الطفلة فاطمة هادي (12 سنة) تعاني من سوء تغذية
الطفلة فاطمة هادي (12 سنة) تعاني من سوء تغذية

محمد المحمود/

يقول الأديب الكبير غازي القصيبي، فيما يعده مقولاته غير المأثورة: "الكرم العربي ظاهرة غذائية". يقول هذا منتقدا انحصار معاني الكرم التي هي أكثر وأعمق وأكبر من المعنى الوحيد: "ملء بالبطون الطعام". هذا المعنى الذي استولى على ذاكرة العربي من جاهليته الأولى، وإلى اليوم؛ لأسباب تتعلق بالبيئة والثقافة، وما بينهما. بينما بقيت بقية/ سائر المعاني الأسمى والأجمل والأكثر فائدة في مجال الخير العام محل إهمال وتهميش، بل وربما إلغاء؛ إلغاء يتعمّق في التحوّل الصريح إلى المعنى النقيض.

اليوم، يعاني الكرم العربي من فقر مدقع في الأخلاق؛ مقرونا بـ"كرم" مسرف في "الهدر الغذائي"، هذا الهدر الذي لا ينفرد به العربي من حيث الطبيعة الأولى/ الطبيعة المجردة لممارسة الهدر، ولكنه ينفرد به من حيث إحالته إلى معنى الكرم المتضخم في الوجدان العربي، حيث يصبح ـ بعد هذه الإحالة ـ فعلا متعمدا/ مقصودا بذاته لإضفاء معنى متخيل/ متوهم في السياق الاجتماعي.

يأتي "الهدر الغذائي العربي" كتعبير وحيد عن معنى "الكرم العربي"

​​الهدر الغذائي بقدر ما هو إشكال عربي داخلي، هو إشكال عالمي، تتعلق به كثير من الإشكاليات التي تبدأ من أبجديات الإنتاج إلى نهايات الاستهلاك، وما بعد الاستهلاك من تلوّث بيئي. ولهذا، بدأت معظم المنظمات العالمية المعنية بالإنسان؛ من حيث وجوده على المستوى الطبيعي وما فوق الطبيعي/ الحقوقي، تُعنى بمسألة الهدر الغذائي الذي يستفز مشاعر القلق على مستقبل النوع الإنساني المرتبط وجوديا بهذا الكوكب الوحيد؛ بقدر ما يستفز مشاعر الإنسانية عندما يقترن بحالات الجوع الراهن المصاحب لهذا الهدر زمنيا على اختلاف المكان، وربما مكانيا في كثير من الأحيان.

يعاني مليار إنسان (وتقدره بعض المنظمات بـ 820 مليون تحديدا) من الجوع، في مقابل هدر غذائي عالمي يستطع تغطية هذا الجوع ومثله معه. نحن هنا لا نتحدث فقط عن الهدر الغذائي الذي يتمثل بفائض المطاعم/ المطابخ الخاصة والعامة، ولا بما يفيض عن الاستهلاك الجزئي؛ فيرمى به في سلة المهملات، بل نتحدث عن هذا وما هو أشمل منه، حيث الهدر المصاحب لعميات الإنتاج والتسويق والتخزين...إلخ، إذ لا يقل الهدر في هذا المجال عن الهدر في المجال الأول، وهو المجال المرئي للجميع، وبالتالي، المستفز لأكبر قدر من مشاعر أولئك الذين يكادون يموتون كمدا حين يرون "إنسانا ما" يموت بسبب نقص الغذاء؛ بينما تشكو مجتمعات كثيرة من فائض الغذاء.

