أقارب الشرطي الذي قتل في الهجوم الإرهابي في يونيو 2019 في العاصمة التونسية
أقارب الشرطي الذي قتل في الهجوم الإرهابي في يونيو 2019 في العاصمة التونسية

هارون ي. زيلين/

في 27 حزيران/يونيو، أي بعد مرور أربع سنوات ويوم واحد على هجوم سوسة، شهدت تونس هجومين انتحاريين مزدوجين استهدفا الأجهزة الأمنية في موقعين مختلفين من وسط العاصمة. ولكن ما هي إلا ساعات حتى عادت الحياة إلى مجاريها في المدينة. وسرعان ما سلطت الحكومة الضوء على أن السياحة لم تتأثر ـ وهذه نتيجة مختلفة تماما عمّا حدث بعد هجوم سوسة عام 2015، حيث ألغت أعداد كبيرة من السياح زياراتها إلى البلاد وصرّح الرئيس الباجي قائد السبسي أن "الدولة ستنهار إذا ما وقع هجوم مماثل آخر".

وفي الواقع، ازدادت هذه الجمهورية الواقعة في شمال أفريقيا نُضجا في التعامل مع التهديدات الأمنية المرتبطة بالجهاد، فالمسؤولون ما عادوا يرددون الهواجس الوجودية، سواء أكان ذلك مبررا أم هادفا لإشاعة الخوف. ومقارنة بعام 2015، أصبح كلٌّ من الدولة والشعب أكثر استعدادا للتعامل مع تبعات الهجمات الأخيرة. ولكن تضاؤل نسبة الشفافية فيما يتعلق باعتقالات الإرهابيين والروابط الظاهرة بالتعبات الجهادية السابقة يجب أن تثير القلق بشأن انتقال تونس على نطاق أوسع من الميول الاستبدادية إلى الديمقراطية وسيادة القانون.

روابط إلى شبكات الماضي

في صباح السابع والعشرين من حزيران/يونيو، قام انتحاري بتفجير نفسه بالقرب من مخفر للشرطة في وسط العاصمة تونس، متسببا بقتل شرطي وجرح آخر وإصابة ثلاثة مدنيين. ومرتكب الجريمة، الذي لم يُكشف اسمه، هو من مواليد عام 1988، وينحدر أصلا من باب الجديد في العاصمة وكان يعمل سابقا في الصناعات اليدوية في حي المدينة. وبعد الهجوم، تم اعتقال أحد المتواطئين كما داهمت وحدات الأمن منزل مرتكب الجريمة حيث عثرت على مواد تستخدم في صنع المتفجرات.

لن يتوقف الجهاديون عن محاولة إضعاف الدولة

​​وبعد مرور عشر دقائق على الانفجار الأول، دوّى انفجار آخر بالقرب من الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بمنطقة القرجاني وأسفر عن إصابة أربعة من عناصرها. وحاول المهاجم، الذي وصل على دراجة هوائية، اقتحام مقر وحدة مكافحة الإرهاب في اللحظة التي فُتح فيها الباب وخرجت آلية شرطة، مما دفعه إلى التفجير. وبينما ألمح مصدر أمني إلى أن الفاعل تلقى مساعدة للوصول إلى المكان، أفاد الناطق باسم الوحدة سفيان السليطي لـ "وكالة فرانس برس" عن اكتشاف هوية المهاجم، إلا أن هذه المعلومات لم يتم الكشف عنها علنا.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤولية عن التفجيرين، وترسخت مصداقية هذا الأمر حين أشار السليطي في اليوم التالي إلى ثبوت الرابط بين الهجومين. وفي غضون ذلك، أوقفت القوات الأمنية 25 شخصا لاشتباهها بانتمائهم إلى تنظيم إرهابي أو التهليل للعمليات الإرهابية أو التورط في أعمال محظورة.

