كشف المدير العالم لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، أنه تم الإبلاغ عن 10 آلاف حالة وفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، خلال ديسمبر الماضي، فيما ارتفعت حالات الدخول للمستشفى ووحدات العناية المركزية.
وحذر في مؤتمر صحفي الأربعاء "على الرغم من أن كوفيد-19 لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية عالمية إلا أن الفيروس لا يزال ينتشر ويتغير ويقتل"، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
ويشير تقرير آخر للصحيفة إلى أن البيانات تظهر أن "موجة فيروس كورونا الشتوية" تجتاح الولايات المتحدة، فيما لا يزال الغموض يحيط بمدى حجم الموجة.
وتشكك الصحيفة في مزاعم بأننا نشهد ثاني أعلى موجة من جائحة كورونا، إذ تستند هذه المزاعم إلى "تتبع مياه الصرف الصحي".
وأشار التقرير إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية "سي دي سي" "تستخدم لغة أكثر تحفظا" وتصف مستويات عالية من انتشار كورونا مع احتمالية أقل بكثير بالإصابة بمرض خطير.
وتظهر فحوصاتهم لمواقع المراقبة في الولايات المتحدة أن مستويات فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي تتجاوز ذروة الشتاء الماضي، وهي أعلى مما كانت عليه سابقا.
جون براونشتاين، الذي يدير مختبر علم الأوبئة في مستشفى بوسطن للأطفال قال للصحيفة إننا "بحاجة إلى توخي الحذر بشأن استقراء النتائج من الأرقام التي يمكن أن تثير الخوف والقلق".
وأضاف من الواضح أن هذه النتائج "تستكشف كميات متحورات الفيروس، لكن هذا لا يعني أنها بالضرورة تتطابق بشكل مباشر مع عدد الحالات".
وتتأثر التغييرات والمتحورات في بيانات مياه الصرف الصحي أيضا بعدد من العوامل منها: محطات المعالجة، والطرق المستخدمة لرصد العينات، وعوامل أخرى يمكن أن تؤثر على كمية الفيروسات التي يتخلص منها المصابون بحسب مستويات مناعتهم، رغم أن متتبعي هذه البيانات يقولون إنه من غير الواضح ما إذا كانت تفسر زيادة فيروس كوفيد من عدمها.
وتؤكد إيمي كيربي، التي تشرف على مراقبة مياه الصرف الصحي في "سي دي سي" أن الأرقام تظهر أنها "أكبر" في إشارة إلى رصد كورونا بمياه الصرف الصحي، ولكن "هل هي أكبر بشكل ملموس؟".
وأضافت أن الأرقام تشير أن "كان هناك المزيد من الإصابات في تلك المجتمعات، لكنني لا أعرف ما إذا سيكون له أي تأثير"، مشيرة إلى أن "المستشفيات لا تشعر بوجود ضغط أكبر مما كانت عليه في العالم الماضي (2022)".
شهدت حالات دخول المستشفيات زيادة بـ42 في المئة، في حين ارتفعت الحالات التي استدعت دخول وحدات العناية المركزة بنسبة 62 في المئة مقارنة بأرقام نوفمبر، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتستند هذه الأرقام إلى بيانات جمعت من أقل من 50 دولة معظمها من أوروبا والأميركتين.
وقال المنظمة تيدروس "من المؤكد أن ثمة ارتفاعا في عدد الوفيات بكوفيد في بلدان أخرى لم يتم الإبلاغ عنها".
وتابع "علينا جميعا مواصلة اتخاذ تدابير وقائية ضد كوفيد-19، على غرار الأفراد والحكومات التي تتخذ الاحتياطات اللازمة ضد أمراض أخرى".
وأضاف "مع أن 10 آلاف حالة وفاة شهريا هو أقل بكثير مما سجل خلال ذروة الجائحة، يعد هذا المعدل من الوفيات التي يمكن تجنبها، غير مقبول".
وحض تيدروس الحكومات على مواصلة مراقبة الفيروسات وتحديد تسلسلها، وضمان إتاحة الفحوصات والعلاجات واللقاحات الموثوقة وبأسعار مقبولة.
وقال "نواصل دعوة الأفراد إلى تلقي اللقاح وإجراء اختبار الكشف عن الفيروس ووضع كمامات عند الحاجة والتأكد من تهوئة الأماكن الداخلية المزدحمة بشكل جيد".
قالت "سي دي سي" مطلع العام إن المتحور جيه.إن1 من فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19 يمثل حوالي 62 بالمئة من الإصابات بالمرض في الولايات المتحدة حتى 5 يناير .
وأضافت أن المتحور جيه.إن1 هو الآن النوع الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم، كما ترتفع معدلات الإصابة به على نحو حاد في آسيا بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وقالت المراكز إنه لا يوجد في الوقت الراهن دليل على أن هذا المتحور يسبب أعراضا أكثر خطورة، وأضافت أن من المتوقع أن تعزز اللقاحات الحالية الحماية ضده.
وأعلنت المراكز أن حالات دخول المستشفيات بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19 زادت بنسبة 20.4 بالمئة في الأسبوع المنتهي في 30 ديسمبر.
وفي ديسمبر ، صنفت منظمة الصحة العالمية جيه.إن1 على أنه "متحور محل اهتمام"، وقالت إن الأدلة الحالية تظهر أن مخاطر هذا المتحور على الصحة العامة منخفضة.