وجوه وقضايا

"دماء جزائرية" في عروق كاليدونيا

عبد النبي مصدق- واشنطن
06 مارس 2025

" قولوا لأمي ما تبكيش.. يا المنفي"
"ولدك ربي ما يخليهش.. يا المنفي" (إن الله لن يتخلى عن ولدك)

إذا كنت من سكان دول شمال أفريقيا أو حتى بعض دول المشرق القريبة منها فإنه يصعب ألا تكون قد استمعت أو على الأقل صادفتك أغنية "يا المنفي".

من تلحين الفنان الجزائري، آكلي يحياتن، واشتهرت على مدى أوسع مع الثلاثي، رشيد طه وفوضيل والشاب خالد.

الكلمات توثق أوجاع منفيين اقتلعوا من وطنهم، وفكرة واحدة تجول في خواطرهم، الحرية.

لكن ما قصة هذه الأغنية؟ وما علاقتها بجزيرة "كاليدونيا الجديدة" الفرنسية التي تبعد عن الجزائر أكثر من 17 ألف كيلومتر؟ وما حكاية آلاف الجزائريين الذين نفتهم فرنسا الاستعمارية عن بلدهم الأم؟

"يا المنفي"

لا تتفق المصادر التاريخية بشأن هوية كاتب "يا المنفي" لكن ما هو محل إجماع هو تحولها مع مرور الزمن إلى أيقونة للتحرر من الاستعمار.

تقول روايات متداولة إن كاتب الأغنية، منفي جزائري أبعدته السلطات الفرنسية عن وطنه نحو كاليدونيا الجديدة.

واستمر الاحتلال الفرنسي للجزائر نحو 132 عاما (1830 إلى 1962)، تاركا خلفه ملايين القتلى والمصابين، وفق الرواية الرسمية الجزائرية.

لكن"جرائم الاستعمار الفرنسي" في الجزائر لا تقتصر على القتل وتفكيك الأراضي واستغلال الثروات بل تشمل ما "أوجع" من ذلك وهو"النفي من الوطن".

كاليدونيا الجديدة، هي إقليم فرنسي شبه مستقل، تبسط الدولة الفرنسية سيادتها عليه في مجالات الدفاع والشؤون الخارجية والقانون والسياسة النقدية والتعليم العالي والبحث العلمي وغيرها.

وجهات عديدة نُفي إليها الجزائريون، بينها مستعمرات فرنسية مثل كايان وكاليدونيا الجديدة.

وفي قلب المحيط الهادئ يبتعدون تدريجيا آلاف الكيلومترات عن دفء الوطن.

ثم أتت "يا المنفي" لتعكس معاناة المنفيين الجزائريين إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة.

"قلبي وشداك تعيف.. يا المنفي"، أي "يا قلبي لماذا تشمئز؟"
"والصوبة (الحساء) دايما كيف كيف (هو هو لم يتغير).. يا المنفي"
"الجاميلة (الإناء) مغمور بالماء.. يا المنفي"
"الجريلو عايم (الخنافس تعوم) فيها.. يا المنفي"

رحلة آلاف الأميال

"الاشمئزاز" هذا بدأ بسفن كبرى تحرّكت حاملة أقفاصا ابتلعت محتجزيها على عجل ليغيبوا نحو النصف الآخر من الكرة الأرضية.

وبذلك انطلقت أولى عمليات ترحيل الجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة عام 1864 بحسب ما يذكره كريستوفر ساند، وهو كاتب وباحث أركيولوجي في كاليدونيا وحفيد لأحد المنفيين الجزائريين.

التُهم التي وجهتها فرنسا إلى الجزائريين المنفيين تنوّعت فأدين البعض بـ "القتل" و"السرقة" و"الاغتصاب" و"المشاركة في أعمال العنف" ضد الفرنسيين وغيرها.

ساند ألّف كتابا حول هذه القضية بعنوان "كاليدون"، وقدّر أعداد المرحلين من شمال أفريقيا إلى كاليدونيا الجديدة بنحو 2100 شخص نحو 91 بالمئة منهم قدموا من الجزائر فيما ينتمي الباقون إلى تونس والمغرب.

