أثناء عملية الترميم، بدا لون قصر البارون الأثري "مختلفا عن الحقيقي"، حسب انتقادات وجهها ناشطون مصريون على وسائل التواصل لعملية الترميم التي تقودها وزارة الآثار المصرية للقصر التاريخي. معتبرين أن القصر تعرض لعملية طلاء غيرت من لونه الحقيقي.
الوزارة سارعت بدورها إلى التأكيد في بيان أن عملية ترميم قصر البارون الأثري "تمت وفقا للأسس العلمية المعتمدة"، نافية أن تكون قد طلت القصر أو غيرت من لونه الحقيقي.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشروا صورا للقصر وقد انتهت الوزارة من نحو 85 في المئة من عملية الترميم.
س:ماذا حدث لقصر البارون؟ ...ج :ولاحاجة خلوه شبه فنادق الكورنيش.. شوية بوية على حبة رخام..إنجاز ده ولا مش إنجاز 🤔 pic.twitter.com/gZxZZOa2ps
— مي عزام (@mayazzam_) August 17, 2019
قصر الحج متولي حاليا قصر #البارون سابقا احنا عندنا قدره عجيبه علي تشويه كل ماهو تراث وجميل!!! pic.twitter.com/F9yug6DI8Q
— #كشكش_ بيه🇪🇬 (@moorgr1) August 16, 2019
وكان وزير الآثار خليل العناني قد لفت إلى أن الوزارة ستفتتح القصر خلال 90 يوما من الآن، بعد أن تنتهي عملية الترميم الشاملة والتي تكلفت نحو 100 مليون جنيه.
وقد بني قصر البارون أو كما يعرف بالقصر الهندي بين عامي 1907 إلى 1911، بعد أن عاد صاحبه البارو ن البلجيكي إدوارد إمبان من الخارج.
ويقع قصر البارون في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، ذات الطراز المعماري المميز، والتي تقع بالقرب من مطار القاهرة الدولي.
يقول دكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بوزارة الآثار، إنه كلف في عام 2015 بمعاينة القصر، "وبدأنا في مراجعة الوثائق التاريخية للقصر، ووجدنا اللون الذي أثير حوله الجدل".
وأضاف لـ"موقع الحرة" أن "البارون البلجيكي إدوارد لويس إمبان، طلب أن يكون لون قصره مميزا، ولذلك اختار اللون الأرجواني على غرار الكاتدرائيات الموجودة في فرنسا، أما الطراز المعماري فهو طراز كمبودي هندوسي".
ولفت سنبل إلى أنه هو الذي كشف على اللون الذي يظهر القصر به حاليا، موضحا أن الفريق لم يدهن الجدران بعكس ما قيل، بل ظهر اللون بمجرد تنظيف الجدران وإزالة الغبار.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم أن الطراز المعماري للقصر لم يمس، إلا أن التماثيل التي ظهرت في الصورة القديمة للقصر والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتبق منها إلا تمثال واحد.
وأوضح سنبل أن التماثيل كانت مصنوعة من الجبس، ما يجعلها معرضة للتدمير بسهولة بفعل الزمن، كما أن بعض هذه التماثيل قد دمر أثناء فترة الانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011.
المعماري المهندس طارق المري، والذي ساهم في أعمال تخص القصر منذ عام 2009 وحتى 2012، يقول لـ"موقع الحرة" إن "المشكلة تكمن في الذاكرة البصرية لغير المتخصص".
موضحا أن "الذاكرة البصرية لغير المتخصصين ستتعود على اللون الأصلي الجديد خلال خمسة أعوام على الأكثر"،مشيرا إلى جدل مشابه "عندما تم ترميم المتحف المصري القديم بوسط القاهرة".
وأكد المري على أن اللون الحالي مثبت من الناحية التاريخية وبالمعاينة البصرية وأكدته التحاليل المعملية التي أجراها فريق الترميم.