الرئيس المصري السابق حسني مبارك يلوح بيديه خلال جلسة إعادة محاكمته
الرئيس المصري السابق حسني مبارك يلوح بيديه خلال جلسة إعادة محاكمته

تباينت ردود الأفعال في مصر على تنحي القاضي المكلف بإعادة محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين، وعلى الروح المعنوية المرتفعة التي ظهر بها مبارك والتلويح بيديه. وبينما أعلنت النيابة العامة تشكيل لجنة طبية للكشف على الرئيس السابق في المستشفى العسكري، أكد محاميه أن موكله لن ينقل إلى مستشفى السجن بل سينتقل إلى منزله "بعد حكم البراءة".

وقال المتحدث باسم النيابة العامة المستشار محمود الحفناوي في تصريح تلفزيوني إن الكشف عن الحالة الصحية لمبارك "طبيعي" ويحدث مع كل المسجونين، مشيرا إلى أن النيابة العامة تطلب الكشف بشكل دوري عن صحته لمعرفة إمكانية عودته إلى سجن طرة.

من جانبه، قال فريد الديب  محامي الرئيس السابق إن مبارك سيظل محتجزا في مستشفى المعادي العسكري، مؤكدا أن "ما يتم نشره في الصحف حول عودته مرة أخرى لمستشفى طرة غير صحيح".

وأوضح الديب في لقاء مع لقاءات تليفزيونية أن تنحي القاضي مصطفى حسن عبد الله عن نظر القضية يرجع إلى "أسباب طبية"، مشيرا إلى أن محكمة الاستئناف أمامها الآن 60 يوما من أجل تعيين قاض بديل.

وقال إنه سيتخذ الإجراءات للإفراج عن موكله متوقعا نظر القضية في غضون شهر علي الأقل.

وحول المكان الذي سيقيم فيه مبارك في حال خروجه من محبسه، قال الديب " إن مبارك سيقيم في منزله بالقاهرة بحراسة صغيرة".

ابتسامة مبارك

وقد أثارت الروح المعنوية المرتفعة التي ظهر بها مبارك والتلويح بيديه بعد دخوله قاعة المحاكمة ردود أفعال واسعة النطاق في مصر، واعتبر البعض أنها "رسالة ضمنية للمصريين بأنهم كانوا في وضع أفضل خلال فترة حكمه"، فيما رأى آخرون أن مبارك "واثق في إطلاق سراحه".

غير أن المحامي فريد الديب نفى أي رسالة ضمنية لهذه الإشارة مؤكدا أن مبارك كان يلوح بيديه ردا على تحية أنصاره له.
​​
​​

لكن رئيس نادي القضاة السابق المستشار زكريا عبد العزيز فسر ابتسامة مبارك وإشارته لأنصاره بأنها " نهاية المسرحية التي تنتهي بحصول المتهمين على أحكام بالبراءة".

وقال في لقاء مع "راديو سوا" إن محاكمة مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه في قضية قتل المتظاهرين والفساد المالي "خدعة كبرى" وإنه تم حبسهم خشية الانتقام منهم من شباب الثورة، على حد قوله.

تنحي القاضي

واعتبر عبد العزيز أن تنحي القاضي عن النظر في القضية "إجراء طبيعي" لأنه أصدر أحكاما سابقة في قضية مشابهة، في إشارة إلى قضية الهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير أثناء الثورة، المعروفة إعلاميا باسم "موقعة الجمل".

لكن رئيس مجلس الدولة الأسبق المستشار محمد حامد استبعد وجود أي صفقة بين القضاء والرئاسة المصرية.

وأشار في لقاء مع "راديو سوا" إلى أن "الأجواء السياسية الحالية وتراجع الشرعية الدستورية والقانونية لا توحي بوجود أي صفقة بين السلطة التنفيذية والمتهمين لأن هذا يقتضي التدخل لدى المحكمة التي تتولى محاكمتهم".

بدوره، رحب فتحي أبو الحسن، وهو أحد المدعين بالحق المدني، بقرار تنحي القاضي "لأنه لو كان قد أصدر حكما في هذه القضية فلن يكون متقبلا".

وأعرب عن تفاؤله بصدور أحكام عادلة مع ظهور أدلة ثبوتية جديدة ضد مبارك ووزير داخليته ومساعديه، على حد قوله.

من جانبه، رحب ناب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عصام العريان بقرار التنحي ووصفه بأنه "قرار حكيم"، وذلك بحسب ما ورد على صفحته على موقع فيسبوك.

وتباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف المصرية على إعادة محاكمة مبارك وتركزت أغلبية التعليقات على قرار تنحي المحكمة والصورة التي ظهر بها مبارك.

