جنود عراقيون يبعدون أحد أقارب ضحايا العبارة عن الرئيس العراقي
جنود عراقيون يبعدون أحد أقارب ضحايا العبارة عن الرئيس العراقي

مايكل نايتس/

في 18 يوليو، أعلن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات جديدة على أربعة مواطنين عراقيين بموجب "الأمر التنفيذي رقم 13818". ويمثل هذا القرار الاستخدام الأول لـ "قانون ماغنتسكي العالمي لحقوق الإنسان والمساءلة" من أجل استهداف مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفساد في العراق ـ وهي الخطوة الافتتاحية ضمن حملة ستشهد فرض عقوبات أكبر على سياسيين في البلاد. ولضمان نجاح هذه الحملة في الحد من الانتهاكات وتحذير الشخصيات الأخرى بهدف إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية العراقية، على المسؤولين الأميركيين دعمها عبر اتّباع استراتيجية تواصل واضحة.

من الذين تم إدراجهم على لائحة العقوبات، ولماذا؟

تم استهداف الرجال الأربعة الذي حُدّدت هوياتهم في هذا الأسبوع لعدة أسباب. فكل من ريان الكلداني ووعد القدو يقود ميليشيات تجاهلت أوامر الحكومة العراقية بالانسحاب من المناطق المسيحية في سهل نينوى، حيث حالت انتهاكاتهما وفقا لبعض التقارير عودة الأشخاص المهجّرين وأعاقت أنشطة إعادة الإعمار. أما المستهدفان الآخران ـ وهما المحافظان العراقيان السابقان نوفل حمادي العاكوب وأحمد الجبوري (المعروف باسم أبو مازن) ـ فعوقِبا بسبب الفساد. وسبق أن وجهت المحاكم العراقية الاتهام لكل منهما لجرائم مماثلة.

حمادي يُعرف بالإهمال الذي أدى إلى وفاة أكثر من مئة شخص من سكان الموصل غرقا في كارثة العبّارة

​​ويبدو أن هذه التسميات تسببت بصدمة لدى القادة ووسائل الإعلام في العراق، لا سيما تسمية أبو مازن، وهو الفاعل السياسي البارز في محافظة صلاح الدين. وهم لا يفهمون على ما يبدو السبب الكامن وراء استهداف هؤلاء الرجال بالذات. فالعقوبات الأميركية تميل إلى استهداف قادة الميليشيات الشيعية أو أولئك الذين تربطهم علاقات مكشوفة مع الكيانات الخاضعة للعقوبات والمرتبطة بالنظام الشيعي في إيران. 

ولكن في هذه الحالة، إن أحد الشخصيات التي تم إدراجها على لائحة العقوبات مسيحي، والآخر من الشبك، والآخران سنّيان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن معاقبة مجموعة كبيرة من المسؤولين العراقيين بشكل مقنع بسبب انتهاكات حقوق الإنسان أو الفساد، الأمر الذي يثير تساؤلات حول سبب استهداف هؤلاء الأربعة أولا.

من الواضح أن معاقبة الكلداني وقادو ناجمة عن رفضهما التخلي عن الطرق السريعة الرئيسية والمدن في الأجزاء المسيحية من نينوى. فعندما عجزت الحكومة العراقية على ما يبدو عن إرغام مجموعتيهما الصغيرتين على الابتعاد ولو لبضعة أميال، تولّت الولايات المتحدة زمام الأمور. وإلى جانب الضغط على القوات للانسحاب، يُنتظر أن تشجع هذه الإدراجات على لائحة العقوبات قادة الميليشيات الأخرى وكبار السياسيين الشيعة على الحد من الفساد المحلي، والامتثال لأوامر بغداد القانونية، وتفادي استهداف الأفراد الأميركيين والقواعد الأميركية.

