إيران بعد سقوط الأسد
يواجه خامنئي مأزقاً سياسياً لا مثيل له في حياته السياسية الطويلة.

تهاوى وكلاؤها عند أول نزاع شامل في المنطقة، فيما يواجه مرشدها الأعلى مأزقاً غير مسبوق في تاريخه السياسي.

يرى متابعون لشؤون الشرق الأوسط أنها فشلت في الدفاع عن الموالين لها، فيما يرى آخرون أنها تخلت عنهم مقابل تفاهم يضمن بقاء النظام.

نكشف خفايا مثيرة عن طبيعة نفوذها وشبكات مؤيديها التي تواجه غضباً داخلياً وسياسة "الضغط الأقصى" لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

فهل تظل طهران تحت تأثير صدمة سقوط نظام الأسد؟ أم أنها بدأت بالفعل في إعادة ترتيب أوراقها الإقليمية؟

انهيار "الإمبراطورية"

لم يتردد عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين في التحدث بحماس كبير خلال السنوات الأخيرة عن "السيطرة على عدة عواصم عربية".

إنفاق إيران على وكلائها في الشرق الأوسط سجل أرقاماً قياسية ما دفعها لاستخدام العراق كمصدر تمويل بديل.

لكن هذه "السيطرة" تواجه تحدياً وجودياً كبيراً عقب الانهيار السريع لنظام بشار الأسد، وتدمير جزء كبير من القدرات العسكرية لجماعة حزب الله في لبنان، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة وعدة دول غربية.

التحدي اتخذ منحى تصاعدياً انطلاقاً من أبريل عام 2024، عندما بدأت كل من إيران وإسرائيل تبادل الضربات العسكرية المباشرة.

قبل ذلك، كانت إيران تتجنب الاشتباك المباشر مع القوات الإسرائيلية، فيما كان الجيش الإسرائيلي يركز أساساً على أهداف إيرانية داخل سوريا ولبنان.

الإيرانيون كانوا يعلمون منذ سنة على الأقل أن الأحداث في الشرق الأوسط لا تسير في صالحهم، وفق مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أليكس فاتانكا.

أما أسلوب تراجعهم فيشير إلى تواجد خطط مسبقة لديهم للانسحاب، وفق فاتاناكا في حديثه مع موقع الحرة.

"الآن لم يقرروا بعد إن كانوا يريدون تقويض نظام دمشق الجديد أو الحصول على اتفاق معه، حتى لا يخسروا موقعهم في سوريا"، يضيف فاتاناكا.

إيران تبقي الباب مفتوحا

وفي الوقت ذاته، تحرص طهران على فتح قنوات اتصال، تسمح لها بإيصال رسائل إلى إدارة ترامب قصد تجنب أي تصعيد.

يلاحظ فاتنكا أن أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان في زيارة إلى طهران، وأن الدوحة قد تكون إحدى أهم المفاوضين لأنها قريبة من الجانبين.

كما شكّلت سلطنة عُمان لوقت طويل نقطة محورية للحوار بين طهران وواشنطن، وفق الناطق باسم نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، انتفاض قنبر.

ويستدل على ذلك بالمباحثات غير المباشرة التي جمعت مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى بنظرائهم الأميركيين، من بينهم منسق البيت الأبيض السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك.

قنبر الذي تحدث إلى موقع الحرة، يقول إن مصادر أميركية رفيعة المستوى أكدت له أن ترامب يريد إنهاء دور إيران في الشرق الأوسط.

نفس المصادر أكدت أن طهران بعثت عديد الرسائل السرية للتعبير عن استعدادها للتفاوض.

من جهته كرر ترامب رغبته في التوصل إلى اتفاق مع طهران بإمكانه تجنب أي تصعيد.

لكن السؤال الحقيقي، أو "سؤال المليون دولار" حسب قنبر، هو كيف سيقوم ترامب بذلك؟

شبكة سي إن إن الأميركية قالت إن السعودية منفتحة على القيام بوساطة بين طهران وإدارة ترامب، بغرض التوصل إلى اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران.

كبير مراسلي صحيفة جيروزاليم بوست لشؤون الشرق الأوسط، سيث فرانتزمان، يرصد أن السعودية تطمح للعب ذلك الدور، من أجل تعزيز حضورها الإقليمي.

