An Iraqi health worker sprays disinfecting liquid in the streets of the centre of the southern city of Basra on March 25, 2020,…

وضع فيروس كورونا والأزمة العالمية التي تمخضت عن انتشاره الصين على طاولة الاهتمام العالمي، نقدا وإطراءً، بسبب طريقة تعاطيها مع الفيروس. في أوساط عربية كثيرة، بدا أن أحاسيس الإطراء هي المهيمنة، وتمحورت حول ما اعتبر أداءً استثنائيا صينيا في مكافحة الفيروس ومحاصرته مثل عمليات التعقيم والعزل الواسعة التي شملت كل شيء تقريبا في مدينة ووهان مركز الوباء وبناء مستشفى كامل خلال بضعة أيام مخصص لإيواء المصابين بالفيروس وتفان عالٍ لكادر طبي في علاج المصابين، وصولا إلى السيطرة على الفيروس ومن ثم مد الصين يد العون للبلدان الأخرى التي انتشر فيها الفيروس.

عبر هذا كله، ظهرت الصين بوصفها النموذج المُفتقد عربيا: بلد يواجه مصاعب جمة بينها تشكيك وتآمر غربي مفترض ضده. لكنه يتعالى على جراحه بالاعتماد على نفسه، ليقف على قدميه وينتصر، بعد كفاح طويل وشاق، على هذه الصعاب. من خلال هذا، يُقدم البلد نموذجا مخلصا على الكفاءة المؤسساتية والتنظيم العالي والحس الإنساني تظهر حصيلتها النهائية في إنجاز كبير وواضح وملموس. 

هذه هي باختصار السردية الصينية في مواجهة فيروس كورونا التي تلقى رواجا عربيا واسعا. كمعظم السرديات الشائعة عن الجماعات، تدور هذه السردية في أغلبها حول الذات وليس حول الواقع، فمهمتها هي الدفاع عن الذات وتمجيدها ضد آخرين متحاملين عليها ويستهدفونها دوما بدون وجه حق، بدل فهم الواقع على نحو موضوعي ومكانة هذه الذات في هذا الواقع وتأثيرها الحقيقي فيه.

على المدى البعيد، يؤدي إصرار السلطة على رفض الانفتاح السياسي ومقاومة التحول الديمقراطي إلى صدامات شديدة بين المجتمع والسلطة

الإطراء العربي الواسع على الأداء الصيني لا يتصل كثيرا بالواقع، وعلى الأخص واقع فيروس كورونا، وإنما يتصل بتضامن أيديولوجي ونفسي عربي طويل الأمد مع الصين، لأن هذه الأخيرة، عبر سرديتها للذات، تتشابه مع سردية المظلومية العربية للذات ناقصا الفشل الذي وقعت في شراكه الذاتُ العربية وأفلتت منه الصين. 

في المخيلة السردية العربية عن الذات، نجحت الصين تاريخيا فيما فشل فيه العرب رغم تشابه الظروف، إذ استطاعت أن تنهض من ركام الفشل الاقتصادي والشلل الأيديولوجي لتبني نموذجا اقتصاديا وتكنولوجيا مبهرا تتحدى عبره هيمنة الغرب على العالم وتجبره على الاعتراف بها شريكة مهمة في رسم السياسات والتوجهات الكبرى التي تقود العالم في مجالات الاقتصاد والسياسة والمعرفة. 

الأهم عربيا، في النموذج الصيني، هو هذا الانتصار المفترض على الغرب، والقدرة على التعامل معه بندية حقيقية لم يستطع تحقيقها ذات يوم العرب الحالمون بانتصار وندية عربيتين شبيهتين إزاء "خصمهم التاريخي" المتمثل بالغرب. 

الصين إذن تنتقم للعرب من خصمهم العنيد والقوي الذي هزمهم مرارا وترغم هذا الخصم على الإقرار بقوتها واحترام وقائع هذه القوة. إنه التماهي النفسي العربي مع انتصارات الآخرين المتخيلة ضد خصم متخيل أيضا.

