جانب من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن الثلاثاء
جانب من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن الثلاثاء

أرجأ الرئيس المصري محمد مرسي زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث كان من المقرر أن يلتقي نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، وذلك فيما تمر مصر بأزمة جديدة خلفت منذ الجمعة عشرات القتلى والجرحى.

وقالت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء إن مرسي أرجأ زيارته التي كانت مقررة الجمعة لبحث عدة ملفات من بينها التدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي أبدى الرئيس المصري اعتراضا عليه.

زيارة قصيرة إلى ألمانيا

وقبل ذلك بقليل، أكدت الرئاسة المصرية أن زيارة مرسي لألمانيا الأربعاء "لا تزال قائمة حتى الآن".

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن ياسر على قوله "لا يوجد حتى الآن أي تغيير في برنامج زيارة الرئيس محمد مرسي إلى ألمانيا"، مضيفا أن الزيارة "تأتي في إطار حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع ألمانيا في مختلف المجالات السياسية والبرلمانية والاقتصادية والاستثمارية، وإطلاق مرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وتحقيق طفرة في التعاون بينهما بما يحقق مصالحهما المشتركة".

كما أكد متحدث باسم الحكومة الألمانية حضور الرئيس المصري.

حالة الطوارئ

في غضون ذلك، أبدى مرسي استعداده لإلغاء حالة الطوارئ التي فرضها الأحد في مدن القناة الثلاثة التي شهدت أعمال عنف دامية، إذا تحسن الوضع الأمني، كما أعلنت الرئاسة الثلاثاء.

وكان مرسي يتحدث في اجتماع حضره مساء الاثنين عدد من زعماء بعض القوى الإسلامية في إطار الحوار الوطني الذي دعا إليه وقاطعته جبهة الإنقاذ الوطني، الائتلاف الرئيسي للمعارضة.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان أصدرته الثلاثاء "إن خيار إعلان الطوارئ رغم قانونيته لم يكن الخيار الأمثل بالنسبة للسيد الرئيس، إنما الأصعب. والأسبوع القادم سيكون هناك تقرير مطول يعرض الحالة الأمنية بوجه عام".

وأضاف انه "بناء عليه سيكون القرار المناسب ... أما استمرار حالة الطوارئ لمدة 30 يوما أو تقليص مدتها أو تقليصها جغرافيا أو إلغائها بالكامل".

وفوض مرسي محافظي بورسعيد والسويس والإسماعيلية بتحديد ساعات حظر التجول أو إلغائها، في ضوء حالة الطوارئ.

تجدد الاشتباكات

وتجددت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين وسط العاصمة المصرية القاهرة، بعد توقف دام لفترة قصيرة.

وأظهر فيديو للمصري اليوم جانبا من الاشتباكات التي اندلعت الثلاثاء:



وتبادل مؤيدو المعارضة والحكومة الاتهامات في مقتل وإصابة عشرات في المظاهرات التي شهدتها محافظات القناة والعاصمة منذ الجمعة الماضي، والتي اندلعت في الذكرى الثانية للثورة.

وحمل أحد سكان القاهرة ويدعى هشام علي، المعارضة المسؤولية عن سقوط قتلى  في الأيام الأخيرة في مصر، أما نائب محافظ القاهرة سيف الإسلام عبد الباري، فإتهم جهات لم يسمها بالوقوف وراء أعمال التخريب.

بلاك بلوك متهمة بالإرهاب (15:44 بتوقيت غرينتش)

أصدر النائب العام المصري طلعت عبد الله الثلاثاء أمرا بضبط وإحضار عناصر مجموعة "بلاك بلوك" التي ظهرت في شوارع البلاد مؤخرا.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن حسن ياسين رئيس المكتب الفني والمتحدث الرسمي للنيابة العامة قوله إن "التحقيقات التي يباشرها المكتب الفني للنائب العام كشفت النقاب عن كون جماعة بلاك بلوك هي جماعة منظمة تمارس أعمالا إرهابية... يندرج تشكيلها وعناصرها ومن ينضم إليها من عناصر تحت طائلة العقاب وفق نص المادتين 86 و86 مكرر من قانون العقوبات".

وأضاف أن "ما ترتكبه تلك الجماعة من أعمال تخريب وإتلاف وترويع للآمنين واعتداء على الأشخاص والممتلكات يعد من الجرائم الماسة بأمن الدولة المعاقب عليها وفق نصوص قانون العقوبات".

