أعلن وزير النقل المصري نية الحكومة إنشاء 1000 كوبري جديد
أعلن وزير النقل المصري نية الحكومة إنشاء 1000 كوبري جديد

خلال الأيام الماضية، أعلن وزير النقل المصري كامل الوزير أن الوزارة تخطط لتنفيذ 1000 كوبري (جسر) علوي ونفق بتكلفة 130 مليار جنيه (8 مليار دولار تقريبا)، كما تخطط لتنفيذ كباري داخلية بالقرى بتكلفة 36.7 مليار جنيه (2.2 مليار دولار).

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر في يونيو 2014، أنشأت الحكومة أكثر من 600 كوبري ونحو 21 محورا جديدة بتكلفة أكثر من 85 مليار جنية(5.3 مليار دولار)، بحسب صحيفة أخبار اليوم الحكومية.

وأثار هذا الاهتمام الكبير من قبل مصر بإنشاء الكباري جدلا وتساؤلات كبيرة في مصر، عن جدواها في الوقت الحالي، وخصوصا في ظل المعاناة الاقتصادية من الأزمات المتلاحقة التي اضطرت الحكومة للحصول على قروض من صندوق النقد الدولي تجاوزت 20 مليار دولار خلال الـ4 سنوات الماضية فقط.

كما تساءل البعض لماذا لا توجه الحكومة جزءاً من هذه الأموال لإنشاء عدد من المدارس وتطوير المنظومة التعليمية أو تطوير منظومة الصحة وإنشاء مستشفيات خاصة، والتي ظهر انهيارها مع تفشي وباء كورونا.

وردا على ذلك، قال الناشط السياسي ياسر الهواري، إن القاهرة مدينة مكتظة وتحتاج إلى بنية تحتية من طرق وكباري، ولكن يجب بالتوازي أن يتم التوسع في إنشاء المستشفيات والمدارس.

وأضاف الهواري في تصريحات لموقع "الحرة" أن الاستثمار الحقيقي يجب أن يكون في المستشفيات والمدارس، وأنه يرفض فكرة الاقتراض بشكل عام، ويعارض فكرة الحصول على قروض من أجل استثمارها في مثل هذه المشروعات.

 

طفرة غير مسبوقة

 

ولكن مجلس الوزراء في بيانه يوم السبت، اعتبر أن حدوث طفرة غير مسبوقة في قطاع الطرق والكباري خلال السنوات الأخيرة كان له انعكاسات إيجابية وإسهامات كبيرة في دعم مشروعات التنمية المستدامة بكافة صورها سواء التنمية العمرانية وإنشاء المدن الجديدة، أو التنمية الصناعية وكذلك الزراعية، فضلاً عن توفير البنية الأساسية اللازمة لجذب المزيد من الاستثمارات.

وقال مصطفى مدبولي، رئيس وزراء مصر، إن إجمالي الاستثمارات في قطاع النقل تقترب من تريليون جنيه مصري، وأضاف أن مصر قفزت 90 مركزا عالميا في قطاع الطرق لتحتل المرتبة 28 على مستوى العالم بعد أن كانت في المركز 118.

أما رشاد عبدة، الخبير الاقتصادي، فقد ذكر أن مثل هذه المشروعات ضرورية لتطوير البنية التحتية، لتسهيل حياة الناس وتشجيع الاستثمار، وهذا المشروعات التي ساعدت الإمارات في تشجيع الاستثمار والتقدم عالميا في مجال التنافسية.

وأضاف رشاد في تصريحات لموقع "الحرة" أن أي دولة تسعى لجذب الاستثمار يجب أن تطور بنيتها التحتية وهذا ما تفعله مصر، مشيراً إلى أن مشاريع إنشاء الكباري والبنية التحتية تخلق فرص عمل سريع للشباب الحالي، وتخدم الأجيال في المستقبل.

وأوضح أنه في الماضي كان المستثمرون يهربون من مصر بسبب ضعف البنية التحتية وعدم وجود طرق صالحة، لكن في الوقت الحالي مؤشرات النمو الإيجابية الصادرة عن المنظمات الدولية، أكدت جدوى الاستثمار في هذه المشروعات.

أما بالنسبة للحديث عن صرف أموال طائلة على إنشاء الكباري، وحرمات البنى التحتية الأخرى من هذه الأموال، اعتبر رشاد أن "هذا غير صحيح فمصر أنشأت العديد من المستشفيات والمدارس، وعدم شعور الناس بها لأن وزراء هذه القطاع لا يعرفون الحديث عن مشروعاتهم".

