بري مستقبلا ساترفيلد (حسن إبراهيم - موقع مجلس النواب اللبناني)
بري مستقبلا ساترفيلد (حسن إبراهيم - موقع مجلس النواب اللبناني) | Source: Courtesy Image

حنين غدار/

بعد سبع سنوات من الجهود الدولية لحل النزاع على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، تبدو الدولتان على وشك الاتفاق على إطار عمل للتفاوض حول هذه القضية من أجل تسريع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البحر. ونقلت وكالة "رويترز" عن لسان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنه من المقرر إجراء المحادثات في مدينة الناقورة اللبنانية خلال الأسابيع المقبلة.

ما الذي سيتحدثون عنه؟

منذ عام 2012، توسطت الولايات المتحدة في نزاعٍ حول مثلث مساحته 330 ميلا مربعا في شرق البحر المتوسط. وأصبحت المنطقة المعنية أكثر أهمية بعد اكتشاف الغاز الطبيعي قبالة سواحل إسرائيل وقبرص في عام 2009.

ونجحت المساعي الدبلوماسية الأميركية حتى الآن في حث كل طرف على تقديم بعض التنازلات. فقد وافق لبنان أخيرا على تولّي واشنطن دور الوساطة رغم اعتراضات "حزب الله"، بينما وافقت إسرائيل على عدد من الشروط التي وضعتها الحكومة اللبنانية.

رفض لبنان الإطار الزمني المقترح لستة أشهر لاختتام المفاوضات

​​وعلى الرغم من تصاعد التوترات والحديث عن الحرب، يبدو أن "حزب الله" وإسرائيل لا يريدان صراعا كبيرا آخر في لبنان في الوقت الحالي، لذلك قد توفر المفاوضات البحرية مجالا للتنفس وهو ما يحتاج إليه كليهما.

وفي هذا السياق، أفادت بعض التقارير أن القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد حمل إلى بيروت ردا إيجابيا في وقت سابق من هذا الشهر مفاده، أن إسرائيل مستعدة الآن لمناقشة الحدود البرية والبحرية معا، ويمكن إجراء المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة طالما يُسمح لممثلي الولايات المتحدة بالمشاركة.

وقد سبق وأن تم اقتراح مقايضة للأراضي لتسوية النزاعات الحدودية الرئيسية على الحدود البرية، على الرغم من أن المحادثات لن تشمل مزارع شبعا التي تعتبرها الأمم المتحدة جزءا من مرتفعات الجولان وبالتالي قضية سورية (لا تريد أي من الأطراف إشراك نظام الأسد، في هذه المرحلة).

وعلى الرغم من أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله قد حذّر مؤخرا من قبول الوساطة الأميركية، إلا أن قيادة "الحزب" أعطت موافقتها في النهاية. وتتمثل الخطة الحالية في أن يترأس المحادثات رئيس مجلس النواب والحليف السياسي الرئيسي نبيه برّي بينما يراقب مسؤولو "حزب الله" بدقة [تطور المحادثات] عن بُعد.

وفي الواقع، سارع نصرالله إلى تقييد معايير النقاش حين صرّح في 31 أيار/مايو، أنّ "الولايات المتحدة تريد ابتزاز المفاوضات حول ترسيم الحدود من أجل طرح موضوع ترسانة الصواريخ الدقيقة لدى 'حزب الله'"، محذرا ساترفيلد بالتركيز فقط على قضايا ترسيم الحدود.

لماذا غيّر "حزب الله" رأيه؟

بالنظر إلى اكتساب إيران المزيد من التأثير على القرارات السياسية والأمنية في لبنان بعد الانتخابات النيابية التي أجريت العام الماضي، فلن تتمكن بيروت من المضي قدما في هذه المفاوضات دون مباركة "حزب الله" ـ المنظمة الوكيلة الأبرز لطهران [في المنطقة]. فلماذا قرر التنظيم فجأة قبول المحادثات؟ هناك عدة عوامل تساعد في شرح قراره:

