ملصق فيلم عبده موتة
ملصق فيلم عبده موتة

قررت الشركة المنتجة لفيلم "عبده موتة "حذف الأغنية التي أثارت حفيظة الطائفة الشيعية في مصر بدعوى أنها تسيء إلى آل البيت.

وعلى الرغم من تحقيق الفيلم لإيرادات غير مسبوقة، إلا أن الفيلم واجه انتقادات شديدة من قبل بعض النقاد بسبب ما قالوا إنه تجسيد سلبي وتشويه لصورة الحارة المصرية والحي الشعبي "العشوائي" بعد الثورة.

تفاصيل أوفى في التقرير التالي لقناة "الحرة":


أعمال عنف في القاهرة، أرشيف
اندلاع أعمال عنف بالقرب من السفارة الأميركية في القاهرة يوم 13 سبتمبر/أيلول 2012 احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام


ألقت الاحتجاجات الأخيرة في الشرق الأوسط ضد نشر الفيلم المسيء للإسلام بظلالها على وضع الأقباط في مصر بسبب ما تردد أن المسؤولين عن العمل ينتمون لأقباط المهجر، فضلا عما تشهده البلاد من حوادث طائفية من حين لآخر.

وفي رد فعل على نشر فيلم (براءة المسلمين) الذي أدى إلى أعمال عنف في محيط السفارة الأميركية في القاهرة، أعربت قيادات قبطية في مصر عن إدانتها للفيلم ولأعمال العنف التي تلته.

وجاء في بيان للمجمع المقدس الذي يتبع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن" انتاج هذا الفيلم جزء من حملة خبيثة تستهدف الإساءة للأديان وبث الفتن بين الشعب المصري"، مشيرا إلى أن "إنتاج هذا الفيلم سبقه إنتاج أفلام مسيئة للمسيح أيضا، والمجمع يرفض أي إساءة للأديان".

ودعا البيان إلى "محاسبة كل من تثبت مشاركته في إنتاج أو عرض أو الترويج لهذه الأفلام لخروجه عن المبادئ المسيحية".

وحسب ما تردد في الإعلام المصري قبل اندلاع هذه الأحداث، فإن الناشط القبطي المقيم في الولايات المتحدة موريس صادق قد ساهم في الترويج للفيلم من خلال نشره على موقعه الالكتروني، وفقا لما ذكرته قناة سلفية أذاعت مقتطفات من الفيلم.

وموريس صادق، هو أحد أقباط المهجر الذين يتهمه ناشطون وإعلاميون مصريون بالدعوة المستمرة للتحريض وزيادة أجواء التوتر بين المسلمين والأقباط.

تحريض؟

وفي حوار مع موقع "الحرة"، نفى المتحدث الرسمي باسم حزب النور نادر بكار، وهو أكبر الأحزاب السلفية في مصر، أن يكون السلفيون قد دعوا إلى التحريض ضد الأقباط بسبب ترويج قناة الناس السلفية للفيلم.

وقال إنه لا يتصور أن تكون "القناة السلفية قد حرضت على العنف لأنها عرضت الاستخفاف بمشاعر المسلمين".

وأضاف أن " الناس خرجت بشكل عفوي وكان يقف معنا في التظاهرة ]أمام السفارة الأميركية[ أقباط وليبراليون وطوائف مختلفة".

لا يتصور أن تكون القناة السلفية قد حرضت على العنف لأنها عرضت الاستخفاف بمشاعر المسلمين
المتحدث الرسمي باسم حزب النور نادر بكار

ونفى بكار مسؤولية الحزب عن أعمال العنف في المظاهرات التي خرجت للتنديد بالفيلم مؤكدا على حدوث تنسيق بين السفارة الأميركية والحزب بشأن سلمية هذه المظاهرات.

ومضى بكار يقول "لقد اتصلنا بالسفارة في نفس يوم التظاهرة وذكرنا لهم أسباب الوقفة وأن الهدف منها إيصال رسالة اعتراض لتكرار الإساءة وأننا سنرفع دعوى لمن ثبت تورطه في الأمر على الأراضي الأميركية".

وتابع قائلا إنهم "تلقوا ردا من السفارة في أول المظاهرة تؤكد فيه على تفهمها للمطالب وتحملني رسالة للمتظاهرين بأن السفارة بصدد إصدار بيان استياء من الفيلم، وهذا ما حدث".

واتهم بكار أطرافا قال إن لها مصلحة في زرع الفتن بالتسبب في أعمال العنف، كما دعا وزارة الداخلية إلى معاقبة هؤلاء الأشخاص، الذين لم يسمهم.

مسؤولية الأقباط

بدوره، دعا عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر طارق الزمر إلى الفصل بين أقباط الداخل والخارج، متهما أقباط الخارج بالعمل على "إشعال الفتنة".

