Egyptian Muslims perform evening prayers called "Tarawih" inside Al Sultan Hassan mosque during the Muslim holy fasting month…
فتح جميع المساجد الكبرى والجامعة التي تقام بها صلاة الجمعة

حالة من الجدل ضربت الشارع المصري، وانتقلت ضجتها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد قرار وزارة الأوقاف منع إقامة "صلاة التهجد" في المساجد، قبل أن تتراجع الوزارة عن القرار تحت ضغط ناشطين مصريين.

ونشرت الصفحة الرسمية لـ"رئاسة مجلس الوزراء المصري"، الاثنين، بيانا، أكدت خلاله فتح المساجد في صلاة التهجد من ليلة السابع والعشرين من رمضان حتى نهايته.

فتح المساجد في صلاة التهجد بمصر

وأعلنت وزارة الأوقاف فتح جميع المساجد الكبرى والجامعة التي تقام بها صلاة الجمعة والتي بها أئمة من الأوقاف أمام المصلين في صلاة التهجد.

وأشارت الوزارة إلى "الاستمرار في عدم السماح بالاعتكاف بناء على ما قررته لجنة إدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية".

موجة غضب شعبي

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، منعت وزارة الأوقاف المصرية، فتح المساجد والزوايا خلال شهر رمضان ومنعت صلاة التهجد، تحت شعار "صلوها في بيوتكم".

وأكدت الوزارة في بيان سابق، أن القرار جاء "في إطار استمرار تطبيق بعض الإجراءات الاحترازية المتعلقة بالوقاية من فيروس كورونا".

وزارة الأوقاف المصرية منعت الصلاة بالمساجد لمواجهة تداعيات كورونا

وأثارت صور تظهر مفتشي وزارة الأوقاف المصرية وهم يتجولون ليلا، للتأكد من إغلاق المساجد وعدم إقامة صلاة التهجد أو الاعتكاف، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

ودشن ناشطون على تويتر وسم #إقالة_وزير_الأوقاف، وطالب من خلاله مغردون بإقالة، محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري.

قرار ديني أم سياسي؟

وتعليقاً على تلك الأزمة، قال الفقيه الدستوري المصري، وأستاذ فلسفة القانون وتاريخه بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق المصرية، محمد نور فرحات، "(...) أي جنون، أن يقف وزير موقف الخصومة مع المصلين والراكعين والساجدين والمكبرين والمسبحين، وفي شهر رمضان"، بحسب منشور على فيسبوك.

هجوم واسع على قرار منع صلاة التهجد بالمسجد واتهامات بالتسيس

وبعد الهجوم الذي تعرض إليه، نشر وزير الأوقاف المصري، عدة تغريدات على حسابه بـ"تويتر"، قال فيها: "لا شك أن جماعة الإخوان الإرهابية ومن يدور في فلكها من جماعات أهل الشر قد فقدوا صوابهم لما كشفه مسلسل الاختيار٣ من عوراتهم".

وتابع قائلاً: "اشتطوا كذبا وتدليسا وتلفيقا للأمور وإخراجًا لها من سياقها، غير أنهم لن يستطيعوا أن يجملوا الوجه القبيح لهذه الجماعة الخائنة لوطنها العميلة لأعدائه".

وزير الأوقاف المصري يتهم الإخوان بالوقوف وراء الهجوم عليه

الأزهر على خط الأزمة

تعليقاً على تلك الضجة، قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، إنه يمكن تأدية صلاة التهجد "جماعات وفرادى، كما يمكن أن تؤدى في البيت أو في المسجد أو في غير المسجد".

وأضاف في تصريحات لبرنامج "التاسعة "المذاع على القناة الأولى الرسمية المصرية، أن "النبي (..) كان يصلى التهجد بمفرده".

وتابع: "لا بأس أن تؤدى صلاة التهجد في جماعة ولكن وفق ضوابط معينة، لأن المساجد لها أعمال تنظيمية منذ عهد النبي، والآن وزارة الأوقاف لها ولاية في تنظيم الأعمال بالمساجد".

وأشار أستاذ الفقه المقارن، إلى أن منع إقامة التهجد في المساجد "أمر مشروع في الإسلام" لمواجهة الجوائح والأوبئة وهي قضية أمن قومي، مضيفا أن "التهجد سنة من السنن ومن الممكن أن تؤدى في المنازل".

ما هي صلاة التهجد؟

وفي ظل الحديث الدائر عن  صلاة التهجد نشرت "دار الإفتاء المصرية"، منشورا عددت فيه "مميزات صلاة التهجد وفضلها وكيفية صلاتها".

وقالت في منشورها "صلاة التهجد تتميز عن صلاة قيام الليل بأنها تكون بعد نوم المسلم نومةً يسيرة، يقوم بعدها للتهجد في منتصف الليل، فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك ما شاء من الركعات".

ومن جانبه أوضح "مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية"، على صفحته الرسمية عبر فيسبوك، كيفية أداء صلاة التهجد وفضلها في العشر الأواخر.

وقال إن صلاة التهجد، هي صلاة تطوعية يبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء والتراويح ويستمر إلى آخر الليل.

مصر والصين

لم يكن الدخان الذي خلفته المقاتلات الصينية في سماء الأهرامات مجرد خلفية لمناورة مشتركة بين مصر والصين. كان رسالة، بل إعلانا جيوسياسيا بأن بكين لم تعد تكتفي بمراقبة الشرق الأوسط عن بعد. 