وقبل حفر قناة السويس في مصر، يقول ساند في تصريح لموقع "الحرة" إن بعض الرحلات من الجزائر إلى فرنسا استمرت نحو خمسة أشهر قبل أن تتقلص المدة في ما بعد إلى نحو شهرين عقب افتتاح القناة عام 1869.

تفاصيل مريرة يسردها ساند عن رحلة المُبعَدين عن بلدهم.

"وضعتهم السلطات في أقفاص ضيقة أسفل السفينة في درجات حرارة منخفضة، وقدموا لهم النبيذ ولحم الخنزير المقدد كغذاء، وهو ما يتناقض مع عقيدتهم الإسلامية".

وفي الرحلات الطويلة إلى كاليدونيا الجديدة، مات كثيرون، لكن السجلات والأرشيفات لا تحدد عددهم بالضبط، يقول ساند.

الوصول إلى شواطئ الجزيرة لا يعني انتهاء المعاناة، فهناك تبدأ فصول أخرى من التعذيب النفسي والجسدي، وفق ما يذكره الباحث الجزائري، الصديق التاوتي.

يصف تاوتي في كتابه المعنون بـ"المُبعدون إلى كاليدونيا الجديدة" ظروف "اعتقال" الجزائريين في هذه المنطقة بـ"المريرة بشكل لا يُتصور".

"كان المسجونون رهن نزوات الحراس وتحت تصرفهم الكامل، وقد علمت أن الحراس كانوا يلعبون الورق برؤوس المساجين، فكان على الخاسر أن يقتل أحد المساجين الذي يُعيَّن قبل اللعب".

مُنع المنفيون أيضا من إطلاق الأسماء العربية على أبنائهم، لمحو أي ارتباط مع وطنهم الأم، وفق الكاتب ذاته.

اهتمام تاوتي بقصص المنفيين الجزائريين في كاليدونيا، بدأ عندما كان في سبعينيات القرن الفائت مسؤولا بالبنك الإسلامي للتنمية.

في إحدى المؤتمرات، أخبره مسلم أسترالي بوجود أقلية من أصل جزائري مقيمة في كاليدونيا الجديدة ما دفعه إلى السفر هناك، ليتحول منذ ذلك الوقت إلى مرجع في دراسة قضاياهم.

أطلال قصص منسيّة

لا تخلو قصة كل مُبعد جزائري نحو كاليدونيا الجديدة من الألم والمعاناة، لكن القليل منها فقط وصل إلى أيدي المؤرخين والباحثين في مسارات هذه القضية.

من بين أكثر الحكايا تراجيدية، يذكر ساند قصة محمد بنعيطة الذي وصل هناك عام 1867، ليقضي عقوبة بالسجن تزيد عن ثلاثة عقود.

قضى محمد هذه الفترة الطويلة في التخطيط للهروب من سجنه داخل هذه الجزيرة البعيدة.

انتقل للتنفيذ، فشل في ذلك ثماني مرات حيث وقعت عليه أعين الحراس، ليعيدوه إلى زنزانته.

وفي عام 1903، اختفى محمد نهائيا، ربما وصل إلى نيوزيلندا أو أستراليا أو الجزائر أو ربما يكون قد مات.

يسرد ساند، معاناة الكثير من الجزائريين بسبب منعهم من اصطحاب أبنائهم أو زوجاتهم إلى منفاهم.

يقدِّر ساند عائلات المنفيين من الجزائر الذين بقوا في وطنهم بنحو 3 آلاف من الأطفال والزوجات.

لم تسمح للسلطات الفرنسية لمعظم المنفيين بالعودة إلى وطنهم وأحضان عائلاتهم، فاضطر هؤلاء إلى بدء حياة جديدة.

هناك، كونوا أسرا جديدة تزوجوا فرنسيات أو نساء من "الكاناك" وهم السكان الأصليون لكاليدونيا الجديدة.

وبعد هذا الوقت الطويل، يقدّر ساند عدد سكان كاليدونيا الجديدة الذين تسري في عروقهم "دماء جزائرية" بأكثر من 50 ألف شخص.

