القوات اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية تبحث عن ألغام وعبوات زرعها الحيوثيون (أرشيف)
القوات اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية تبحث عن ألغام وعبوات زرعها الحيوثيون (أرشيف)

بقلم مايكل نايتس/

تتقدم قوات الحكومة اليمنية المدعومة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بخطى بطيئة ولكن منتظمة نحو المدن الرئيسية التي يسيطر عليها المتمردون في صنعاء والحديدة. ولصد هذا التقدم، يستخدم الحوثيون بشكل متزايد العبوات الناسفة المتطورة المضادة للدروع المزروعة على جوانب الطرق والمعروفة بالعبوات الناسفة الخارقة (EFPs)، وهي تكنولوجيا توفرها إيران عن طريق وكيلها "حزب الله" اللبناني. وبالنظر إلى كثرة الأدلة حول هذه المسألة، يتعين على المجتمع الدولي فضح هذه الصلة وتقديم الدعم للتقليل من فعالية هذه العبوات الناسفة الخارقة.

التهديد الذي تشكله العبوات الناسفة الخارقة في اليمن

طوال حروبهم الستة السابقة ضد الحكومة، كان الحوثيون يعتمدون بشكل كبير على الألغام، إلا أن هذه الأجهزة كانت بسيطة واعتمدت على صفائح الضغط لكي تنفجر. ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية، دخل فجأة نوع مختلف من الذخائر إلى ترسانتهم، وهو العبوات الناسفة الخارقة التي تستخدم شحنة متفجرة لتشكيل "بطانة مقعرة" من النحاس أو الصلب على شكل معدن منصهر عالي السرعة، يمكن أن تخترق أفضل المركبات المصفحة في العالم. ففي العراق على سبيل المثال، أدت 1526 عبوة ناسفة خارقة إلى مقتل 196 جنديا أميركيا وجرح 861 آخرين بين تشرين الثاني/نوفمبر 2005 وكانون الأول/ديسمبر 2011.

وعندما ظهرت العبوات الناسفة الخارقة للمرة الأولى في اليمن، لم تكن نسخا تجريبية طورها الحوثيون محليا، بل كانت منظومات أسلحة متكاملة محترفة منذ البداية. وفي وقت سابق هذا الشهر، رأى تقرير منظمة "بحوث التسلح أثناء النزاعات (CAR)" أن المتفجرات الناسفة الخارقة التي تم التقاطها في اليمن تحمل كل صفات المصفوفات المتطورة التي قام "حزب الله" بنشرها لسنوات ومنحها للميليشيات العراقية بعد عام 2003.

يتعين على الحكومة اليمنية وشركائها تبادل أي معلومات استخبارية ذات صلة وخاصة بالعبوات الناسفة المرتجلة واستيراد مكوناتها

​​وفي هذا الإطار، يقوم الحوثيون بتغليف مصفوفات العبوات الناسفة الخارقة داخل لوح من الفلين، وبعد ذلك يقومون بقولبتها وطلائها على شكل صخور. وتشمل هذه العبوات واحدا إلى ثلاثة رؤوس حربية، ومفتاحا يقوم بالتحكم بها وتشغيلها لاسلكيا، حيث يعمل هذا المفتاح على تفجير العبوات الناسفة الخارقة من خلال الأشعة تحت الحمراء السالبة عندما تدخل المركبة حقل جهاز الاستشعار. وهذا هو بالضبط التكوين الذي تستخدمه الشبكات المدعومة من إيران في لبنان والعراق وأفغانستان.

وبالإضافة إلى هذا الدليل الظرفي القوي جدا حول النفوذ الإيراني، فلدى طهران سجل حافل بالتهرب من العقوبات المتعلقة بالأسلحة التي فرضتها الأمم المتحدة على الحوثيين. وفي 26 كانون الثاني/يناير، وجد فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن أن إيران "لم تتخذ التدابير اللازمة لمنع التوريد المباشر أو غير المباشر للصواريخ البالستية والطائرات من دون طيار أو بيعها أو نقلها" إلى الحوثيين. ولعله من غير المستغرب الاستخلاص إلى أن إيران ووكلاءها يجلبون مكونات متقدمة من العبوات الناسفة التي تزرع على جوانب الطرق إلى اليمن، كما فعلوا في لبنان والعراق وأفغانستان والبحرين والسعودية.

