متظاهرون معارضون للرئيس المصري محمد مرسي
متظاهرون معارضون للرئيس المصري محمد مرسي

عقدت جبهة الإنقاذ المصرية المعارضة اجتماعا مع حزب النور، وهو أكبر الأحزاب السلفية في البلاد، لبحث مبادرة الأخير للتوصل لحل ينهي حالة الاحتقان في الشارع المصري والمواجهات الدامية التي أدت منذ يوم الجمعة إلى مصرع أكثر من 50 شخصا وإصابة العشرات بجروح.

وقال عضو جبهة الإنقاذ رئيس حزب الوفد السيد البدوي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس حزب النور يونس مخيون إن هناك اتفاقا على"تشكيل حكومة وحدة وطنية وتشكيل لجنة لتعديل الدستور وتعيين نائب عام جديد وتشكيل لجنة تحقيق قضائية" في الأحداث الأخيرة.

وأضاف أنه تم الاتفاق على أن فصيلا واحدا لا ينبغي أن يقود البلاد منفردا، وأنه يجب تضافر كل القوى السياسية للعمل معا.

وقال الأمين العام لحزب النور جلال مُرة في حديث لـ"راديو سوا" إن الاجتماع بحث وقف العنف كأولوية أولى قبل بدء أي تفاوض سياسي.

وأضاف أن "هناك تجاوبا من القوى السياسية والشعبية في جميع المجالات الأمنية والإعلامية والقضائية لإنهاء الاحتقان".

وفي لقاء مع "راديو سوا"، رأى محمد عطية عضو الحزب المصري الديمقراطي، عضو جبهة الإنقاذ، أن الجبهة تسعى للحوار استجابة لضغوط الشارع المصري.

من جانبه، قال عضو مجلس الشعب السابق مصطفى النجار إن الدخول في هذه الحوار فرضه العنف المتواصل في الشارع المصري، مؤكدا أن الجبهة تنتظر تفاعلا ايجابيا من مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة تجاه هذه المبادرات.

من جانبه، أعلن سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين عن ترحيبه بهذه المبادرات السياسية ، مؤكدا أن حزبه سيدرس موقفه من كل منها.

في المقابل، أكد تامر فؤاد القاضي، وهو من شباب الثورة، أن الاعتصامات ستستمر إلى أن يتم تنفيذ المطالب، متهما الرئيس وجماعة الإخوان "بالانشغال بتمكين الجماعة وإقصاء الثوار بدلا من تحقيق هذه المطالب".

وكان عضو الجبهة محمد البرادعي قد دعا قبيل الاجتماع ، عبر تغريدة له على موقع تويتر، إلى حوار عاجل بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ.

وتأتي هذه التطورات بعد دعوة مجلس الدفاع الوطني الذي يضم الرئيس المصري وكبار قادة أجهزته الأمنية للحوار وتدارس النقاط الخلافية للوصول إلى حل بشأنها.

كما حذر وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي من "انهيار الدولة" وطالب "كل القوى السياسية" بتنحية نزاعها وخلافاتها جانبا من أجل إيجاد حل.

الوضع الميداني

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة المصرية الأربعاء عن مقتل شخصين في اشتباكات وسط القاهرة يوم الأربعاء لترتفع حصيلة القتلى في القاهرة منذ بدء الصدامات الجمعة الماضي إلى أربعة أشخاص بينما تصل الحصيلة النهائية في عموم البلاد إلى 54 قتيلا سقط معظمهم في مدينة بورسعيد.

وألقت قوات الأمن الأربعاء القبض على أربعة ملثمين ممن يشتبه في انتمائهم لمجموعة "بلاك بلوك" أثناء تظاهرة أمام مكتب النائب العام وسط القاهرة للتنديد بقراره بتوقيف أعضاء هذه المجموعة واعتبارها تمارس "أعمالا إرهابية".

كما قرر النائب العام التحقيق في بلاغ يتهم المجموعة بالتورط في حرق بعض مقرات جماعة الإخوان المسلمين.