إلا أن تقرير للمركز المصري لدراسة السياسات العامة في 2019، طالب الحكومة بعدم الافراط في الاقتراض الحكومي، الذي يحمل الدولة أعباء إضافية قد لا تقدر على احتمالها، ولتحقيق ذلك طالبها بالامتناع عن تشييد المشاريع الكمالية في حالة عجز مواردها الذاتية، أما بالنسبة للمشروعات ذات الأولويات القصوى فنصح الحكومة باللجوء إلى القطاع الخاص لتشييدها.

 

هوس الحكومة


ويقول ناشطون إن "هوس الحكومة بإنشاء الكباري، دفعها إلى هدم مقابر أثرية في شرق القاهرة، يعود عمرها لعصر المماليك، لإنشاء محور الفردوس لربط شرق القاهرة بغربها"، وهو كذلك ما أثار غضب الكثير من المصريين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه المنطقة بالمقابر تدخل في نطاق القاهرة التاريخية المعتبرة تراثا عالميا طبقا لمنظمة اليونسكو ومسجلة منطقة حماية طبقا...

Posted by Soheir Zaki Hawas on Monday, July 20, 2020

من جهته، أكد الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بأن هذا الكلام عار تماما عن الصحة وأن محور الفردوس بعيد عن الآثار الإسلامية المسجلة بقرافة المماليك، مضيفا أنه لم يتم هدم أي أثر وان المقابر الموجودة بالصور المنشورة هي مباني غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية وإنها مقابر حديثة وخاصة بأفراد.

وأشار طلعت إلى إنه على الرغم من أن هذه المقابر غير مسجلة كأثر، فإن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وجه بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرضها جزء منها ببعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.

وفي منتصف مايو السابق، استيقظ سكان أحد أحياء محافظة الجيزة، ووجدوا أن الحكومة قد أنشأت كوبري جديد أمام شرفات منازلهم، وحجبت عنهم ضوء الشمس، مما أثار حالة غضب شديدة بين المصريين، وتم تناقل صور الكوبري على الصحف العالمية.

ويلاصق الكوبري شرفات بعض العمارات السكنية ما يعرض حياة ساكنيها إلى الخطر بحسب النائب عن الدائرة محمد فؤاد، الذي تقدم ببيان عاجل إلى مجلس النواب. 

وقال النائب في بيانه "وصلت مشكلات التنفيذ إلى مخالفة اشتراطات السلامة العامة للمباني والتعدي على حرمات الطريق والمساكن حيث تم إنشاء الكوبري بشكل يؤثر مباشرة على الطريق أسفله خاصة اتجاه ترعة الزمر فيصل كما أنه تعدى على حرمة المساكن وتعريضها وساكنيها للخطر بلصق جسد الكوبري في العقارات المحيطة به، مما يؤثر على سلامتها ويمثل تعديا على الحق في السكن الأمن المنصوص عليه دستوريا وكذا حماية الملكية الخاصة".

ويؤكد بعض المراقبين أنهم لا يعرفون حتى الآن جدوى الكثير من هذه الكباري، ويطالبون الحكومة بتوضيح الهدف منها والدراسات التقنية التي اعتمدت عليها، لإنشاء هذه الكباري، لذلك تبقى جدواها مدار بحث بين مؤيد ومعارض حتى تبثت صحة وجهة نظر أحد الطرفين.

مصر والصين

لم يكن الدخان الذي خلفته المقاتلات الصينية في سماء الأهرامات مجرد خلفية لمناورة مشتركة بين مصر والصين. كان رسالة، بل إعلانا جيوسياسيا بأن بكين لم تعد تكتفي بمراقبة الشرق الأوسط عن بعد. 

هذه المرة، جاءت بمقاتلاتها (J-10) ووضعتها في سماء حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما.

لمناورة "نسر الحضارة 2025" بعد رمزي أيضا.

نحن نتحدث عن أول تدريب جوي مشترك بين الجيشين الصيني والمصري. لفترة قصيرة؟ نعم. لكن الدلالة ضخمة. إنها إشارة إلى شيء ما في طور التشكل، إلى فراغ تُحاول الصين أن تملأه حيث يتراجع الحضور الأميركي.

تغيير في قواعد اللعبة

"هذه المناورات تحمل أبعادا تتجاوز التدريب. إنها تغيير في قواعد اللعبة"، يقول إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، لموقع الحرة.

