قيود مكافحة كوفيد الصارمة مستمرة في الصين
قيود مكافحة كوفيد الصارمة مستمرة في الصين

تركت عمليات الإغلاق المرتبطة بمكافحة فيروس كورونا المستجد في مدن صينية عدة، الملايين يبحثون عن طعام وسلع أساسية أخرى، وسط حالة من اليأس بسبب إبقاء الناس في منازلها.

ووضع حوالي 65 مليون شخص في 33 مدينة في جميع أنحاء الصين تحت الإغلاق الجزئي أو الكامل، حيث تضاعف السلطات من القضاء على تفشي فيروس كورونا قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني منتصف أكتوبر. 

وتعد مدينة تشنغدو عاصمة مقاطعة سيشوان الجنوبية الغربية المدينة الأكثر تضررا بشدة من الإغلاق. كما تعرضت خلال الأشهر الأخيرة لموجات حر وانقطاع التيار الكهربائي ثم زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر أسفر عن مقتل 65 شخصا.

كان من المفترض في البداية أن يستمر الإغلاق في تشنغدو سبعة أيام فقط، لكن السلطات المحلية مددت القيود إلى أجل غير مسمى مما أدى لإثارة شعور متزايد بالقلق واليأس بين العديد من المواطنين، بحسب صحيفة "الغارديان".

في الساعات التي سبقت دخول تشنغدو في إغلاق مرتبط بسياسة "صفر كوفيد" مطلع سبتمبر الحالي، اندفع السكان إلى أسواقهم المحلية للتزاحم بحثا عن أي طعام يمكنهم الحصول عليه.

كانت هوانغ، وهي محاضرة جامعية تبلغ من العمر 42 عاما، من بين أولئك الذين شعروا بوجود إغلاق وشيك. 

بينما كانت تشتري اللحوم والخضروات، صرخ أحدهم: "شخص ما تم التعرف على انه مخالط لشخص مصاب. سيتم إغلاق هذا المكان". تركت البقالة هوانغ، وحملت ابنتها الصغيرة وعادت إلى المنزل بأسرع ما يمكن.

قالت هوانغ: "في تلك اللحظة، كل ما كنت أفكر فيه هو الركض"، وتعتبر نفسها محظوظة لتجنبها الحجر الصحي الإجباري. 

وأضافت: "لا أعرف ما حدث لأولئك الذين لم يتمكنوا من الخروج".

وتشعر هوانغ بالقلق بشأن والديها المسنين، اللذين يحتاج أحدهما إلى غسيل الكلى كل أسبوعين في المستشفى بعد أن مددت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة إغلاقها إلى أجل غير مسمى.

اكتئاب

في وقت أنهت معظم دول العالم القيود المرتبطة بمكافحة الفيروس التاجي، لا تزال الصين تطبق تدابير صارمة جدا لمكافحة تفشي أي عدوى حتى وإن كانت محدودة وذلك وفقا لسياسة تعرف باسم "صفر كوفيد".

وقالت محاضرة جامعية أخر تدعى، لي، إنه حتى بعد زلزال الخامس من سبتمبر، لم تتوقف الإجراءات الصارمة ضد مكافحة كورونا. كانت لي قلقة أيضا بشأن التأثير على الصحة العقلية لعمليات الإغلاق المتكررة على الأشخاص العاديين. وتابعت: "أصيب أحد الأقارب الأكبر سنا بالاكتئاب الشديد بسبب وجوده في المنزل".

بينما تستمر الاختبارات اليومية لكوفيد-19 على مستوى المدينة، فإن سكان تشنغدو في المناطق المعرضة للخطر محصورون في منازلهم. 

وتسمح السلطات لشخص واحد من كل أسرة بالخروج لمدة ساعتين مرة واحدة يوميا لشراء الضروريات شريطة حصوله على نتيجة سلبية من فحص كوفيد في غضون 24 ساعة فقط.

وحتى في المناطق التي تم فيها رفع الإغلاق، يُمنع السكان من زيارة أحياء أخرى أو مغادرة المدينة لأسباب غير ضرورية. ويجب على الأشخاص تقديم نتيجة اختبار سلبية خلال 24 ساعة للدخول إلى وسائل النقل العام والأماكن.

في غضون ذلك، يتصاعد الغضب والذعر في قوييانغ، عاصمة مقاطعة قويتشو المجاورة لسيشوان. 

الزلزال لم ينهِ فيود مكافحة كوفيد في سيشوان

بعد أكثر من أسبوع من القيود، اشتكى سكان هواغويوان - وهو حي سكني مغلق يبلغ عدد سكانه حوالي 500 ألف نسمة - بمرارة من أنهم لم يتمكنوا من تأمين الطعام لعدة أيام.

وجاء الإغلاق المفاجئ دون سابق إنذار مما ترك الناس عالقين تماما في منازلهم. ومع بدء نفاد الطعام، قال كثيرون إنهم يشعرون باليأس بشكل متزايد بعد أن تم إغلاق المصاعد في الأبراج لمنع الناس من المغادرة.

