البرلمان المصري يستجوب الحكومة
البرلمان المصري يستجوب الحكومة

يوجه البرلمان المصري في جلسة، الثلاثاء، أول استجواب للحكومة، منذ انعقاده في مطلع عام 2015.

ورغم تقدم أكثر من نائب بطلبات لاستجواب الحكومة، إلا أنها كان تقابل بالرفض من قبل المجلس، ولكن هذه المرة وافق المجلس على طلب النائب محمد الحسيني باستجواب المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، ووزيرة الصحة والسكان، بشأن تهالك مستشفى بولاق الدكرور العام وضعف الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في نطاق الحي.

من جانبه، أكد الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب المصري، إن المجلس سيناقش الاستجواب طبقا للقواعد التي أقرها بدور الانعقاد الأول.

هذا الاستجواب الذي قدمه البرلمان يفتح ملف الخدمات الصحية في مصر، التي تعاني من الكثير من المشاكل والتهميش، جعلت مصر في المرتبة الـ18 في قائمة أسوأ 20 دولة في مجال الصحة، وفقا لمؤشر "إنديغو ويلنس" لعام 2019.

وتعتبر قلة الإنفاق في مقدمة المشاكل التي يعاني منها القطاع، فميزانية قطاع الصحة في الموازنة العامة لمصر عام 2019 -2020، بلغت 73 مليار جنيه، وهي تقل عن النسبة التي حددتها المادة 18 من الدستور، البالغة 3 في المئة من الإنتاج القومي.

من جانبها أعلنت وزيرة الصحة في تصريحات صحفية، أن مخصصات الصيانة للمستشفيات التي تقرها الحكومة لجميع مستشفيات الدولة، لا تكفي لصيانة مستشفى واحد، مؤكدة أن إنشاء أي مستشفى بـ 100 سرير يحتاج إلى تكلفة 750 مليون.

ورغم قلة عدد المستشفيات والوحدات الصحية التي لا تتناسب مع عدد الشعب المصري، إلا أنها تعاني من الإهمال الشديد والبناء المهدم والنقص الكبير في المعدات والأدوية، وحتى النقص في الإسعافات الأولية.

كما تعاني أغلب المستشفيات المصرية من نقص في عدد الأطباء والممرضين وضعف رواتبهم.

ورغم اتفاق الجميع على سوء الخدمات الصحية في مصر خلال الثلاثين سنة الماضية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها استجواب لوزير الصحة المصري منذ عام 1957.

عناصر من الشرطة المصرية/ صورة أرشيفية
عناصر من الشرطة المصرية/ صورة أرشيفية

منذ ٢٠١٤، دأبت قوات الأمن في مصر على شن حملات استباقية على المنازل تزامنًا مع ذكرى احتجاجات 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك عام 2011، وغالبا ما تنتهي تلك الحملات بمحاضر لمواطنين بتهم الانضمام لجماعة إرهابية.

وحسب أهالي محبوسين سابقين تحدثوا إلى "الساحة" من محافظات مصرية مختلفة، فإن قوات الأمن منذ بداية يناير ٢٠٢٥، شنت حملات بعد منتصف الليل على منازلهم للتفتيش والسؤال على بعض أفراد الأسرة- منهم من قضى عقوبة حبس سابقة في قضية سياسية- وآخرين يتم القبض عليهم لأول مرة.

وفي حديثها لمنصة "الساحة"، تقول والدة أحد المحبوسين سابقا بعد معارضته سياسات الحكومة على "فيس بوك"، إنها منذ ٣ سنوات اعتادت زيارات أمنية في مثل هذا الوقت من العام، بحثًا عن نجلها.

وأضافت: "السنة اللي فاتت أخدوه وعملوله قضية بتهم جديدة لكنه خرج إخلاء سبيل بعد ٦ شهور، المرة دي كنا متوقعين إنهم يزورنا لكن ملقهوش لأنه في جامعته بالقاهرة علشان عنده امتحانات".

وخلال زيارات مختلفة لعشرات المنازل، تحفظت قوات الأمن على أموال وهواتف وأجهزة لاب توب وكمبيوتر، بالإضافة إلى التفتيش في الكتب والأوراق.

حملات سنوية

الحملات الاستباقية التي تشنها وزارة الداخلية برفقة الأمن الوطني، تنشط سنويًا في مناسبات مختلفة على رأسها ذكرى ٢٥ يناير، وفي منتصف العام بالتزامن مع ذكرى ٣٠ يونيو، وفي أغسطس بالتزامن مع ذكرى فض اعتصام رابعة، وفي الربع الأخير من العام بالتزامن مع ذكرى أحداث ٢٠ سبتمبر ٢٠١٩، التي شهدت وقتها القبض على آلاف المتظاهرين من الشوارع.

ويقول محمد حسن، محامي بمحافظة الدقهلية، إن تلك الحملات بدأت في عام ٢٠١٤، حين تم القبض في الذكرى الثالثة للثورة على آلاف الأشخاص من الشوارع، والحكم عليهم بأحكام تجاوزت ١٠ سنوات بعد إدانتهم بتهم "التظاهر والانضمام لجماعة إرهابية".

وبالتزامن مع تفتيش المنازل فجرًا، تشدد قوات الأمن قبضتها على الطرق والشوارع، وتقوم بتفتيش بعض المارة عشوائيًا مع تفتيش هواتفهم المحمولة، والتحفظ على من له قضايا سياسية سابقة، أو من تجد في هاتفه اعتراضات على سياسات الحكومة والرئيس.