دبابات تابعة للحرس الجمهوري في محيط القصر الرئاسي بالقاهرة
دبابات تابعة للحرس الجمهوري في محيط القصر الرئاسي بالقاهرة

أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد على الأربعاء تأجيل اللقاء بين الرئيس المصري محمد مرسي ورموز المعارضة والذي كان قد دعا إليه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى الثلاثاء للمساعدة في إنهاء الأزمة السياسية.

وقال المتحدث إن التأجيل جاء "نظراً لردود الأفعال التي لم تأت على المستوى المتوقع منها بشأن الدعوة الموجهة إلى القوى الوطنية والسياسية للقاء لم شمل الأسرة المصرية التى كان مخططاً لها اليوم الأربعاء".

وأضاف أن السيسى "يشكر كل من تجاوب مع هذه الدعوة ويعلن إرجاء التنفيذ إلى موعد لاحق، وينتهز هذه الفرصة لدعوة كل القوى الوطنية والسياسية وجميع أطياف الشعب المصري العظيم لتحمل مسؤولياتها تجاه مصالح الوطن والمواطنين في هذه المرحلة بالغة الدقة والحساسية التي تمر بها بلدنا العظيم".

كان الجيش المصري قد خرج عن صمته السبت الماضي وأصدر بيانا دعا فيه إلى ضرورة حل الأزمة السياسية المستمرة منذ قرابة ثلاثة أسابيع عن طريق الحوار.

وشدد الجيش الذي كان قد تولى السلطة في مصر عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، على انه "لن يسمح بغير الحوار سبيلا" لتسوية الخلافات بين المعارضة اليسارية والليبرالية من جهة والرئيس المصري ومؤيديه من الأحزاب والحركات الإسلامية من جهة أخرى.

مشاركة من المعارضة

من جهة أخري، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة اليوم الأربعاء أنها تدعو المصريين إلى المشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور والتصويت بـ "لا"، كما طالبت بضمانات مؤكدة في الآن ذاته أن الحل الوحيد للأزمة هو تأجيل الاستفتاء لحين التوافق على مشروع دستور.

وقالت الجبهة في بيان تلي في مؤتمر صحافي اثر اجتماعها اليوم لحسم موقفها بالمقاطعة أو التصويت بـ"لا"، إنها قررت دعوة جماهير الشعب المصري إلى الذهاب لصناديق الاقتراع لرفض هذا المشروع والتصويت بـ"لا".

وطالبت الجبهة في المؤتمر بخمس ضمانات "كشرط لنزاهة الاستفتاء" هي "الإشراف القضائي على كل صندوق، وتوفير الحماية الأمنية داخل وخارج اللجان، وضمان رقابة محلية ودولية على إجراءات الاستفتاء على الدستور من قبل المنظمات غير الحكومية، وإعلان النتائج تفصيلا في اللجان الفرعية فور انتهاء عملية الاقتراع".

كما طلبت الجبهة "إتمام عملية الاستفتاء على الدستور في يوم واحد فقط"، رغم أن الرئيس مرسي كان قد أصدر قرارا في وقت سابق الأربعاء بإجرائه على يومين.

وقالت إنه "ما لم يتأكد صباح يوم الاستفتاء توافر هذه الضمانات فإننا سننسحب من المشاركة في الاستفتاء وندعو الجماهير إلى ذلك".

معارضون للرئيس المصري محمد مرسي يعتلون حواجز خرسانية في محيط القصر الرئاسي
معارضون للرئيس المصري محمد مرسي يعتلون حواجز خرسانية في محيط القصر الرئاسي

تخطي المتظاهرون المعارضون للرئيس المصري محمد مرسي البوابات الحديدية في محيط القصر الرئاسي بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة مساء الثلاثاء، وأزالوا بعضا من الكتل الخرسانية التي أقامها الجيش لمنع اقتراب المتظاهرين.

ولم تقع أي اشتباكات بين المتظاهرين وبين قوات الشرطة والجيش التي عادت للانتشار حول سور القصر الرئاسي.

ويواصل المتظاهرون توافدهم في مسيرات على محيط القصر الرئاسي للمشاركة في فعاليات مليونية "ضد الغلاء والاستفتاء" التي دعت إليها العديد من القوى والائتلافات السياسية والثورية المعارضة.

وينظم أنصار الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضوه الثلاثاء مظاهرات حاشدة "مليونية" ومسيرات وسط تصاعد الأزمة السياسية الحادة التي تشهدها مصر بسبب مسودة الدستور الجديد والاستفتاء عليه المقرر السبت القادم.

ويتظاهر مؤيدو الرئيس مرسي "لدعم الشرعية"، بينما تتظاهر المعارضة الليبرالية واليسارية "ضد الاستفتاء والغلاء"، وستصب المسيرات الست المعلنة للمعارضة في العاصمة أمام القصر الرئاسي في مصر الجديدة شرق القاهرة في حين حدد الإسلاميون تجمعاتهم في مدينة نصر المجاورة.

وتثير هذه المسيرات والمظاهرات في شوارع القاهرة مخاوف من حدوث صدامات وأعمال عنف تعمل قوات الأمن والجيش الذي منحه الرئيس مرسي سلطة توقيف المدنيين، على تفاديها.

وأكدت قيادات الفريقين سعي الجميع لتفادي التقاء الحشود من التيارين وأعلن كل فريق يوم الاثنين مواقع تجمعاته ونقاط انطلاق مسيراته بحيث لا يلتقي الجمعان، لكن الحشود الكبيرة ستكون في نهاية التعبئة على بعد اقل من كيلومترين من بعضها.

وفي هذا السياق أعلن قياديون في حزب النور، أهم الأحزاب السلفية، عدم مشاركة الحزب في تظاهرات اليوم تفاديا لمخاطر الصدام.

وقد اجتمع الرئيس مرسي مساء الاثنين برئيس حزب الوفد الليبرالي السيد بدوي في مسعى لحلحلة الأزمة غير أن بدوي لم يدل عقب اللقاء بما يفيد بأي جديد حيث اكتفى بالتأكيد على انه لا يزال ملتزما بموقف "جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة.

وقال مسؤولون في المعارضة في تصريحات للقنوات المحلية إن جبهة الإنقاذ ستحدد موقفها النهائي بمقاطعة الاستفتاء أو التصويت ضد مشروع الدستور الأربعاء على الأرجح وذلك بعد تباين موقف نادي القضاة من الإشراف على الاستفتاء الذي سيتحدد اليوم.

في هذه الأثناء أعلن حزب "مصر القوية" الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم ابو الفتوح انه سيدعو للتصويت بلا في الاستفتاء.

وتأتي هذه المسيرات بعد أن أصيب تسعة أشخاص من المعتصمين في ميدان التحرير بجروح عندما أطلق مجهولون النار في ميدان التحرير بوسط القاهرة.

وطوقت سيارات الشرطة الميدان، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها الشرطة في المنطقة منذ 23 من نوفمبر/ تشرين الثاني عقب إصدار الرئيس لإعلان دستوري يمنحه صلاحيات واسعة مؤقتة ما تسبب في اندلاع احتجاجات واسعة النطاق.