تظاهرة في القاهرة منددة بقرارات مرسي
تظاهرة في القاهرة منددة بقرارات مرسي

أثارت القرارات التي أصدرها الرئيس المصري محمد مرسي الخميس ومنح بموجبها نفسه صلاحيات استثنائية مطلقة ردود فعل دولية منتقدة.
 
فقد دعت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إلى حل المشاكل في مصر بالسبل السلمية والحوار الديموقراطي.
 
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان إن أحد تطلعات الثورة كان في ضمان عدم تركز السلطة بشكل كبير بيد شخص واحد أو مؤسسة واحدة، مضيفة أن الولايات المتحدة تعتبر أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري الخميس يثير القلق لدى كثير من المصريين ولدى المجتمع الدولي أيضا.
 
وأضافت المتحدثة "ندعو إلى الهدوء ونحث كل الأطراف على العمل معا، كما ندعو كل المصريين إلى حل خلافاتهم حول هذه المسائل المهمة بشكل سلمي وعبر الحوار الديموقراطي".
 
وبعد أن ذكرت بأن "أحد تطلعات الثورة كانت في ضمان عدم تركز السلطة بشكل كبير بأيدي شخص واحد أو مؤسسة"، أكدت نولاند أن الولايات المتحدة تدعو إلى اعتماد "دستور يتضمن سلطات مضادة ويحترم الحريات الأساسية والحقوق الفردية بما بتناسب مع الالتزامات الدولية لمصر".
 
باريس تنتقد
 
وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليوت في مؤتمر صحافي "بعد عقود من الديكتاتورية فإن الانتقال السياسي والديموقراطي لا يمكن أن يتم خلال أسابيع ولا خلال أشهر. وفي هذا الإطار فإن الإعلان الدستوري الذي أصدره البارحة الرئيس المصري كما أعلن لا يبدو لنا أنه يذهب بالاتجاه الصحيح".
 
وأضاف المتحدث الفرنسي "منذ بدء الثورة دعمنا من دون أي تحفظ وفي كل المجالات انتقالا سياسيا يكون متطابقا مع تطلعات الشعب المصري".
 
وتابع "كما قلنا بأن هذا الانتقال يجب أن يؤدي إلى إقامة مؤسسات ديموقراطية متعددة تحترم الحريات العامة".
 
وقال المتحدث "وفي إطار هذه المبادئ الأساسية لدولة القانون هناك بالطبع استقلالية السلطة القضائية".
 
وكشف المتحدث عن أنه من المقرر أن يجري تشاور بين الدول الأوروبية حول الوضع في مصر، مضيفا "بالطبع أنه موضوع سنبحث فيه أيضا مع السلطات المصرية في إطار روحية التعاون التي تربطنا منذ بدء الثورة".
 
العملية الديموقراطية
 
من ناحيته، دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس المصري إلى احترام "العملية الديموقراطية".
 
وجاء في بيان لمتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون "رأينا إعلان الرئيس مرسي الأخير. أهم شيء أن تكتمل العملية الديموقراطية وفقا لتعهدات السلطات المصرية بالفصل بين السلطات واستقلال القضاء وحماية الحريات الأساسية وإجراء انتخابات تشريعية ديموقراطية في أسرع وقت ممكن".

الشاب محمد علام الشهير بـ"ريفالدو"
الشاب محمد علام الشهير بـ"ريفالدو" (facebook/nabeh.alganadi)

أصدرت نيابة أمن الدولة في مصر، مساء الإثنين، قرارا بحبس الشاب محمد علام، الشهير بـ"ريفالدو"، على ذمة تحقيقات في اتهامات من بينها "الانضمام لجماعة إرهابية".

وقال المحامي الحقوقي، نبيه الجنادي، إنه حضر جلسة تحقيق مع علام "استمرت أكثر من 9 ساعات".

وأضاف عبر حسابه على فيسبوك، أن النيابة قررت حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد اتهامه "بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، والتحريض على ارتكاب جريمة إرهابية".

يذكر أن "ريفالدو" ألقي القبض عليه يوم 11 يناير الجاري، "وظل في مكان غير معلوم حتى عرضه على النيابة"، وفق الجنادي.

ونشر علام (24 عاما)، مقطع فيديو تحدث فيه عن ملاحقة القوات الأمنية له، والقبض على شقيقه لإجباره على تسليم نفسه، قبل الإفراج عنه لاحقا.

في الفيديو أيضا، هاجم السلطات الأمنية، ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.

وفي بيان للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، يوم 13 يناير، قالت إن الشاب جري اعتقاله بعد نشره مقطع الفيديو، وعقب "محاولات متكررة لاعتقاله بسبب نشاطه السياسي المناهض للسلطات المصرية الحالية".

وأشار البيان إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي اعتقل فيها علام، حيث "داهمت قوات الأمن في نوفمبر 2022 منزل عائلته، في محاولة لاعتقال شقيقه الذي لم يكن موجودا آنذاك".

وخلال المداهمة، "عثرت القوات على فيديو ساخر سجله علام مع زملائه، حول مظاهرات مناهضة للحكومة، وحينها أجبر على حذف الفيديو وتسجيل آخر يهاجم فيه الدعوات للمظاهرات"، وفق البيان.

وخضع الشاب للتحقيق وحبس حتى الإفراج عنه في مايو 2023، حسب بيان المنظمة الحقوقية.

وفي أغسطس 2024، "اعتُقل شقيقه يوسف، الذى لا يزال رهن الحبس الاحتياطي، مما دفع بمحمد إلى انتقاد جهاز الأمن الوطني والسلطات الأمنية المصرية علنًا".

وكانت نيابة أمن الدولة قد حققت مع المدير التنفيذي لمنظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حسام بهجت، وأخلت سبيله بكفالة مالية على خلفية اتهامه بـ"مشاركة جماعة إرهابية وتمويلها وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة".

وتواجه السلطات المصرية انتقادات من منظمات دولية ومحلية بسبب ملف حقوق الإنسان وسجناء الرأي، لكن طالما أكدت الحكومة أنه "لا يوجد معتقلي رأي في السجون"، وأن الاعتقالات مرتبطة بتهم يتم التحقيق فيها.