العداء المتوهم هو من أكبر الأوهام وأكثرها رسوخا وتأثيرا في الخطاب المتأسلم/الأصولي (أ ف ب)
العداء المتوهم هو من أكبر الأوهام وأكثرها رسوخا وتأثيرا في الخطاب المتأسلم/الأصولي (أ ف ب)

بقلم محمد المحمود/

تستخدم الإسلاموية التاريخ لتثبيت أوهامها المعاصرة التي تستعصي على الإثبات من خلال الواقع، أو ـ على الأقل ـ من خلال الواقع وحده. تكتب التاريخ أو تعيد كتابته أو تأويله لفرض مسلمات أيديولوجية، أو لتعزيزها؛ مستعينة بـ"العقل البياني" المأخوذ بالتشابه الظاهري في إحداثيات الواقع، أو في المقولات التي يجري تسليط الضوء عليها. وكما تحدثنا من قبل عن وهم "الاستثناء التاريخي" عند الإسلاموية؛ بوصفها من أهم الأوهام (المُتأوِّلة للتاريخ)، تلك التي كان لها دور في تزييف وعي المتأسلمين بالتاريخ، ومن ثم تزييف وعيهم بالواقع، نتحدث اليوم عن: وهم "العداء/التآمر الدولي" على العرب/المسلمين.

إن هذا الوهم/العداء المتوهم هو من أكبر الأوهام وأكثرها رسوخا وتأثيرا في الخطاب المتأسلم/الأصولي، حيث كان له ـ ولا يزال ـ دور محوري في الحشد والتجييش والاستنفار الأيديولوجي الذي يجد مشروعيته في التأكيد على كراهية الآخرين.

العالم، والغرب تحديدا، متآمر علينا منذ فجر تاريخنا/تاريخه، وإلى اليوم، ولولا هذا التآمر ـ المستمر عبر التاريخ، وعلى امتداد الجغرافيا ـ؛ لما كان العالم العربي/الإسلامي يعيش كل هذا البؤس والشقاء المقيم. هذا ما تقوله الإسلاموية صراحة في كل مناسبة، وتؤكده بلا ملل، بل وهذا ما يقوله بعض المثقفين "المستنيرين" المأخوذين ـ وجدانيا ـ بحالة الاصطفاف الحضاري/الثقافي/الديني المبني على الأوهام.

المنظر الأكبر للإسلاموية المعاصرة، محمد قطب، أنجز كتابين أيديولوجيين ("كيف نكتب التاريخ"، و"رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر"). هذان الكتابان، يبدو من ظاهر عنوانيهما أنهما يتحدثان عن زمنين منفصلين، عن ماض وحاضر، بينما هما يتعاضدان لتأكيد متوهمات أيديولوجية بوصفها "حقائق معاصرة"، يجري استثمارها للتجييش الأصولي ضد الغرب، وربما ضد العالم.

يخلط المنظر الأصولي الكبير محمد قطب، المنطق العقدي بالمنطق التاريخي، وحوادث الماضي بحوادث الحاضر

​​في الكتاب الأول الذي ينظر فيه لكتابة التاريخ الإسلامي، يقول محمد قطب بعد أن وصل إلى التاريخ المعاصر: "استغرق غزو العالم الإسلامي ثلاثة قرون أو أكثر حتى تم إخضاعه للنفوذ الصليبي الصهيوني. ولكن الغزو الصليبي الصهيوني جاء هذه المرة بأداة مستحدثة من أدوات الغزو، ليمكن لنفسه أطول مدة ممكنة، وليحاول القضاء الأخير على الإسلام" (كيف نكتب التاريخ، ص182). لقد كان بإمكان قطب استخدام مصطلح "الغرب" بدل "الصليبي الصهيوني"، ولكنه يدرك أهمية استحضار مصطلحات الصراع التي تحتفظ الذاكرة الجمعية العربية/الإسلامية لها بأكبر قدر من الرفض والكراهية. مصطلح "الصليبي" يذكر الجماهير بالحروب الصليبية التي احتلت ديارهم في القديم، ومصطلح "الصهيوني" يذكرهم بالحركة الصهيونية التي احتلت/تحتل ديارهم اليوم. وبالجمع بينهما، يؤكد للمتلقي أن أعداء اليوم هم أعداء الأمس، وكما كانوا حاقدين وغزاة في الماضي؛ فهم كذلك في الحاضر، إضافة إلى أن حلف أعداء الماضي وأعداء الحاضر، حلف عقائدي أزلي، ليس له من هدف إلا القضاء على الإسلام!

