مختلف عليه
الإلحاد في الأديان
كيف تعاملت المسيحية تاريخياً مع فكرة الإلحاد أو نكران وجود الرب؟ وهل هناك اختلاف في الأدبيات اللاهوتية بين الإلحاد والهرطقة، خصوصاً إن هناك تفسيرات عقائدية وصفت بالهرطقة مثل ما جاء به أريوس، وهو قسيس وزاهد مسيحي من أصل بربري اشتهر بتبنّيه لمجموعة من التعاليم التي تدور حول الطبيعة اللاهوتية في المسيحية، التي أكّد فيها على تفرّد الآب، وتبعية المسيح للآب، ومعارضته لما أصبح سائدًا حول طبيعة يسوع، فأصبح الموضوع الرئيس الذي نوقش في مجمع نيقية الأول الذي عقده الإمبراطور قسطنطين العظيم سنة 325م.
من هنا تبرز في المسيحية إشكالية كبرى حول تعريف الإلحاد، فهل هو ما قال به نيتشه في كتابه "عدو المسيح" حيث شن، في أقل من 100 صفحة، حرباً على المسيحية معتبراً إيها أسوأ ما أنتجته البشرية في تاريخها، أم أن الإلحاد هو تحدي الإله عبر نكران طبيعته التي أقرت بها الكنيسة والتي تجسدها ثلاثية الآب والإبن والروح القدس؟ وهل فعلاً تتسامح الكنسية اليوم مع الهجوم على الإله وإعلان الإلحاد؟ كيف تطور هذا عبر العصور؟ وكيف أثّر على واقع المسيحيين في الشرق؟ وما بين الفلسفة والدين المسيحي، هل من منتصر؟