نجح الكثير منهم في خط قصص نجاح مُدوّية في قطاعات الرياضة والصناعة والخدمات والتعليم وغيرها.

وإلى اليوم، يحتفظ بعض أحفاد المنفيين الجزائريين بأسماء عربية أو أمازيغية فيما لا يزال جزء منهم يدين بالإسلام.

العودة إلى الجذور

بعد أزيد من قرن، نبش بعض أحفاد المنفيين الجزائريين في تاريخ أجدادهم وقرروا العودة إلى وطنهم.

يقول ساند إنه انطلاقا من عام 2005 تم تنظيم خمس رحلات إلى الجزائر، تعرف خلالها أحفاد جزائريين على أقارب لهم في هذا البلد المغاربي.

بين هؤلاء ساند، الذي عثر على أقارب له في "العزازقة" بمنطقة القبائل الجزائرية.

"مات كل إخوة جدي، لكن أحفادهم يتذكرون قصة عمهم جيدا".

اعترفت الجزائر بأحفاد المنفيين إلى كاليدونيا الجديدة، وحصل بعضهم على جوازات سفر.

قبِل بعضهم العرض، ورفض آخرون بينهم ساند ذلك، مبررا ذلك بأن "الجزائريين ضحوا بالكثير للحصول على استقلال بلدهم، فيما لم أشعر بأن لي الشرعية التامة لامتلاك هذا الجواز".

ومع تكرار الزيارات، توطدت علاقات ذوي المنفيين بشدة مع وطن أجدادهم، وتزوج بعضهم من جزائريات.

وفي مايو المقبل، ينوي ساند ومجموعة أخرى من أحفاد الجزائريين زيارة بلدهم لرؤية الأقارب هناك.

يقول ساند واصفا اللحظة الأولى التي التقى بها أقاربه عام 2005: "نملك الملامح ذاتها ولم أكن بحاجة لاختبارات الحمض النووي لإثبات قرابتي بهذه العائلات".

تنتهي الأغنية:

"اصبري يا أمي ما تبكيش.. يا المنفي"
"ولدك ربي ما يخليهش.. يا المنفي"

عبد النبي مصدق

الترجي، الذي تأسس عام 1919، هو أكثر الفرق التونسية تتويجا عبر التاريخ
الترجي، الذي تأسس عام 1919، هو أكثر الفرق التونسية تتويجا عبر التاريخ

في حي شاكر جنوبي العاصمة التونسية، ترعرع وائل شتيوي وسط عائلة متيمة بحب عميد أندية الدولة الترجي الرياضي.

فتح وائل عينيه مبكرا على أغاني وأهازيج "الألتراس" الساخطة على الأوضاع السياسية والاجتماعية في بلد عاش الاستبداد لمدة 23 عاما في ظل نظام الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي.

سرعان ما انضم وائل إلى إحدى المجموعات المناصرة للترجي الرياضي التونسي، ليبدأ منذ ذلك الوقت بالتنقل بين ملاعب مختلفة من البلاد لتشجيع فريقه.

قبل بضع سنوات، حصل وائل على شهادة البكالوريا، بحث في الأرجاء عن طريق نحو الهجرة لمواصلة دراساته العليا خارج البلد.

وجد وكالة متخصصة في تسفير الطلاب إلى الخارج، مكنته بعد جهود من الحصول على مقعد في إحدى المؤسسات التعليمية الأميركية.

يقيم وائل الآن في شمالي ولاية فيرجينيا الأميركية قرب العاصمة واشنطن، يغرق في دروسه ويحاول بين الفينة والأخرى تأمين بعض الموارد المالية لتحسين وضعه الاجتماعي.

أبريل 2024، كان يوما مميزا في حياة وائل، والسبب نجاح الفريق الذي "يعشقه" في التأهل لكأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة الأميركية في صيف هذا العام.

سيتيح هذا الحدث لوائل إحياء لحظات "قديمة" لم يكن يمنعه فيها شيء عن حضور مباريات فريقه.

