أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة قبل بدء مؤتمر صحفي عقد الأحد بالقاهرة
جانب من أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، أرشيف

أكدت جبهة الإنقاذ الوطني استمرارها في تجمعها الذي يضم القوى الحية المعارضة لنظام الحكم الحالي الذي يسعى إلى "إقامة نظام استبدادي باسم الدين" في مصر، على حد وصفها.
 
وقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ حسين عبدالغني في مؤتمر صحافي إن "أطراف ورموز الجبهة تتعهد أمام جماهير شعبنا العظيم أنها ستواصل نضالها السلمي ضد دستور لا يعبر عن توافق وطني ويهدر الحريات العامة وحقوق الفقراء والمواطنة والنساء وذلك عبر استخدام كل الوسائل الديموقراطية بما في ذلك حق التقاضي والتظاهر والاعتصام".
 
وأضاف عبدالغني أن "الجبهة تعول في هذا الصدد على دعوة جماهير شعب مصر بمزاجها الثوري المستمر إلى التظاهر الحاشد ضد مشروعية هذا الدستور في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير"، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
 
وأشار المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني إلى أن الجبهة ناقشت كل البدائل والمبادرات المطروحة للتعامل مع الموقف السياسي الراهن وأنها سوف تستكمل المناقشة لهذه البدائل والمناقشات في اجتماعها القادمة.
 
وأكدت الجبهة رفضها للتشكيل الراهن لمجلس الشورى "وسياسة توزيع الرشاوى والغنائم السياسية في الحوار غير الجاد الجاري حاليا في مقر الرئاسة منذ فترة لأنه حوار يفتقد إلى الحد الأدنى من الجدية" على حد قولها.
 
وفي معرض رده على سؤال حول خطوات جبهة الإنقاذ الوطني بعد إقرار الدستور الجديد قال حسين "حتى لو كان هذا الدستور حاز بالموافقة رغم عملية الانتهاك الواسعة للمعايير الدولية المتعارف عليها في إجراء الانتخابات والاستفتاءات وعدم التحقيق الجدي في آلاف الشكاوى والمخالفات التي تم رصدها إلا أن مشروع الدستور يفتقر إلى المشروعية الأخلاقية والسياسية والشعبية لأنه لا يوجد به أي توافق وطني والاستقطاب الوطني زاد حدة بعده".
 
وأوضح أن جبهة الإنقاذ الوطني ستواصل التأكيد على حدوث انتهاكات فاضحة تصل إلى حد التزوير وأن الاستفتاء الذي أجري في مارس/آذار 2011 تحت حكم المجلس العسكري كان نزيها ومحايدا ولا يقارن به الاستفتاء الذي أجري تحت يد الإخوان المسلمين، على حد تعبيره.
 
وأضاف أن الجبهة ستواصل استخدام حقها الذي يكفله الدستور في التقاضي والطعن على عدم دستورية هذا الدستور خاصة المواد الخلافية التي تطيح بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
 
وحول موقف الجبهة من الانتخابات البرلمانية قال إن "الجبهة ستقرر في اللحظة المناسبة متى وكيف ستتعامل مع الدعوة للانتخابات العامة سواء بعدم المشاركة أو المشاركة".

حمدين صباحي وسط أنصاره - أرشيف
حمدين صباحي وسط أنصاره - أرشيف


طرح المعارض المصري البارز حمدين صباحي تساؤلات ملحة حول مستقبل مصر لاسيما في ظل الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد والاختلاف بين الحكومة والمعارضة حول سبل الحل.

