مواجهات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي في محيط القصر الجمهوري بالقاهرة
مواجهات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي في محيط القصر الجمهوري بالقاهرة


أبدت الولايات المتحدة موقفا حذرا للغاية منذ بدء الأزمة بين الرئيس المصري محمد مرسي والمعارضة، لاسيما وان الرئيس باراك اوباما يفضل على ما يبدو الحفاظ على علاقته مع نظيره طالما لم يتضح المخرج من الأزمة، حسبما قالت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت الوكالة في تقرير لها أن المعضلة التي تواجه واشنطن في تحديد موقفها من الأزمة تكمن في دعم التطلعات الديموقراطية للمصريين بدون إغضاب واحد من أهم حلفائها الإقليميين الذي تبين انه لاعب أساسي في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ولم تعلن الدبلوماسية الأميركية إدانتها للإعلان الدستوري، الذي يعطي سلطات واسعة لمرسي، وأعلنت أن الوضع "ليس واضحا"، قبل أن تدعو المعارضة إلى التظاهر سلميا.

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الحوار وأكدت أن المصريين يستحقون "دستورا يحمي حقوق جميع المصريين، رجالا ونساء، مسلمين ومسيحيين".

واجري الرئيس اوباما والخميس اتصالا هاتفيا مع محمد مرسي ليعبر له عن "قلقه" بعد أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط سبعة قتلى ومئات الجرحى ليل الأربعاء في محيط القصر الرئاسي.

وفي هذه المكالمة جدد اوباما "دعم الولايات المتحدة للشعب المصري وجهوده من اجل انتقال نحو ديموقراطية تحترم حقوق جميع المصريين"، لكن من دون أن يتخذ موقفا بشأن المرسوم المثير للجدل الصادر في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، كما انه لم يعبر علنا عن موقفه بشأن الأزمة التي تعصف بمصر منذ أكثر من أسبوعين.

ويكشف هذا الموقف الحذر التوتر بين المصالح الأميركية في المنطقة والرغبة في دعم نشر الديمقراطية فيها بعد دعم حسني مبارك طيلة ثلاثة عقود، على حد قول الوكالة.

ومن ناحيته كتب الصحافي الأميركي البارز ديفيد انياتيوس في صحيفة واشنطن بوست قائلا "خلال كل هذه الانتفاضة اعتمدت إدارة اوباما بغرابة موقفا متحفظا".

وأضاف أنه "من الجنون أن تبدو واشنطن منحازة ضد أولئك الذين يريدون مصر أكثر تقدما وأكثر تسامحا، ومع أولئك الذين يريدون (تطبيق) الشريعة. لكن بطريقة أو بأخرى ها هو الموقع الذي تقف فيه الإدارة اليوم".

ويذكر المسؤولون الأميركيون الذين يواصلون التعبير عن قلقهم، بان الرئيس المصري تعهد باحترام اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل في 1979، وهي أولوية مطلقة بالنسبة لواشنطن، كما قالت الوكالة الفرنسية.

موقف اوروبي واضح

ويتباين الموقف الأميركي مع لهجة الأوروبيين الأكثر حزما، فقد انتقدت فرنسا المرسوم غداة صدوره وهددت ألمانيا بإعادة النظر في مساعدتها للتنمية على ضوء التقدم الديمقراطي في البلاد.

وقد ندد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز من جهته بما وصفة ب"الانقلاب" ودعا إلى قطع الأموال عن مصر.

ويجمد الكونغرس الأميركي حاليا مساعدة مالية بقيمة 450 مليون دولار للحكومة المصرية، لكن بالرغم من دعوة بعض النواب لا تعتزم الحكومة إعادة النظر في شيك بقيمة 1,3 مليار دولار يرسل كل سنة إلى الجيش المصري.

وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم كشف هويته في هذا الصدد إن "الولايات المتحدة تقيم علاقة مختلفة مع مصر، فهي ترتبط بتعاون عسكري كبير مع الجيش المصري، ونفهم ان يكون (موقفها) أكثر تراجعا من الاتحاد الأوروبي".

وقد الغي مرسي الإعلان الدستوري الذي أصدره في 22 نوفمبر/تشرين الثاني بعد محادثات استمرت ساعات أمس السبت في قصر الرئاسة وصفت بأنها "حوار وطني" ولكن معارضيه الرئيسيين قاطعوها.

مرسي أثناء اجتماعه السبت مع قوى وشخصيات سياسية
مرسي أثناء اجتماعه السبت مع قوى وشخصيات سياسية

ألغى الرئيس المصري محمد مرسي ليل السبت الأحد الإعلان الدستوري الذي أصدره في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وتسبب في أزمة سياسية حادة واصدر إعلانا جديدا، بحسب ما أعلن في مؤتمر صحافي في القصر الرئاسي.
 
وقال السياسي الإسلامي سليم العوا مستشار الرئيس مرسي وأحد المشاركين في جلسة حوار عقدها الرئيس مرسي السبت مع قوى وشخصيات سياسية وهو يعرض في مؤتمر صحافي بمقر الرئاسة نتائج الجلسة، إنه تم الاتفاق على الإبقاء على موعد 15 ديسمبر/ كانون الأول الحالي للاستفتاء على مشروع الدستور لأنه لا يمكن قانونيا تغيير هذا الموعد بحكم أنه محدد بإعلان دستوري تم استفتاء الشعب عليه في مارس/ آذار 2011.
 
ونص الإعلان الدستوري الجديد الصادر السبت عن مرسي وتلاه العوا في مادته الأولى على أنه "يلغى الإعلان الدستوري الصادر بتاريخ 21 نوفمبر 2012 اعتبارا من اليوم، ويبقى صحيحا ما ترتب على ذلك الإعلان من آثار".
 
