تظاهرة في مصر ضد التعذيب -20 يونيو 2010
تظاهرة في مصر ضد التعذيب -20 يونيو 2010

أعلنت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء تأجيل مؤتمر "تعريف وتجريم التعذيب في التشريعات العربية" الذي كان مقررا عقده في العاصمة المصرية القاهرة يومي الرابع والخامس من سبتمبر المقبل.

وكان نشطاء حقوقيون قد اعتبروا أن اختيار مصر لعقد هذا المؤتمر مؤشر على تجاهل "سجل الحكومة المصرية في التعذيب".

​​​

 

​​وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إن الأمم المتحدة اختارت تأجيل المؤتمر بعد علمها بالقلق المتنامي للمجتمع الحقوقي بخصوص مكان عقد المؤتمر.

وأضاف أن الأمم المتحدة ستعيد فتح المشاورات بخصوص وقت ومكان مؤتمر محاربة  التعذيب.

وتظهر نسخة من جدول أعمال المؤتمر، ضيوفا كان من المقرر حضورهم، مثل مقرر الأمم المتحدة المعني بالتعذيب نيلز ميلزر، فيما لا يزال النقاش جاريا مع الحكومة المصرية بخصوص منع التعذيب.

وأضاف كولفيل مدافعا عن فكرة انعقاد المؤتمر في بادئ الأمر، "هناك بالطبع قيمة كبيرة في عقد مؤتمر يهدف إلى محاولة الحد من التعذيب في بلد (أو منطقة أوسع) حيث يمارس التعذيب".

وأوضح كولفيل أنه لا قيمة كبيرة لعقد مؤتمر عن التعذيب في عواصم مثل فيينا أو أوسلو حيث لا يوجد تعذيب.

يذكر أن ست منظمات حقوقية غير حكومية طالبت من الأمم المتحدة في بيان صدر في ديسمبر الماضي، بالرد على تقارير تفيد بأن السلطات المصرية قد مارست "أعمالا انتقامية" ضد أشخاص تعاونوا مع مقررتها الخاصة المعنية بالسكن اللائق.

وكانت خبيرة الأمم المتحدة ليلاني فرحة زارت مصر في الفترة من 24 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2018، وهي أول زيارة لخبير حقوق إنسان في الأمم المتحدة إلى مصر منذ عقد تقريبا.

وصف بيان مشترك صادر عن المقررين الخاصين المعنيين بالسكن اللائق وبحالة المدافعين عن حقوق الإنسان الهجمات بأنها "نمط مقلق من عمليات الانتقام ضد الأفراد والمجتمعات ذات الصلة المباشرة بزيارة المقررة الخاصة المعنية بالحق في السكن اللائق".

الطنطاوي لم يكن أول المستهدفين
الطنطاوي لم يكن أول المستهدفين | Source: Pexels

كشف باحثون أمنيون، الجمعة، أن المعارض والمرشح المحتمل لرئاسة مصر، أحمد الطنطاوي، تعرض لاستهداف ببرامج تجسس، عقب إعلان نيته الترشح في الانتخابات المقررة العام المقبل.

وبرز مجددا اسم برنامج التجسس "بريداتور" (Predator) سيء السمعة، والذي تصنعه شركة إسرائيلية تقول إنها تقدم خدمات "لتوفير الأمن للحكومات".

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن محاولة الاختراق تم اكتشافها الأسبوع الماضي، من قبل الباحثين في مختبر "سيتيزن لاب" الكندي، و"مجموعة تحليل التهديدات" التابعة لشركة "غوغل"، مما دفع شركة "آبل" إلى تسريع تحديثات نظام التشغيل لأجهزة آيفون وآيباد وحواسب ماك وساعات آبل، لتصحيح الثغرات الأمنية المرتبطة بها.