وفي إطار التحقيقات الجارية، داهمت الشرطة جامع الغفران في حي الانطلاقة وصادرت كمية كبيرة من المتفجرات. كما لاحقت العقل المدبر للهجومين وأردته قتيلا، وهو المدعو أيمن السميري البالغ من العمر 23 عاما وفقا لوزارة الداخلية. وقد رصدته القوى الأمنية في البداية في محطة قطار حي الانطلاقة، وعند مواجهته أطلقت عليه النار فقام بتفجير حزامه الناسف، ولكن لحسن الحظ لم يسقط أي ضحايا غيره.

والجدير بالذكر أن حي الانطلاقة هو مسقط رأس عنصر تنظيم "الدولة الإسلامية" المدعو شمس الدين السندي الذي خطط لتفجير باردو وسوسة عام 2015. وكان السندي يقيم في ليبيا في ذلك الوقت، ولكن مكانه الحالي غير معروف. وهذا الحي هو أيضا أحد الأحياء التي نشط فيها التنظيم الجهادي "أنصار الشريعة في تونس" بعد الثورة وقبل إدراجه على قائمة الإرهاب في عام 2013، علما بأن هذا التنظيم كان يسيطر على جامع الغفران خلال تلك السنوات، من جملة سيطرته على معاقل محلية أخرى.

ومن خلال مختلف الفعاليات والأنشطة، وبعضها موثق على وسائل التواصل الاجتماعي، عمل "أنصار الشريعة في تونس" على نشر عقيدته بين غالبية سكان المنطقة ليرسخ بذلك أفكاره الراديكالية في المجتمع. وحتى أنه اتبع النهج نفسه في مناطق أخرى من تونس ككل. 

سلفيات تونسيات يعتصمن اعتراضا على قرار رئيس الوزراء التونسي بمنع النساء من ارتداء النقاب في المكاتب الرسمية "لأسباب أمنية"

​​وقد تعاطف كثير من المواطنين مع القضية الجهادية آنذاك لأن التنظيم بدا في بادئ الأمر أنه يقتصر على الدعوى والحوكمة. ففي حي الانطلاقة مثلا، وزّع التنظيم المؤلفات في الأسواق والمقاهي، وكلّف رجال الدين المتعاطفين معه بإلقاء المحاضرات الدينية، ونظّم حملات لتنظيف الأحياء السكنية، وقدّم المساعدات الغذائية إلى الأسر المحتاجة، وأقام دورات لحفظ القرآن، كل ذلك تحت شعار "أبناؤك في خدمتك".

ومع أنه يصعب معرفة مدى تأثر الأشخاص المعنيين بهذه الأعمال، ثمة أمر واضح وهو أن الكثير من عناصر التنظيم السابقين انخرطوا في حملات للمقاتلين الأجانب في الخارج وفي أعمال تمردية في الداخل. وتفيد التقارير الإعلامية المحلية أن بعض هؤلاء المقاتلين عادوا إلى ديارهم ويعيشون بحرية خارج السجن في حي الانطلاقة ومناطق أخرى من تونس.

المزيد من الاعتقالات، ثم المزيد من السرية؟

منذ مطلع عام 2014 حتى اليوم، نفّذت قوات الأمن 1411 عملية توقيف لأسباب جهادية، وفقا لبيانات صحفية صادرة عن وزارة الداخلية ومثبتة من خلال مقارنتها بالتقارير الإعلامية المحلية. ومن الصعب معرفة عدد المعتقلين بالتحديد لأن الموقوفين يتضمنون مجرمين سابقين. ومع ذلك، كان هناك منحى تصاعدي في الاعتقالات السنوية المتعلقة بالجهادية: 32 عام 2014، 163 عام 2015، 262 عام 2016، 404 عام 2017، و521 عام 2018.

وهذا الاتجاه يجعل البيانات التي جُمعت منذ أواخر عام 2018 أكثر إرباكا. فوتيرة الإعلان عن الاعتقالات تراجعت سريعا منذ شهر نوفمبر بحيث لم تسجَّل سوى 29 حالة اعتقال في عام 2019. وبهذا المعدل، قد يكون المجموع السنوي أقل من ستين، أي أدنى بكثير من المعدل الملحوظ في السنوات الأربع الماضية.

