A Lebanese woman chants anti-government songs during ongoing anti-government protests in the capital Beirut's downtown district…
2019 من تظاهرات بيروت في نوفمبر

يكثر الحديث في المنطقة العربية، بعد تفجر الثورات المتزامنة في عدد من الدول العربية، عن تجديد العقد الاجتماعي. فنجد منها من يعدد شروط العقد الذي يرسي أنظمة ديمقراطية، فيؤكد على الحرية والعدالة والإنصاف والحق في المشاركة في صياغة أطر الحياة السياسية والمجتمعية؛ من أجل تفاهم بين المواطن والدولة على الأهداف العليا للوطن، يعيد النظر في دور الدولة على أساس هذه الأهداف.

ونجد في لبنان أيضا من يرفع شعار العقد الاجتماعي الجديد هذا. مسوغهم في هذا ما أوصلتنا إليه الحكومات المتعاقبة من فشل موصوف ومفضوح حتى للعالم الخارجي. من بعض نتائجه التردي الخطير على المستوى الاقتصادي ـ المالي من جهة، إلى حد إعلان إفلاس الدولة؛ إضافة إلى الفساد المستشري في كافة مرافق الدولة والناتج عن المحاصصة والزبائنية والطائفية، بعد أن تم تعطيل آليات الحكم الديمقراطي عبر القفز فوق الدستور والقوانين. ما يجعل البعض يقفز إلى الاستنتاج المتسرع بأن "زمن الطائف انتهى". ومن هنا طرح مقولة الجمهورية الثالثة.

هل انتهى زمن الطائف حقا؟

دعونا نراجع أين كنا وكيف وصلنا إلى هنا.

ضمّت الدولة اللبنانية عند نشوئها في العام 1920 مناطق وجماعات متعددة ذات انتماءات دينية وسياسية مختلفة.

قامت الهوية الوطنية لهذه الدولة الوليدة على "صيغة تعاقدية" هدفها العمل على تسوية المتناقضات وما قد يفرق بين مختلف الجماعات، وكل ما يمكن أن يتعارض مع العمل بتلك الصيغة التعاقدية بين مجموعاتها الطائفية المتنوعة. 

من هنا كانت القوانين والأعراف التي وضعت في بدايات تأسيس لبنان والمتعلقة بالطائفية السياسية منذ تطبيقها كتعبير عن البحث عن نوع معين من المساواة. وذلك كنتيجة لتقاطع الإصلاح العثماني والتدخل الغربي والفاعلية المحلية.

قامت فلسفة الصيغة اللبنانية إذن على تجمع الأقليات وإشراكها في نموذج مبتكر غير موجود في أي بلد آخر. وقد أعطيت مضمونا فلسفيا وقانونيا سُمّي فيما بعد بالميثاق الوطني، ضمن صيغة "لا شرق ولا غرب". أي يتخلى المسيحيون عن المطالبة بالانضمام إلى فرنسا ويتخلى المسلمون عن المطالبة بالانضمام إلى سوريا الكبرى.

استدرج المواطن كي يتنازل عن حقوقه ويتحول إلى زبون وتابع وأُخضع للسلطة المطلقة لرؤساء الطوائف والميليشيات 

وتعريف النظام اللبناني كما يصيغه أنطوان مسرة: "الإدارة الديمقراطية للتعددية السياسية، إضافة إلى التعددية الثقافية والاجتماعية، بالمعنى الديمقراطي العام"١.

اتسم النظام السياسي اللبناني بالطابع الديمقراطي منذ انطلاقه بسبب هذه الركيزة الأساسية من التعددية ونظامه البرلماني. إضافة إلى مبدأ الحريات، الشخصية منها والعامة، وحرية المعتقد والرأي والتعبير. والسعي الدائم لحفظ العيش المشترك بين مكوناته الدينية.

يعد لبنان، بهذا المعنى، نموذجا فريدا في المنطقة، والدستور اللبناني، كما بيّنا، من أوائل الدساتير في المنطقة ومن أفضلها، لجهة حفظ التوازن التعددي من منطلق عقد اجتماعي، يحتاج إلى تعديل وإصلاحات، في زمن هادئ ومستقر، وليس في زمن خضوعه لإرادة خارجية مهيمنة بالسلاح.

بينما مطلب الجماهير الأساسي والمحق في الدول العربية، دستور ديمقراطي تعددي وعقد اجتماعي جديد بين المواطن والدولة. ولا أجد شبها بين الوضعين، اللبناني والعربي.

