تحطيم تمثال حافظ الأسد في إحدى البلدات الكردية شمال سورية عام 2012 (أرشيف)
تحطيم تمثال حافظ الأسد في إحدى البلدات الكردية شمال سورية عام 2012 (أرشيف)

بقلم منى فياض/

نجح الأسد في حكم سورية خلال أربعين عاما، تحت شعار العلمانية والديموقراطية. لكن علمانيته كانت كديموقراطيته، مجرد شعارات لتغطية الاستبداد المطلق للفرد.

سنستعين بكتاب حنا بطاطو للإضاءة على بعض الجوانب التي تساعد في فهم الحاضر على ضوء الماضي.

حكم الأسد باسم البعث، لكن "البعثية" لم تكن قوة واحدة تفعل فعلها باتجاه واحد أو بتأثيرات متماثلة في سورية. بل كانت غطاء لتشكيلة من العناصر، ينبغي التمييز بينها: كان هناك ثلاثة أحزاب، على الرغم من ترابطها المعقد، متمايزة بقاعدتها الاجتماعية وإطارها الذهني وخصال أعضائها وقياداتها والمصالح التي خدموها.

فحزب البعث القديم كانت تحفزه المثل العليا في عقوده الأولى على ما يبدو، أطباء متفانون يدفعون من ذواتهم للتطبيب المجاني في الأرياف وعروبيين. ولم يكن لحزب البعث جذور عميقة في القرى، لكن كتلته العظمى كانت تتألف من طلاب ذوي خلفية ريفية أو فلاحية.

أما البعث الذي خلفه فكان تكوينا انتقاليا في الأساس استمد زخمه من اللجنة العسكرية السرية التي تشكلت في القاهرة عام 1959 ولم يعش بعد انقلاب التصحيح عام 1970. لكن جرى استيعاب الكثير من أعضائه في "البعث" الجديد الذي بناه قائد الانقلاب حافظ الأسد وصاغ قالبه.

وتحول من يسيّر الحزب إلى محترفين ومتفرغين يتنافسون على المناصب والعلاوات ولم تكن العروبة الجامعة مسألة ملحة للبعثيين الجدد قط. مع أنهم حكموا وزايدوا على جميع الدول العربية باسمها.

الناس العاديون بالنسبة للأسد، هم كائنات اقتصادية أساسا ولم يخلقوا للسياسة

​​اللجنة العسكرية أعطت أهمية سياسية متواصلة للعشيرة على نحو فاضح. ولقد سعت منذ البداية إلى إعادة تنظيم الحزب بحذر شديد إلى حد أن قادة البعث ظلوا حتى 1964 على جهل تام بوجودها وغايتها الحقيقية وثمة بعض الشك في بداياتها وجوانب أخرى من تاريخها نتيجة موت بعض الأساسيين فيها أو اعتقالهم وأحدهم قضى اغتيالا.

من الواضح إذن أن الأسد اعتمد منذ بداياته على العمل السري والدسائس والحبكات ذات الطابع المؤامراتي. وهو أبرع في أمور الحرب السياسية منه في أمور الحروب العسكرية والجولان هي الشاهد. كما هو حال خلفه السياسي والبيولوجي.

شكلت هذه اللجنة مركز الثقل بين عامي 1963 ـ 1966 وأدخلت الكثير من الأعضاء في التنظيم دون توجيه حزبي مسبق فقط لقرابتهم أو انتماءهم العشائرية. 

اقرأ للكاتبة أيضا: زياد عيتاني والعمالة لإسرائيل وكاريكاتور الدولة الأمنية

ساهم هذا البعث "الانتقالي"، بصعود الوجهاء والريفيين أو القرويين الأقل شأنا، وساهم بترييف الجيش وبيروقراطية الدولة. ونجحت اللجنة العسكرية بتحويلهما إلى مؤسسات ذات صبغة ريفية أو قروية قوية بعد العام 1964؛ وخلصوا تلك المؤسسات من العناصر التي اعتبروها معادية أو ذات ولاء مشكوك فيه أو مترددة (صرف 104 ضباط كبار و150 ضابط متوسط وصغير). وملأوا هذه لبمؤسسات بأصدقائهم وأقربائهم أو بأفراد من عشائرهم أو طوائفهم، وباحتياطيين كانوا معلمي مدارس ريفيين أو طلاب ضباط غير مدربين. تضمن الترييف الكثيف جانبا أكثر ديمومة، صعود الضباط العلويين إلى أعلى مراتب السلطة والهبوط المرافق له في العنصر العسكري السني الحضري.

ما الذي جعل هيمنة الضباط العلويين السياسية ممكنة في النصف الثاني من الستينيات والعقود التالية، في حين لم يكن عدد طائفتهم يتعدى ثمن عدد سكان سورية؟

كثيرا ما تقدم السياسة الموجهة نحو الأقليات التي اتبعها الفرنسيون بين عامي 1921 و1945 كعامل جوهري. عامل آخر ساهم في صعودهم هو توحد الضباط العلويين. في أغلبيتهم الساحقة هم من منبت قروي وأبناء منطقة واحدة، بينما كان الضباط السنة منقسمين انقساما لا براء منه سياسيا وإقليميا وطبقيا... وهي انقسامات ذات معنى بنيوي عميق.

وعلى نحو تبسيطي، نتيجة الانقسامات بين الضباط السنة، كان ينتهي الأمر بسنة جماعة معينة إلى تصفية سنة جماعة أخرى أو إلى انضمام سنة من الطبقة الدنيا أو المتوسطة إلى علويين ودروز في تصفية السنة ذوي الاساس الحضري.