تتعدد الإحصائيات، بل وتتضارب في نتائجها، عندما تحاول تحديد أكثر دول العالم هدرا للغذاء. المملكة المتحدة، ماليزيا، سنغافورة، تجعلها بعض الإحصائيات في رأس القائمة عالميا. السعودية والإمارات تجعلها بعض الإحصائيات في رأس قائمة الهدر الغذائي عربيا. لكن الملاحظ أن هذه الإحصائيات على تباينها واختلاف معاييرها، تفصح عن حقيقة أن الهدر ليس مقرونا ـ اقترانا شرطيا ـ بالوفرة المادية، فبعض الإحصائيات تضع الفلسطينيين والمصريين والمغاربة من ممارسي الهدر الغذائي، كما هو الحال مع السعوديين والإماراتيين!

يرتبط الهدر الغذائي بالعجز عن إدارة الناس لمواردهم الغذائية، أكثر مما يتعلق بالغنى والفقر. عندما يتساوى الغني والفقير في هذا العجز عن إدارة إنتاج وتسويق وتخزين واستهلاك الغذاء؛ يتساوون أو يتقاربون في الهدر الناتج عن نمط فكري واحد. الدول العربية الغنية، والمتوسطة الغنى، والفقيرة، كلها تتشارك جميعا في ممارسة هذه العادة الاجتماعية السيئة جدا؛ لأن الوعي الاجتماعي/ الثقافي يمتاح من معين واحد تقريبا.

بينما نجد الهدر الغذائي العالمي/ غير العربي مرتبطا ـ في أكثره ـ بمراحل الإنتاج والتسويق مقرونا بضرورات معينة بهذه المراحل، نجد الهدر الغذائي العربي مرتبطا بمراحل الاستهلاك المقرونة بمعاني ثقافية مقصودة تحيل ـ في مجملها ـ إلى معنى الكرم، أو إلى معنى الفخر المتضمن في الكرم.

الهدر الغذائي العالمي يأتي كضرورة، أو كفعل مصاحب غير مقصود لذاته، بينما يأتي "الهدر الغذائي العربي" كتعبير وحيد عن معنى "الكرم العربي" الذي يحظى بأعلى قدر من التعظيم والتمجيد، ما يعني أن الهدر الغذائي يحظى بذات التعظيم والتمجيد. ولهذا، تتضخم الموائد على تخوم المجاعات في العالم العربي؛ وليس ثمة ضمير يقلق أو يتعذب؛ لأن المعنى المتضخم حد التقديس للكرم الغذائي/ الهدر الغذائي يستطيع قمع هذا القلق واستبعاد هذا العذاب المرتبط بالضمير الاجتماعي/ الجمعي المقدس للكرم.

الهدر الغذائي بقدر ما هو إشكال عربي داخلي، هو إشكال عالمي

​​لا يعني هذا أن كل فرد في هذا المجموع المتواطئ على تقديس معنى الكرم، يوافق بذات القدر من التواطؤ على مثل هذا السلوك الهدري الذي تعده المجتمعات المتخلفة كرما. ظهر كثيرون، مثقفون ومسؤولون ووجهاء اجتماعيون وفنانون، طالبوا بالتصدي لهذه الظاهرة السلبية، وبعضهم طالب بسن عقوبات رادعة على ممارسي هذا الهدر ولو كان ممارس الهدر يمتاح من ماله الخاص. لكن، تعجز هذه الأصوات الفردية الخارجة عن النسق الثقافي السائد عن التصدي للمتجذر الثقافي العميق المرتبط بأكثر من بُعد من أبعاد الذات.

الباحث اللبناني القدير/ مصطفى حجازي حاول مقاربة هذا الظاهرة من النواحي النفسية في كتابه الرائد: "التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور، ص118/119"، حيث ربطها بمرحلة الطفولة الأولى التي لا تزال تعيشها المجتمعات النامية، وتحيدا بمرحلة النشاط الفمي. يقول حجازي: "من الناحية النفسية فالطعام من أكثر النشاطات ارتباطا بالحب، نظرا لارتباط النشاط الفمي أثناء الرضاعة بالعلاقة الوثيقة مع الأم. الحب والحليب يمتزجان ويبادلان الدلالة" ـ "إلا أن الطعام يأخذ في البلدان النامية قيمة مبالغا فيها، بالنسبة لبقية أشكال النشاط الإنساني"، ثم يربط كل ذلك بندرة الطعام في البلدان النامية، أي بظاهرة الجوع الحاضرة أو تلك التي لا تزال تعمل في عمق الذاكرة الجمعية التي تمتد مجاعاتها لعشرات القرون.