متظاهر يرفع العلم المصري خلال مظاهرة في ميدان التحرير

​​وأوضح ياسين أن النيابة العامة أصدرت أمرا "بضبط وإحضار جميع عناصر مجموعة )البلاك بلوك) ومن ينضم إليها من عناصر أو يشاركها بأي صورة كانت بما في ذلك التزيي بزي عناصر تلك الجماعة".

وحثت النيابة العامة كل من لديه معلومات عن هذه الجماعة إبلاغ السلطات المختصة.

وكان أول ظهور لعناصر البلاك بلوك في شوارع البلاد يوم الخميس الماضي عشية إحياء الذكرى الثانية للانتفاضة الشعبية المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.

ويظهر أفراد البلاك بلوك أو الكتلة السوداء بملابس سوداء وهم ملثمون ولهم صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وهذا فيديو نشرته المجموعة على يوتيوب:



وزير الدفاع يحذر من سقوط الدولة

دعا وزير الدفاع المصري اللواء عبد الفتاح السيسي الثلاثاء كافة الاطراف إلى معالجة الأزمة السياسية في البلاد تجنبا لما أسماه بالعواقب الوخيمة التي تؤثر على استقرار الوطن و قد تودي إلى "انهيار الدولة".

وحذر السيسي في أول تصريحات يدلي بها منذ اندلاع الأزمة السياسية الجديدة من أن "استمرار صراع مختلف القوى السياسية واختلافها حول إدارة شؤون البلاد قد يؤدى إلى انهيار الدولة ويهدد مستقبل الأجيال القادمة".

وأضاف السيسي في تصريحات خلال لقاء مع طلبة الكلية الحربية نقلها الموقع الرسمي للمتحدث العسكري على شبكة فيسبوك، أن "التحديات والإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حاليا تمثل تهديدا حقيقيا لأمن مصر وتماسك الدولة المصرية وأن استمرار هذا المشهد دون معالجة من كافة الأطراف يؤدى إلى عواقب وخيمة تؤثر على ثبات واستقرار الوطن".

وتابع أن "محاولة التأثير على استقرار مؤسسات الدولة هو أمر خطير يضر بالأمن القومي المصري ومستقبل الدولة إلا أن الجيش المصري سيظل هو الكتلة الصلبة المتماسكة والعمود القوى الذي ترتكز عليه أركان الدولة المصرية، وهو جيش كل المصريين بجميع طوائفهم وانتماءاتهم".

متظاهرون في ميدان التحرير يقفون فوق عربة تابعة للشرطة 01/28/2013

​​وأكد أن "نزول الجيش في محافظتي بورسعيد والسويس يهدف إلى حماية الأهداف الحيوية والاستراتيجية بالدولة وعلى رأسها مرفق قناة السويس الحيوي والذي لن نسمح بالمساس به ولمعاونة وزارة الداخلية التي تؤدى دورها بكل شجاعة وشرف".

وشدد وزير الدفاع على أن "القوات المسلحة تواجه إشكالية خطيرة تتمثل في كيفية المزج بين عدم مواجهة المواطنين المصريين وحقهم في التظاهر وبين حماية وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية والتي تؤثر على الأمن القومي المصري وهذا ما يتطلب الحفاظ على سلمية التظاهرات ودرء المخاطر الناجمة عن العنف أثناءها".

وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها مصر خلال الأيام الأربعة الأخيرة عن مقتل 52 شخصا معظمهم في محافظة بورسعيد.

سكان قطاع غزة خلال فترة النزوح بسبب الحرب
سكان قطاع غزة خلال فترة النزوح بسبب الحرب

أعربت مصر، الثلاثاء، عن تطلعها للتعاون مع الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب، من أجل تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة.

ورأت مصر، أن ذلك يجب أن يتم عبر إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تضمن حقوق شعوب المنطقة وتراعي الأبعاد السياسية والقانونية للصراع.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي، اعتزام القاهرة طرح تصور متكامل لإعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وبما يتماشى مع الحقوق المشروعة لهذا الشعب وفق القوانين الدولية.

وشدد البيان على أن أي رؤية لحل القضية الفلسطينية يجب أن تأخذ في الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام للخطر، مع التأكيد على ضرورة معالجة جذور الصراع عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأكدت مصر أن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة، مشددة على أهمية الجهود الدولية في دعم هذا المسار بما يضمن تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.