نشأت "حركة شباب 6 إبريل" قبل خمسة أعوام إثر دعوة لإضراب عمال شركة "مصر للغزل والنسيج" في محافظة المحلة، والتي ساندها مجموعة من الشباب على الإنترنت، وامتدت لكل محافظات مصر.
وبلغ متابعو صفحة إضراب 2008 على موقع فيسبوك وقتها أكثر من 70 ألف شخص، وكانت من أولى حركات الاحتجاج التي تتخذ الفضاء الإلكتروني مساحة للتخطيط والتحرك، ويعزو لها الكثير نجاح التخطيط لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت حكم الرئيس حسني مبارك.
وتتمثل أهداف حركة شباب 6 إبريل الرئيسية في محاربة الفساد عن طريق الاحتجاج السلمي، ويصرّ قادتها على أنها "حركة غير مسيّسة"، إذ تحظر دعم شخص أو حزب بعينه، أو ترشح أحد أعضائها للانتخابات.
واستلهمت الحركة شعارها من حركة "أوتبور!" الصربية السلمية، وعلى مدار السنين الماضية، تعرض أعضائها للاعتقال والتخوين والاتهامات بالعمالة من قبل النظام السابق.
وقد لا يكون شباب 6 إبريل هم أصحاب أول حركة للاحتجاج ضد مبارك، ولكن السنوات الخمس الأخيرة، شهدت حراكا داخليا كبيرا، مرورا بالدعوة لعصيان مدني في عام 2009، ومقتل خالد سعيد في عام 2010، وثورة عام 2011، والفترة الانتقالية تحت قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأخيرا فوز الرئيس محمد مرسي في أول انتخابات رئاسية بعد الثورة.
هل كان لحركة 6 إبريل الدور الأبرز في إزاحة النظام السابق؟
أجاب عبد الله نوفل، عضو التنظيم والاتصال بحركة شباب 6 إبريل في حوار مع موقع "راديو سوا"، أنه لم يكن للحركة الدور الأكبر، ولكن "قطعا كان لها دور ملموس، إذ بدأت الحركة بالدعوة للثورة بالتعاون مع حركات وأحزاب أخرى"، وهي الدعوات التي تدحرجت تدريجيا كـ"كرة ثلج أطاحت برأس النظام"، على حد وصفه.
وبعد مرور أكثر من عامين على الثورة، أصدرت الحركة بيانا اتهمت فيه النظام الحالي بـ"انتهاج نفس سياسات النظام السابق".
وبرر نوفل هذا التحول، سواء في سياسة الحركة العامة أو في موقفها من مرسي، قائلا إن "القوى السياسية سبق ووقعت وثيقة مع مرسي قبل دعمه تفيد بعدم انفراد جماعة الإخوان المسلمين بالسلطة، وهو ما حدث عكسه".
وقال نوفل إن "استفتاء 19 مارس/آذار 2011 كان النقطة المفصلية، إذ جرت صفقة بين المجلس العسكري والإخوان، وذلك بهدف الخروج الآمن للعسكر من جانب، وتملّك الجماعة زمام السلطة من جانب آخر".
ووصف نوفل الرئيس مرسي وحكومته بـ"الفشل التام"، مضيفا أنهم "لا يملكون دراية كافية بالمشهد السياسي"، وأنهم نجحوا في انتخابات الإعادة عبر "امتطاء الدين لتحقيق مكاسب سياسية، واستغلال الناخبين بإعطائهم زجاجات الزيت وعبوات السكر".
وأضاف نوفل أنه "لم يتم تحقيق أي من مطالب الثورة بعد، بل استأثر الإخوان بالثورة وهجموا عليها"، متهما الإخوان بمحاولة "أخونة مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة".
اتهامات "ساذجة"
وقلل محمود عامر، نائب مجلس النواب السابق الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان، من شأن هذه الاتهامات، واصفا إياها بـ"السذاجة"، وذلك في مكالمة هاتفية مع موقع "راديو سوا".
وقال عامر إن "الشعب لن يستجيب لمطالب 6 إبريل لأنه أدلى بكلمته في الانتخابات واختار جماعة الإخوان".
وعن مقارنة النظام الحالي بالسابق، أردف عامر قائلا إنه "لا مجال للمقارنة، لأن النظام السابق مستبد وظالم وثبت فساده وسرقته لأموال الشعب".
وأضاف أن الرئيس مرسي لم يكمل سوى تسعة أشهر، ولنجاح حكومته، يجب أن "تعمل بلا تربص سواء من الداخل أو الخارج"، على حد وصفه.
وندد عامر بالعنف في المظاهرات، واتهم حركة شباب 6 إبريل بالتحريض عليه وارتكابه، مضيفا أن "الهدم يعطل مسيرة الحكومة الحالية".
الخروج من عنق الزجاجة
سألنا نوفل عن كيفية خروج مصر من نفقها الحالي، فكان جوابه هو "إقالة الحكومة، وتنفيذ فصل حقيقي بين السلطات، وعدم المضيّ في إجراءات قرض صندوق النقد الدولي".
وأدان ما أسماه "تدخل الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في عمل المؤسسة القضائية والأزهر".
ومن جانب حزب الحرية والعدالة، قال عامر إن "الاستقرار السياسي والأمني هو شرط للنهوض بالاقتصاد وجذب الاستثمارات"، مضيفا أن الحكومة الحالية تصبو إلى "إصلاحات داخلية وخارجية واسترجاع الأموال المنهوبة".
وأضاف أن "الأزمة الاقتصادية الحالية ليست بجديدة، لأن كل حكومة سابقة في مصر تعرضت لنفس الأزمة في بداية حكمها"، وأكد أن قرض صندوق النقد الدولي "سيساعد في إحداث انفراجة في الاقتصاد".
مستقبل حركة شباب 6 إبريل
وعن المستقبل في مصر بعد ثورة 25 يناير، أعرب عبد الله نوفل عن تفاؤل حركة شباب 6 إبريل، مضيفا أن "تطلعاتنا كجزء من الشعب المصري هو الثورة على الظلم ومحاسبة الفاسدين".
وعن تطور هيكلة الحركة، كشف نوفل عن وجود "اقتراح لتحويل الحركة لمنظمة ضغط سياسي ذات شرعية"، ولكنه رفض أي فكرة أخرى قد تحول الحركة إلى مجموعة تدعم توجها سياسيا واحدا أو شخصا بعينه.
وختم نوفل حديثه بالقول إن "هناك أفكارا أخرى عديدة مثل إنشاء مؤسسة خيرية ومركز أبحاث"، مضيفا أنه "لن تتم تلك الطموحات سوى بعد استقرار البلاد".
وكانت "حركة شباب 6 إبريل" قد دعت لاحتجاجات متواصلة لمدة أربعة أيام بدءا من السبت تحت عنوان "عايزين حلمنا" لإحياء ذكرى إضراب 2008، مطالبة برحيل النظام.
ويُذكر أن مصر تمر بأزمات اقتصادية منها نقص في الوقود والقمح والعملة الصعبة من جانب، وعلى الجانب الآخر أزمات سياسية متكررة بين الرئاسة والقضاء، وبين الحكومة والمعارضة.