كحال السرديات المريحة التي تصنع ذواتا مظلومة وتتمترس حول الثنائية المعتادة بلوم الآخر على الظلم وإعفاء الذات عن المسؤولية، تشكل حقائق الواقع، بدون اجتزاء أو انتقاء، تحديا مقلقا للرصانة المفترضة في هذه السرديات. فتتبع الحقائق الكثيرة المتعلقة بكورونا منذ بدئها الصيني حتى لحظتنا الحالية عندما أصبح الفيروس وباءً عالميا عابرا للحدود وهازما للحكومات ومخيفا للشعوب يرفع عن السردية الصينية، بالتعاطف العربي معها، صفة النبل البريء الذي تحاول أن تتقمصه. 

لو تصرفت الصين، كدولة، بمسؤولية أخلاقية وشفافية مؤسساتية، لما شهد العالم على الأغلب هذه الأزمة الكبرى، بكل ما تعنيه من قلق مريع وموت كثيف وعناء متواصل يعلن عن نفسه عبر شلل الحياة العامة واقتراب منظومات صحية وطنية من الانهيار وتراجع الاقتصاد العالمي. 

تصرفت الدولة الصينية إزاء الفيروس بالحس الاستبدادي الذي يطبع الأنظمة القمعية حيث ينتصر الاعتداد الوطني المزيف على الإقرار بالوقائع السيئة المناقضة لهذا الاعتداد. كانت السمعة أهم من الحقيقة ومن هنا كان الإنكار الصيني المبكر للوقائع المقلقة بخصوص انتشار الفيروس ومعاقبتها الشجعان القليلين الذين كشفوا هذه الوقائع، ثم تزييفها الحقائق المتعلقة بالفيروس عبر تقديمها معلومات مضللة للمجتمع الدولي بخصوصه إلى حد ادعائها أن الفيروس لا ينتقل بين البشر!

في آخر المطاف، لعبَ ضغط الرأي العام الصيني والدولي والانتشار الواسع للفيروس داخل الصين وخارجها بالضد من التأكيدات الرسمية المبكرة الصينية دورا أساسيا في إقناع الدولة الصينية بضرورة ابتلاع قلق السمعة لصالح الإقرار بمرارة الواقع. 

لو تصرفت الصين، كدولة، بمسؤولية أخلاقية وشفافية مؤسساتية، لما شهد العالم على الأغلب هذه الأزمة الكبرى

منذ لحظة الإقرار تلك، تغير السلوك الصيني إيجابا في التعاطي مع الفيروس. لكنه كان إقرارا متأخرا على نحو فادح. أضاعت الصين على نفسها والعالم نحو شهرين ثمينين كلفا الجميع، صينيين وغيرهم، كثيرا جدا إنسانيا واقتصاديا. على الأغلب كان بالإمكان تجنب هذه الأزمة العالمية والخسارات والمرتبطة بها لو أقرت الصين بالحقائق مبكرا وتصرفت بمسؤولية إزاءها. ساهم أيضا التقاعس الأوروبي، خصوصا الإيطالي منه، والأميركي، فيما بعد، في التعاطي الجدي مع ظهور الحالات المبكرة للإصابات بالفيروس في صناعة هذه الأزمة.

تنطوي قصة "النجاح" الصيني على توليفة نادرة وغريبة بين منح حريات اقتصادية واجتماعية للمجتمع وحرمانه من الحريات السياسية والمأسسة القانونية لها. نتيجة هذه التوليفة المصطنعة هي ما نشهده اليوم، فالصين عملاق اقتصادي بآفاق واعدة هائلة يديرها استبداد سياسي أناني وقصير النظر. 

بمستطاع هذه التوليفة أن تنجح مؤقتا، إذ يمكن للاستبداد السياسي، عبر الاستقرار الأمني ومركزية القرار فيه، أن يوفر أجواءً مناسبة لتطبيق سياسات تحرير الاقتصاد وتنويع موارده، كما حدث في بلدان آسيوية وأميركية لاتينية ليس لها إرث ديمقراطي عريق. 