يمعن حجازي في نقد هذا المسلك المرضي فيقول عن ممارسي هذا الهدر/ الكرم: "إنهم بحاجة إلى استعراض خيرات موائدهم الغنية بصنوف الطعام، ليدللوا على إفلاتهم من العوز والخواء وقلق الجوع"، مؤكدا على أن قلق القلة كامن عند المترفين، وظاهر عن المعوزين، وكأنه/ المسرف يدفع بالإسراف شبح الفقر. ويرى حجازي أن الطعام وسيلة ممتازة لتدعيم العلاقات التملكية داخل الأسرة، "فالأم، أداة الحب التملكي، وأفصح معبر عنه، تمتلك الزوج والأبناء من خلال امتلاك قنواتهم الهضمية"، وهكذا، فالمرأة في العالم الثالث تغزو أولادها ـ كما يؤكد حجازي ـ من خلال أجوافهم.. إلخ التحليل الجميل المتشعّب لهذا الباحث القدير.

يعاني مليار إنسان من الجوع، في مقابل هدر غذائي عالمي يستطع تغطية هذا الجوع

​​الأهم من كل ما سبق أن حجازي يربط هذه الظاهر السلبية (المبالغة في ترميز لغة الطعام) بما يعانيه الإنسان في العالم العربي من اعتلالات نفسية واسعة الانتشار. يقول: "والطعام تعويض رئيسي، ويكاد يكون مع الشراب، بين الفئات التي تتعاطاه، التعويض الوحيد عن الإحباطات المتنوعة التي يعاني منها إنسان المجتمع المتخلف، أولها الإحباط العاطفي والجنسي"، ثم هو يربط ذلك/ مسألة الطعام (الكرم كظاهرة غذائية كما يقول القصيبي) بأحد مسببات/ ظواهر التخلف، حيث الاتكالية العامة المرتبطة بالكسل العام، مشيرا إلى أن النكوص إلى نشاط فمي يرتبط مباشرة ويقود رأسا إلى استمرار الوضعية الاتكالية الطفولية/ البدائية. وهي بلا شك الوضعية السائدة عند أهم العناصر المجتمعية في العالم العربي.

أخيرا، مما يؤكد أن الكرم العربي مظهر هدر تفاخري، ولا علاقة له بالمعاني السامية الكثيرة المرتبطة بكون الإنسان كريما، أن مظاهر الكرم المقصودة عن الإطلاق هي مظاهر إعلانية/ تفاخرية. الكريم/ الباذل، أو من يوصف بذلك، لا يجود إلا بحضرة شهود يستطيعون رواية تفاصيل ما يفعل، أي تسجيل تضحياته بأمواله لتحقيق أمجاد ذاتية أو قبلية. بينما تتأبى عليه نفسه في المواقف الإنسانية التي يصعب أو يستحيل فيها تسجيل "هذه الأمجاد" أن يبذل معشار ما يبذله في الإعلان التفاخري. لهذا تجد موائده/ مواقف بذله متاحة للأغنياء والوجهاء والأصدقاء الذين يستطيعون تسجيل ما يفعله في رصيده التفاخري/ مجده، بينما يبخل على الفقراء بأقل القليل، وإن جادت نفسه؛ فبفتات الموائد التي كان سيرمي بها، فهنا ربما يتحامل على نفسه، ويوصى بها لأفواه الجائعين؛ لعل وعسى أن يرصده راصد؛ فيذكره بهذا الكرم النبيل!

اقرأ للكاتب أيضا: إيران أو مستقبل الحلم الأصولي

ـــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن).

 

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.