روابط لشبكة التهديد الإيرانية

على الرغم من أن هذه النتائج وحدها كافية لاتخاذ إجراءات ملموسة، يذهب تقرير منظمة "بحوث التسلح أثناء النزاعات" إلى ما هو أبعد من هذه الأدلة الظرفية البحتة. إذ تتضمن العبوات الناسفة الخارقة التي تم اكتشافها في اليمن مكونات إلكترونية تشير إلى نقطة أصل مشتركة تربط الحوثيين والمسلحين المدعومين من إيران في البحرين وسفينة تهريب الأسلحة الإيرانية "جيهان 1"، التي تم اعتراضها قبالة شمال اليمن في كانون الثاني/يناير 2013 وهي محملة بشحنة ضخمة من متفجرات إيرانية الصنع من طراز "C4"، صواريخ أرض ـ جو إيرانية الصنع، ومكونات العبوات الناسفة الخارقة. وتشمل المكونات الرئيسية التي حققت فيها منظمة "بحوث التسلح أثناء النزاعات" ما يلي":

لوحات الدوائر. يحتوي تقرير منظمة "بحوث التسلح أثناء النزاعات" على صور للوحات دوائر متطابقة يستخدمها الحوثيون في العبوات الخارقة والتي تمت مصادرتها في كانون الثاني/يناير الماضي، وهي نفسها التي تستخدم في القنابل المرتبطة مغناطيسيا والتي تمت مصادرتها من مسلحين بحرينيين مدعومين من إيران في تموز/يوليو 2017. وأكدت منظمة "بحوث التسلح أثناء النزاعات" على أن المكونات متطابقة تماما "في التصميم والصنع والمواد المستخدمة".

محولات الطاقة. أظهرت منظمة "بحوث التسلح أثناء النزاعات" صورا أخرى تدل على أن محولات الطاقة المستخدمة في الأجهزة التي يملكها الحوثيون والبحرينيون هي متطابقة أيضا. علاوة على ذلك، تم العثور على كميات كبيرة من هذه المحولات على متن "جيهان 1".

غطاء أسلاك الانكماش الحراري. تفيد صور إضافية في تقرير منظمة "بحوث التسلح أثناء النزاعات" بأن أسلاك الانكماش الحراري تتطابق مع تلك التي تستخدم في الأجهزة الحوثية والبحرينية. فهذه الأسلاك التي أنتجتها شركة "WOER" الصينية، قد وجدت أيضا داخل نوعين آخرين من المعدات الإيرانية المهربة إلى اليمن وهما: الطائرة من دون طيار "قاصف 1" وخزانات وقود الصواريخ.

التداعيات على السياسة الأميركية

كما أشرنا سابقا، أدت العبوات الناسفة الخارقة الإيرانية إلى مقتل العديد من الأميركيين في العراق، دون احتساب الضحايا في صفوف القوات البريطانية وشركاء التحالف الآخرين. ومع ذلك، لم يتلاش التهديد بمجرد انسحاب معظم القوات الأميركية عام 2011. ففي الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2017، قتل جندي أميركي آخر عندما قامت ميليشيا عراقية مدعومة من إيران بزرع عبوة ناسفة خارقة بالقرب من تكريت.

لدى طهران سجل حافل بالتهرب من العقوبات المتعلقة بالأسلحة التي فرضتها الأمم المتحدة على الحوثيين

​​وقد ظهرت هذه العبوات الناسفة الخارقة أيضا في البحرين والسعودية، وهي تهدد الآن بقتل حلفاء الولايات المتحدة في الجيوش اليمنية والخليجية التي تسعى إلى إعادة تنصيب الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في العاصمة. ويمكن لهذه الأسلحة أن تمدد الحرب والمعاناة الإنسانية المرتبطة بها، وبالتالي فإن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية أمر بالغ الأهمية.

أولا، يتعين على واشنطن وبريطانيا وشركاء آخرين نشر اختصاصيين في اليمن لتقييم تهديدات العبوات الناسفة الخارقة وغيرها من الأجهزة المتفجرة المرتجلة والألغام الأرضية. يجب تقديم دورات سريعة الأثر للضباط والمهندسين العسكريين اليمنيين والسعوديين والإماراتيين خاصة بالتوعية حول السلامة وتحليل النمط للأجهزة المتفجرة المرتجلة (IED) والألغام ـ وهي قدرات مفقودة بالكامل تقريبا في الوقت الحاضر. وقد تم بالفعل تقديم بعض هذه المساعدة، ولكن يلزم تعزيزها وتعجيلها بشكل كبير. وحيث يدرك الكونغرس أن هذه المساعدات دفاعية وإنسانية بطبيعتها، يتعين عليه فصلها عن اعتباراته الأوسع للدعم الأميركي للحرب وتصنيفها كأولوية منفصلة للميزانية.