تخفيف الضغوط الاقتصادية: يدرك الرأي العام اللبناني أن "حزب الله" قد انتقل حاليا من جبهة المعارضة، حيث كان بإمكانه إلى حد كبير تجنب مسؤوليات الحكم، إلى جبهة المسؤولية، حيث أصبح يتحمل السلطة وعبء صياغة كافة القرارات الوطنية. وفي الوقت نفسه، تغرق البلاد في أزمة اقتصادية عميقة، مع وجود القليل من الأمل في أن يتم حلها في أي وقت قريب. وبما أن "حزب الله" يواجه أزمته المالية الخاصة بسبب العقوبات الأميركية على إيران الراعية له، يُلقي كثير من المواطنين اللوم على التنظيم نتيجة مشاكلهم الاقتصادية. وبالتالي، ليس من مصلحة "حزب الله" أن يُعتبر عائقا أمام صفقات مربحة في مجال الطاقة يمكن لها أن تساعد في تخفيف المعاناة المالية للبلاد. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت لدى "الحزب" الآن إمكانية الوصول إلى معظم الوزارات المهمة في لبنان، وبالتالي سيكون قادرا على الاستفادة من أي أرباح نفط وغاز تتحقق في المستقبل.

المساعي الدبلوماسية سارت وسط شائعات متزايدة بوقوع حرب.

​​​تفادي حرب كبيرة: على الرغم من تمسّك "حزب الله" بخطابه الناري التقليدي ضد إسرائيل، إلا أنه يدرك جيدا أنه لا يستطيع تحمل خوض حرب في الوقت الراهن. وسيصعب عليه تمويل رواتب المقاتلين والاحتياجات اللوجستية خلال صراع كهذا، ناهيك عن دفع تكاليف إعادة الإعمار بعد ذلك. وبخلاف حرب عام 2006، قد لا يسارع المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان في إعادة البناء بعد أن سيطر "حزب الله" على الحكومة. وقد تكلّفه محاربة إسرائيل مجددا جزءا كبيرا من ترسانته، وربما أيضا سلطته الهشة على المؤسسات اللبنانية.

تجنّب الانتقادات الدولية: لا يريد "حزب الله" أن يعطي أوروبا وروسيا والجهات الفاعلة الأخرى الانطباع بأنه الطرف الوحيد الذي يعيق الحل. فقد أُبرم في نيسان/أبريل 2018 اتفاق مع ائتلاف مؤلف من شركة "توتال" الفرنسية و "إيني" الإيطالية و "نوفاتك" الروسية لبدء أعمال الحفر الاستكشافية في منطقتين قبالة الساحل اللبناني، من بينهما المنطقة (أو البلوك) 9 المتنازع عليها، ومن المفترض أن تبدأ الشركات أعمال الحفر في كانون الثاني/يناير 2020، لذا يشعر "حزب الله" بالضغط من أجل إيجاد حل للنزاعات الحدودية قبل ذلك الحين.

ما فائدة ذلك لبرّي؟

إن نبيه برّي هو نجم هذه العملية. إذ اختاره "حزب الله" لترأس المحادثات لأن التنظيم يؤمن بأنه لن يتجاوز أبدا الخطوط الحمراء لـ "الحزب". ولكن بري يخوض معركته الخاصة ويعلم أنه أمام فرصة لتعزيز مكانته السياسية.

وفي أعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان في آذار/مارس الماضي ومباشرة بعدها، ظهرت تقارير مفادها أن الحكومة الأميركية بدأت مناقشة العقوبات المحتملة على الأوساط الخاصة ببرّي بسبب علاقته الطويلة الأمد مع "حزب الله" وإيران. وذُكرت أسماء مسؤولين سياسيين في "حركة أمل" وكذلك بعض داعميه الماليين على قائمة المستهدفين المحتملين. ويبدو أن بومبيو نظر في إمكانية فرض عقوبات محددة على خمسة من شركاء بري. وربما ليس من المستغرب أنّ يكون رئيس مجلس النواب قد غيّر موقفه ووافق على الوساطة الأميركية بعد أسبوعين من ظهور هذه التقارير. ومن الأرجح أن "حزب الله" كان يتوق بنفس القدر إلى تجنيب حلفاء برّي العقوبات، لأن "الحزب" يعتمد عليهم لتحقيق منافع تجارية.

