صورة مفبركة انتشرت على فيسبوك تدعي صعود شاب مصري على سطح القمر
صورة مفبركة انتشرت على فيسبوك تدعي صعود شاب مصري على سطح القمر

تنتشر على فيسبوك لقطة يدّعي ناشروها أنها تظهر صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على سطح القمر، يحملها عمرو محمد، أول شاب مصري يصعد إلى الفضاء، بحسب التعليق المرافق.

لكن الصورة في الحقيقة مركّبة، والشاب المذكور لم يصعد إلى القمر بل فاز بمسابقة "YouTube Space Lab" عام 2012، وكانت الجائزة أن يجري علماء وكالة الفضاء الأميركية التجربة العلمية التي اقترحها في الفضاء، وفقا لما ذكرته وكالة فرانس برس. 

 ويظهر في الصورة المتداولة رائد فضاء على سطح القمر حاملا صورة للسيسي، وخلفه يرفرف علم مصر.

صورة مفبركة انتشرت على فيسبوك تدعي صعود شاب مصري على سطح القمر

​​وجاء في النص المرافق للمنشور: "صورة الرئيس السيسي على سطح القمر يضعها أول شاب مصري يصعد للفضاء ويرفع صورة الرئيس السيسي وعلم مصر على سطح القمر".

وأضاف النص أن "الشاب المصري عمرو محمد السيد...أول شاب عربي ومصري يصعد إلى الفضاء ويرفع علم بلاده وصورة للقائد العظيم السيسي الذي أنقذ بلاده تقديرا منه لبلاده الغالية وقائدها".

نال المنشور أكثر من 1700 مشاركة على هذه الصفحة وحدها، إضافة إلى مئات المشاركات على صفحات أخرى.

وبالرغم من تشكيك معظم المستخدمين بصحة الصورة قائلين إنها معدلة، وتعامل الكثيرين معها بسخرية، استمرت بالانتشار على أنها حقيقية.

ما نعرفه

أرشد البحث عبر موقع TinEye إلى الصورة نفسها بتعديلات مختلفة تظهر فيها أعلام دول أخرى في الخلفية.

كما أرشد البحث عبر محرك غوغل إلى الصورة الأصلية المنشورة على موقع ناسا عام 2002، ويظهر فيها رائد فضاء لا يحمل شيئا بيديه، وخلفه العلم الأميركي واضحا.

وتعود هذه الصورة بحسب النص المرافق لها إلى رحلة "أبولو 17" إلى القمر عام 1972، ويظهر فيها رائد الفضاء يوجين سيرنان وقد التقط الصورة زميله هاريسون شميت الذي يظهر انعكاسه على الخوذة. وأمضى رائدا الفضاء وقتها 75 ساعة على سطح القمر.

الصورة الأصلية التي نشرتها وكالة ناسا

​​وكانت هذه آخر رحلة مأهولة إلى القمر. أما آخر رحلة إلى القمر على الإطلاق فكانت رحلة المركبة السوفياتية غير المأهولة "لونا-24" عام 1976.

وأرشد البحث من خلال كلمات مفتاحية عبر موقع فيسبوك إلى منشور على صفحة رجل الأعمال المصري أشرف السعد، يعود تاريخه إلى عام 2014.

وجاء في المنشور الذي يتسم بنبرة ساخرة: "أشرف السعد يرفع صورة الرئيس السيسي على سطح القمر دلوقتى الإخوان وأبريل يقولولك ده فوتوااااااااااااا شوووووووووووووووب... والمهم عايز أحلى تحية لأني دفعت دم قلبي لحد ما وصلت للقمر".

​وعمد السعد إلى تركيب صورته على الجهة الأمامية من الخوذة وإبدال علم الولايات المتحدة بعلم مصر، ووضع صورة السيسي بين يدي رائد الفضاء.

وأعادت الصفحات استخدام هذه الصورة عام 2019 على أنها تظهر الشاب المصري عمرو سعد على سطح القمر.

وسبق أن انتشر خبر خطأ يفيد أن عمرو محمد سيصعد إلى القمر ويرفع علم مصر، ونشرت خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس تقريرا بهذا الشأن يوضح أن الشاب فاز في الحقيقة بمسابقة "YouTube Space Lab" عام 2012.

وتقضي المسابقة باختيار مشاريع تجارب علمية لإجرائها في محطة الفضاء الدولية من قبل رواد ناسا، لا من قبل المشاركين في المسابقة.

​​وهذه ليست المرة الأولى، وربما لن تكون الأخيرة التي تنتشر فيها صور أو مقاطع فيديو غير حقيقية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي يوليو الماضي نشرت فرانس بريس تقريرا أظهر عدم صحة لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي يدّعي متداولوها أنها تظهر مدنيين يفرون من مناطق سعودية سيطر عليها المتمردون الحوثيون.

مصر والصين

لم يكن الدخان الذي خلفته المقاتلات الصينية في سماء الأهرامات مجرد خلفية لمناورة مشتركة بين مصر والصين. كان رسالة، بل إعلانا جيوسياسيا بأن بكين لم تعد تكتفي بمراقبة الشرق الأوسط عن بعد. 