مسلمون وأقباط يشاركون في مظاهرة للوحدة الوطنية
مسلمون وأقباط يشاركون في مظاهرة للوحدة الوطنية

​​وأكد في لقاء مع موقع "الحرة" أن "التيار السلفي وكل الدعاة في مصر وقفوا بكل قوة ضد اقتحام السفارة وقالوا إن النبي هو من أمرنا بحماية السفارات والسفراء ولو بأجسادنا".

من جانبه، أكد الصحافي القبطي يوسف سيدهم، رئيس تحرير صحيفة وطني، المعنية بشؤون الأقباط، أن "الاحتجاجات الغاضبة والعنف غير المقبول وغير المبرر لم يكن موجها ضد الأقباط لأنه منذ تواتر الأخبار عن الفيلم المسيء بادرت الكنائس باستنكار هذا العمل".

ونفى وجود تهديدات ضد أقباط مصر، مشيرا إلى أن ما حدث هو "غضب موجه في غير مكانه ويخدم مصالح من أنتجوا الفيلم لأنهم يتخذوه ذريعة ليقولوا انظروا هؤلاء هم المسلمون".

وبدوره نفى الناشط القبطي المصري نجيب جبرائيل أن "يكون لأقباط الداخل أو الخارج أي صلة بهذا العمل" مؤكدا أن "من تورطوا فيه هم أشخاص هاجروا من مصر منذ عقود".

وقال جبرائيل إن "قيام بعض الأفراد بنشر مثل هذا العمل لا يعبر عن جموع الشعب القبطي في الداخل والخارج".

إلا أن جبرائيل عبر عن قلقه إزاء قيام داعية إسلامي مصري يدعى أبو إسلام أحمد عبد الله بتمزيق الإنجيل خلال مظاهرات السفارة الأميركية.

كما أكد أسقف الكنيسة القبطية في مدينة لوس أنجلوس الأميركية الأنبا سرابيون "رفض الكنيسة لهذا العمل لأنه يتعارض مع تعاليم الكنيسة التي تحض على المحبة واحترام مشاعر الآخرين".

ونفى وجود تهديدات ضد الأقباط، وأثنى في الوقت ذاته على "الدور الطيب للمسلمين والقيادات الإسلامية في جنوب كاليفورنيا، الذين أكدوا له أنهم لا يساورهم الشك في أن الكنيسة غير متورطة في هذا العمل أو أعمال العنف التي تلته".

وعما تردد عن قيام الكنيسة بمنع دخول أربعة من المشتبه بمسؤوليتهم عن الفيلم المسيء، أشار الأنبا سرابيون في لقائه مع موقع "الحرة" أن نيقولا باسيلي نيقولا الذي قيل أنه مؤلف الفيلم كان يتردد على الكنيسة بشكل غير منتظم قبل ثلاث سنوات حتى سجن في أحد القضايا.

وقال الأنبا سرابيون إن "الأشخاص الآخرين ومنهم جوزيف نصر الله الذي تردد أيضا أنه منتج الفيلم لا ينتمون إلى الكنيسة القبطية في لوس أنجلوس، وأنا لا أعرفهم شخصيا".

الأشخاص الآخرين ومنهم جوزيف نصر الله الذي تردد أيضا أنه منتج الفيلم لا ينتمون إلى الكنيسة القبطية في لوس أنجلوس
الأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس

وتابع قائلا "لقد تلقيت اتصالا هاتفيا من شخص أبلغني أنه نيقولا باسيلي وقال لي إنه غير مسؤول عن الفيلم فأكدت له أن الكنيسة ترفض هذا العمل وقلت له إن أي شخص يثبت اشتراكه في هذا العمل عليه تحمل المسؤولية ".

من ناحيته، قال الدكتور سعد خليل وهو أحد أقباط المهجر، إنه يدين العمل، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن "استهداف الأقباط في مصر والعالم لا يزال موجودا".

وهاجم خليل بشدة ما تردد عن حرق الإنجيل خلال تظاهرات القاهرة قائلا إن "حرق الإنجيل بطريقة مسرحية وسط تصفيق وضع مهدد".

وأضاف أن "الأناجيل تحرق في مصر والعالم العربي بطريقة احتفالية على مدى سنوات طويلة والإساءة للمسيحية والمسيحيين في التلفزيون المصري مستمرة منذ 40 عاما"، على حد قوله.

ورفض الاتهامات ضد أقباط المهجر قائلا إنها "مجرد أشياء متداولة، فأقباط المهجر يرفضون أي إساءة للإسلام"، مضيفا أن "باسيلي شخصية مجهولة كما أن موريس صادق مجنون ومكروه"، حسبما قال.

وانتقد خليل ما قال إنه "تضخيم للأمور" معتبرا  أن "ما ينسب للأقباط من أعمال مسيئة يقابله عشرات الآلاف من حالات العنف من المسلمين ضد الأقباط"، حسب قوله.