"إن الولايات المتحدة قبلت الوساطة القطرية مع طالبان، رغم استضافة الدوحة للمتطرفين، في حين أن السعودية طردتهم سعياً لعلاقات أفضل مع الغرب، لكن تحركها قوبل ببرود"، استدرك فرانتزمان.

لكن الإيرانيين وقيادتهم ممثلة في شخص المرشد علي خامنئي "لم يكونوا أبداً في هذا الموقف، من ناحية الاختيارات السياسية المعقدة الخاصة بحسابات الربح والخسارة"، وفق فاتنكا.

موقف إيران التفاوضي يزداد ضعفاً لأن البلاد مفلسة اقتصادياً.

لذلك لا يمكن لطهران الوقوف بفعالية في وجه القوى الإقليمية مثل تركيا وإسرائيل والسعودية، فضلاً عن الولايات المتحدة.

أما العراق فأصبح نقطة محورية في المفاوضات المُفترَضة بين طهران وواشنطن.

لكن المفارقة تكمن في أن بغداد لا يمكن أن تكون وسيطاً يسهل المحادثات بين الطرفين.

قيود عقائدية تكبّل سياسة طهران 

يشرح قنبر الأسباب التي تعيق العراق عن لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن.

فإيران، إيديولوجياً، تعتبر العراق جزءاً مما تسميها أدبيات نخبتها الحاكمة بمصطلح "الجمهورية الاسلامية"، حسب قنبر.

و"الجمهورية الإسلامية" لا تقتصر على حدود إيران فحسب، بل أيضاً العراق وسوريا ولبنان وعدة مناطق في الشرق الأوسط.

"النخبة الحاكمة في طهران لا تؤمن بالحدود الدولية، والعراق هو جزء من الإمبراطورية الإسلامية الإيرانية"، حسب قنبر.

وذلك ما يجعل العراق الحديقة الخلفية لإيران، ما ينزع أي مصداقية لمبادرات بغداد الدبلوماسية.

رؤية النخبة الحاكمة في طهران لبغداد على أنها كيان سياسي تابع لها، تتجاوز العراق إلى باقي الدول العربية.

فاتنكا يشرح ذلك، فمنذ بداية الثورة الإسلامية في إيران، اعتبر آية الله الخميني أن الأنظمة العربية، خصوصاً الملكية منها مثل المغرب والسعودية وباقي دول الخليج، أنظمة "غير شرعية" لأنها متحالفة مع الغرب.

لذلك رأت "الجمهورية الإسلامية" وحلفاؤها ضرورة العمل على إسقاط تلك الأنظمة بأي ثمن.

جسر نحو بيروت بتمويل عراقي

نجاح المجموعات المسلحة الموالية لإيران بالتغلغل في الأوساط العراقية، فتح الباب أمام الخطوة الموالية للحرس الثوري الإيراني.

والخطوة الموالية لفيلق القدس كانت في سوريا.

أليكس فاتنكا يشرح الأبعاد الجيوسياسية لذلك، بأن اعتماد إيران على سردية "مساعدتها للحكومة السورية في محاربة المتطرفين السنة" كانت مقامرة سياسية.

الهدف الرئيسي لتلك المقامرة كان بناء "جسر نحو بيروت".

يؤكد فاتنكا أن إيران لم تحارب داعش المتمركز أساساً في شرق سوريا.

طهران ركزت بدلاً عن ذلك على العاصمة، دمشق.

وبذلك أصبح ما يعرف بـ "الهلال الشيعي" متصلاً جغرافياً، ما مكّن طهران من دعم أكبر وكلائها في المنطقة، وهو جماعة حزب الله في لبنان.

لكن استمرار الحرب الأهلية في سوريا جعل الحفاظ على ذلك "الهلال" أمراً بالغ الصعوبة.

خامنئي استدعى كل القيادات الشيعية، عام 2014، وقال لهم: "نحن صرفنا 11 مليار دولار في سوريا"، حسب قنبر.

وإيران لا تستطيع سداد تلك الأموال، لذلك على العراق دفع كلفة الحرب في سوريا ومصاريف حزب الله في لبنان.