المشكلة في لبنان، كما صاغها البعض، أن الطبقة السياسية حولته من نظام ديمقراطي برلماني تعددي إلى "نظام طائفي عميل"، بمعنى أن ولاءات نخب الطوائف تذهب مباشرة إلى الخارج، أي إلى دول خارجية وأولياء أمر خارجيين؛ أحيانا بشكل محتشم وعلى شكل ولاء سياسي، وأحيانا بشكل فج ومفضوح وبواسطة القوة.

وقد لجأت هذه النخب إلى افتعال النزاع الطائفي ـ السياسي دوريا كوسيلة للحكم والتحكم بمصير الشعب اللبناني. فتم تعطيل الدولة بما يقرب السبع سنوات كي يتاح للسلاح العميل بوضع اليد على الدولة ومؤسساتها. 

وفي هذه الأثناء تحول النظام التعددي المشار إليه إلى نظام توافقي يخضع للفيتو الذي لا يستطيع استخدامه إلا طرف واحد، القوي والممتلك للسلاح. وصار يمنع انتخاب الرئيس أو اجتماع البرلمان أو تكليف رئيس حكومة، إلا بموافقة "حزب الله". وهذا انتهاك موصوف للنظام اللبناني والدستور والقوانين. 

وتم حشو أجهزة الدولة ومؤسساتها بأكبر جيش من موظفي القطاع العام، غير مضبوطي العدد، لضمان حسن سير آليات الزبائنية والاستتباع وتمرير انتخابات صورية بقانون هجين مفصل على قياس "الشركة المساهمة" الحاكمة لتحوز على أغلبية ضامنة، مع إضعاف الشركاء، خاصة السنة. ما ضغط على الشارع السني وحوله إلى الوريث الشرعي للشعور "بالمظلومية والحرمان" المشهور.

المشكلة في لبنان إذن، أن من هم في السلطة أخلّوا بالعقد الاجتماعي ولم يطبقوا اتفاق الطائف أصلا كي يعلنوا انتهاء صلاحيته. الثورة قامت لعجز السلطة عن تقديم الخدمات الأساسية والبديهية. وأصبحت مطالب الثورة هي المعيار الذي تقاس عليه سلامة السياسات. وتتعلق بتأمين المشاركة السياسية والتمثيل الصحيح والشفافية والمحاسبة وكرامة العيش في دولة تؤمن الخدمات العامة لجميع المواطنين.

الإشكالية المطروحة اليوم أمامنا هي: هل نعيد النظر بالعقد الاجتماعي الموجود أو نطرح عقدا اجتماعيا جديدا وما هي ملامحه؟ أم أن المشكلة بالممارسة ومخالفة أحكام الدستور تحت تأثير الفساد الملتحف بالعوامل الإقليمية؟

يشير أندريه سليمان٢ أن الهدف من العقد الاجتماعي هو تأمين الحماية، لجميع المواطنين، وتوفير الخدمات والمشاركة (PPP). ويُعترف بشرعية الدولة إذا تحققت هذه المبادئ الثلاثة. لكن هذه المبادئ لا تطبق في الدولة الهشة.

بالنسبة إلى الحماية، تحتكر الدولة بالمطلق العنف وتحمي من الإرهاب والتعدي على الملكية والسلامة الخاصة؛ وتفرض سيادة القانون عبر إنفاذ القوانين وصون الحريات الأساسية وحقوق الإنسان. ومن نافل القول إن هذه الشروط لا تطبق في لبنان.

مطلب الجماهير الأساسي والمحق في الدول العربية، دستور ديمقراطي تعددي وعقد اجتماعي جديد بين المواطن والدولة

بالنسبة للمبدأ الثاني، أي توفير الخدمات العامة والوصول العادل إلى الموارد وتوفير البنى التحتية والخدمات الاجتماعية كالتربية والصحة والرعاية الاجتماعية، فهي أيضا غير متوفرة في لبنان.

أما المشاركة بعدالة بعملية صناعة القرار فتبدأ بعدالة التمثيل عبر المشاركة في الانتخابات وآليات تشاركية أخرى. وهي أيضا غير متوفرة في لبنان.

في كل الدول يوجد مجموعات متعددة كما يوجد عقد اجتماعي يؤمن إضافة إلى التوافق العمودي توافقا أفقيا. فعلى جميع مكونات المجتمع أن تعي عدم إمكانية أي مكون من الحصول على كل ما يريده، وبالتالي؛ ينبغي العمل على إيجاد صيغة ترضي الجميع.

في لبنان مشكلة العقد الاجتماعي، كما أصبح يمارس مؤخرا، أنه جعل بين زعماء طوائف ينوبون عن أفرادها، وأي أنه ليس قائما بين مواطنين أحرار.