ومن المحتمل أن يأمل برّي أيضا في تعزيز مكانته بين الطائفة الشيعية في لبنان. فعندما تشكلت الحكومة الحالية، أعلمه "حزب الله" أن الجماعة ستتولى الدور التقليدي لـ "حركة أمل" المتمثل في شغل نصف الوظائف والمشاريع الحكومية المخصصة قانونيا للشيعة. وإذا خسر بري هذه الخدمات، سيواجه صعوبة في الحفاظ على قاعدة مناصريه التي بدأت بالتزعزع فعلا (كما ظهر عندما فازت "حركة أمل" في مقاعد أقل بكثير من ائتلاف "حزب الله" في انتخابات العام الماضي).

وفي المقابل، إذا نجح بري في المفاوضات المقبلة حول الحدود، سيبدو البطل الذي أنقذ الوضع وساهم في نهوض الاقتصاد اللبناني وحمل الإسرائيليين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والقبول بشروط لبنان. وعلى المدى الأبعد، قد يساعده هذا الأمر في التعويض عن الخدمات التي خسرها لصالح "حزب الله". ذلك أن غالبية البنى التحتية التي أقيمت لمساعدة الشركات الكبرى والمنظمات الأجنبية في مشاريعها على طول الساحل الجنوبي اللبناني تعود لشركات أعمال تابعة للرئيس برّي. من هنا، قد تمر سنوات طويلة قبل أن يبدأ لبنان بتحقيق المكاسب من أعمال التنقيب عن النفط والغاز، ولكن برّي سيكون أول الكاسبين.

الصعوبة تكمن في التفاصيل

إن الخبر السار هو أن المساعي الدبلوماسية قد سارت وسط شائعات متزايدة بوقوع حرب. لكن حتى لو كان "حزب الله" وإسرائيل ملتزمان حقا بتجنب أي مواجهة مسلحة في الوقت الحالي، فإن هذا لا يعني أن المحادثات بشأن الحدود ستكلَّل بالنجاح.

وكمثال، رفض لبنان الإطار الزمني المقترح لستة أشهر لاختتام المفاوضات، وبدلا من ذلك، طالب برّي بأن تكون الفترة مفتوحة المدة. وهذه خطوة معبّرة لأن برّي معروف بسجله الطويل والناجح في المماطلة والعمل مع كلا الجانبين. وقد تكون أيضا إشارة إلى أن "حزب الله" غير مهتم بالتوصل إلى حل في حد ذاته، بل في كسب الوقت إلى أن يصبح أكثر استعدادا لمواجهة إسرائيل. لذلك فإن الإصرار على إطار زمني محدد للمحادثات أمر ضروري.

سيكون "حزب الله" قادرا على الاستفادة من أي أرباح نفط وغاز تتحقق في المستقبل

​​وفي الوقت نفسه، قد تكون هناك فرص لمناقشة الأمور المهمة على الأقل بما يتجاوز التفاصيل التقنية لترسيم الحدود. ففي 26 نيسان/أبريل، على سبيل المثال، صرّح وزير الدفاع الياس بو صعب أن رئيس الجمهورية ميشال عون سيدعو قريبا إلى إجراء حوار لبناني بشأن "استراتيجية دفاع وطنية لحصر السلاح بيد الجيش اللبناني". وفي 22 أيار/مايو، أفاد لصحيفة "الشرق الأوسط" أن المحادثات بهذا الشأن ستبدأ مباشرة بعد حل القضايا الأخرى ذات الأولوية. ومن الممكن أن تكون هذه التصريحات قد صدرت تحت ضغوط من المسؤولين الأميركيين الزائرين وألا يعتبرها عون خطة جادة.

ومع ذلك، لا يزال بإمكان المفاوضين استخدامها كأداة للشروع في حوار حول قضايا الدفاع الوطني ـ والتي بدورها يمكن أن تفرض المزيد من الضغط الداخلي على جهود "حزب الله" لتوسيع ترسانته من الصواريخ والأسلحة المتقدمة الأخرى.

حنين غدار هي زميلة زائرة في زمالة "فريدمان" في "برنامج جيدولد" للسياسة العربية في معهد واشنطن.

المصدر: منتدى فكرة

ـــــــــــــــــــــ
الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن).

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.