تشير التقديرات الأميركية، إلى أن طهران أنفقت أكثر من 16 مليار دولار على حربها وكلائها، خلال الفترة الممتدة بين 2012 و2020.

يكشف ذلك الرقم انخفاض وتيرة إنفاق طهران على وكلائها، وتحول العراق إلى المموِّل الرئيسي للمشروع الإيراني في سوريا ولبنان.

ولقيادة تلك الجهود، استقدمت طهران شخصية مركزية من حزب الله اللبناني، وهو محمد كوثراني.

عمل كوثراني بنشاط لصالح الحرس الثوري الإيراني داخل العراق عقب سقوط نظام صدام.

كوثراني لعب دوراً محورياً في تنسيق أنشطة إيران في العراق.

وفي 22 أغسطس 2013، صنفت وزارة الخارجية الأميركية كوثراني كـ "إرهابي عالمي".
الخارجية الأميركية رصدت مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، في إطار برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، للإدلاء بمعلومات حول نشاطاته.

حزب الله اللبناني أتاح لإيران إدارة الجماعات الشيعية في العراق، وعمل على تسخير المؤسسات الإدارية والمالية العراقية لخدمة إيران تحت إشراف قاسم سليماني، حسب قنبر.

لكن طموح سليماني لجعل العراق "جمهورية إسلامية" مثل إيران كان له كلفة عالية. تلك الكلفة تضمنت حياته.
الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن مقتل سليماني في غارة جوية أميركية عام 2020.

وما سيأتي بعد ذلك سيمهد لـ "انهيار أحجار الدومينو" الإيرانية. 

7 أكتوبر.. لحظة مفصلية

لم تكن إسرائيل مستعدة لمواجهة هجوم ضخم ومباغت، مثلما حدث في السابع من أكتوبر 2023.
طهران ووكلاؤها بنوا حساباتهم على ذلك الأساس.

ليس فقط الوكلاء، بل حلفاء إيران كذلك كانوا منخرطين في العملية.

تحقيقات الجيش الإسرائيلي المنشورة في 27 فبراير، بيّنت "انهيار التصورات الأمنية التي اعتمدتها إسرائيل على مدى سنوات".

تلك التصورات كانت تقوم على اعتبار حركة حماس عدواً ثانوياً، والمراهنة على إمكانية ردعها عبر تحسين ظروف العيش داخل قطاع غزة.

ومن اللافت أن تحقيقات الجيش الإسرائيلي خلصت إلى أن "إدارة الصراع" لم تعد استراتيجية فعالة.
وذلك يعني أن إسرائيل لم تعد تقبل التعايش مع وكلاء إيران في المنطقة، وأصبحت تسعى لإنهاء الصراع عبر "حلول جذرية".

تقدير الموقف الإيراني لم يأخذ بعين الاعتبار خصوصية النظام السياسي الإسرائيلي، ودور رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

إسرائيل انتقلت إلى مرحلة استعادة التفوق، عبر تدمير البنية العسكرية لكل من حماس وحزب الله.

الانهيار السريع لأحجار الدومينو الإيرانية في الشرق الأوسط لا يعود فقط إلى الأسباب العسكرية أو الأمنية.

غياب الرؤية لمرحلة ما بعد الحرب، والفشل في تقديم نموذج اقتصادي واجتماعي فعال، جعل "إمبراطورية" إيران هيكلاً هشاً، حسب أليكس فاتنكا.

الإيرانيون أنفسهم سئموا من انخراط حكومتهم في مشاريع خارجية مكلفة.

ولأن طهران تواجه عقوبات دولية، لا يمكن لشركاتها منافسة الشركات العالمية، وهي بحاجة إلى إيجاد حالة من الفوضى تسمح لها بالعمل.

تحركات بعد الأسد

خامنئي نفسه يواجه مأزقاً لم يألفه من قبل. فإذا اختار التصعيد سيصطدم بالغرب وينتهي نظامه، أما إذا قرّر التراجع فسيخسر ما تبقى من قواعده الشعبية.

والغضب الشعبي يتزايد يوميا، في ظل شلل متصاعد للإدارة الحكومية.