تشير هذه التدريبات النوعية، من ناحية أخرى، إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري الصيني المصري. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاها واضحا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية، يضيف بيرمان.

"ورغم أن مصر ما زالت ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل، فهي ترسل إشارات واضحة: لن نعتمد على مصدر واحد. التنوع في التسليح، وتبادل الخبرات، والانفتاح على التكنولوجيا الصينية".

هذا ليس حيادا. هذه موازنة جديدة للقوة.

يشير بيرمان إلى أن "إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر". ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تتجاوز مجرد البحث عن بدائل للتسليح؛ فهي تُمثل نافذة استراتيجية بالنسبة لمصر للانفتاح على أحدث التقنيات العسكرية الصينية، وذلك في سياق جهودها المستمرة لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في محيطها الإقليمي المضطرب.

فوق الأهرامات... تحت الرادار

بدا مشهد الطائرات الصينية فوق الأهرامات وكأنه من فيلم دعائي عن القوة الناعمة الصينية. لكن خلف الصورة الرمزية، هناك رسائل أمنية كثيرة. 

تقارير إسرائيلية لفتت إلى معلومات بأن بكين تجمع معلومات استخباراتية تحت غطاء التدريبات، التي قد تكون أيضا اختبارا لقدرة الصين على القيام بعمليات عسكرية بعيدا عن حدودها.

أين واشنطن من هذا كله؟

حين تبتعد أميركا عن الشرق الأوسط خطوة، ثمة دائما من يتحرك ليملأ الفراغ. والسؤال هو: هل تتهيأ بكين لتكون البديل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة؟

وهل تقف القاهرة على مفترق طرق فعلا، أم أنها تلوّح بورقة بكين لتحسين شروط علاقتها بواشنطن؟

تحولات في طور التشكل تُلزم واشنطن بإعادة قراءة المشهد، وإعادة ضبط إيقاع حضورها في منطقة لم تعد تتحمّل الغياب الأميركي.

التعاون الثنائي

على الصعيد الثنائي، تشير هذه التدريبات النوعية إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري بين الصين ومصر. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاهًا واضحًا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية.

يرى بيرمان في هذا السياق أن "الحكومة الصينية تسعى بوضوح إلى سد الفجوات في المناطق التي يتراجع فيها نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها، وتحاول استغلال هذه العلاقات لصالحها ولإضعاف الغرب". 

ويضيف: "هذا التدريب المشترك يحمل أهمية كبيرة من الناحية الجيوسياسية".

يُعد اختيار القاهرة شريكًا استراتيجيًا لإجراء هذه المناورات المتقدمة دليلاً على اعتراف الصين المتزايد بالدور الحيوي الذي تلعبه مصر في المنطقة. كما يعكس هذا الخيار سعي بكين الحثيث لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط الحيوية عبر تأسيس تعاون عسكري متين مع قوة إقليمية مركزية كالقاهرة، وفقا لإيلان.

تنوع مصادر التسليح

تحصل مصر على مساعدات عسكرية بنحو 1.3 مليار دولار سنويا، وهي ثاني أكبر متلق للدعم العسكري الأميركي بعد إسرائيل. لكن على الرغم من ارتباطات مصر العسكرية التقليدية، تعتبر القاهرة شراكتها المتنامية مع الصين فرصة استراتيجية لتنويع مصادر التدريب والتسليح.

"إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر"، يقول بيران.

تحولات استراتيجية قيد التشكل

بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، تُثير هذه المناورات تساؤلات حول أهداف التعاون المصري الصيني، خاصة في ظل التنافس الاستراتيجي المحتدم بين واشنطن وبكين على النفوذ.

من زاوية أخرى، تشير المناورات أن الصين تحاول اختبار قدراتها على تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بعيدة عن قواعدها الرئيسية، وتقييم درجة التوافق التشغيلي بين أنظمتها العسكرية وأنظمة دول أخرى ذات خصائص مختلفة.

ويذهب إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أن "المناورات الجوية الصينية المصرية "نسر الحضارة 2025" تتجاوز الإطار التقني للتدريبات العسكرية لتُمثل مؤشرا جيوسياسيا بالغ الأهمية". 

وتحمل المناورات في طياتها رسائل إقليمية ودولية متعددة الأبعاد، خصوصاً بعد إعادة الولايات المتحدة صياغة سياستها الخارجية على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، مما يخلق كثيرا من الفراغ السياسي.