كما نص على أنه في حالة رفض الناخبون في استفتاء 15 ديسمبر/ كانون الأول مشروع الدستور "يدعو السيد الرئيس في مدة أقصاها ثلاثة أشهر، لانتخاب جمعية تأسيسية جديدة مكونة من مئة عضو انتخابا حرا مباشرا، وتنجز هذه اللجنة أعمالها خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ انتخابها، ويدعو رئيس الجمهورية الناخبين للاستفتاء على مشروع الدستور خلال مدة أقصاها 30 يوما من تاريخ تسليمه إلى رئيس الجمهورية".
 
من جهة أخرى أكد العوا في البيان الذي تلاه أن جلسة الحوار خلصت إلى أن "الميعاد المنصوص عليه في المادة 60 من الإعلان الدستوري الصادر يوم 30 مارس 2011 ميعاد إلزامي وليس ميعادا تنظيميا ولا يجوز لرئيس الجمهورية أن يخالف ذلك لا تأجيلا ولا بالتغيير". ونصت تلك المادة على أنه على رئيس الجمهورية أن يعرض مشروع الدستور للاستفتاء بعد 15 يوما من تلقيه من اللجنة التأسيسية.
 
وأكد أنه بالنظر إلى ذلك فإن "الاستفتاء سيتم في موعده" أي يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
 
وأضاف العوا أن الرئيس مرسي دعا جميع القوى السياسية (المعارضة) التي لم تشارك في جلسة الحوار اليوم (السبت) إلى "إبداء رأيها في المواد المراد تعديلها من مواد الدستور تمهيدا لتضمينها في وثيقة ملزمة يوقعها السيد الرئيس مع ممثلي هذه القوى السياسية وتتضمن الوثيقة التزاما بالسيد الرئيس بعرض هذه المواد المراد تعديلها على البرلمان (الجديد) في أول جلسة يعقدها ليتم النظر فيها".
 
حزب 6 أبريل يعتبره مناورة سياسية
 
وفي أول رد فعل على قرارات الرئيس مرسي اعتبر حزب 6 أبريل العضو في جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة "مناورة سياسية الغرض منها خداع الشعب" وأن "من حضر من القوى السياسية والشخصيات العامة في حوار رئاسة الجمهورية.. لا يمثلون بأي شكل من الأشكال الحشود الموجودة في ميادين الثورة ولا يمثلون إلا أنفسهم".
 
وقال في بيان ورد على وكالة الصحافة الفرنسية "يعلن الحزب كجزء من جبهة الإنقاذ الوطني.. عن التزامه بموقف الجبهة مع استمرار التظاهر والاعتصام بالميادين لوقف الاستفتاء على دستور الإخوان".
 
وكانت جبهة الإنقاذ دعت في السبت إلى استمرار "الاحتشاد السلمي" ضد الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور ملوحة بالإضراب العام.
 
نص الإعلان الدستوري الجديد
 
في ما يلي نص الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره مرسي السبت ليستبدل به الإعلان الدستوري الصادر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي والذي تسبب في أزمة سياسية حادة في مصر:
 
(المادة الأولى)
 
يلغى الإعلان الدستوري الصادر بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 اعتبارا من اليوم، ويبقى صحيحا ما ترتب على ذلك الإعلان من آثار.
 
(المادة الثانية)
 
في حالة ظهور دلائل أو قرائن جديدة تعاد التحقيقات في جرائم قتل، والشروع في قتل، وإصابة المتظاهرين، وجرائم الإرهاب التي ارتكبت ضد المواطنين في المدة الواقعة ما بين يوم 25 يناير/ كانون الثاني 2011 ويوم 30 يونيو/ حزيران 2012 وكان ارتكابها بسبب ثورة 25 يناير أو بمناسبتها أو متعلقا بها.
 
فإذا انتهت التحقيقات إلى توافر أدلة على ارتكاب الجرائم المذكورة أحالت النيابة العامة القضية إلى المحاكم المختصة قانونا، ولو كان قد صدر فيها حكم نهائي بالبراءة أو برفض الطعن بالنقض المقام من النيابة العامة على حكم البراءة.
 
(المادة الثالثة)
 
في حالة عدم موافقة الناخبين على مشروع الدستور المحدد لاستفتاء الشعب عليه يوم السبت الموافق 15 من ديسمبر 2012، يدعو رئيس الجمهورية خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر لانتخاب جمعية تأسيسية جديدة مكونة من مائة عضو انتخابا حرا مباشرا.
 
وتنجز هذه الجمعية أعمالها خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ انتخابها.
 
ويدعو رئيس الجمهورية الناخبين للاستفتاء على مشروع الدستور المقدم من هذه الجمعية خلال مدة أقصاها ثلاثون يوما من تاريخ تسليمه إلى رئيس الجمهورية.
 
وفى جميع الأحوال تجرى عملية الفرز وإعلان نتائج أي استفتاء على الدستور باللجان الفرعية علانية فور انتهاء عملية التصويت على أن يعلق كشف بكل لجنة فرعية موقعا من رئيسها يشتمل على نتيجة الفرز.
 
(المادة الرابعة)
 
الإعلانات الدستورية بما فيها هذا الإعلان لا تقبل الطعن عليها أمام أية جهة قضائية وتنقضي الدعاوي المرفوعة بهذا الشأن أمام جميع المحاكم.
 
(المادة الخامسة)
 
ينشر هذا الإعلان الدستوري في الجريدة الرسمية ويعمل به اعتبارا من تاريخ صدوره.
 
صدر برئاسة الجمهورية في يوم السبت 24 محرم 1434 هجرية الموافق 8 ديسمبر 2012 ميلادية".