آخر مظاهر الفشل الحكومي كان الانقطاع المتكرر للكهرباء على مناطق واسعة، من بينها العاصمة طهران.

مزيج خطير من سوء الإدارة والتأثير المتصاعد للعقوبات أدى إلى انهيار تدريجي للخدمات في إيران.

الاحتجاجات لم تعد سياسية فقط، بل طالت نواحي الحياة اليومية.

رد فعل السلطات في طهران اقتصر على بدء إجراءات إقالة وزير الاقتصاد، وتبادل الاتهامات بين كبار المسؤولين.

كما قررت طهران تنظيم مناورات عسكرية كبيرة أطلقت عليها اسم "ذو الفقار" من أجل استعراض قوتها العسكرية، وهي جزء من عدة مناورات تجريها طهران بالاسم ذاته.

لكن مناورات "ذو الفقار" الأخيرة التي جاءت عقب سقوط نظام الأسد، والتحركات العسكرية الأميركية في المنطقة حملت طابعا خاصا.

الدكتور سعيد غولكار،أستاذ العلوم السياسية في جامعة تينيسي الأميركية، يقول إن المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة شهدت تغييراً جذرياً في الصورة التي تريد طهران إيصالها إلى العالم.

خلافاً للمرات السابقة حيث كانت السرية تطغى على نشاطات الجيش والحرس الثوري، كان الإعلام الإيراني حاضراً بقوة عبر تغطية غير مسبوقة للعمليات العسكرية.

الصورة الجديدة للقوات الإيرانية تريد طهران من خلالها التغطية على فشلها العسكري الأخير ضد إسرائيل.

فالهجمات الصاروخية الإيرانية خلال العام الماضي لم تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.

بل على العكس من ذلك، نجحت إسرائيل في تحييد أهم منظومات الدفاع الجوي الإيراني خلال ردها على الهجمات الإيرانية.

ومن خلال مناوراتها الأخيرة أرادت إيران أن تقول إنها لا تزال تملك أسلحة فعالة في ترسانتها، حسب غولكار.

ويظل هاجس إيران هو تجنب تأثير العقوبات الأميركية سعياً لتقليل الخسائر الاقتصادية، ومحاولة الإبقاء على حضورها في المنطقة.

"لن يكون هناك تغيير في العلاقات الإقليمية حتى تبدأ طهران في التغيير الحقيقي"، حسب فاتنكا.

ويرى أن ذلك يقتضي أن تصبح إيران دولة تركز على تنميتها الذاتية، عندها ستكون قادرة على مواجهة الأزمة التي تعصف بها داخلياً.

الترجي، الذي تأسس عام 1919، هو أكثر الفرق التونسية تتويجا عبر التاريخ
الترجي، الذي تأسس عام 1919، هو أكثر الفرق التونسية تتويجا عبر التاريخ

في حي شاكر جنوبي العاصمة التونسية، ترعرع وائل شتيوي وسط عائلة متيمة بحب عميد أندية الدولة الترجي الرياضي.

فتح وائل عينيه مبكرا على أغاني وأهازيج "الألتراس" الساخطة على الأوضاع السياسية والاجتماعية في بلد عاش الاستبداد لمدة 23 عاما في ظل نظام الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي.

سرعان ما انضم وائل إلى إحدى المجموعات المناصرة للترجي الرياضي التونسي، ليبدأ منذ ذلك الوقت بالتنقل بين ملاعب مختلفة من البلاد لتشجيع فريقه.

قبل بضع سنوات، حصل وائل على شهادة البكالوريا، بحث في الأرجاء عن طريق نحو الهجرة لمواصلة دراساته العليا خارج البلد.

وجد وكالة متخصصة في تسفير الطلاب إلى الخارج، مكنته بعد جهود من الحصول على مقعد في إحدى المؤسسات التعليمية الأميركية.

يقيم وائل الآن في شمالي ولاية فيرجينيا الأميركية قرب العاصمة واشنطن، يغرق في دروسه ويحاول بين الفينة والأخرى تأمين بعض الموارد المالية لتحسين وضعه الاجتماعي.

أبريل 2024، كان يوما مميزا في حياة وائل، والسبب نجاح الفريق الذي "يعشقه" في التأهل لكأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة الأميركية في صيف هذا العام.