لكن على المدى البعيد، يؤدي إصرار السلطة على رفض الانفتاح السياسي ومقاومة التحول الديمقراطي التدريجي، بما يشترطه الاثنان من استقلال المؤسسات وشفافية صناعة القرار، إلى صدامات واحتقانات شديدة بين المجتمع والسلطة. 

فيروس كورونا مثال صغير على مثل هذه الاصطدامات التي ستزداد بمرور الزمن إذا ظل النظام السياسي الصيني مغلقا من دون تحديث ديمقراطي جاد.

عراقيا، يتمحور الإعجاب بالصين حول نجاحها الاقتصادي وتحديها السياسي المضمر للغرب. لم يكن هذا الإعجاب الشعبي بعيدا عن الثقة السياسية الساذجة التي أظهرتها الحكومة العراقية في سبتمبر 2019 عندما زار الصين وفدا رسميا عراقيا كبيرا برئاسة رئيس الوزراء حينها عادل عبد المهدي لعقد اتفاق عراقي ـ صيني ضخم، ما يزال غير واضح المعالم. 

تمحور الاتفاق المفترض حول استعداد الصين إعادة تأهيل البنية التحتية العراقية في مجالات كثيرة كالمواصلات والطاقة والتعليم والاتصالات والصحة وغيرها مقابل إعطاء العراق للصين نفطا، نحو مليون برميل يوميا كما أشيع واسعا، على مدى أعوام طويلة مقبلة تصل إلى عشرين عاما. 

احتفى كثيرون في العراق، خصوصا حلفاء إيران، بهذه الصفقة الضخمة والمجزية واعتبروها بديلا مناسبا عن الاعتماد على أميركا "الشرهة" و"المُستغلة" التي تُضمر شرا بالعراق بعكس الصين "المتفانية" صاحبة النوايا والسلوك الطيب نحو الدول الضعيفة والمحتاجة! 

عبر هذا التخريج الأيديولوجي الانتقائي لصفقة كبرى تعوزها الشفافية، لم تمر بالمؤسسات العراقية المختصة ولم يطلع عليها الرأي العام العراقي، أصبحت الصين، في المخيال الأيديولوجي للكثيرين، منقذا للعراق من المخالب الأميركية.

فيروس كورونا مثال صغير على الاصطدامات التي ستزداد بمرور الزمن إذا ظل النظام السياسي الصيني مغلقا من دون تحديث ديمقراطي 

في آخر المطاف، أطاحت احتجاجات أكتوبر العراقية بالصفقة الصينية والحكومة التي عقدتها. مع ذلك تحولت هذه الصفقة، بعد فشلها في أن تتحول إلى واقع اقتصادي، إلى استثمار أيديولوجي فج لمجاميع سياسية وشعبية مناهضة للاحتجاج اعتبرت عقد هذه الصفقة، بما تعنيه من خسارة أميركا للعراق لصالح الصين، السبب الرئيسي الذي دفع أمريكا إلى إشعال الاحتجاجات في العراق من أجل إفشالها!

على الأكثر، ماتت الصفقة الصينية ـ العراقية إذ يبدو أن الأحداث العراقية تجاوزتها، لكن خطر العقلية السياسية التي دفعت العراق إلى الدخول في مثل هذه الصفقات المريبة ما زال حاضرا. 

إنها العقلية التي تستسهل اتخاذ قرارات مصيرية يمتد أثرها لأجيال مقبلة، من دون تمحيص كاف أو اعتبار للشفافية الإدارية والرقابة المؤسساتية والشعبية التي يقوم عليها أي نظام ديمقراطي. 

إذا كانت تجربة فيروس كورونا مثالا صينيا على نوعية الخسارات الكبرى التي يتكبدها المجتمع والعالم عند غياب استقلال المؤسسات وشفافية صناعة القرار، فإن قبول العراق الدخول في صفقة كبرى مع الصين بذات الغياب في الاستقلال والشفافية، يعني أن الانقياد السهل وراء الإغراء الخادع الذي يمثله النموذج الصيني يُعد خطرا حقيقيا يعيق بناء تجربة دولة مؤسسات رصينة، ليس فقط في العراق، بل في العالم العربي أيضا.

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.