اقرأ للكاتب أيضا: تأويل التاريخ أو التاريخ معاصرا

هكذا يتحدث محمد قطب، وهكذا يبني أوهاما على أوهام. بل إنه ليتمادى؛ منساقا وراء خياله، حتى يتوهم أن التكتلات الاقتصادية الطبيعية ليست بريئة كما تبدو، بل هي ـ في نظره ـ موجهة للنيل من الإسلام والمسلمين تحديدا. يقول عن السوق الأوروبية المشتركة: "فالمسلمون هم أكثر سكان العالم الثالث! والمقصود من السوق الأوربية المشتركة هو الضغط الاقتصادي، أو قل: القهر الاقتصادي للعالم الثالث بحيث يكره على بيع خاماته بأرخص الأسعار، ثم يشتريها ـ مصنعة ـ بأغلى الأسعار" (رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر، ص209). ويوغل في المقابلة الضدية فيقول: "إنما الذي صنع أوروبا الحديثة الغنية المتعالية هو ضعف العالم الإسلامي وعدوان أوروبا عليه ونهب خيراته!" (المصدر نفسه، ص192).

هنا، وفق التنظير القطبي، ليس كل ما تقوم به أوروبا سيئا، بل كل ما تقوم به، حتى ما هو إيجابي في ظاهره، هو ـ في حقيقته التي يكتشفها قطب ـ موجه لمحاصرة المسلمين، وخنقهم سياسيا واقتصاديا، بل وثقافيا. من الواضح أن الوقائع لا تنطق بهذا الوهم، وإنما تنطق به العقائد، ثم يجري تأويل الوقائع لتؤكد ما اعتقده المؤدلجون سلفا بوصفه حقائق أزلية لا تقبل النقاش. حتى عندما يناقش قطب كتابة المستشرقين للتاريخ الإسلامي؛ تظهر عنده لازمة الاتهام/التآمر، فبدلا من أن يتناول جهودهم في العصر الحديث، القرنين: التاسع عشر والعشرين، نراه يرجع إلى تاريخ العلاقة بين المسلمين من جهة، واليهود والنصارى من جهة أخرى قبل أربعة عشر قرنا. إنه، وقبل أن يذكر رأيه فيهم، يورد جملة من الآيات، مثل: {يا أهل الكتاب لِمَ تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون}، و{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردُّوكم بعد إيمانكم كافرين}، و{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع مِلّتهم}... وغير ذلك من الآيات التي تتحدث عن وقائع وتحالفات وصدامات وقعت قبل أكثر 1400 عام. ثم يتحدث مباشرة عن المستشرقين بوصفهم امتدادا لكل ما سبق: "وكونهم لبسوا مسوح العلم، وتظاهروا بالموضوعية والنزاهة العلمية، لا يجوز أن يخدعنا عن حقيقتهم، فالبضاعة التي يتداولونها، ويظلون يبدئون يعيدون فيها، هي ذات البضاعة التي تداولها أسلافهم، الذين كلفتهم الكنيسة بالكتابة ضد الإسلام في العصور الوسطى، وشجعتهم عليها، لتشويه صورة الإسلام في نفوس الأوربيين وتنفيرهم منه" (كيف نكتب التاريخ الإسلامي، ص11).