هذه المرة، جاءت بمقاتلاتها (J-10) ووضعتها في سماء حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما.

لمناورة "نسر الحضارة 2025" بعد رمزي أيضا.

نحن نتحدث عن أول تدريب جوي مشترك بين الجيشين الصيني والمصري. لفترة قصيرة؟ نعم. لكن الدلالة ضخمة. إنها إشارة إلى شيء ما في طور التشكل، إلى فراغ تُحاول الصين أن تملأه حيث يتراجع الحضور الأميركي.

تغيير في قواعد اللعبة

"هذه المناورات تحمل أبعادا تتجاوز التدريب. إنها تغيير في قواعد اللعبة"، يقول إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، لموقع الحرة.

تشير هذه التدريبات النوعية، من ناحية أخرى، إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري الصيني المصري. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاها واضحا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية، يضيف بيرمان.

"ورغم أن مصر ما زالت ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل، فهي ترسل إشارات واضحة: لن نعتمد على مصدر واحد. التنوع في التسليح، وتبادل الخبرات، والانفتاح على التكنولوجيا الصينية".

هذا ليس حيادا. هذه موازنة جديدة للقوة.

يشير بيرمان إلى أن "إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر". ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تتجاوز مجرد البحث عن بدائل للتسليح؛ فهي تُمثل نافذة استراتيجية بالنسبة لمصر للانفتاح على أحدث التقنيات العسكرية الصينية، وذلك في سياق جهودها المستمرة لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في محيطها الإقليمي المضطرب.

فوق الأهرامات... تحت الرادار

بدا مشهد الطائرات الصينية فوق الأهرامات وكأنه من فيلم دعائي عن القوة الناعمة الصينية. لكن خلف الصورة الرمزية، هناك رسائل أمنية كثيرة. 

تقارير إسرائيلية لفتت إلى معلومات بأن بكين تجمع معلومات استخباراتية تحت غطاء التدريبات، التي قد تكون أيضا اختبارا لقدرة الصين على القيام بعمليات عسكرية بعيدا عن حدودها.

أين واشنطن من هذا كله؟

حين تبتعد أميركا عن الشرق الأوسط خطوة، ثمة دائما من يتحرك ليملأ الفراغ. والسؤال هو: هل تتهيأ بكين لتكون البديل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة؟

وهل تقف القاهرة على مفترق طرق فعلا، أم أنها تلوّح بورقة بكين لتحسين شروط علاقتها بواشنطن؟

تحولات في طور التشكل تُلزم واشنطن بإعادة قراءة المشهد، وإعادة ضبط إيقاع حضورها في منطقة لم تعد تتحمّل الغياب الأميركي.

التعاون الثنائي

على الصعيد الثنائي، تشير هذه التدريبات النوعية إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري بين الصين ومصر. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاهًا واضحًا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية.

يرى بيرمان في هذا السياق أن "الحكومة الصينية تسعى بوضوح إلى سد الفجوات في المناطق التي يتراجع فيها نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها، وتحاول استغلال هذه العلاقات لصالحها ولإضعاف الغرب". 

ويضيف: "هذا التدريب المشترك يحمل أهمية كبيرة من الناحية الجيوسياسية".

يُعد اختيار القاهرة شريكًا استراتيجيًا لإجراء هذه المناورات المتقدمة دليلاً على اعتراف الصين المتزايد بالدور الحيوي الذي تلعبه مصر في المنطقة. كما يعكس هذا الخيار سعي بكين الحثيث لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط الحيوية عبر تأسيس تعاون عسكري متين مع قوة إقليمية مركزية كالقاهرة، وفقا لإيلان.

تنوع مصادر التسليح

تحصل مصر على مساعدات عسكرية بنحو 1.3 مليار دولار سنويا، وهي ثاني أكبر متلق للدعم العسكري الأميركي بعد إسرائيل. لكن على الرغم من ارتباطات مصر العسكرية التقليدية، تعتبر القاهرة شراكتها المتنامية مع الصين فرصة استراتيجية لتنويع مصادر التدريب والتسليح.

"إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر"، يقول بيران.

تحولات استراتيجية قيد التشكل

بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، تُثير هذه المناورات تساؤلات حول أهداف التعاون المصري الصيني، خاصة في ظل التنافس الاستراتيجي المحتدم بين واشنطن وبكين على النفوذ.

من زاوية أخرى، تشير المناورات أن الصين تحاول اختبار قدراتها على تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بعيدة عن قواعدها الرئيسية، وتقييم درجة التوافق التشغيلي بين أنظمتها العسكرية وأنظمة دول أخرى ذات خصائص مختلفة.

ويذهب إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أن "المناورات الجوية الصينية المصرية "نسر الحضارة 2025" تتجاوز الإطار التقني للتدريبات العسكرية لتُمثل مؤشرا جيوسياسيا بالغ الأهمية". 

وتحمل المناورات في طياتها رسائل إقليمية ودولية متعددة الأبعاد، خصوصاً بعد إعادة الولايات المتحدة صياغة سياستها الخارجية على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، مما يخلق كثيرا من الفراغ السياسي.