مسيرة مؤيدة للرئيس مرسي ومشروع الدستور بالقاهرة الثلاثاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2012
مسيرة مؤيدة للرئيس مرسي ومشروع الدستور بالقاهرة الثلاثاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2012


قلل الرئيس المصري محمد مرسي يوم الاثنين من أهمية صعود الدولار الأميركي أمام الجنيه المصري خلال الأيام القليلة الماضية وبلوغه أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات.

وقال مرسي، خلال لقاء مع مجموعة من الإعلاميين العرب على هامش ملتقى قادة الإعلام العربي إن "الحكومة اتجهت إلي ضبط السوق الذي خضع للسيطرة لفترة طويلة وأنه يجري ضخ أموال لضبط السوق غير أن اتجاه مجموعة لشراء الدولار من السوق أمس قفز بسعره إلى 629 قرشا للدولار غير أن السوق سيعود للاستقرار".

وأكد مرسي أن الاستيراد بعقود لا تواجهه مشاكل وأنه خلال أيام سوف تتوازن الأمور، موضحا أن هذا الأمر "لا يقلقنا ولا يخيفنا".

وفى ذات الشأن، قال البنك المركزي المصري إنه يعرض 75 مليون دولار على البنوك يوم الاثنين في ثاني عطاء للعملة الأجنبية وبحد أقصى 11 مليون دولار للبنك الواحد.

والعطاء جزء من سياسة جديدة أعلنت يوم السبت بهدف المحافظة على احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي والتي قال البنك المركزي إنها تراجعت إلى مستوى حرج وبلغت نحو 15 مليون دولار.

كان البنك المركزي قد عرض 75 مليون دولار أيضا في عطائه الأول يوم الأحد.

وكانت مصادر مصرفية قد أكدت أن سعر الدولار الأميركي سجل الأحد أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات في سوق الصرف الرسمية مقابل الجنيه المصري إذ بلغ ستة جنيهات و36 قرشا بالمقارنة مع ستة جنيهات و19 قرشا نهاية الأسبوع الماضي.

وسجلت أسعار باقي العملات العربية والأجنبية قفزات مماثلة الأحد إذ بلغ الجنيه الإسترليني 10,29 جنيه للبيع و10,02 جنيه للشراء، واليورو إلى 8,41 جنيه للبيع و8,20 جنيه للشراء، والريال السعودي إلى 1,71 جنيه للبيع و1,61 جنيه للشراء.

رئيس الوزراء المصري هشام قنديل والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد
رئيس الوزراء المصري هشام قنديل والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد


قال وزير المالية المصري ممتاز السعيد إن الحديث عن إفلاس مصر، أو عدم قدرة الخزانة العامة على تدبير التمويل المطلوب لدوران العمل اليومي للدولة وتلبية احتياجات المواطنين من السلع الأساسية، هو حديث "وهم وخرافة".

وأكد السعيد، في بيان صحافي يوم الأحد، أن "مصر قادرة على تجاوز التحديات الراهنة بفضل تكاتف شعبها وقواه السياسية من أجل النهوض بالاقتصاد واستعادة دوران عجلة الإنتاج".

وأضاف أن ما يؤكد قدرة الدولة على تدبير احتياجات مواطنيها، أن وزارة المالية سددت أول أمس الجمعة 50 مليون جنيه لتوفير متطلبات ملحة من المواد البترولية، في إطار توفير احتياجات البلاد من المنتجات البترولية بصفة دورية .

وأكد وزير المالية المصري أن الوزارة قامت أيضا بإتاحة مبلغ 500 مليون جنيه لشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية تحت حساب الدعم المستحق عن تسليمات السكر التمويني حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وذلك كي تتمكن الشركة من تسديد مستحقات موردي قصب السكر.

وأضاف أن "الحكومة لا تدخر جهدا لتنشيط الاقتصاد واستعادة عافيته، فهذه هي مهمتنا الأولى"، مشيرا إلى استمرار مشاورات الحكومة مع صندوق النقد الدولي بخصوص القرض الذي تعتزم الحصول عليه والبرنامج الإصلاحي الاقتصادي والاجتماعي الذي أعدته الحكومة بهدف استعادة عافية الاقتصاد.

وأوضح أن البرنامج الإصلاحي يهدف أيضا إلي استعادة الاقتصاد المصري لقدرته على جذب المزيد من الاستثمارات من الداخل والخارج، بما يسهم في تحقيق معدلات نمو مرتفعة تسمح باستيعاب كل المنضمين لسوق العمل سنويا بجانب جزء من العاطلين من السنوات السابقة.

من جانبه، قال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الأحد في مؤتمر صحافي إن حكومته دعت مسؤولي صندوق النقد الدولي لزيارة القاهرة الشهر المقبل لاستئناف المفاوضات حول قرض قيمته 4,8 مليار دولار.

وأضاف قنديل أن قانون الزيادات الضريبية الذي اقره الرئيس المصري محمد مرسي الشهر الماضي ثم قرر إيقاف تنفيذه "كان جزءا من الخطة الوطنية للتعامل مع عجز الموازنة المزمن التي اقرها صندوق النقد الدولي".

وأكد أن هذه الزيادات أوقف تنفيذها "لأسباب سياسية"، في إشارة إلى التظاهرات الحاشدة التي شهدتها البلاد الشهر الماضي احتجاجا على الإعلان الدستوري للرئيس المصري والدعوة للاستفتاء على مشروع الدستور.

وقال رئيس الوزراء المصري إن حكومته طرحت "مبادرة وطنية للتوافق والانطلاق الاقتصادي" تقضي بإجراء حوارات هذا الأسبوع مع خبراء اقتصاديين وممثلين للأحزاب "سنناقش خلالها مجددا خطة الحكومة للإصلاح الاقتصادي حتى يكون هناك توافق عليها".

وتواجه مصر أزمة مالية بعدما ألقت أزمة سياسية دامت شهرا بظلال من الشك على قدرة الحكومة للمضي قدما في تخفيضات إنفاق وزيادات ضريبية غير شعبية لكنها ضرورية لإقناع صندوق النقد الدولي بتقديم قرض قيمته 4.8 مليار دولار.

وأنفقت مصر أكثر من 20 مليار دولار من الاحتياطي الأجنبي لدعم الجنيه المصري منذ ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في أوائل 2011.