وفي حوار مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، طرح صباحي، العضو البارز في جبهة انقاذ مصر التي تضم تجمعا لقوى المعارضة الرئيسية في البلاد، مجموعة من المقترحات لحل الأزمة الاقتصادية تضمنت فرض ضريبة نسبتها 20 بالمئة لمرة واحدة على من تتجاوز ثرواتهم 17 مليون دولار، الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كان المرشح الرئاسي السابق يضغط في اتجاه إعادة التأميم إلى مصر على غرار ما فعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وقال صباحي (58 عاما) إن هؤلاء الأثرياء تبلغ نسبتهم في مصر واحد بالمئة معتبرا أن فرض ضرائب عليهم مع اتخاذ إجراءات أخرى سيكون كفيلا بحل الأزمة الاقتصادية والتخلي عن قرض صندوق النقد الدولي البالغ 4,8 مليار دولار.

وطالب صباحي كذلك بفرض "حظر على كل صادرات المواد الخام بما في ذلك السلع الهامة مثل الغاز الطبيعي والقطن لاستخدام هذه السلع للانتاج المحلي، فضلا عن زيادة الرسوم على المشروعات التي تستخدم الموارد الطبيعية وعلى مشروعات الإسكان والمعاملات في البورصة، وتوسيع نطاق القطاع العام لخلق المزيد من الوظائف أمام الفقراء".

وحذر صباحي، الرئيس محمد مرسي من الاستماع إلى نصائح قيادات جماعة الإخوان المسلمين فيما يخص الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للبلاد مؤكدا أنه على مرسي أن يراجع نفسه بخصوص قرض صندوق النقد لأن المعارضة لن تسكت بحجج أن مصر في حاجة ماسة إلى هذا القرض، كما قال.

وبرر صباحي "نصيحته" للرئيس بأن جماعة الإخوان وقياداتها تنتهج نفس سياسات الرئيس السابق حسني مبارك وهي الاحتكام لقوانين السوق الحر وهو ما سيجعل الفقراء أكثر فقرا وقد يفجر ثورة أخري، حسب قوله.

وأضاف للصحيفة الأميركية متسائلا "لماذا ندعم الرئيس ، ومن أجل ماذا ندعمه؟ هل هو حاكم ديمقراطي؟ هل هو ثوري؟ هل هو نموذج للرئيس بحيث أريده أن ينجح؟".

وأكد صباحي أن جبهة الإنقاذ الوطني، التي ينضوي تحت لوائها مع معارضين آخرين أبرزهم محمد البرادعي وعمرو موسى والسيد البدوي، ستعمل في المرحلة القادمة بالطرق السلمية لإسقاط الدستور الجديد الذي دعمته التيارات الإسلامية، مشيرا إلى أن اعتراضه الرئيسي على الدستور الجديد هو عدم ضمانه الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفقراء، كما قال.

وانتقد صباحي الرئيس المصري قائلا "مصر تحتاج إلى رئيس يلهم المصريين، يقول لهم غدا سيكون يوما جميلا، فقط كونوا صبورين معي اليوم". 

ومضى صباحي قائلا "لماذا يتحمل الفقراء؟ إنهم يتحملون بسبب الأمل ولكن مرسي لا يفهم الحكاية ولا يعرف كيف يعمل".

وتابع صباحي أن مرسي لا يعرف إلا "إلقاء المواعظ بعد صلاة الجمعة، بعد 14 قرنا على إسلامنا يعلمنا الدين، الشعب يريد أن يأكل، يريد فرص عمل ".

ويرى صباحي أن الإسلاميين أقلية في مصر وأن فوزهم الساحق في السياسة خلال الفترة التي تلت الثورة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك يعود إلى مهاراتهم التنظيمية والشعبية القوية والتي قال انه يعمل على محاكاتها في جبهة الإنقاذ الوطني.

يذكر أن صباحي خاض الانتخابات الرئاسية الأخيرة ونظر إليه المراقبون على أنه الحصان الأسود في الجولة الأولى بعد أن تخلف عن خوض جولة الإعادة بفارق يقل عن مليون صوت عن الرئيس الحالي محمد مرسي الذي فاز بالرئاسة بعد هزيمته آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، الفريق أحمد شفيق.

وعرف عن صباحي انه من أتباع الرئيس الاشتراكي المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي كان يحظى بشعبية طاغية بين المصريين والعرب في الخمسينيات والستينيات.