غضب الأطباء المصريين من الحكومة بسبب نقص الإمدادت الطبية وارتفاع وفيات الطواقم الطبية
غضب الأطباء المصريين من الحكومة بسبب نقص الإمدادت الطبية وارتفاع وفيات الطواقم الطبية

تسود حالة الغضب صفوف الطواقم الطبية في مصر، وذلك بسبب نقص الإمدادات الطبية واختبارات فحص فيروس كورونا، إضافة إلى الاتهامات الموجهة لوزارة الصحة والحكومة بإدارة هذه  الأزمة وفق سياسة الكيل بمكيالين.

وخلال الساعات الماضية، تسبب وفاة طبيب شاب يدعى وليد يحيى بفيروس كورونا بعد فشل وزارة الصحة في توفير مكان لعلاجه في انفجار أزمة الغضب هذه بين الأطباء، وخصوصا أن بعض المستشفيات ترفض استقبال عشرات المصابين وإجراء الفحوصات لهم حتى تظهر عليهم أعراض شديدة للفيروس، وهو ما يهدد بتفشي الفيروس.

وبحسب نقابة الأطباء فقد توفي 19 طبيبا منهم 4 خلال الـ24 ساعة الأخير، كما أصيب أكثر من 350 طبيبا منذ بدء تفشي كورونا في البلاد.

يأتي هذا في الوقت الذي وفرت فيه الوزارة سيارة إسعاف للفنانة رجاء الجداوي ووفرت لها غرفتين "vip" في مستشفى العزل الصحي، كما قامت بإجراء مسح لجميع الفنانين والمشاهير المخالطين لها أثناء تصوريها مسلسلها الرمضاني "لعبة النسيان".

وانتقد أحد الأطباء هذه السياسة الطبية المتبعة وكتب على صفحته على فيسبوك: "امبارح كان فيه اصابتين كورونا رجاء الجداوي الممثلة ووليد يحي طبيب، رجاء جالها اسعاف نقلتها مستشفى العزل بالإسماعيلية وهيتم عمل مسحه لكل طاقم عمل المسلسل اللي شغاله فيه... وليد ملقاش مكان على الرغم من ان حالته كانت سيئة والنتيجة وفاة الطبيب صاحب ال 32 عام ... نطمن بقي على المسلسل".

بينما قالت طبيبة أخرى اعتراضا على إجراء مسح للفنانين المخالطين للجدوي دون غيرهم: "هو مش البروتوكول الجديد بيقول إن حتى الدكاترة و الممرضين المخالطين لحالة ايجابية مش بيتعملهم مسحة غير لو بان عليهم severe symptoms ؟؟ وحتى الناس الغلابة اللي بيروحوا يعيطوا من ضيق التنفس بيقولولهم يروحوا يعزلوا نفسهم ١٤ يوم في بيوتهم اللي هي متر في متر؟".

 

هو مش البروتوكول الجديد بيقول ان حتي الدكاترة و الممرضين المخالطين لحالة ايجابية مش بيتعملهم مسحة غير لو بان عليهم...

Posted by Mai Gamal on Sunday, May 24, 2020

موجة الغضب هذه لم تكون افتراضية فقط، حيث أقدم عدد من الأطباء على تقديم استقالتهم نتيجة نقص الإمدادات الطبية، وعدم توفير أي نوع من الحماية لهم أو لأسرهم.

كما طالب بعض المواطنين بإقالة وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، والمتحدث باسم الوزارة الدكتور خالد مجاهد، بعد طريقتهم في إدارة أزمة كورونا، مشيرين إلى أنه بسبب فشل زايد في إدارة الأزمة، اضطر الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاستعانة بالدكتور عوض تاج الدين ليكون مستشاراً له.

مفيش أي حرج من إقالة هالة زايد وتابعها خالد مجاهد من وزارة الصحة الآن..اي تاخير بدواعي الموقف السياسي والاعتبارات...

Posted by Ahmed Mamdoh on Sunday, May 24, 2020

 

محاسبة المسؤولين

 

من جانبها، حملت نقابة الأطباء المصرية في بيان، وزارة الصحة "المسؤولية الكاملة لازدياد حالات الإصابة والوفيات بين الأطباء نتيجة تقاعس الوزارة وإهمالها في حمايتهم". 
 
وأكد البيان أن النقابة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية لحماية أرواح أعضائها، وستلاحق جميع المتورطين عن هذا التقصير الذي يصل لدرجة جريمة القتل بالترك. 

وأسفت النقابة لتكرار "حالات تقاعس الوزارة عن القيام بواجبها في حماية الأطباء، بداية من الامتناع عن التحاليل المبكرة لاكتشاف أي إصابات بين الطواقم الطبية، إلى التعنت في إجراء المسحات للمخالطين منهم لحالات إيجابية، لنصل حتى إلى التقاعس في سرعة توفير أماكن العلاج للمصابين منهم، حتى وصل عدد الشهداء إلى تسعة عشر طبيبا كان آخرهم الطبيب الشاب وليد يحيى الذي عانى من ذلك حتى استشهد، هذا بالإضافة لأكثر من ثلاثمائة وخمسون مصابا بين الأطباء فقط". 