تقليص ساعات الحظر

من جانب آخر، قرر محافظو بورسعيد والإسماعيلية والسويس تقليص ساعات حظر التجوال التي أقرها مجلس الدفاع الوطني الذي يقوده مرسي إلى أربع ساعات يوميا فقط بعدما فوض الرئيس المصري المحافظين بالبت في استمرار الحظر أو إلغائه .

وأعلن محافظ السويس سمير عجلان خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع مع قائد الجيش ومدير الأمن في المحافظة عن "تحسن ملحوظ" في الحالة الأمنية وفتح أقسام الشرطة أبوابها تباعا وإحكام الجيش سيطرته على المدينة.

وبالتزامن مع ذلك، قالت تقارير إن محتجين منعوا محافظ بورسعيد من إقامة مؤتمر بمشاركة القوى السياسية في المحافظة لبحث استمرار حظر التجوال في المحافظة من عدمه.

انتقادات حقوقية

وفيما تستمر حالة الاحتقان السياسي في مصر، طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش الرئيس المصري بإنهاء إحالة المدنيين أمام المحاكم العسكرية ، خاصة أن الإعلان الأخير لحالة الطوارئ منح أجهزة الأمن سلطة احتجاز أشخاص دون رقابة قضائية، كما منح مجلس الشورى الجيش سلطة الضبطية القضائية على المدنيين.

وقالت مسؤولة الملف المصري في المنظمة هبة موريف إن أمام محاكم أمن الدولة طوارئ الآن حوالي ست محاكمات، وهي المحاكمات التي ظلت جماعة الإخوان المسلمين تحاربها لسنوات، على حد تعبيرها.

وأضافت أن البرلمان تجاهل القوانين" القمعية الموروثة " منذ عصر مبارك والتي تسمح باتهام الصحافيين والحقوقيين بتهم مثل إهانة رئيس الدولة، وهي القوانين التي تكرس "للدولة البوليسية".

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة إن "هناك حاجة ماسة لإعطاء الأوامر للشرطة والجيش بالالتزام بضبط النفس والمعايير الدولية أثناء استخدام القوة وتحذيرهم من أن سيكون هناك محاسبة لأي انتهاكات تحدث".

وكانت منظمة العفو الدولية قد طالبت في بيان لها يوم الاثنين السلطات المصرية بوقف استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسيبة حاج شعراوي، "يجب أن تعطي السلطات المصرية أوامر واضحة للشرطة لاحترام الحق في التجمع السلمي وتجنب القوة المفرطة أو غير الضرورية" مضيفة أنه "يجب أن توضح السلطات تماما أن من يستخدم القوة المفرطة أو التعسفية سيقدم للعدالة".

البرادعي وصباحي في ميدان التحرير، أرشيف
البرادعي وصباحي في ميدان التحرير، أرشيف

دعا رئيس حزب الدستور والقيادي في جبهة الإنقاذ المعارضة محمد البرادعي إلى اجتماع عاجل مع الرئيس المصري محمد مرسي في محاولة لتسوية الأزمة التي تشهدها البلاد.
 
وقال البرادعي في تغريدة على موقع تويتر إنه يدعو "فورا إلى اجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد".


وكانت جبهة الإنقاذ التي تقود المعارضة قد قالت الاثنين إنها لن تقبل دعوة وجهها مرسي لحوار وطني إلا بشروط تضمن جدية الحوار منها رفع حالة الطوارئ التي فرضها مرسي في مدن قناة السويس الأحد.
 
وأضاف البرادعي في تغريدة ثانية "وقف العنف هو الأولوية وبدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الإنقاذ وفي مقدمتها حكومة إنقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور".
 


سلطان ينتقد دعوة البرادعي

 
في المقابل، وصف نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان الدعوة التي أطلقها البرادعى بأنها "دعوة للقتل"، مضيفا في تعليق نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "حين تتملص من تلبية الدعوة غير المشروطة للحوار، وبحضور القوى السياسية دون إقصاء، ثم تطلق أنت دعوة جديدة إقصائية لعددٍ من القوى المختلفة معك، بل وتستبدلها باستدعاء مريب لأجهزة الدولة التنفيذية التى طلقت السياسة بالثلاثة، وأصبح انتماؤها فقط للشعب (الداخلية والدفاع) ثم تلوح من بعيد بورقة العنف، مع استمرار امتناعك عن إدانته، أو نفى ما بينك وبين القائمين عليه تدبيرا وتمويلا وتنفيذا..

