إيران دأبت على استغلال الدين لتوسيع نفوذها في المنطقة العربية
خامنئي خلال ذكرى وفاة الخميني

محمد المحمود/

لا يخفى أن ثمة حديثا طويلا في الشرق العربي، وفي العالم الغربي، عن الخطر/ التمدد الإيراني الذي يجب التصدي له بقوة؛ بالمواجهة الناعمة ابتداء، وإن لم تنفع؛ فبالمواجهة الخشنة التي تفتح باب الحرب على مصراعيه لدمار غير محدود، أو غير متوقع في نتائجه النهائية؛ فضلا عن آثاره الجانبية التي ستطال المعنيين بهذا الخطر من قريب أو بعيد.

الخطر الإيراني المقصود هنا، أو ـ على نحو أوضح ـ الخطر الذي يأخذ باهتمام المعنيين به هو الخطر المادي المباشر المتمثل في التمدد الإيراني المسلح المتمدد خارج الحدود الإيرانية عبر المليشيات الموالية، أو تلك التي تشرف عليها الدولة/ الثورة الإيرانية بشكل مباشر؛ إضافة إلى خطر المشروع النووي الإيراني القابل لتحويله إلى مشروع سلاح نووي من شأنه أن يحقق تفوقا كاسحا على المنافسين الإقليميين، أو إن شئت فقل: الشركاء الإقليميين. ومن ثم؛ فهو مشروع ستتغير بأرقامه معادلات القوة، ومن ورائها آليات التعامل، على نحو جذري لا يمكن احتماله بحال.

لن يسقط الحلم الأصولي ما لم يصل النموذج الإيراني إلى نقطة الانهيار

​​لكن، من جهتي لا أتصور الخطر الإيراني على هذا النحو، أو لا أرى توصيفه على هذا النحو من ترتيب أولويات الخطر. أتصور أن الخطر الأكبر الذي تمثله إيران، على الأقل بالنسبة لنا كمجتمعات إسلامية، ليس هو هذا الخطر المادي المتمثل في النفوذ المسلح والسلاح النووي، بل الخطر الحقيقي، والحاسم على المدى البعيد، هو "النموذج الإيراني" ذاته، أي نموذج الحكم الأصولي المتماسك، القادر على البقاء، الذي تقدمه إيران كنموذج ملهم لكل التيارات الأصولية الإسلاموية التي تراودها أحلام الهيمنة المباشرة على مقاليد الحكم، أي أن الخطر الحقيقي هو أن يحكم الأصوليون ـ بما هم أصوليون ـ على هدي مشروع أصولي قاطع في تحديد معالم هويته؛ بقدر ما هو قاطع مع بقية النماذج الحديثة التي تنتسب للغرب/ للعصر/ للعالم الحديث.

النموذج الإيراني يقود قاطرة الأصوليات على مستوى الحلم/ الطموح؛ إن لم يقدها على مستوى الواقع. حتى تلك الأصوليات السنية المتطرفة التي ترى في المذهب الرسمي للدولة الإيرانية/ التشيع بدعة وضلالا، وربما كفرا (والتي قد نظنها لهذا السبب/ التضاد العقدي أبعد ما تكون عن تعشّق النموذج الإيراني)، هي ـ اعترفت أم لم تعترف/ واعية أو غير واعية ـ من عشاق النموذج الإيراني/ دولة الخميني التي ترى فيه حلمها الأكبر، حلمها في أن تصل ـ بذات صفتها العُلَمِائيّة/ المشيخية/ الدعوية ـ إلى التحكّم في كل مفاصل السلطة على نحو مباشر؛ كما هو الحال في إيران التي يقرر فيها رجال الدين الأمور من الألف الياء عبر تحكمهم الكامل بالقرارات النهائية للسلطات الثلاث: التشريعية والقضائية والتنفيذية، فضلا عن القوات المسلحة والإعلام وفاعليات التطوع المسلح التي ترتبط مباشرة بالمرشد الأعلى الذي هو رجل دين في الأساس، يحكم بهذه الهوية، أي بصفته رجل دين!