قد يؤدي تصنيف "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص" إلى العزل الدبلوماسي وشلّ المسيرة السياسية للأفراد

​​ويتطلّب فهم سبب فرض عقوبات على حمادي وأبو مازن المزيد من التحليل. فقد استُهدِف حمادي على الأرجح لأنه شخصية ممقوتة في العراق ـ وهو محافظ سابق يُعرف بالإهمال الذي أدى إلى وفاة أكثر من مئة شخص من سكان الموصل غرقا في كارثة العبّارة في 21 مارس، ويشتهر بالفساد الذي أرجأ عملية إعادة بناء مدينة الموصل. وتُرسِل معاقبته تحذيرا للمحافظين الآخرين الذين يتحكمون بعمليات نقل المساعدات الدولية؛ كما تُذكّر بضرورة مقاومة اختراق الميليشيات للاقتصادات والحوكمة المحلية حيث أمكن.

واستُهدف أبو مازن على الأرجح لسببين: لأن القادة السنّة العراقيين الآخرين يعرفونه جيدا، ولأنه "معروف بحماية مصالحه الشخصية من خلال مساعدة وكلاء مدعومين من إيران يعملون خارج سيطرة الدولة"، وفقا لإعلان وزارة الخزانة الأميركية. ويمكن أن يفكر الآن القادة السنّة الآخرون، مثل خميس الخنجر ومحافظ نينوى منصور المرعيد ومحافظ صلاح الدين عمّار جبر ومختلف رؤساء مجالس المحافظات وقادة الشرطة، مليا في العقوبات وإمكانية أن تطالهم عند تقييم مخاطر دعم الميليشيات المرتبطة بإيران وفوائدها. ولن تتأخر المجموعة التالية من الإدراجات الأميركية على لائحة العقوبات ـ والسؤال الذي يُطرَح بالنسبة للسياسيين العراقيين هو ما إذا كانت أعمالهم ستضعهم على قمة الهرم أم في أسفله بشكل آمن.

توضيح التكاليف المتكبَّدة

من أجل تعزيز التأثير الرادع للعقوبات الجديدة، على الحكومة الأميركية أن تساعد العراقيين على فهم أفضل لما يترتّب عن الإدراج على قائمة "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص". فحالما يُدرَج الأفراد على هذه القائمة الخاصة بوزارة الخزانة الأميركية، سيجدون أنه من الصعب جدا فتح الحسابات المصرفية أو امتلاكها، أو تحويل الأموال، أو إجراء معاملات خاصة بالملكية خارج العراق. ويرجع ذلك إلى أنظمة المسح الآلي المستخدَمة في معظم المصارف الدولية، والتي غالبا ما تمارس سياسات امتثال صارمة لضمان عدم تغريمها أو عزلها عن أسواق رأس المال والعملة الأميركية. وبالمثل، يميل المستثمرون الأجانب إلى التخلي عن الأفراد الخاضعين للعقوبات وشركاتهم، مما يؤدي غالبا إلى انهيار الأعمال التجارية.

وقد يؤدي تصنيف "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص" إلى العزل الدبلوماسي وشلّ المسيرة السياسية للأفراد. فمن الطبيعي ألا يلتقي أي [مسؤول في] هيئة أميركية، بما في ذلك المسؤولين الحكوميين ووكالات الإغاثة، بالأشخاص المدرَجين على قائمة "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص". 

معاقبة الكلداني وقادو ناجمة عن رفضهما التخلي عن الطرق السريعة الرئيسية والمدن في الأجزاء المسيحية من نينوى

​​وبالإضافة إلى ذلك، تمنع التسمية بموجب "قانون ماغنتسكي العالمي" الدخول إلى الولايات المتحدة، وتُعقّد عملية إصدار تأشيرات الدخول إلى البلدان الأخرى، وقد تتعرف عليها أنظمة المسح الآلي في الخطوط الجوية. ولتجنب التحديات القانونية ضد العقوبات المتقلبة، تتبع وزارة العدل الأميركية شروطا صارمة جدا متعلقة بالأدلة بالنسبة إلى الإدراجات على لائحة العقوبات؛ وبناء على ذلك، ترى العديد من الدول أن التواجد على قائمة "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص" تشكل سببا كافيا لوقف التعاطي مع المدرجين والحد منه. وما يشكل ربما نذير شؤم في الحالة الراهنة هو أن أي عراقي مصنف على لائحة "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص" لم يتم تعيينه كوزير في الحكومة أو كمحافظ بعد تسميته.