أي أفق بعد ثورة 17 أكتوبر؟

يعطي العقد الاجتماعي عادة شرعية سلطة الدولة على الأفراد. وتعتبر نظرية العقد الاجتماعي بالتحديد أن الأفراد يقبلون ضمنا أو صراحة أن يتخلوا عن بعض حرياتهم ويخضعوا لسلطة الحاكم (أو لقرار الأغلبية) مقابل حماية بقية حقوقهم. ومن هذا المنظار يمكن محاسبة السلطة القائمة في لبنان ومدى شرعيتها التي فرطت بحقوق المواطنين.

يعتبر توماس هوبس أنه في غياب القانون والنظام السياسي، ستغدو لدى الجميع حريات طبيعية لا حد لها، بما في ذلك حق الوصول إلى كل شيء. في لبنان تمكنت الطبقة السياسية المهيمنة من تكريس ممارسات غير خاضعة لسلطة الدستور أو القانون؛ فأصبح بإمكان هذه الفئة حصرا ممارسة الحريات الفالتة التي قصدها هوبس. فانفلت الفساد على غاربه متفلتا من أي رقابة ومحاسبة.

الآن، هناك حاجة إلى إعادة تصويب العقد الاجتماعي في لبنان. لقد استدرج المواطن كي يتنازل عن حقوقه ويتحول إلى زبون وتابع وأُخضع للسلطة المطلقة لرؤساء الطوائف والميليشيات المتعاونة ضد مصالحه وحقوقه.

وبما أن الحكومة، بحسب هوبس، ليست طرفا في العقد الأصلي، فالمواطنون ليسوا ملزمين بالخضوع للحكومة عندما تكون أضعف من أن تتصرف بحزم لتمنع التحزب والاضطراب المدني. ووفقا لمنظرين آخرين حول العقد الاجتماعي، أنه في حال فشل الحكومة في تأمين الحقوق الاجتماعية (كما عند جون لوك)، أو فشلها في تلبية أهم اهتمامات المجتمع (ما يسميه جان جاك روسو "الإرادة العامة")، يمكن للمواطنين حينها أن يمتنعوا عن طاعة الحكومة، أو أن يغيروا القيادة عبر انتخابات أو عبر وسائل أخرى.  وهذا ما تهدف إلى تحقيقه ثورة 17 تشرين عندما تنتهي جائحة كورونا.

١. أنطوان نصري مسرة: النظرية الحقوقية في الأنظمة البرلمانية التعددية، بيروت، المكتبة الشرقية، 2017.

  ٢. المسألة الاجتماعية في زمن التقشف: الجمعة، 28 فبراير 2020\فندق لانكستر بلازا – بيروت

كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.
كرماشيفا محتجزة في روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي.

على بعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة دريسدن تقع باوتسن، التي كانت تعد موطنا لمرفق سيئ السمعة في القرن الماضي، ألا وهو سجن معروف باسم المدينة نفسها. 

من عام 1933 إلى 1945، استخدم النازيون سجن "باوتسن" مقرا "للحجز الوقائي" قبل نقل المحتجزين إلى معسكرات الاعتقال. 

وفي الحقبة الممتدة من 1945 إلى 1949، احتجزت سلطات الاتحاد السوفياتي السابق المنشقين في زنزانات مكتظة مع القليل من الطعام والماء، وانتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب. 

وبعد عام 1949، استخدم عناصر "ستاسي"، وهو جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا، الذين دربهم جهاز الاستخبارات السوفياتية  "كي.جي.بي"، الأسلوب عينه إزاء حوالي ألفي معتقل سياسي في "باوتسن". 

هذا هو عالم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في عصرنا الحالي، هو الذي كان عضوا في في جهاز الاستخبارات السوفييتية، حين انضم للجهاز عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وقضى عدة سنوات في دريسدن.

ومنذ أيامه الأولى، وباعترافه الشخصي، كان بوتين يحلم بالعنف والسيطرة. 

واليوم تواجه، آلسو كرماشيفا، الصحفية الروسية-الأميركية التي تعمل لحساب إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الكونغرس الأميركي، نفس المصير الذي واجه أصحاب القلم والفكر الحر في القرن الماضي خلال حقبة الاتحاد السوفياتي.

فمنذ شهر أكتوبر الماضي، تقبع كرماشيفا في زنزانة باردة وسيئة الإضاءة ومكتظة في مدينة قازان الروسية، التي تبعد نحو 800 كيلومترا شرقي موسكو. 

وتعرضت كرماشيفا للضغط من أجل انتزاع الاعترافات منها، وهو نهج كان مترسخا عند الـ"كي.جي.بي" الذي يعتبر الفكر المستقل تهديدا، والصحافة الحرة جريمة. 