سيتيح هذا الحدث لوائل إحياء لحظات "قديمة" لم يكن يمنعه فيها شيء عن حضور مباريات فريقه.

راقب وائل بشغف كل الأخبار المتعلقة بهذا الحدث العالمي بينها قرعة كأس العالم للأندية التي وضعت فريقه في المجموعة الرابعة إلى جانب كل من تشيلسي الإنكليزي وفلامينغو البرازيلي وكلوب ليون المكسيكي.

سعادة الشاب التونسي ازدادت بعد الإعلان عن الملاعب التي ستحتضن مقابلات الترجي إذ ستقام اثنتان منهما في ملعب"لينكولن فاينانشال" بفيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأميركية فيما يقام لقاء آخر في ناشفيل بولاية تينيسي.

يبعد هذا الملعب الذي يتسع لنحو 69 ألف مقعد نحو ثلاث ساعات ونصف فقط عن شمالي فيرجينيا حيث يقيم وائل.

"اشترينا تذاكر كثيرة، سننطلق في موكب سيارات ضخم نحو فيلادلفيا، سنطلق الأهازيج في الطريق، سنشجع فريقنا بقوة"، يقول وائل بحماس لموقع "الحرة".

كأس العالم للأندية

تحتضن الولايات المتحدة الأميركية أول نسخة من كأس العالم للأندية بشكلها الجديد الذي يضم 32 فريقا تتوزع على ستة اتحادات دولية للعبة.

يقول موقع "فيفا" الإلكتروني إن هذا الحدث العالمي سيجمع الأندية الأكثر نجاحاً في كل من الاتحادات الدولية الستة: الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الكونكاكاف، اتحاد أميركا الجنوبية، أوقيانوسيا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وتُنظم البطولة في الفترة الفاصلة بين 14 يونيو و13 يوليو من العام الحالي.

ويشمل نظام البطولة مرحلة المجموعات (ثماني مجموعات، تضم كل واحدة أربعة فرق).

يتأهل عن كل مجموعة الفريقان صاحبي الرتبتين الأولى والثانية إلى دوري الـ16.

بعد انتهاء مرحلة المجموعات، تبدأ مرحلة خروج المغلوب من الدوري 16 إلى الدور النهائي الذي سيقام في ملعب ميتلايف بنيوجيرسي.

وستقام مباريات مونديال الأندية على 12 ملعبا موزعة على عدة ولايات، بينها فلوريدا وكاليفورنيا وجورجيا وبنسلفانيا.

وخصص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لهذه المسابقة جوائز مالية تبلغ قيمتها مليار دولار سيتم توزيعها بمبالغ متفاوتة على الفرق المشاركة في البطولة.

ويفوق هذا المبلغ قيمة أي جوائز أخرى يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم في مسابقاته على مر التاريخ.

"غول أفريقيا"

والترجي، الذي تأسس عام 1919، هو أكثر الفرق التونسية تتويجا عبر التاريخ، إذ يملك في رصيده 33 بطولة محلية، و15 لقب كأس وأربع بطولات برابطة الأبطال الأفريقية إضافة إلى عدد من التتويجات المحلية والعربية والقارية الأخرى.

الفريق المعروف بعدة ألقاب منها "غول أفريقيا" و"الدم والذهب" و"الدولة الترجية"، تمكن الترجي الرياضي التونسي من التأهل إلى كأس العالم للأندية بعد أداء جيد في مسابقة رابطة الأبطال الأفريقية خلال المواسم الأربعة الأخيرة.

وإلى جانب الترجي الرياضي التونسي، ستكون القارة الأفريقية ممثلة في نوادي الأهلي المصري والوداد المغربي وصنداونز الجنوب أفريقي.

وإلى جانب إنعاش الوضع المادي للفريق، تأمل إدارة الفريق الترجي تحقيق إنجاز بارز عبر تمثيل جيد للراية التونسية في هذا المحفل الدولي.

يقول الناطق الرسمي باسم الترجي الرياضي، وليد قرفالة، لموقع "الحرة" إن "الفريق سيحاول تقديم مستويات تليق بشعار النادي وتُشرف اسم تونس".