والخميس، اعتذر مسؤولو المدينة عن ذلك، قائلين إن نقص الغذاء في هواغويوان كان بسبب نقص عمال التوصيل بسبب قيود كوفيد.

وقال السكان المحليون الذين قابلتهم صحيفة "الغارديان" إن السبل تقطعت بهم لمدة ثمانية أيام منذ تنفيذ الإغلاق دون سابق إنذار، وكانوا قلقين أيضا من نفاد الطعام.

قال أحدهم: "إنه خطأ الحكومة. أستطيع أن أفهم إغلاق المدينة لفترة قصيرة، لكن لم يعطنا أحد أي تحذير حتى أنهم أغلقوا المصاعد ولم يخبرنا أحد إلى متى سيستمر هذا".

"مرافق عزل قذرة"

في سياق متصل، احتفلت مدينة ينينغ الواقعة في منطقة شينجيانغ أقصى غرب الصين، بازدهار السياح الصينيين الذين يبحثون عن فترة راحة مشمسة من مخاوف إغلاقات كوفيد في مسقط رأسهم. 

لكن ينينغ الآن تعيش حظرا وبائيا مرهقا مستمر منذ أسابيع مع مطالبة السكان بالمساعدة بشأن الطعام المحدود وصعوبة الحصول على الأدوية ونقص حاد في الفوط الصحية للنساء.

وأُمرت السلطات المحلية، الناس في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة بالبقاء في منازلهم منذ أوائل أغسطس، مما أجبر الكثيرين على الاعتماد إلى حد كبير على مسؤولي الحي لتوصيل الإمدادات.

وقال أحد السكان الذين تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" عبر الهاتف إنه كان يحصل على طعام كل خمسة أيام لكن القيمة الغذائية قليلة - لا فواكه أو خضروات أو لحوم. 

ولم يذكر سوى اسمه الأول، الزبير، خوفا من انتقام المسؤولين بسبب وصفهم للظروف الصعبة.

في وقت سابق من هذا العام، اشتكى بعض سكان شنغهاي بصوت عالٍ من نقص الغذاء والدواء بعد إغلاق مرهق على مستوى المدينة الغنية استمر لشهرين.

لكن ينينغ لم تحصل على الاهتمام الذي حظيت به شنغهاي في أبريل الماضي على اعتبار أنها تقع في شينجيانغ، وهي منطقة منقسمة عرقيا تتهم الصين بارتكاب حملة قمع مكثفة فيها تستهدف الإيغور والكازاخ والأقليات المسلمة الأخرى إلى حد كبير.

وقالت ريحان أسات، محامية تنتمي لأقلية الإيغور وزميلة بجامعة ييل، "أعتقد أن ما حدث في شنغهاي يحظى باهتمام أكبر؛ لأنها مركز مالي ويمكن للشعب الصيني الاحتجاج". ورصدت السلطات المحلية في ينينغ 12 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 فقط.

وقال أحد السكان ويدعى آزاد إنه على مدار أسبوعين لم يأكل سوى المكرونة سريعة التحضير التي سببت له مشاكل في جهازه الهضمي.

وقالت العديد من النساء في مقابلات هاتفية إنهن لم يستطعن الحصول على الفوط الصحية، مما يجعل الحياة صعبة للغاية.

وقالت امرأة لم تذكر سوى اسمها الأول، مدينة، إن المال ليس المشكلة الرئيسية. وأضافت أن عناصر مثل منتجات النظافة النسائية وحفاضات الأطفال غالبًا ما تكون غير متوفرة في محطات الإمداد الرسمية وتباع بسرعة عبر الإنترنت.

كما اشتكى السكان عبر الإنترنت وفي رسائل إلى الحكومة بشأن قذارة مرافق الحجر الصحي والتطبيق الفوضوي لأوامر العزل ونقل كبار السن من منازلهم للمراقبة الطبية.

محمد بن سلمان كان قد ألغى في وقت سابق رحلات خارجية في اللحظات الأخيرة
محمد بن سلمان بلقطة أرشيفية

وصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى الإمارات، الأحد، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

ولم تذكر "واس" سبب زيارة ولي العهد للإمارات، لكنا قالت إنها خاصة.

وتأتي الزيارة، وهي الأولى من نوعها خلال 3 أعوام بحسب رويترز، قبل أيام من اجتماع تحالف أوبك+ في الخامس من ديسمبر، الخاص بسياسة إنتاج النفط.

وتأجل الاجتماع بعدما كان مقررا، الأحد.

وقالت مصادر لرويترز إن من بين القضايا التي سيتعين بحثها زيادة إنتاج الإمارات النفطي التي جرى الاتفاق عليها في يونيو، ومن المقرر أن تبدأ في يناير 2025.

وأرجأ أوبك+ اجتماعه لتزامنه مع قمة خليجية في الكويت اليوم.

والسعودية والإمارات حليفان تقليديان، لكن التنافس الاقتصادي جعلهما في بعض الأحيان يتخذان مسارات منفصلة في ملفات معينة.