لقد قلتها أكثر من مرة: لن يسقط الحلم الأصولي، لن يخبت وهج تيارات الإسلام السياسي في العالم الإسلامي، لن تكف الطوباويات الإسلاموية على إدارة رؤوس ملايين المحرومين وملايين الطوباويين بالأحلام الكبرى التي تعدهم بعصور الإمبراطوريات الأسطورية في قوتها وثرائها وعدالتها؛ ما لم يصل النموذج الإيراني إلى نقطة الانهيار الصريح/ الفشل التام.

مهما ضعف هذا النموذج/ النموذج الإيراني الأصولي، مهما تعرّض للامتحانات القاسية، مهما بدا فاشلا في تحقيق الحدود الدنيا من النهضة التنموية المأمولة لمواطنية؛ لن يكف عن تصدير الحلم الواعد أو الحلم القاتل. لن يكف عن الإلهام ما بقي متماسكا؛ لأن مثل هذا التماسك ـ رغم كل صور الضعف الظاهر والكامن ـ سيجعله نموذجا ناجحا؛ إذا أضيف إليه رصيد الصمود/ العناد/ التحدي الذي تأخذه الجماهير الشرق أوسطية/ الجماهير العاطفية جدا في الاعتبار دائما، خاصة إذا تمت مقايسة مثل هذا النجاح الواهن بمثيلاته في الشرق الأوسط، فحينئذ سيبدو بإزاء تجارب الفشل أو التعثر أو النمو البطيء جدا، ناجحا "بدرجة مقبول"، أو على الأقل، غير فاشل "بدرجة السقوط" التي تخرجه من دائرة القدرة على إلهام الأصوليين المتأسلمين.

إذا كان سقوط النموذج الأصولي الأخير/ النموذج الإيراني على هذه الدرجة من الأهمية؛ من حيث علاقته بتنامي أو صعود الرجعيات الأصولية، فهل هو نموذج يقترب حقيقة من السقوط/ من الانهيار التام الذي يعني نهاية الحلم الأصولي، أو تلاشيه وابتعاده كثيرا عن إمكانيات التحقق في الواقع؛ كما حدث مع الأيديولوجية الشيوعية/ النموذج الشيوعي؟

الجواب على هذا السؤال يتوقف على تأمل عناصر القوة وعناصر الضعف في النموذج ذاته، وعن علاقة هذه وتلك بجدليات التفاعل الإقليمي والعالمي. وبالنظر إلى ذلك فإني أرى أن هذا النموذج يمتلك بعض عناصر القوة التي مكنته من الصمود ـ على ضعف يتضمن كثيرا من التأزمات ـ حتى الآن. ولعل أهمها ما يلي:

1 ـ الأيديولوجية الثورية التي نشأت عليها الدولة الإيرانية الأصولية رغم كل العواصف التي مرت بها لا تزال فاعلة، لا تزال تمتلك رصيدا جماهيريا ونخبويا يكفل لها الإمساك بمفاصل السلطة، لا يزال رجال الدين (وهم الأمناء على النموذج تقريرا وتنفيذا) يحظون ـ بفعل عملية التديين المستمرة ـ بقدر غير قليل من القدرة على الإقناع، أو إن شئت فقل: بقدر غير قليل على الخداع. صحيح أن مستوى وحجم هذه القناعة الجماهيرية تراجع كثيرا عما كان عليه بداية تشكّل النموذج قبل أربعين عاما، وصحيح أن مستويات التبرم به من قبل عموم الشعب الإيراني ـ من غير المتدينين ـ تصاعدت في العقدين الأخيرين. لكن يبقى للأيديولوجية المُؤسّسة/ لرمزية الثورة زخهما من حيث هي بقايا رصيد القوة، وهو الرصيد الذي يوشك على النفاد.