ثانيا، تحتاج القوات المسلحة اليمنية والسعودية والإماراتية إلى التعجيل بنشر التكنولوجيا الأميركية المضادة للأجهزة الناسفة المرتجلة. فبعد الحملات العسكرية الضخمة في العراق، تملك الولايات المتحدة الكثير من المعدات المضادة للأجهزة الناسفة المرتجلة ذات التقنية المنخفضة التي يمكن توفيرها بسرعة وبكلفة منخفضة أو بدون تكلفة.

على سبيل المثال، تفتقر القوات اليمنية وحلفاؤها في الخليج إلى أدوات بسيطة مثل "ذراع رينو" (Rhino)، وهو قضيب معدني مثبت بشكل منخفض في الجهة الأمامية من المركبة من أجل ضغط زر إطلاق العبوة الناسفة المرتجلة ذات الأشعة دون الحمراء السالبة قبل موعدها المحدد، وجعلها تخطئ الهدف. ويملك عدد قليل جدا من المركبات اليمنية أو مركبات قوات التحالف أجهزة تشويش مضادة للعبوات الناسفة المرتجلة، مما يجعلها عرضة للأجهزة التي يتم التحكم فيها لاسلكيا.

ثالثا، يتعين على الولايات المتحدة والأمم المتحدة ضمان حصول القوات اليمنية والخليجية على جميع البيانات التي تحتاج إليها للقضاء على العبوات الناسفة وإثبات مصدر التكنولوجيا الخاصة بها. وهذا يعني تدريب مهندسيهم على توثيق استخبارات الأسلحة وتأمين بيانات التحليل الجنائي من الذخائر الناسفة التي تزرع على جوانب الطرق والتي تم ضبطها. ويجري بالفعل تنفيذ برامج تدريبية صغيرة للقطاع الخاص لتحسين عملية جمع المعلومات المتعلقة باستخبارات الأسلحة والاحتفاظ بها، ولكن يجب الإسراع بهذه الجهود.

وأخيرا، يتعين على الحكومة اليمنية وشركائها تبادل أي معلومات استخبارية ذات صلة يحصلون عليها وخاصة بالعبوات الناسفة المرتجلة واستيراد مكوناتها. وحين تم اعتراض ثلاثة قوارب مليئة بالأسلحة قبالة سواحل اليمن في شباط/فبراير وآذار/مارس 2016، سارعت أستراليا وفرنسا إلى إصدار التفاصيل الكاملة الخاصة بالأسلحة المضبوطة على متن اثنين من القوارب، إلا أن الولايات المتحدة استمرت بحجب النتائج التي توصلت إليها. وقد أدى كشف واشنطن الجزئي للبيانات من المضبوطات الأخرى إلى السماح للسلطات بربط الأسلحة التي وجدت في اليمن بإيران (على سبيل المثال، القارب المتفجر "شارك 33" الذي استولت عليه القوات الإماراتية عام 2017). لذا، سيؤدي حجب مثل هذه المعلومات إلى إعاقة القضية ضد انتشار السلاح الإيراني.

وبالمثل، يحتاج تحالف دول الخليج أيضا إلى منح الأمم المتحدة نفاذا أسرع وأكثر اكتمالا إلى الأدلة، يشمل الحاسوب الذي تم ضبطه في القارب المتفجر "شارك 33". ولعل الأهم من ذلك، ينبغي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تطالب بالوصول إلى المعلومات المفصلة عن الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها على سفينة "جيهان 1" في عام 2013، والتي قد تكون ضرورية لتتبع الأسلحة ومكونات الأجهزة المتفجرة الارتجالية إلى طهران. وتحمل جميع الأطراف الفاعلة في هذا الصراع أجزاء من اللغز، لذا يجب على الولايات المتحدة أن تبذل المزيد من الجهود لجمعها معا من أجل تسليط الضوء على النطاق الكامل لتهريب الأسلحة الإيرانية.

مايكل نايتس هو زميل "ليفر" في معهد واشنطن، وقد عاد مؤخرا من زيارة لجبهات القتال في اليمن، حيث قام بفحص الرؤوس الحربية لـ "العبوات الناسفة الخارقة للدروع" وتحدث مع فنيي الذخائر المتفجرة.

المصدر: منتدى فكرة

ـــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن)

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.