وكشف "سيتزن لاب" في تقرير مطول، أن محاولات التجسس على الطنطاوي، شملت "تهيئة اتصاله بشبكة الهاتف المحمول، بحيث تصاب أجهزته تلقائيا ببرنامج التجسس (بريداتور) إذا زار مواقع معينة لا تستخدم بروتوكول (إتش تي تي بي إس) الآمن".

ماذا نعرف عن "بريداتور"؟

هو برنامج تجسس تنتجه شركة " Cytrox" التي تتخذ مقرًا لها في إسرائيل، والتي تمتلك عملاء في كل من أرمينيا، ومصر، واليونان، وإندونيسيا، ومدغشقر، وعُمان، والسعودية، وصربيا، بحسب "سيتزن لاب".

يعمل برنامج "بريداتور" من خلال استهداف نظام التشغيل "آي أو إس – iOS" الخاص بشركة آبل، من خلال إرسال رابط عبر تطبيق مثل "واتساب". ويتم تثبيت البرنامج على الهاتف أو الجهاز المستخدم، بعد الضغط على هذا الرابط من قبل الشخص المستهدف.

وقال الباحث في جامعة تورنتو، بيل مارزاك، لأسوشيتد برس، إن البرنامج "يستخدم نفس الطريقة التي عمل بها برنامج بيغاسوس للتجسس، حيث يتم تحويل الهاتف الذكي إلى جهاز تنصت، ويمكن استخراج كافة البيانات منه".

كما يمكن مراقبة جميع المكالمات بشكل مباشر لحظة حدوثها، وتسجيلها بواسطة الجهة التي تمارس التجسس.

ممارسات سابقة

وشهدت اليونان عام 2022، فضيحة تجسس تسببت في استقالة مدير الاستخبارات بانايوتيس كونتوليون، بعد استهداف لصحفي وسياسي في البلاد ببرنامج "بريداتور".

وكانت هذه ثالث حالة تجسس مزعومة في اليونان في أقل من عام، حيث رفع الصحفي المتخصص في الشؤون المالية، ثاناسيس كوكاكيس، دعوى قضائية، منددا بتجسس نظام بريداتور على هاتفه، بحسب وكالة "فرانس برس".

وقبل ذلك، رفع صحفي استقصائي آخر، قضية بشأن "التنصت" ضد أجهزة الاستخبارات. ونفت السلطات آنذاك أن تكون الدولة "متورطة".

وفي مصر، كشف تقرير لـ"سيتزن لاب" عام 2021، أنه "تم استهداف هاتف معارض مصري في الخارج، وإعلامي آخر، باستخدام برنامجي (بريداتور) و(بيغاسوس) للتجسس".

وحينها ذكر التقرير أن الاستهداف تم أيضا عبر إرسال روابط لأخبار، عبر تطبيق واتساب التابع لشركة ميتا المالكة لفيسبوك.

وبعد تحقيق مشترك، أعلنت "ميتا" إزالة نحو 300 حساب على فيسبوك وإنستغرام مرتبطة بشركة " Cytrox"، بسبب "هجمات البرمجيات الخبيثة".

وكشف تقرير سابق لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن شركة " Cytrox" كانت "جزءا من تحالف لشركات تجسس إلكتروني تحمل اسم (Intellexa)، والذي تأسس عام 2019 بواسطة ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، ورجل أعمال يُدعى طال ديليان".

وتشير "Intellexa" عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن مقرها الاتحاد الأوروبي، وأن "لها 6 مواقع ومختبرات للبحث والتطوير في جميع أنحاء أوروبا"، لكنها لم تحدد أي عنوان لتلك المواقع.

وقالت الشركة إن "أدواتها تستخدم من قبل وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات ضد الإرهابيين والجرائم، بما في ذلك الاحتيال المالي".

وأضافت الولايات المتحدة في يوليو الماضي، الشركة المصنعة لبرنامج "بريداتور"، إلى قائمة سوداء مرتبطة بأدوات التجسس التي تهدد كلا من الأمن القومي الأميركي والأفراد والمنظمات حول العالم، بحسب أسوشيتد برس.