​وقد يبدو هذا خبرا سارا في البداية ـ كونه يعني أن قوات حفظ القانون في تونس أصبحت أكثر قدرة على التمييز واستخدام المعلومات الاستخباراتية عوضا عن الاكتفاء بتوقيف أي شخص له أي علاقة ولو بعيدة بحادثة معينة. ولكن من الممكن أيضا أن وزارة الداخلية لم تعد تفصح عن التوقيفات بشفافية مطلقة، فنظرا إلى المنحى المسجل في السنوات القليلة الماضية، لا يبدو منطقيا انخفاض الأعداد بهذا الشكل الجذري والسريع. ومن المعقول أن الأجهزة الأمنية تنفّذ فعلا هذا العدد الضئيل من الاعتقالات، لكن هذا التراجع المفاجئ يستحق بعض الشكوك.

المشهد الأمني في تونس اليوم أكثر تطورا بشكل ملحوظ عما كان عليه قبل أربع سنوات

​​ومن المثير للاهتمام، أن تَراجع البيانات بدأ بعد صدور مقالة المرصد السياسي في أكتوبر 2018 لكاتب هذا المقال بشأن هجوم إرهابي نفّذته امرأة في العاصمة التونسية بوحي من تنظيم "الدولة الإسلامية". واستندت تلك المقالة جزئيا إلى المعلومات الواردة في البيانات الصحفية لوزارة الداخلية، ولذلك فإن بدء البيانات المماثلة بالتلاشي مباشرة في أعقاب المقالة قد تبدو محض صدفة، ولكن الأمر ملفت بأي حال.

وإذا تبيّن أن بيانات الاعتقال الصادرة عن الحكومة غير مكتملة أو شائبة بالفعل، فسيواجه الباحثون المحليون والأجانب صعوبة أكبر في تقدير نطاق التوجهات الجهادية في تونس ومسارها، كما أن ذلك ينذر بالعودة إلى ممارسات أكثر استبدادية اتبعها النظام الحاكم ما قبل عام 2011.

توصيات في مجال السياسة العامة

إن المشهد الأمني في تونس اليوم أكثر تطورا بشكل ملحوظ عما كان عليه قبل أربع سنوات. ولا بد من الإشادة بالتحسينات التي قامت بها الحكومة بمساعدة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجزائر، في حين أن مرونة السكان تُظهر أن التأثير الذي ينشده الإرهاب المحلي قد فقد الكثير من قوته بمرور الوقت.

ولكن بغض النظر عن هذا التقدم، لن يتوقف الجهاديون ـ العائدون منهم من الخارج، والخلايا المحلية، والسجناء الحاليون ـ عن محاولة إضعاف الدولة. ونظرا للسياق الهش الراهن للانتخابات المقبلة والقلق من حالة السبسي الصحية، يجب على واشنطن أن تواصل دعم المساعي التي تبذلها الحكومة لجعل أمنها وقضائها ومنظومة سجونها أكثر تماشيا مع سيادة القانون في الإطار الديمقراطي. وينبغي أيضا على المسؤولين الأميركيين أن يوضحوا لتونس أن الشفافية في كيفية تعامل أجهزتها الأمنية مع الجهادية توفر على المدى البعيد حسنات أكثر من توفيرها السيئات. 

وفي النهاية، عند التعمق في فهم الشبكات والمناطق الجهادية السابقة، يمكن استنباط الدلائل حول الأماكن التي قد تظهر فيها الأعمال الإرهابية في المستقبل، لأن هذا النوع من التعبئة لا يأتي من العدم.

هارون ي. زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن ومؤلف الكتاب القادم "أبناؤكم في خدمتكم: المبشرون التونسيون في الجهاد" (مطبعة جامعة كولومبيا).

المصدر: منتدى فكرة

ـــــــــــــــــــــ
الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن).

 

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.