مصريون يستخدمون مترو الأنفاق
مصريون يستخدمون مترو الأنفاق

لا تزال قضية رفع أسعار المترو في مصر تلقي بظلالها على الحالة الشعبية في مصر، حيث احتج مواطنون رفضا للقرار، واعتقلت قوات الأمن نحو 22 شخصا على الأقل، معظمهم من الطلاب والحرفيين.

وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبس 20 متهما لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات، حسب جريدة الأهرام الرسمية.

واتهمت النيابة الأشخاص الـ20 بالاشتراك في جماعة "تعمل على منع مؤسسات الدولة من العمل"، و"التجمهر المخل بالأمن والسلم العام، ومقاومة السلطات".

​​ونشر مدونون صورا لقوات الأمن تواجه التظاهرات الغاضبة، وعملية إلقاء القبض على محتجين.

وقد يواجه المتهمون السجن لما يصل إلى خمسة أعوام إذا أدينوا في التهم الموجهة إليهم.

وبعد عدد من الاحتجاجات الغاضبة لرواد مترو الأنفاق في القاهرة الكبرى طالبوا فيه الحكومة بالتراجع عن القرار، فرضت مصر إجراءات أمنية مشددة وعززت من وجود عناصرها الأمنية خارج محطات مترو الأنفاق.

والمظاهرات في مصر أمر نادر يصعب حدوثه نظرا لإصدار السلطات قانونا يحظر المظاهرات من دون تصريح في 2013.

وقال مواطنان لـ"موقع الحرة" إن الأمن المركزي وضع دوريات أمنية أمام معظم محطات المترو من الخارج، إلى جانب عناصر الشرطة داخل المحطات ومباحث سرية بزي مدني لمواجهة أي تظاهرات أو تجمعات داخل المحطات أو خارجها.

​​وكانت وزارة النقل المصرية قد قررت الخميس الماضي رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق الذي يستخدمه نحو ثلاثة ملايين شخص يوميا من 50 إلى 250%، بسبب "خسارات متراكمة" حسب بيان للهيئة العامة لمترو الأنفاق، لكن مدونين قالوا إن الزيادة تأتي على حساب المواطن.

​​وقال وزير النقل هشام عرفات في مقابلة مع فضائية مصرية إن زيادة سعر تذكرة المترو "ستجلب للدولة نحو مليار جنيه" مشيرا إلى أن الأموال ستستخدم لتطوير المترو.

البحث عن بدائل

وقال الصحافي أحمد الجمل، وهو من مرتادي مترو الأنفاق يوميا إن "وتيرة التظاهرات تراجعت، خوفا من الاعتقال خاصة بعد تعزيز وجود القوات الأمنية داخل حتى عربات المترو، لكن الناس بدأت تتحدث عن البدائل". 

وأضاف لـ"موقع الحرة": "بالنسبة لي ولكثير ممن أعرفهم، فإنني أصبحت أبحث عن وسائل النقل الأرخص وأركب المترو للضرورة القصوى، وربما أنزل قبل محطتي بمحطة أو محطتين وأذهب سيرا على الأقدام لأن ذلك يوفر أربعة جنيهات ذهابا وإيابا".

​​وكان أحمد عبدالهادي، المتحدث باسم هيئة مترو الأنفاق، قد قال في تصريحات تلفزيونية إن بعض المعترضين على قرار رفع سعر التذكرة "قفزوا من فوق الماكينات الآلية"، مشددا على أن عقوبة هذا الفعل هي "غرامة 50 جنيها".

مغردون على مواقع التواصل اقترحوا استبدال استخدام المترو بدراجات للوصول إلى العمل، لكن في المقابل يقابل البعض هذا الاقتراح بصعوبة تنفيذه نظرا لخطورته وعدم وجود طرق مؤهلة للدراجات. 

​​وينتظر المصريون صيفا حارا على صعيد الأسعار التي ستتزايد خلال أشهر قليلة، حيث تستهدف مصر خفض دعم الكهرباء 46 في المئة كما سينخفض دعم المواد البترولية في البلاد بـ26 بالمئة في السنة المالية المقبلة.

جانب من العاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية من رويترز)
جانب من العاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية من رويترز)

أعلنت مصر، الأحد، استضافتها "قمة عربية طارئة" في السابع والعشرين من فبراير الجاري، لتناول "التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية".

ونشرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، قالت فيه إن قرار استضافة القمة "جاء بعد التنسيق مع مملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية".

كما أكدت أنه جاء "بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر، وعلى أعلى المستويات، مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة".

تأتي هذه التطورات في ضوء تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي اقترح فيها أن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور في غزة من إسرائيل، وتنشئ "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، بينها مصر والأردن.

واقترح ترامب مرارا منذ 25 يناير أن يتم نقل الفلسطينيين من غزة لدول عربية بالمنطقة، وهي فكرة ترفضها الدول العربية والفلسطينيون.

وتريد الدول العربية تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.