2 ـ الحرب العراقية الإيرانية بقدر ما أنهكت النموذج الأصولي في بداياته، وتحديدا في تحققه المادي/ العيني؛ إلا أنها وفّرت له مستويات من التأييد الشعبي، بل ومن المبررات الواقعية لإرساء قواعد نموذجه الديني؛ بما لم يكن ليتوفر لو لم تقم لهذه الحرب قائمة. فهذه الحرب التي رافقت لحظات التشكل/ لحظات الانبعاث الثوري أكدّت للجماهير المؤدلجة صحة نظرية الاستهداف العالمي/ الغربي للنموذج الاستقلالي، ورفعت رصيد الأصوليين بما قدموه من نماذج فدائية/ تضحيات بشرية هائلة، أدخلت قضية الدولة الإيرانية/ الدولة الأصولية، إلى كل بيت في إيران تقريبا؛ فبات الجميع ـ من غير قصد الأكثرية ـ شركاء في الدم الثوري انتهاء؛ إن لم يكونوا شركاء في الهم الثوري ابتداء!

3 ـ الثروات الكبرى التي تتمتع بها إيران، فضلا عن موقعها الاستراتيجي إقليميا وعالميا. فلا شك أن ما تعرضت له "دولة الأصوليين" من أخطار وحرب وحصار وشبه عزل عن العالم كان من أكبر التحديات التي تتعرض لها الدول، ولو أن ما تعرضت له إيران تعرّضت له دولة لا تملك ما تملكه إيران من ثروات طبيعية وغير طبيعية، وحدود متنوعة وطويلة تمنحها كثيرا من الخيارات النوعية، لكانت قد انهارت منذ بدايات المواجهة مع العالم/ الغرب.

4 ـ ثمة قدرة أيديولوجية/ نضالية على استرخاص المنجزات التنموية، (المنجزات الحقيقية أو المأمولة)، لحساب فكرة متعالية لا يستطيع أحد الإمساك بها، أو الاحتكام إليها، أو حتى محاكمتها. وبناء على هذا، يسهل تخفيف حدة الغضب الجماهيري من أي فشل تنموي أو تأزم حقوقي، مقابل تهوين وتهميش كل نموذج ناجح، إقليميا أو عالما، إذ يصبح معيار النجاح أو الفشل في النموذج الإيراني معيارا غير مرئي؛ إما لأنه قابع في العالم الآخر/ ما بعد هذه الحياة، وإما لأنه قابع في مستقبل بعيد لا يمكن الوصول إليه إلا في حدود الخيال!

النموذج الإيراني يقود قاطرة الأصوليات على مستوى الحلم/ الطموح

​​مع كل هذا، تبقى احتمالات السقوط، السقوط البطيء على الأقل، واردة؛ رغم كل عناصر القوة السابقة التي وفّرَت الحد الأدنى للصمود حتى الآن. ولعل أهم عنصرين من عناصر الضعف الذي يمكن أن يتحلل النموذج بسببهما هما:

1 ـ أنه نموذج ـ في عمقه، وبكل أبعاده ـ معاد للعالم، معاد للتاريخ في أفقه العالمي المعاصر/ الغرب. ولم ولن يعادي أحد العصر/ مسار التاريخ إلا انتهى إلى الخسران المبين. وباختصار، الإنسانية تسير غربا منذ سبعة قرون، ولا تسير شرقا، ومن قصد الشرق/ ولّى وجهته نحو الشرق أيديولوجية فكريا/ سياسيا، فهو قد اتخذ مسارا معاندا لمسار العصر/ مسار التاريخ.

2 ـ الصراع بين المثال والواقع. فالمثال الذي صنع ملامح الحلم الأصولي للجماهير الإيرانية بقدر ما كان أحد عناصر القوة في فترات كثيرة، يمكن أن يتحول في فترة ما/ منعطف تاريخي ما، إلى أحد عناصر الضعف، بحيث يصبح كل ما يتحقق من "نجاح نسبي" فشلا ذريعا؛ مقارنة بالحلم الكبير الذي أريد له أن يلهب خيال الجماهير.

اقرأ للكاتب أيضا: إيران بين الصمود والانهيار

ـــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن).

 

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.