اقرأ للكاتب أيضا: زمن التنوير الآتي

هكذا تكلمت الأصولية في أشد صورها تطرفا وتجهيلا، هكذا يخلط المنظر الأصولي الكبير محمد قطب، المنطق العقدي بالمنطق التاريخي، وحوادث الماضي الذي تصرم منذ سبعة أو ثمانية قرون، بحوادث الحاضر/الراهن. هنا، كل الأشياء/الحوادث يجري تثبيتها بقوة المعتقد الصلب الثابت، فيهود ونصارى القرن الأول الهجري، هم نصارى الحملات الصليبية في القرن الخامس، وهم الغرب المعاصر، وهم إسرائيل أيضا. ويهود يثرب زمن النبي، هم يهود متخفون متآمرون منذ زمن عثمان بن عفان، وهم في العصر الحديث مستشرقون يهود يزيفون تاريخنا و"يدسون السم في العسل"؛ كما يقول قطب صراحة، وهؤلاء وأولئك، هم الصهاينة الإسرائيليون الذين يحكمون دولة إسرائيل، لا فرق بين عالم/باحث وجنرال عسكري، ولا بين وقائع تاريخية في القرن الخامس ووقائع في القرن الخامس عشر. فوفق هذا المنطق: التاريخ ثابت لا يتحول، والبشر ثابتون لا يتغيرون، والعقائد هي ذاتها لا تتغير، بل وحقائق الجغرافيا السياسية هي ذاتها. فما يؤكد لنا قطب، أو تؤكد الإسلاموية المعاصرة، هو أن الغرب (الغرب الممتد لأكثر من 1400 عام) لم ولن يتغير. ليس هذا فقط، بل ونحن أيضا لم ولن نتغير، فالهويات جامدة، إنهم باقون كما هم، ونحن باقون كما نحن، العداء هو العداء، والصراع هو الصراع، ولا جديد تحت الشمس! 

التآمر الدولي المتوهم هو من أكبر الأوهام وأكثرها رسوخا وتأثيرا في الخطاب المتأسلم/الأصولي

​​من المؤكد أن هذا الوهم ("وهم الـتآمر"، "وهم العداء") لم تبتدعه الأصولية الإسلاموية، فقد كان موجودا قبلها، وإنما حملناها الجزء الأكبر من مسؤوليته لأنها هي التي روجت له، بل وثبتته بقوة الثابت العقائدي. ولقد تسرب هذا الوهم إلى الفضاء الثقافي كله، بل وتسيده؛ حتى لم ينج منه أكثر المفكرين استنارة. فهذا محمد أركون يقول: "والمسيحية الغربية واليهودية مترابطتان الآن ومتضامنتان مع الغرب المهيمن الواثق من نفسه حد الغطرسة والميال إلى الهيمنة على الآخرين" (نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية، ص243)، بينما يقول عبد الوهاب المسيري: "بذل الغرب جهده في تطوير آليات لتفكيك الدولة القومية في العالم الثالث حتى يسهل عليه سلب سيادتها القومية، مثل هيئة الأمم المتحدة، والبنك الدولي، والجمعيات المدنية غير الحكومية". (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، عبد الوهاب المسيري، ج2 ص91).

صحيح أن أركون والمسيري يحصران التآمر والعداء في الحاضر، ولا يعممانه على تاريخنا الطويل، وصحيح أنهما لا يربطانه بمبدأ عقائدي ثابت، إلا أنهما في النهاية يؤكدان النتيجة نفسها التي يؤكدها محمد قطب، حتى أنك لتكاد تجد نفَس/روح محمد قطب ثاويا بين كلماتهما، وما ذاك إلا لأن هذا الوهم الكبير (الذي يتخيل الغرب ـ بكل تشكيلاته، وبكل وقائعه، وبكل مساراته، وبكل تياراته، وفي كل أحواله ـ عدوا متآمرا)، وهم يهيمن على مجمل الوعي العربي/الإسلامي المعاصر. وطبيعي ـ والحال كذلك ـ أننا لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام؛ ما لم نتجاوز هذا الوهم المرضي، ونتصالح مع العالم.

ـــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن)

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.