بالتعاون مع بيونتك)، والتي تستهدف متحور KP.2 من سلالة أوميكرون.

وستكون هذه الجرعات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، في وقت يشهد ارتفاعًا مستمرًا في حالات دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).