إثيوبيا تستعد للملء الثاني لسد النهضة في يوليو القادم
إثيوبيا تستعد للملء الثاني لسد النهضة في يوليو القادم

قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إنها "ترى أن الطريق إلى الأمام في مفاوضات سد النهضة هو أن يقوم رئيس الاتحاد الأفريقي، فيليكس تشيسكيدي، بالدعوة إلى اجتماع لإنهاء الجمود بشأن مفاوضات السد".

ونقل بيان الوزارة عن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، قوله إن "افتراض فشل عملية التفاوض ليس صحيحاً بسبب نجاح المفاوضات في تحقيق نتائج ملموسة مثل التوقيع على إعلان المبادئ، وإنشاء المجموعة الوطنية المستقلة للبحوث العلمية التي تدرس مراحل الملء".

وأضاف البيان أن أحمد في رده على رسالة نظيره السوداني عبد الله حمدوك، في 13 أبريل، استشهد باجتماع كينشاسا والتفاهم الذي تم التوصل إليه بشأن استئناف المفاوضات الثلاثية المتوقفة التي يقودها الاتحاد الأفريقي، والاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن استمرار وتعزيز دور المراقبين.

وقال أحمد في رسالته: "إذا تفاوضت الأطراف بحسن نية، فإن النتائج في متناول أيدينا"، وتابع "ما زالت إثيوبيا تعتقد أن أفضل طريقة للمضي قدمًا هي مواصلة المفاوضات الثلاثية في إطار العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي للوصول إلى نتيجة مربحة للجانبين". 

Ethiopia suggests meeting of Bureau of the Assembly of the #AU to end impasse over #GERD talks ======== Ethiopia says...

تم النشر بواسطة ‏‎The Ministry of Foreign Affairs of Ethiopia‎‏ في الأربعاء، ٢١ أبريل ٢٠٢١

كانت أديس أبابا رفضت يوم الجمعة، تدويل أزمة سد النهضة، وقالت إن ذلك لن يؤدي إلى أي نتائج مربحة للجانبين.

وقال ديميك ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي: "لا يجب تدويل أزمة سهد النهضة، لكن يجب أن يكون تعزيز التعاون والتفاهم والتكامل هو الروح التوجيهية.

وأشار إلى أن "المفاوضات الجارية حول سد النهضة توفر هذه الفرصة، إذا اتبعت مصر والسودان نهجًا بناء لتحقيق نتيجة مربحة للجانبين في إطار المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي".

وشنت مصر، يوم الاثنين، هجوما حادا على إثيوبيا، واتهمتها بالترويج للأكاذيب حول سد النهضة والملء الثاني له، مشككة في طريقة بناء السد. 

وأشارت وزارة الموارد المائية والري المصرية إلى أن "فتح المخارج المنخفضة بسد النهضة الإثيوبي هو تمهيد لتجفيف الجزء الأوسط من السد للبدء في أعمال التعلية لتنفيذ عملية الملء للعام الثانى لسد النهضة".

وأكدت الوزارة، في بيان مطول، أن الخطوة الإثيوبية الأخيرة، ستعني انخفاضا في كمية المياه المتدفقة لدولتي المصب، وذلك ردا على تصريحات إثيوبية بأن الملء الثاني للسد سيتزامن مع موسم الفيضانات في يوليو المقبل وهو ما لن يمثل ضررا على مصر والسودان. 

واتهمت الوزارة أديس أبابا بفرض الأمر الواقع من خلال "شروع الجانب الإثيوبي فى بدء عملية الملء الثاني للسد واتخاذ إجراءات أحادية من شأنها إحداث ضرر بدولتي المصب"، مطالبة بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة.

يأتي هذا الجدال في ظل تجمد المفاوضات بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان اللتين لجأتا إلى مجلس الأمن مؤخرا. 

مصر تخشى من تأثير سد النهضة الإثيوبي في فترات الجفاف
مصر تخشى من تأثير سد النهضة الإثيوبي في فترات الجفاف

اعتبرت إثيوبيا، الاثنين، أن إصرار مصر على الحفاظ على "معاهدة إقصائية تعود إلى الحقبة الاستعمارية، والمطالبة بحصص المياه الإستعمارية" هو ما حال دون إحراز تقدم ملموس في المفاوضات التي جرت السبت والأحد في أديس أبابا بشأن سد النهضة. 

وأصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، بيانا، بعد يوم من إعلان وزارة الموارد المائية والري المصرية، الأحد، أن "الاجتماع الوزاري الثلاثي بمشاركة السودان، لم يسفر عن تحقيق أي تقدم، وأنها شهدت توجها إثيوبيا للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث، في إطار العملية التفاوضية، مع الاستمرار في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة". 

لكن وزارة الخارجية الإثيوبية، قالت في بيانها، الاثنين، إن "الدول الثلاث تكمنت من إحراز تقدم في تحديد القضايا ذات التقارب المحتمل". 

وأعلنت أنه "تم الاتفاق على مواصلة المفاوضات الثلاثية في العاصمة المصرية الشهر المقبل". 

وكانت إثيوبيا أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، الانتهاء من الملء الرابع للسد، وهي الخطوة التي انتقدتها القاهرة عبر بيان رسمي لوزارة الخارجية.

وذكرت الخارجية الإثيوبية، الاثنين، أن الهدف من المفاوضات الثلاثية الحالية هو وضع اللمسات الأخيرة على المبادئ التوجيهية والقواعد المتعلقة بالملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة، التي تضمن حقوق إثيوبيا وتستوعب المخاوف المشروعة لدول المصب". 

بينما أعلنت القاهرة في بيانها أن "الوفد المصرى يستمر في التفاوض بجدية بناء على محددات وصفها بالواضحة، تتمثل في الوصول لاتفاق ملزم قانونا على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة "على النحو الذي يحفظ مصالح مصر الوطنية ويحمى أمنها المائى واستخداماتها المائية، ويحقق فى الوقت ذاته مصالح الدول الثلاث بما في ذلك المصالح الإثيويية المُعلنة".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، اتفقا في 13 يوليو الماضي على "الانتهاء خلال 4 أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد".

والسبت، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر تعاني عجزا شديدا في المياه يزيد عن 50% من احتياجاتنا المائية، مما يفرض عليها إعادة استخدام المياه المحدودة المتاحة لعدة مرات.

وكشف شكري، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن ندرة الموارد المائية، والعجز في نصيب الفرد من المياه في مصر، أدى إلى استيراد مياه افتراضية في صورة واردات غذائية بقيمة 15 مليار دولار سنويا، بحسب ما أورد موقع "ذات مصر".

ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن ملء سد النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن عن اتفاق.

وتخشى مصر من تأثير السد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، كونها تعتمد على نهر النيل في تأمين 97 بالمئة من احتياجاتها المائية.

ودشنت إثيوبيا رسميًا في فبراير 2022، إنتاج الكهرباء من السد. وتم تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.