يدور حديث الآن عبر المنتديات الرياضية على أن الترجي يعتزم انتداب القائد السابق للمنتخب يوسف المساكني وعدد من النجوم العالميين للعبة على غرار الدولي الجزائري، إسماعيل بن ناصر.

لكن الناطق باسم النادي التونسي يقول إن "تدعيمات الفريق ستكون حسب حاجة الإطار الفني وستشمل من يمكنهم تقديم الإضافة شريطة توفر الإمكانيات المالية لاستقطابهم".

ماذا عن الجماهير؟

يتوقع وائل حضورا قياسيا للجماهير التونسية المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأوروبا، قائلا: "بعض أصدقائي يشجعون فرقا تونسية أخرى منافسة للترجي لكن ذلك لن يحول دون حضورهم لبعض المقابلات (اللقاءات)، فعلم تونس في الميزان".

وبالفعل بدأ شبان تونسيون مقيمون في الولايات المتحدة الأميركية بحشد الدعم لفريق الترجي على منصات التواصل الاجتماعي، داعين إلى تنظيم لقاءات تحضيرية لهذا الحدث.

صفحة باسم "مشجعي الترجي في الولايات المتحدة" بدأت منذ فترة تقديم معلومات مفصلة عن الفنادق والملاعب ووسائل النقل وغيرها من المعلومات والمعطيات عن مدينتي فيلادلفيا وناشفيل حيث يخوض الفريق مباريات دور المجموعات.

كما بدأ مشجعون في تنظيم رحلات جماعية بالسيارات من عدة ولايات أميركية نحو المدينتين.

ورغم إقراره بصعوبة المهمة ضد منافسين من العيار الثقيل كتشيلسي الإنكليزي وفلامينغو البرازيلي فإن وائل يؤكد على "أهمية هذه المشاركة لدعم الفريق ماليا وتحقيق إشعاع دولي للرياضة التونسية".

من جهته، يرجح الناطق الرسمي باسم الترجي الرياضي التونسي، وليد قرفالة "توافد أعداد كبيرة من المناصرين خصوصا مع إعلان السفارة الأميركية عن تسهيلات للجماهير التونسية".

ورغم ورود تقارير عن وجود تسهيلات في حصول الجماهير على تأشيرات سفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لحضور هذه المسابقة، فإن عددا من الراغبين في السفر إلى هذا البلد لا يزال في انتظار الحصول على موعد بالسفارة فيما قرر آخرون العدول عن خوض التجربة.

يقول محمد الناصر وهو أحد أنصار الفريق التونسي في تصريح لموقع "الحرة" إنه "تراجع عن فكرة التحول إلى الولايات المتحدة لحضور مباريات فريقه بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة وأيضا بسبب الارتفاع الكبير لتكاليف السفر إلى هناك".

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بدأت وكالات سياحية تونسية في الترويج لعروض تشمل تذاكر الطيران إلى الولايات المتحدة والإقامة بالفنادق والنقل عبر الحافلات إلى الملاعب التي تحتضن مباريات الترجي.

أحد العروض التي أطلقتها وكالة سفر معروفة في تونس واطلع عليه موقع "الحرة" يروج لحزمة قيمته تفوق الـ 5300 دولار تشمل تذاكر الطيران والإقامة في غرفة فردية بالفنادق.

وحسب محمد الناصر، فإن "التكاليف مرتفعة للغاية وهو ما قد يؤثر على الحضور الجماهيري التونسي مقارنة بجماهير المكسيك والبرازيل".

وفي عام 2026، تستضيف الولايات المتحدة الأميركية بالشراكة مع كندا والمكسيك النسخة الأولى لكأس العالم للمنتخبات "المونديال" في صيغته الجديدة بمشاركة 48 منتخبا.

"مونديال الأندية في صيف 2025 سيكون أحسن "بروفة (استعداد) للولايات المتحدة التي تستعد لاستضافة المونديال خلال العام 2026"، يقول الناطق الرسمي باسم الترجي التونسي. 

لكن الحل بالنسبة لمحمد الناصر كي يتمكن من حضور المباريات هو الاستعداد المبكر، فهو "بدأ يُعد العدة من الآن للسفر إلى الولايات المتحدة خلال المونديال القادم".