راقب وائل بشغف كل الأخبار المتعلقة بهذا الحدث العالمي بينها قرعة كأس العالم للأندية التي وضعت فريقه في المجموعة الرابعة إلى جانب كل من تشيلسي الإنكليزي وفلامينغو البرازيلي وكلوب ليون المكسيكي.

سعادة الشاب التونسي ازدادت بعد الإعلان عن الملاعب التي ستحتضن مقابلات الترجي إذ ستقام اثنتان منهما في ملعب"لينكولن فاينانشال" بفيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأميركية فيما يقام لقاء آخر في ناشفيل بولاية تينيسي.

يبعد هذا الملعب الذي يتسع لنحو 69 ألف مقعد نحو ثلاث ساعات ونصف فقط عن شمالي فيرجينيا حيث يقيم وائل.

"اشترينا تذاكر كثيرة، سننطلق في موكب سيارات ضخم نحو فيلادلفيا، سنطلق الأهازيج في الطريق، سنشجع فريقنا بقوة"، يقول وائل بحماس لموقع "الحرة".

كأس العالم للأندية

تحتضن الولايات المتحدة الأميركية أول نسخة من كأس العالم للأندية بشكلها الجديد الذي يضم 32 فريقا تتوزع على ستة اتحادات دولية للعبة.

يقول موقع "فيفا" الإلكتروني إن هذا الحدث العالمي سيجمع الأندية الأكثر نجاحاً في كل من الاتحادات الدولية الستة: الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الكونكاكاف، اتحاد أميركا الجنوبية، أوقيانوسيا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وتُنظم البطولة في الفترة الفاصلة بين 14 يونيو و13 يوليو من العام الحالي.

ويشمل نظام البطولة مرحلة المجموعات (ثماني مجموعات، تضم كل واحدة أربعة فرق).

يتأهل عن كل مجموعة الفريقان صاحبي الرتبتين الأولى والثانية إلى دوري الـ16.

بعد انتهاء مرحلة المجموعات، تبدأ مرحلة خروج المغلوب من الدوري 16 إلى الدور النهائي الذي سيقام في ملعب ميتلايف بنيوجيرسي.

وستقام مباريات مونديال الأندية على 12 ملعبا موزعة على عدة ولايات، بينها فلوريدا وكاليفورنيا وجورجيا وبنسلفانيا.

وخصص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لهذه المسابقة جوائز مالية تبلغ قيمتها مليار دولار سيتم توزيعها بمبالغ متفاوتة على الفرق المشاركة في البطولة.

ويفوق هذا المبلغ قيمة أي جوائز أخرى يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم في مسابقاته على مر التاريخ.

"غول أفريقيا"

والترجي، الذي تأسس عام 1919، هو أكثر الفرق التونسية تتويجا عبر التاريخ، إذ يملك في رصيده 33 بطولة محلية، و15 لقب كأس وأربع بطولات برابطة الأبطال الأفريقية إضافة إلى عدد من التتويجات المحلية والعربية والقارية الأخرى.

الفريق المعروف بعدة ألقاب منها "غول أفريقيا" و"الدم والذهب" و"الدولة الترجية"، تمكن الترجي الرياضي التونسي من التأهل إلى كأس العالم للأندية بعد أداء جيد في مسابقة رابطة الأبطال الأفريقية خلال المواسم الأربعة الأخيرة.

وإلى جانب الترجي الرياضي التونسي، ستكون القارة الأفريقية ممثلة في نوادي الأهلي المصري والوداد المغربي وصنداونز الجنوب أفريقي.

وإلى جانب إنعاش الوضع المادي للفريق، تأمل إدارة الفريق الترجي تحقيق إنجاز بارز عبر تمثيل جيد للراية التونسية في هذا المحفل الدولي.

يقول الناطق الرسمي باسم الترجي الرياضي، وليد قرفالة، لموقع "الحرة" إن "الفريق سيحاول تقديم مستويات تليق بشعار النادي وتُشرف اسم تونس".

يدور حديث الآن عبر المنتديات الرياضية على أن الترجي يعتزم انتداب القائد السابق للمنتخب يوسف المساكني وعدد من النجوم العالميين للعبة على غرار الدولي الجزائري، إسماعيل بن ناصر.