صورة لتعليق سلطان

​​فإن حقيقة دعوتك، والحال كذلك، تعد صورة طبق الأصل من دعوة أحمد شفيق للحوار بالبونبون، بمجلس الوزراء، وعلى بعد أمتار منها كانت تجري عملية سحق وسحل وقتل لنا بميدان التحرير يوم 2 فبراير/شباط 2011 بواسطة خيول وجمال وبلطجية الحزب الوطني المتواطئة آنذاك مع الأجهزة التنفيذية لدولة مبارك وعمر سليمان".
 
وقال سلطان "هذه دعوة للقتل يوم الجمعة القادم يا سيدى وليست للحوار..".
 

وكانت الجبهة قد دعت إلى التظاهر الجمعة المقبل في مختلف أنحاء مصر مطالبة بالخصوص بأن يتحمل الرئيس مسؤولية أعمال العنف الدامية التي وقعت الأيام الأخيرة وبتشكيل حكومة وحدة وطنية.
 
واعتبرت أيضا أن الدستور الذي أعدته لجنة طغى عليها الإسلاميون وصودق عليه عبر استفتاء شعبي، "ليس سليما" لأنه لا يمثل الشعب المصري ويمس ببعض الحقوق الأساسية.
 
نور: لا بديل عن الحوار

وفي غضون ذلك، قال مؤسس حزب غد الثورة أيمن نور في مقابلة مع "راديو سوا" إن الحوار بين الحكومة والمعارضة لا بديل عنه في الوقت الراهن لمواجهة الأزمات السياسية التي نعيشها، ولفت إلى أن وجود كافة الفرقاء على طاولة المفاوضات سيحقق نتائج أفضل دائما.
 
وأشار نور إلى أنه لا يحبذ اللجوء لفرض حالة الطوارئ ولكن الموقف الراهن يشكل ظرفا استثنائيا، معتبرا أن "هناك ضرورة ليكون للجيش دور لاسيما في المناطق الملتهبة".

وأضاف نور "أن الجيش المصري يحظى بقبول ووجوده يساهم في تبريد الوضع الساخن جدا على الأرض".
 
وكشف نور عن أن "الرئيس محمد مرسي أبدى استعداداه لإجراء التعديلات على الدستور الجديد التي سيتم الاتفاق عليها في الحوار الوطني مع انعقاد أولى جلسات البرلمان المقبل فور انتخابه، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة من 10 أشخاص، خمسة منهم من أساتذة القانون وخمسة آخرون من السياسيين، وستكون مهمة هذه اللجنة تنقية الاقتراحات التي سيوقع عليها الرئيس ويسلمها إلى البرلمان فور انعقاده".

وحول ما تردد من أنباء حول قضية تشكيل حكومة إنقاذ وطني قال نور "لم نتلق أي رد بشأن هذا المطلب لا بالرفض ولا بالقبول".

وأضاف أن حزبه سيطرح مبادرة لعقد مؤتمر اقتصادي في شهر فبراير/شباط المقبل لبحث الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وسبل الخروج منها.
 
الوضع الأمني
 
على الصعيد الميداني، قالت مصادر طبية إن شخصين قد قتلا في اشتباكات الأربعاء بين متظاهرين والشرطة بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة اثر إصابتهما بطلقات خرطوش.

وتشهد مصر منذ الخميس الماضي أعمال عنف أسفرت عن سقوط أكثر من 50 قتيلا معظمهم في بور سعيد حيث بدأت المواجهات بعد إعلان حكم الإعدام بحق 21 من مناصري فريق المصري على خلفية مقتل أكثر من 70 شخصا بعد مباراة لكرة القدم بين ناديي الأهلي القاهرة والمصري البورسعيدي في العام الماضي.