 

انهيار المنظومة الطبية

 

وحذرت النقابة من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء لعدم توفير الحماية لهم الأمر الذى سيؤثر سلبا على تقديم الرعاية الصحية، كما حذرت من أن المنظومة الصحية قد تنهار تماما وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله حال إستمرار هذا التقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية.

نقابة أطباء مصر تطالب جميع الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية بالقيام بدورها فى حمل وزارة الصحة على القيام بدورها فى...

Posted by ‎النقابة العامة لأطباء مصر‎ on Sunday, May 24, 2020

ومنذ تفشي الوباء في العالم، سارعت مصر إلى تقديم المساعدات الطبية لكل من الصين وإيطاليا والسودان، في الوقت الذي حذر فيه الأطباء في مصر من نقص الإمدادات الطبية وانهيار النظام الصحي في حال تفاقم الأزمة.

يذكر أن مصر سجلت، يوم الأحد، أعلى حصيلة وفيات بفيروس كورونا المستجد في يوم واحد منذ بدء تفشي الوباء، إذ بلغ عدد حالات الوفاة الجديدة 29 حالة مقارنة مع 28 وفاة في اليوم السابق، كما سجلت 752 حالة إصابة جديدة بالفيروس.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان في مصر، خالد مجاهد، إن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى يوم الأحد هو 17265 حالة من ضمنهم 4807 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و764 حالة وفاة. 

صورة متداولة على مواقع التواصل لحادث الجلالة المروع في مصر
صورة متداولة على مواقع التواصل لـ"حادث الجلالة" المروع في مصر

يشغل الحادث المروع الذي تعرضت له حافلة تابعة لجامعة الجلالة الرأي العام في مصر، خاصة مع الحصيلة الكبيرة للضحايا، والذي بدأت تتضح تفاصيله ضمن التحريات المستمرة.

وكشفت وزارة الصحة المصرية، أن 8 مصابين جراء الحادث المروري المروع لحافلة في محافظة السويس، شرقي القاهرة، يقبعون في غرف العناية المركزة، فيما أشارت تقارير محلية إلى أن سبب الحادث هو "السرعة الزائدة" دون وجود أي عامل خارجي.

وأصدرت الوزارة بيانًا، الإثنين، أوضحت فيه أن غرف العناية المركزة استقبلت 8 حالات إصابة حرجة، فيما هناك 25 حالة أخرى تتراوح ما بين كسور وسحجات متفرقة بالجسد، في وضع مستقر.

نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة ينعي ضحايا حادث انقلاب أتوبيس في العين السخنة الصحة: الدفع بـ28 سيارة إسعاف إلى موقع...

Posted by ‎وزارة الصحة والسكان المصرية‎ on Monday, October 14, 2024

فيما ذكرت تقارير محلية، أن حادث انقلاب الحافلة السياحية التابعة لجامعة الجلالة الذي أسفر عن مصرع 12 شخصًا، كان بسبب "السرعة الزائدة"، حيث فقد السائق السيطرة على عجلة القيادة في أحد المنحنيات الخطيرة.

كما أوضحت التحريات الأمنية أن الحافلة لم يكن بجوارها أية مركبات أخرى، مما يعني عدم وجود أي عوامل خارجية أخرى تسببت في الحادث، وفق صحيفة "المصري اليوم".

وذكرت وسائل إعلام محلية، من بينها صحيفة "الأهرام" الرسمية، أن الحادث شمل طلابا من جامعة الجلالة الواقعة في المدينة التي تحمل الاسم نفسه، وهي أحد المشروعات الوطنية للحكومة في محافظة السويس.

جاءت الواقعة بعد يوم واحد من حادث قطار في محافظة المنيا بصعيد مصر، الذي تسبب بوفاة شخص وإصابة 21 آخرين، بحسب وزارة الصحة.

وقالت وزارة النقل المصرية في بيان، الأحد، إن الحادث وقع نتيجة تصادم جرار بمؤخرة قطار نوم قادم من أسوان (جنوبي البلاد) باتجاه العاصمة القاهرة.

وأكد وزير النقل والصناعة كامل الوزير، أنه سيتم إحالة المتسببين عن الحادث، سواء كانوا من السائقين أو ملاحظي الأبراج أو مهندسي التشغيل، أو رئيس المنطقة، إلى النيابة العامة للتحقيق معهم ومحاسبتهم، بهدف توقيع العقوبات المشددة عليهم "التي تتناسب مع عظم الجرم الذي ارتكبوه"، وفق تعبيره.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في تقرير عام 2022، إن حوادث الطرق خلفت 7101 قتيل في مصر في 2021، بزيادة 15.2 بالمئة عن 2020، وفق رويترز.