سافرت كرماشيفا، وهي أم لطفلتين، الصيف الماضي إلى قازان من مسقط رأسها في براغ، لزيارة والدتها المسنة واعتقدت أنها ستكون في مأمن. 

في الثاني من يونيو الماضي، وعندما كانت في مطار قازان، استعدادا لرحلة العودة، جرى استدعاء كرماشيفا قبل خمس عشرة دقيقة من صعودها إلى الطائرة.  

اعتقلتها السلطات الروسية واتهمتها بعدم تسجيلها جواز سفرها الأميركي في روسيا، لتتم إعادتها إلى منزل والدتها وحكم عليها بغرامة تقدر بـ100 دولار تقريبا. 

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت السلطات الروسية كرماشيفا بعدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية".  

وفي 18 أكتوبر، اقتحمت مجموعة من الملثمين المنزل واعتقلت كرماشيفا، وجرى تقييدها ومن ثم نقلها لمحتجز للاستجواب.  

وتعد النيابة العامة الروسية قضية ضدها بحجة نشرها معلومات كاذبة عن الجيش الروسي، وهو أمر ليس صحيحا. 

فخلال فترة عملها في إذاعة أوروبا الحرة محررة باللغة التتارية، دأبت كرماشيفا على إعداد تقارير عن اللغة والعرق والمجتمع المدني وحقوق الأقليات. 

وتتحدر كرماشيفا، وهي مسلمة، من قازان عاصمة جمهورية تتارستان المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وتضم حوالي 50 في المئة من التتار ذوي الأصول التركية. 

ويسعى بوتين إلى جمع رهائن أميركيين لمبادلهم مع معتقلين روس. فخلال السنوات الماضية، اعتقلت روسيا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غرينر، قبل أن يتم إطلاق سراحها مقابل إطلاق واشنطن تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، في ديسمبر 2022. 

ولا تزال أسهم بوتين في التفاوض تشمل كرماشيفا ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، وجندي البحرية السابق، بول ويلان.  

ولتخفيف العزلة وتمهيد الطريق للعودة إلى الوطن، لدى إيفان وبول عاملين، لا تزال كرماشيفا تكافح من أجل الحصول عليهما، أولا الحصول على الخدمات القنصلية، وثانيا اعتراف من وزارة الخارجية الأميركية بأنها  "محتجزة بشكل غير مشروع"، وهو ما سيزيد من فرص إطلاق سراحها في عملية لتبادل المعتقلين. 

ماذا يريد بوتين؟ 

إذا كان الأمر يتعلق بصفقات التبادل، فمن الواضح أن الكرملين يريد، فاديم كراسيكوف، الذي يقبع في أحد السجون الألمانية. 

كراسيكوف، الذي عمل سابقا لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، هو قاتل مأجور أقدم على اغتيال معارض شيشاني وسط برلين في أغسطس 2019، بإطلاق رصاصتين على رأسه من مسدس مزود بكاتم للصوت. 

لن يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن في الماضي كان من الممكن أن تكون الأمور أكثر وضوحا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، أراد الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الحصول على أموال من الألمان الغربيين.  

وبحلول أواخر حقبة الشيوعية في الثمانينيات، كان نحو 85 ألف مارك ألماني غربي (حوالي 47 ألف دولار) هو ثمن شراء سجين واحد من ألمانيا الشرقية.  

زرت سجن باوتسن قبل وباء كورونا، حيث تحول اليوم إلى متحف ونصب تذكاري. 

وعندما رأيت زنزانة كانت تحتجز فيها شابة من سكان برلين الغربية دأبت على تهريب منشورات سياسية عبر الحدود لمساعدة الناشطين في ألمانيا الشرقية، أصيب بالذعر. 

وأثارت قصة، هايكه فاتيركوت، هلعي، فقد تم اعتقال الشابة البالغة من العمر عشرين عاما في ديسمبر 1976، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات وعشرة أشهر في باوتسن بتهمة التحريض ضد الدولة. 

كانت تلك كانت ثقافة الـ"كي.جي.بي" في ذلك الوقت. ويتعين علينا أن نعمل بجد أكبر لإنقاذ الأبرياء، وبالتأكيد المواطنين الأميركيين مثل كرماشيفا، من دولة الـ"كي.جي.بي" اليوم. 

#هذا المقال كتبه الرئيس التنفيذي المكلف بشكل مؤقت لـ"شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN) عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي،  الرئيس السابق لإذاعة أوروبا الحرة، جيفري غدمن، في 23 يناير الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على احتجاز روسيا لصحافية أميركية-روسية، قارن فيه بين ما جرى في تلك الفترة والتكتيكات التي باتت موسكو تتبعها في عهد بوتين.