جانب من مدينة القاهرة
جانب من مدينة القاهرة

طالبت عدة منظمات حقوقية مصرية وكالة تابعة للأمم المتحدة، باستبعاد مصر كمضيفة لمؤتمرها حول التعذيب بسبب "سجل حقوق الإنسان الضعيف" للبلاد.
 
وكان من المقرر أن يعقد مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالتعاون مع الحكومة المصرية، مؤتمرا في أوائل سبتمبر حول تجريم التعذيب في الدول العربية.
 
لكن المتحدث باسم المفوضية، روبرت كولفيل، قال في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن المؤتمر تأجل بعد انتقادات من منظمات حقوقية مصرية من دون أن يكشف عن موعد جديد للحدث.
 
وقالت 13 منظمة حقوقية محلية في بيان الأربعاء، إن عقد المؤتمر في مصر من شأنه الإسهام في "محاولات تبرئة" حكومة القاهرة، وحثت المفوضية السامية لحقوق الإنسان على اختيار بلد يحترم فيه "الحد الأدنى من حقوق الإنسان".

وجاء في البيان "إن سجل الحكومة المصرية لا يظهر أي إرادة سياسية لمكافحة التعذيب، على العكس تكافح الحكومة ضد كل الجهود التي تهدف إلى وقف مثل تلك الممارسات".
 
المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان قال في بيان الأربعاء إن قرار المفوضية السامية لحقوق الإنسان مثل مفاجأة، وأضاف أن المؤتمر "كان يمكن أن يسهم كثيرا في الجهود الرامية لمكافحة التعذيب ونشر ثقافة حقوق الإنسان في مصر والعالم العربي".

وجاء التطور فيما صادق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، على قانون مثير للجدل ينظم عمل الجماعات غير الحكومية في البلاد، انتقده النشطاء منظمات المجتمع المدني باعتباره قمعيا.

ويفرض القانون الجديد مجموعة من التعديلات على القانون المصري الذي ينظم المنظمات الأهلية وعملها في البلاد. ورغم أنه يخفف جزئيا من العملية البيروقراطية لتأسيس منظمة غير حكومية، لا يزال نشطاء يعتبرون أنه محاولة تقييدية من جانب حكومة السيسي.
 
وخلال السنوات الماضية، شددت مصر قبضتها على المنظمات الحقوقية من خلال محاكمة قادتها بتهمة تلقي تمويل أجنبي ومنعتهم من السفر، وتجميد أصولهم، وهي إجراءات أثارت انتقادات دولية واسعة النطاق.
 
وهناك قضية شهيرة ضد المنظمات غير الحكومية في مصر يرجع تاريخها إلى بضعة أشهر فقط بعد انتفاضة عام 2011 التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك، عندما زعم الجيش أن الاحتجاجات ضد حكمه المباشر بين فبراير 2011 ويونيو 2012، كانت بتمويل أجنبي.
 
وفي ذلك الوقت، أمر الجيش بمداهمة مكاتب أكثر من 12 منظمة حقوقية، واستولى على ملفات وأجهزة كمبيوتر. واتهم ما مجموعه 43 شخصا يعملون في منظمات غير حكومية، بينهم مواطنون ألمان وأميركيون، بالحصول على تمويل بشكل غير قانوني لمنظمات غير حكومية محلية وأجنبية.
 
وأدانت محكمة ابتدائية المتهمين الـ43 عام 2013، لكن أيا منهم لم يقض عقوبة في السجن. فيما صدرت أحكام بالسجن ضد ثلاثة آخرين حوكموا غيابيا، لمدد تصل إلى ثلاث سنوات.

صلاح الدين التيجاني - صفحته الرسمية على فيسبوك
صلاح الدين التيجاني - صفحته الرسمية على فيسبوك | Source: الصفحة الرسمية لصلاح الدين التيجاني على فيسبوك

تتسارع وتيرة التطورات في قضية صلاح الدين التجاني، المحسوب على الطرق الصوفية، وتحديدا مع ظهور شهادات تحرش جديدة بحقه من 3 سيدات وفتيات، وتعرض قناته الرسمية للاختراق، وظهوره إعلاميا للرد على هذه الاتهامات.

يوم الثلاثاء، أعلنت مؤسسة "قضايا المرأة المصرية"، تلقيها ثلاث شكاوى من ناجيات أفدن بتعرضهن للتحرش الإلكتروني الجنسي من قبل شيخ من الطريقة التجانية، مكتفية بالإشارة إلى الأحرف الأولى من اسمه الثلاثي (ص.م.ت).

وقالت المؤسسة، في بيانها، إن النساء والفتيات الثلاث حضرن للمؤسسة لطلب الدعم القانوني اللازم والتدخل الفوري لحمايتهن من التهديدات المستمرة التي يتعرضن لها من الشيخ وأتباعه، مشيرة إلى أنها ستطلع على الإثباتات كافة ولن تتهاون في الملاحقة القانونية لكل من يحاول تهديدهن، عبر تقديم الشكاوى للجهات القانونية المختصة.

الشكاوى الثلاث جاءت بعد 4 أيام من منشور عبر فيسبوك، كتبته فتاة تدعى خديجة، تتهم نفس الشيخ المزعوم، بالتحرش عبر إرسال رسائل غير لائقة، إحداها تعود لعام 2016، أرسل فيها صورة إباحية، قامت بحذفها من المحادثة، مشيرة أنها تمنت لو لم تفعل ذلك من أجل مقاضاته بتهمة التحرش الجنسي.

وفي أحدث تطورات هذه القضية جرى تغيير اسم القناة الرسمية لصلاح الدين التجاني على "يوتيوب"، إلى "خديجة تقول الحقيقة، صلاح كاذب" بعدما تعرضت القناة للقرصنة على ما يبدو، خصوصا مع اختفاء جميع مقاطع الفيديو الخاصة به، عدا فيديو واحد فقط.

من جانبه، ظهر صلاح التجاني، في بث حي عبر فيسبوك مع موقع "تيليجراف مصر"، مؤكدا اتخاذه الإجراءات القانونية ضد الفتاة بسبب التشهير.

وزعم "التجاني" أن الفتاة ووالدها وشقيقها مرضى نفسيين، لكنه اعترف في الوقت نفسه بأنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها اتهامات بالتحرش ولكنها كانت كذب، بحسب ما قال.

وكانت الطريقة التجانية في مصر قد أصدرت بيانا، الثلاثاء، تبرأت فيه تماما من صلاح الدين محمود أبو طالب، مشيرة إلى ادعائه المشيخة ويزعم لنفسه الدرجة العليا فيها، موضحة عزله عن أي مسمى تابع للطريقة التجانية منذ سنوات.

صلاح الدين التجاني، يعرف نفسه على أنه أحد مشايخ التجانية، و"حامل لواء أهل الرواية والأثر"، و"أنه عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه، وأن نسبه ينتهي إلى الحسن بن علي"، بحسب ما يشير موقعه الرسمي، كما أنه له العديد من المؤلفات، ودشن زاويته الخاصة في إمبابة.

وبحسب صحيفة "الوطن" المصرية، حاول صلاح الدين التجاني، اعتماد طريقته "الصلاحية التجانية الجديدة"، من المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض بسبب "مخالفة الأعراف الصوفية".