علاء عبد الفتاح
الناشط المصري علاء عبد الفتاح

انتقدت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية لفرضها رقابة ليلية تعسفية على نشطاء مطالبين بالديمقراطية أفرج عنهم مؤخرا من السجن.

ويتطلب الاجراء من المفرج عنهم المثول يوميا في أقرب مركز الشرطة وقضاء الليلة هناك، لمدة شهور، ما يحد بقوة من حرية حركتهم.

وقالت المنظمة الثلاثاء إن أكثر من 400 شخص يخضعون للمراقبة الليلية حاليا، ويتعين عليهم البقاء بمراكز الشرطة من السادسة مساء حتى السادسة من صباح كل يوم، والا يخاطرون بإلقاء القبض عليهم، وتوجيه اتهامات جنائية لهم، وربما سجنهم.

ومن بين النشطاء الخاضعين للمراقبة الليلية الذين أفرج عنهم مؤخرا: علاء عبد الفتاح، وأحمد ماهر، ومحمد عادل، وكلهم من الرموز البارزة لثورة 2011.

وقالت ماغدالينا مغربي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "تعتمد السلطات المصرية على مراقبة الشرطة التعسفية والمفرطة كأسلوب قمعي لترهيب الناشطين السلميين لإسكات صوتهم بعد إطلاق سراحهم من السجن".

وأضافت "هذه التدابير العقابية لا تنتهك حقوقهم في حرية التنقل والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، فحسب؛ بل يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الانتهاكات بما في ذلك التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة، والعمل القسري والاستغلال".

الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف أبريل من العام الماضي
قوات الدعم السريع تتهم مصر بالمشاركة في حرب السودان إلى جانب الجيش السوداني. .

وجهت قوات الدعم السريع في السودان "تحذيرا شديد اللهجة" لمصر، وزعمت لأول مرة وجود ما سمتهم " أسرى مصريين" لديها حاليا، قالت إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.

وقال بيان جديد للدعم السريع، مساء الجمعة، إن "الدعم الذي تقدمه القاهرة للجيش السوداني تجلى في محطات معلومة وشواهد مادية تعاملنا معها بدبلوماسية منذ تفجر الحرب الحالية في إبريل 2023"، واتهم مصر بأنها أصبحت "شريكًا أساسيًّا للحركة الإسلامية و(الجيش المختطف) في إشعال الحرب".

وذكر البيان أن "سلاح الجو المصري شارك في القتال إلى جانب الجيش السوداني"، وهو ما نفته مصر ردا على اتهامات مشابهة أطلقها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وقال بيان الدعم السريع "لم تتوقف الحكومة المصرية أبداً عن تقديم الدعم العسكري للجيش من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب إلى جانب الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي".

وأضاف البيان، المنشور على حسابات الدعم السريع على مواقع التواصل الاجتماعي: "ضبطت قواتنا مرتزقة مصريين شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية، وهم أسرى الآن لدى قواتنا".

وتحدثت قوات الدعم السريع  عن "انحياز المباحثات السياسية التي تستضيفها القاهرة في صف الجيش السوداني."

وحذر بيان الدعم السريع مصر مما سماه "التمادي في التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية"، حسب تعبيره.

وكان حميدتي اتهم، في كلمة مسجلة، الأربعاء، القاهرة بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيرة مع استمرار الحرب في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش.

ونفت القاهرة مزاعم قائد قوات الدعم السريع السودانية بضلوعها في الحرب الدائرة بالسودان، في رد على تصريحات، حميدتي.

وقال بيان للخارجية المصرية إن تلك المزاعم تأتي "فى خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان الشقيق".

وأضاف البيان أنه "إذ تنفى جمهورية مصر العربية تلك المزاعم فإنها تدعو المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميلشيا الدعم السريع".

وأكد البيان أن مصر "لن تألو جهدا لتوفير كل سبل الدعم للأشقاء في السودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك الحرب الغاشمة".

وتدعم مصر الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح برهان. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية المنعقد في مصر، يوليو الماضي، في سبيل  إنهاء الصراع الدامي الممتد منذ أكثر من سنة، إن أي حل سياسي "لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون ضغوط خارجية"، مشدداً على أهمية " وحدة الجيش ودوره" في حماية البلاد.