شعار الإخوان المسلمين
شعار الإخوان المسلمين

قام بعض أهالي قرية في دلتا مصر بضرب ابن قيادي محلي في حزب الحرية والعدالة الإسلامي الحاكم حتى الموت بعد أن قتل شخصا بسلاح ناري أثناء مشاجرة نشبت بسبب كتابات مناهضة للإخوان على شبكة فيسبوك، بحسب مصادر أمنية.
 
وقالت المصادر الأمنية السبت إن ابن أمين حزب الحرية والعدالة (المنبثق عن جماعة الإخوان) في قرية القطاوية بمحافظة الشرقية (دلتا النيل) وهو مراهق في الـ16 من عمره كان يتشاجر مع رجل وأخرج سلاحا ناريا وأطلق النار ما أدى إلى مقتل أحد المارة وإصابة آخر.
 
واختبأ بعد ذلك الشاب في منزل أسرته بالقرية وقام أهل القتيل وأصدقائه وعدد كبير آخر من الأهالي بمحاصرة المنزل مطالبين بالقصاص وأشعلوا النيران بالطابق الأول، وحصلت اشتباكات مع أهل الشاب ما أدى إلى مقتل شخص آخر إثر سقوط حجر على رأسه، وفق المصدر نفسه.
 
وحاولت الشرطة إخراج الشاب وأسرته من المنزل الذي أشعل فيه الأهالي المتجمهرين النار إلا أن هؤلاء تعرفوا على الشاب وأخرجوه من سيارة الشرطة وانهالوا عليه ضربا وسحلا حتى الموت ثم مثلوا بجثته.
 
وقال حزب الحرية والعدالة في بيان نشره على صفحته على فيسبوك إنه تم "خطف الشاب وسحله مسافة 500 متر حتى وفاته".
 
وأكد الحزب أن "الحادث ليست له أي أبعاد سياسية" داعيا "الجميع إلى ضبط النفس".
 
وقال مصدر أمني إن المشاجرة التي تسببت في كل هذه التداعيات اندلعت بين ابن القيادي المحلي في حزب الحرية والعدالة وشاب آخر بسبب تعليقات كتبها الأخير على فيسبوك انتقد فيها جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي.
 
ووقعت حوادث مماثلة خلال الشهور الأخيرة ما يعكس تدهور الوضع الأمني في مصر منذ الثورة التي أطاحت حسني مبارك في فبراير/شباط 2011.
 
وفي مارس الماضي، قام أهالي قرية بضرب وشنق رجل اتهم بسرقة سيارة. وقبلها بأيام قتل شخصان تم اتهامهما بالسرقة كذلك من قبل مجموعة من أهالي قرية أخرى وتم التمثيل بجثتيهما ثم تعليقهما في الطريق العام.

رئيس جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي
محمد البرادعي، أرشيف

قال محمد البرادعي القيادي في جبهة الإنقاذ المعارضة في مصر إن الحكومة يجب أن تسعى إلى تسوية سياسية لتكسب دعما واسعا لقرض مهم من صندوق النقد الدولي حتى ينتعش الاقتصاد المتعثر.

واتهم البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والفائز بجائزة نوبل للسلام، جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة بإقصاء القوى السياسية الأخرى عن اتخاذ القرار وإعاقة تعافي البلاد بعد عامين من الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.

وتسبب الاضطراب السياسي وتراجع الأمن في إبعاد السائحين والمستثمرين الأجانب عن مصر واستهلاك احتياطي النقد الأجنبي اللازم لتمويل استيراد القمح والوقود اللذين يدخلان ضمن برامج دعم كبيرة.

وقال البرادعي في مقابلة مع وكالتي رويترز واسوشييتد برس في القاهرة "يتوقف النجاح أو الفشل الآن على التوافق السياسي لأنه إذا لم يكن هناك توافق فلن يكون هناك استقرار... وبدون استقرار لن تدور عجلة الاقتصاد. وإذا لم تدور عجلة الاقتصاد سينتهي الحال إلى شعب جائع غاضب."

وتتفاوض الحكومة المصرية بشأن قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي وصفه البرادعي بأنه سيكون "خطوة مهمة للغاية لتحقيق التعافي الاقتصادي".

وأضاف أن "الاقتصاد في حالة متردية للغاية. إذا نظرنا إلى الناتج المحلي الإجمالي أو التضخم أو الاحتياطي الأجنبي أو الحساب الجاري أو الدين العام سنجد أنها كلها سلبية.. إنه وضع خطير جدا."

وقال إن "الكل في انتظار صندوق النقد الدولي الآن. هذا شيء واضح."

ولا توجد شروط سياسية لاتفاق القرض لكن الحكومات الغربية هي المساهم الأكبر فيه وتقول إن التوافق السياسي سيسهل تطبيق إصلاحات اقتصادية يقتضيها القرض.

وتضم جبهة الإنقاذ التي ينتمي إليها البرادعي أحزابا ليبرالية ويسارية هددت بمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر أن تبدأ هذا الشهر لكنها تأجلت حتى الخريف.

ووضعت الجبهة ثلاثة شروط للحوار مع الرئيس محمد مرسي والعمل من أجل التوافق السياسي وهي تشكيل حكومة "محايدة ذات مصداقية" تكون قادرة على إدارة شؤون البلاد ووجود نائب عام مستقل ولجنة لإعداد قانون جديد للانتخابات.

لكن البرادعي قال إن الاخوان بعدما أبدوا استعدادا للتواصل مع المعارضة غيروا المسار خلال الأسابيع الأخيرة ويعتزمون فيما يبدو السير بمفردهم، ويضعون حواجز، كما قال.

ويعارض أعضاء بارزون في جبهة الإنقاذ، من بينهم حمدين صباحي السياسي اليساري الذي حل في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، شروط قرض صندوق النقد، لكن البرادعي قال إن هذا الموقف سيتغير إذا سعت جماعة الاخوان لتحقيق توافق أكبر.

وقال "أعتقد أنه إذا شعرت الأحزاب السياسية المختلفة في النهاية أنها شريك وإذا جلست إلى الطاولة مع الحكومة وجرى حوار صادق ومنفتح حول الخيارات المتاحة.. فلا أعتقد أنه من المستحيل أن تتراجع (عن موقفها) وتقبل بقرض الصندوق".