من الممتع أن يتطابق تفكير الأسد ذو الأصول الفلاحية بتفكير حاكم ذو دم "ملكي" مشهور في القرن 18

​​ومع أنهم لم يتصرفوا دوما انطلاقا من وعيهم أنهم علويون، لكنهم ذوي أصول فلاحية أو ريفية ويتصرفون وفق الغرائز والنزعات التي كان وضعهم البنيوي يولدها. كانوا قادرين نتيجة سيطرتهم في التنظيم العسكري على تنظيم قبول طلاب الكلية العسكرية وخلط قيادات الوحدات العسكرية وفعلوا هذا بتصميم انطلاقا من 1963 وزرعوا عيونا في التنظيمات العسكرية السرية من كل الأطياف وظلوا على معرفة بنيات خصومهم وخططهم.

هل نظام الأسد طائفي؟

تظهر نظرة فاحصة إلى أن منصب قائد القوات الجوية بين عامي 1971 ـ 1994 شغله دائما سنة، كذلك لم يعين سوى سنة في منصب مدير الاستخبارات العامة المدنية منذ عام 1970. وبالمثل كان رئيس الأـركان ـ حكمت الشهابي ـ بين عامي 1974 و1998 سنيا، وكان مصطفى طلاس وزيرا للدفاع منذ 1972. غير أن أيا من هؤلاء الضباط لا يملك، ولم يملك في أي لحظة، سلطة اتخاذ قرارات حاسمة أو القيام بمبادرات مستقلة. ومن الواضح أنهم استمدوا سلطتهم من الأسد ولم يكن لهم أي دعامة عسكرية خاصة بهم.

يعود اعتماد الأسد عليهم إلى المناخ السياسي الداخلي المتراخي في حينه، إضافة إلى أنه كان لا يزال مشغولا بتمتين قاعدة سلطته.

لكن حتى في ذلك الحين كان هناك من يراقبهم من معاونين موثوقين من أقربائه. لكن "زمن اضطرابات" النظام بين عامي 1975 و1982 تميز بسياسات سورية مثيرة للجدل في لبنان وتآكلات عميقة في جاذبيته وموجات متكررة من المقاتلين الإسلاميين الوحشية، أدت إلى اشتداد اعتماده على الضباط والجنود العلويين حتى أصبحوا الحرس الذي لا يستغنى عنه لسلطته العليا.

هل تبرر هذه الملاحظات الاستنتاج بأنه نظام طائفي في صميمه؟ صحيح أن قاعدته علوية في جوهرها بقوة، وأن هذا الأمر أدى إلى جو طائفي مشحون في النصف الثاني من السبعينيات إلى النصف الأول من الثمانينيات وصدع الرأي العام السوري تصدعا خطيرا على أساس طائفي؛ لكن ليس هناك سوى القليل من الأدلة على أن الأسد في سياساته الاقتصادية أعطى تفضيلا ملحوظا للطائفة العلوية، أو أن أغلبية العلويين تتمتع بأسباب راحة أكثر من أغلبية الشعب السوري. بل إن ثمة شكاوى أطلقها علويون من الجبال مفادها أن الكتلة العظمى من الفلاحين في مناطقهم محرومة من وسائل الراحة.

برع النظام في "استغلال الانقسامات الاجتماعية"، واللعب على كل الازدواجيات بمهارة دون أن ينكشف. فاستخدم المشاكل الطائفية وصراع الطبقات والنظام العسكري وحكم البعث والإسلام التقدمي والإسلام الرجعي، وأيضا اليمين واليسار والشرق والغرب والعروبة وفلسطين وإسرائيل، لإحكام قبضته على البلاد.

هدف الأسد الأول هو السلطة، الصراع الطائفي هو "تأثير جانبي" لنمط حكمه المستبد المرتكز على دعائم عائلية ـ عشائرية تماما كما نظام صدام حسين.

فالأسد يمجد الشعب في العلن ويعظمه، "قوتان لا تقهران، قوة الله وقوة الشعب"، و"بعد اليوم لن ترتفع يد فوق يد الشعب"...

لكنه يحذر من أن ذلك لا يعني "أن يفعل كل فرد ما يشاء ". وأن الحرية إن لم تمارس "في إطار ضوابط وقواعد يقرها الشعب بمجموعه.. أصبحت فوضى". وقال الشيء ذاته في التسعينيات. لكنه استخدم حينها شعارا جديدا هو "التعددية السياسية". أوضح في جلسة خاصة "الناس لهم مطالب اقتصادية في الدرجة الأولى"، يتطلعون للحصول عليها: مثل قطعة أرض أو سيارة وما شابه، وأنه يستطيع تلبية هذه الحاجات بطريقة أو بأخرى.

الناس العاديون بالنسبة للأسد، هم كائنات اقتصادية أساسا ولم يخلقوا للسياسة.

يعلق بطاطو أنه من الممتع أن يتطابق تفكير الأسد ذو الأصول الفلاحية بتفكير حاكم ذو دم "ملكي" مشهور في القرن 18، فقد كتب فريديك الأكبر إلى فولتير "إنني أعتبر (البشر عموما) مثل قطيع من الأيائل في حديقة النبلاء العظام، ليست لهم وظيفة سوى أن يتناسلوا ويملؤوا الحديقة". لكن عنصر الاحتقار للبشر عموما مخفي أكثر لدى الأسد.

إنها السياسة عينها عند خليفته مع قدرات وبراعة أقل. من هنا الكوارث المتناسلة وبيع سورية بالمزاد.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن)

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.