لكن الناطق باسم النادي التونسي يقول إن "تدعيمات الفريق ستكون حسب حاجة الإطار الفني وستشمل من يمكنهم تقديم الإضافة شريطة توفر الإمكانيات المالية لاستقطابهم".

ماذا عن الجماهير؟

يتوقع وائل حضورا قياسيا للجماهير التونسية المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأوروبا، قائلا: "بعض أصدقائي يشجعون فرقا تونسية أخرى منافسة للترجي لكن ذلك لن يحول دون حضورهم لبعض المقابلات (اللقاءات)، فعلم تونس في الميزان".

وبالفعل بدأ شبان تونسيون مقيمون في الولايات المتحدة الأميركية بحشد الدعم لفريق الترجي على منصات التواصل الاجتماعي، داعين إلى تنظيم لقاءات تحضيرية لهذا الحدث.

صفحة باسم "مشجعي الترجي في الولايات المتحدة" بدأت منذ فترة تقديم معلومات مفصلة عن الفنادق والملاعب ووسائل النقل وغيرها من المعلومات والمعطيات عن مدينتي فيلادلفيا وناشفيل حيث يخوض الفريق مباريات دور المجموعات.

كما بدأ مشجعون في تنظيم رحلات جماعية بالسيارات من عدة ولايات أميركية نحو المدينتين.

ورغم إقراره بصعوبة المهمة ضد منافسين من العيار الثقيل كتشيلسي الإنكليزي وفلامينغو البرازيلي فإن وائل يؤكد على "أهمية هذه المشاركة لدعم الفريق ماليا وتحقيق إشعاع دولي للرياضة التونسية".

من جهته، يرجح الناطق الرسمي باسم الترجي الرياضي التونسي، وليد قرفالة "توافد أعداد كبيرة من المناصرين خصوصا مع إعلان السفارة الأميركية عن تسهيلات للجماهير التونسية".

ورغم ورود تقارير عن وجود تسهيلات في حصول الجماهير على تأشيرات سفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لحضور هذه المسابقة، فإن عددا من الراغبين في السفر إلى هذا البلد لا يزال في انتظار الحصول على موعد بالسفارة فيما قرر آخرون العدول عن خوض التجربة.

يقول محمد الناصر وهو أحد أنصار الفريق التونسي في تصريح لموقع "الحرة" إنه "تراجع عن فكرة التحول إلى الولايات المتحدة لحضور مباريات فريقه بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة وأيضا بسبب الارتفاع الكبير لتكاليف السفر إلى هناك".

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بدأت وكالات سياحية تونسية في الترويج لعروض تشمل تذاكر الطيران إلى الولايات المتحدة والإقامة بالفنادق والنقل عبر الحافلات إلى الملاعب التي تحتضن مباريات الترجي.

أحد العروض التي أطلقتها وكالة سفر معروفة في تونس واطلع عليه موقع "الحرة" يروج لحزمة قيمته تفوق الـ 5300 دولار تشمل تذاكر الطيران والإقامة في غرفة فردية بالفنادق.

وحسب محمد الناصر، فإن "التكاليف مرتفعة للغاية وهو ما قد يؤثر على الحضور الجماهيري التونسي مقارنة بجماهير المكسيك والبرازيل".

وفي عام 2026، تستضيف الولايات المتحدة الأميركية بالشراكة مع كندا والمكسيك النسخة الأولى لكأس العالم للمنتخبات "المونديال" في صيغته الجديدة بمشاركة 48 منتخبا.

"مونديال الأندية في صيف 2025 سيكون أحسن "بروفة (استعداد) للولايات المتحدة التي تستعد لاستضافة المونديال خلال العام 2026"، يقول الناطق الرسمي باسم الترجي التونسي. 

لكن الحل بالنسبة لمحمد الناصر كي يتمكن من حضور المباريات هو الاستعداد المبكر، فهو "بدأ يُعد العدة من الآن للسفر إلى الولايات المتحدة خلال المونديال القادم".