يجب على واشنطن أيضا أن توضح للعراقيين أن العقوبات الجديدة تهدف إلى تعديل السلوك بهدف إزالة كل ما يهدد المصالح الأمنية الأميركية. وفي الوقت نفسه، هذا هو السبب الكامن وراء إمكانية رفع العقوبات عن بعض القادة مثل أبو مازن في المستقبل ـ ولو بصعوبة كبيرة، ولكن فقط إذا ظهرت أدلة قوية على أنهم أنهوا الأنشطة أو العلاقات المثيرة للجدل. 

فعلى سبيل المثال، مارست الحكومة الأميركية هذا الخيار في العام الماضي، وحذفت اسميْ وزيريْ الداخلية والعدل التركيين عن قائمة "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص" بعد أن أطلقت أنقرة سراح المواطن الأميركي أندرو برونسون من السجن. ويمكن تطبيق الإعفاء نفسه على قادة الميليشيات العراقية الذين يوافقون على اتباع أوامر رئيس الوزراء ويكفّون عن انتهاك حقوق الإنسان، وكذلك على السياسيين الذين يتوقّفون عن تقديم مصالحهم الخاصة (وغالبا تلك المتعلقة بإيران) على مصالح الشعب العراقي.

خيارات أخرى

في المرحلة القادمة، قد ترغب الحكومة الأميركية في سلوك طريق بديل لمعاقبة العراقيين بموجب "الأمر التنفيذي رقم 13438" الصادر في عام 2007 تحت عنوان "تجميد ممتلكات بعض الأشخاص الذين يهددون جهود إرساء الاستقرار في العراق". وستبسّط هذه السلطة عملية إضافة الأشخاص إلى قائمة "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص" وشطبهم منها، مما يسمح لواشنطن بحذف أسماء الأفراد الذين كفّوا عن تهديد المصالح الأمنية الأميركية من القائمة، ولكن دون الإشارة بشكل غير متعمد إلى أنهم معفيين من تهم الفساد أو انتهاكات حقوق الإنسان.

أحد الشخصيات التي تم إدراجها على لائحة العقوبات مسيحي، والآخر من الشبك، والآخران سنّيان

​​كما يتعيّن على الولايات المتحدة أن تعمل مع شركائها في التحالف في العراق ـ ولا سيما أوروبا ـ من أجل تنسيق العقوبات بشكل أفضل. وما إن يفهم هؤلاء الشركاء ويوافقون على أن الفرد المستهدَف يطرح مشكلة، فسيحترمون حينها على الأرجح قائمة "الرعايا الخاضعين لإدراج خاص" لأغراض متعلقة بتأشيرة الدخول. حتى أنه باستطاعتهم استخدام الوعد بالدخول كوسيلة ضغط لحث المُدْرجين في القائمة على إنهاء السلوك الخطير، بما في ذلك دعم العمليات الأمنية الإيرانية في العراق.

وبالفعل، عند فرض العقوبات المستقبلية، على واشنطن أن تضمن استهداف الأفراد الذين ما زال العراقيون يعتبرونهم خاضعين للنفوذ الإيراني. وفي حالة أبو مازن، برز بعض الالتباس لأنه أصبح على ما يبدو أكثر انتقادا للميليشيات المدعومة من إيران في الأشهر الأخيرة؛ ونتيجة لذلك، بعثت معاقبته برسائل متناقضة حول المصير الذي ينتظر أولئك الذين يُظهرون تحسنا تدريجيا بشأن المسائل التي تهم واشنطن. إن رؤية الأمور بهذا المنظور أمر مهم: فمن الناحية المثالية، ينبغي أن تركز العقوبات على الأفراد الذين يرى العراقيون بوضوح أنهم جهات فاعلة سلبية حتى تاريخ إدراجهم على لائحة العقوبات.

مايكل نايتس، زميل أقدم في معهد واشنطن، وقد قضى فترات طويلة في العراق منذ عام 2003.

المصدر: منتدى فكرة

ـــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن).

 

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.