وتحت عنوان "مبارك يقول لكم: أخرجوا ضمائركم من الثلاجات" كتب الصحافي المصري وائل قنديل في صحيفة الشروق "جميل أن يحيى مبارك جماهيره ويطمئنهم على صحته ويلوح بيده كأنه يزور معسكر المنتخب أو يحضر احتفالات عيد الشرطة".

وكتبت صحيفة التحرير "كأنه يقول لعدوه القديم شكرا لأنك أعدت الاعتبار إلىّ دون أن تقصد. شكرا على أفعالك السوداء، وفاشيتك، وشيطنتك"، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.

في المقابل انتقد القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي اجراءات المحاكمة على صفحته على موقع فيسبوك قائلا إنها "تعاملت مع مبارك كرئيس سابق، وليس كرئيس مخلوع قامت ضده ثورة ضحى لأجلها الآلاف".

لكن صفحة "أنا آسف ياريس" المؤيدة لمبارك وصفت ابتسامة مبارك بأنها "ابتسامة هزت اليأس وأحرقت الأعداء .. حقا إنها ابتسامة القـرن".

ونشر مؤيدو مبارك على نطاق واسع أغنية جديدة للتعبير عن تأييدهم له أثارت ردود أفعال متباينة على الانترنت. وانتشر على موقع تويتر أكثر من هاشتاغ للمحاكمة من بينها محاكمة_مبارك وابتسامة_مبارك:
​​
​​
​​
​​
​​
​​
​​
​​
​​
​​

نقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلى المستشفى بعد جلسة إعادة محاكمته في 13 أبريل/نيسان 2013
نقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلى المستشفى بعد جلسة إعادة محاكمته في 13 أبريل/نيسان 2013

قرر القاضي المكلف بإعادة محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك تنحيه عن النظر في القضية و"إعادة ملف القضية لمحكمة استئناف القاهرة لتحديد دائرة أخرى" لنظر القضية لاستشعاره الحرج.
 
وكان محامون قد طالبوا القاضي مصطفى حسن بالتنحي لأنه سبق وأصدر أحكاما بالبراءة في القضية المعروفة إعلاميا باسم "موقعة الجمل" التي سقط فيها قتلى وجرحى في الهجوم على متظاهرين معارضين لنظام مبارك في 2 فبراير/شباط 2011.
 
وحضر مبارك جلسة إعادة المحاكمة السبت بموجب قرار محكمة النقض بإعادة محاكمة جميع المتهمين في قضية قتل المتظاهرين أثناء الثورة المصرية بالإضافة إلى قضايا فساد مالي لعدد منهم.
 
وظهر مبارك جالسا على كرسي متحرك ومبتسما ويلوح بيديه على عكس الصورة التي ظهر بها في المحاكمة الأولى.
​​
​​​​
كما حضر الجلسة التي استغرقت حوالي ثلاث دقائق نجلا مبارك جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه.
 
وردد أهالي الضحايا الذين حضروا الجلسة هتافات من بينها "الشعب يريد إعدام الرئيس" السابق.
 
ووقعت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري السابق أمام مقر أكاديمية الشرطة التي تجري فيها المحاكمة قبل أن تتدخل الشرطة لتفريق الجانبين.
 
وأفاد مراسل "راديو سوا" علي الطواب بعودة الهدوء عقب مغادرة المتهمين، حيث نقل مبارك على متن طائرة إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة التي يرقد فيها.
 
وأفادت صحيفة الأهرام المصرية بأن العشرات من مؤيدي مبارك تظاهروا بالقرب من المستشفى تأييدا له.
 
كما نقلت الأجهزة الأمنية نجليه علاء وجمال إضافة إلى العادلي إلى محبسهم بسجن طره.
 
وانتشر مقطع فيديو لشخص يقوم بإلقاء التحية العسكرية للعادلي أثناء خروجه من مقر المحاكمة ما أثار استهجان البعض:
​​
​​
ووصف عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، قرار تنحي المحكمة بأنه حكيم.
 
وعلى موقع توتر تباينت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض لقرار التنحي كذلك صدرت تعليقات بخصوص الروح المعنوية المرتفعة التي ظهر عليها مبارك.
​​
​​
​​
​​​​
​​​​
​​​​
​​​​
​​​​
​​
وتعاد محاكمة مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه عن وقائع قتل المتظاهرين السلميين أثناء الثورة وإشاعة الفوضى في البلاد.
 
كذلك تعاد محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم عن وقائع فساد مالي واستغلال النفوذ الرئاسي وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بأسعار زهيدة تقل عن مثيلاتها العالمية.
 
وسبق لمحكمة جنايات القاهرة أن قضت في يونيو/حزيران من العام الماضي بمعاقبة مبارك والعادلي بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، بعدما أدينا بالاشتراك في جرائم القتل المقترن بجنايات الشروع في قتل آخرين خلال أحداث الثورة.