هذه المرة، جاءت بمقاتلاتها (J-10) ووضعتها في سماء حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما.

لمناورة "نسر الحضارة 2025" بعد رمزي أيضا.

نحن نتحدث عن أول تدريب جوي مشترك بين الجيشين الصيني والمصري. لفترة قصيرة؟ نعم. لكن الدلالة ضخمة. إنها إشارة إلى شيء ما في طور التشكل، إلى فراغ تُحاول الصين أن تملأه حيث يتراجع الحضور الأميركي.

تغيير في قواعد اللعبة

"هذه المناورات تحمل أبعادا تتجاوز التدريب. إنها تغيير في قواعد اللعبة"، يقول إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، لموقع الحرة.

تشير هذه التدريبات النوعية، من ناحية أخرى، إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري الصيني المصري. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاها واضحا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية، يضيف بيرمان.

"ورغم أن مصر ما زالت ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل، فهي ترسل إشارات واضحة: لن نعتمد على مصدر واحد. التنوع في التسليح، وتبادل الخبرات، والانفتاح على التكنولوجيا الصينية".

هذا ليس حيادا. هذه موازنة جديدة للقوة.

يشير بيرمان إلى أن "إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر". ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تتجاوز مجرد البحث عن بدائل للتسليح؛ فهي تُمثل نافذة استراتيجية بالنسبة لمصر للانفتاح على أحدث التقنيات العسكرية الصينية، وذلك في سياق جهودها المستمرة لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في محيطها الإقليمي المضطرب.

فوق الأهرامات... تحت الرادار

بدا مشهد الطائرات الصينية فوق الأهرامات وكأنه من فيلم دعائي عن القوة الناعمة الصينية. لكن خلف الصورة الرمزية، هناك رسائل أمنية كثيرة. 

تقارير إسرائيلية لفتت إلى معلومات بأن بكين تجمع معلومات استخباراتية تحت غطاء التدريبات، التي قد تكون أيضا اختبارا لقدرة الصين على القيام بعمليات عسكرية بعيدا عن حدودها.

أين واشنطن من هذا كله؟

حين تبتعد أميركا عن الشرق الأوسط خطوة، ثمة دائما من يتحرك ليملأ الفراغ. والسؤال هو: هل تتهيأ بكين لتكون البديل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة؟

وهل تقف القاهرة على مفترق طرق فعلا، أم أنها تلوّح بورقة بكين لتحسين شروط علاقتها بواشنطن؟

تحولات في طور التشكل تُلزم واشنطن بإعادة قراءة المشهد، وإعادة ضبط إيقاع حضورها في منطقة لم تعد تتحمّل الغياب الأميركي.

التعاون الثنائي

على الصعيد الثنائي، تشير هذه التدريبات النوعية إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري بين الصين ومصر. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاهًا واضحًا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية.

يرى بيرمان في هذا السياق أن "الحكومة الصينية تسعى بوضوح إلى سد الفجوات في المناطق التي يتراجع فيها نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها، وتحاول استغلال هذه العلاقات لصالحها ولإضعاف الغرب". 

ويضيف: "هذا التدريب المشترك يحمل أهمية كبيرة من الناحية الجيوسياسية".

يُعد اختيار القاهرة شريكًا استراتيجيًا لإجراء هذه المناورات المتقدمة دليلاً على اعتراف الصين المتزايد بالدور الحيوي الذي تلعبه مصر في المنطقة. كما يعكس هذا الخيار سعي بكين الحثيث لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط الحيوية عبر تأسيس تعاون عسكري متين مع قوة إقليمية مركزية كالقاهرة، وفقا لإيلان.

تنوع مصادر التسليح

تحصل مصر على مساعدات عسكرية بنحو 1.3 مليار دولار سنويا، وهي ثاني أكبر متلق للدعم العسكري الأميركي بعد إسرائيل. لكن على الرغم من ارتباطات مصر العسكرية التقليدية، تعتبر القاهرة شراكتها المتنامية مع الصين فرصة استراتيجية لتنويع مصادر التدريب والتسليح.

"إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر"، يقول بيران.

تحولات استراتيجية قيد التشكل

بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، تُثير هذه المناورات تساؤلات حول أهداف التعاون المصري الصيني، خاصة في ظل التنافس الاستراتيجي المحتدم بين واشنطن وبكين على النفوذ.

من زاوية أخرى، تشير المناورات أن الصين تحاول اختبار قدراتها على تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بعيدة عن قواعدها الرئيسية، وتقييم درجة التوافق التشغيلي بين أنظمتها العسكرية وأنظمة دول أخرى ذات خصائص مختلفة.

ويذهب إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أن "المناورات الجوية الصينية المصرية "نسر الحضارة 2025" تتجاوز الإطار التقني للتدريبات العسكرية لتُمثل مؤشرا جيوسياسيا بالغ الأهمية". 

وتحمل المناورات في طياتها رسائل إقليمية ودولية متعددة الأبعاد، خصوصاً بعد إعادة الولايات المتحدة صياغة سياستها الخارجية على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، مما يخلق كثيرا من الفراغ السياسي.