An Egyptian traditional "Baladi" flatbread vendor rides his bicycle outside a bakery, in the Old Cairo district of Cairo, Egypt…
من الصعب توقع موعد انتهاء الأزمة الحالية في مصر

تمر مصر بأكبر أزمة مالية بعد انخفاض قيمة الجنيه ونقص المعروض من العملات الأجنبية، وارتفاع تكاليف المعيشة. 

وصفت وكالة بلومبرغ الحالة المصرية بأنها "تجربة لا تتكرر إلا مرة كل عقد" وهو ما يجعل مصر الآن، ثاني أكبر بلد مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين.

لكن صناع القرار في مصر يقولون إن هذه الأزمة مرحلية وإن الإصلاحات المرتقبة ستعطي تحولا في الأسواق والاقتصاد وربما المجتمع ككل في مصر، بيد أن تقرير بلومبرغ، يوضح أن من الصعب بمكان، توقع موعد انتهاء الأزمة الحالية.

التقرير رصد بعض المؤشرات التي يمكن أن تُُظهر إلى أين تتجه الأمور..

وضع الجنيه

امتثالا لطلب صندوق النقد الدولي -الذي ساعد في تأمين صفقة بقيمة 3 مليارات دولار- أصبحت العملة المصرية أكثر مرونة، لكن فترات الاستقرار هذه، أعقبت تقلبات وانخفاضات حادة، وفق الوكالة.

الوكالة أشارت إلى أن إنهاء حالة عدم اليقين هذه، وإظهار طرق استخدام الاحتياطيات الدولية والأصول الأجنبية للبنوك لحماية الجنيه قد تم تجاهلها لاحقا، وهو ما جعل المستثمرين يرفضون ضخ مزيد من الأموال في السندات أو حصص الشركات ما لم يتمكنوا من استبعاد انخفاض آخر في العملة.

كما أن الاستئناف المطرد لبعض الواردات، بعد تسوية التأخير في الموانئ المصرية، من شأنه أن يظهر تحسن تدفقات النقد الأجنبي والضغط على الجنيه. 

وفي حين أن الانخفاضات الأكثر حدة قد تكون قد ولّت، فإن محللين  من مؤسسات مرموقة مثل  Standard Chartered Plc و HSBC Holdings Plc لا يستبعدون حدوث مزيد من الضعف هذا العام.

الدّين

يقول التقرير إن الانتعاش المتواضع في الفائدة الخارجية المرتقبة بداية من يوليو المقبل سيشير إلى أن البلاد في طريقها لتغطية فجوة التمويل الفورية.

وتستهدف السلطات في مصر 2 مليار دولار من صافي التدفقات الداخلة بحلول ذلك الوقت (يوليو) وهو هدف يعتمد على الأرجح على ثقة المستثمرين في الجنيه.

في غضون ذلك "لا تزال الشهية ضعيفة"، وفقا لمقياس الطلب على الأوراق المالية المصرية لمدة 12 شهرا، تقول بلومبرغ.

مساعدات الخليج

كانت التوقعات بأن حلفاء مصر الخليجيين سيأتون لنجدة القاهرة، لكن تلك الآمال لم تكن في محلها، خلال أوج الأزمة. 

ومنذ ما يقرب من عام منذ التعهد بتقديم أكثر من 10 مليارات دولار من الاستثمارات، لم يتحقق سوى جزء بسيط من هذا التمويل الذي وصفه صندوق النقد الدولي بأنه حرج. 

وأثارت التصريحات الأخيرة للسعودية بشأن السعي للإصلاحات قبل أن تدعم أي دولة تكهنات بشأن التأخر في مساعدة مصر.

الرئيس الإمارات محمد بن زايد مرحبا بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي الأحد.
بلدان خليجية توسع استحواذاتها في مصر على خلفية حاجة القاهرة للدولار             
في ظل أزمة دولار حادة تشهدها القاهرة بينما تنتظر شريحة قرض جديدة من صندوق النقد الدولي بثلاثة مليارات دولار، اتجهت بلدان خليجية للاستحواذ على حصص في شركات مصرية ناجحة في خطوة يرى محللون أنها لمصلحة الطرفين.

كل هذا "يعني أن الصفقة الكبيرة التالية، التي من المحتمل أن تتضمن بيع حصة مملوكة للدولة المصرية في شركة كبرى إلى الإمارات العربية المتحدة أو قطر أو السعودية قد تكون فاصلة"، تقول بلومبرغ.

ذات الوكالة، كشفت أن المستثمرين الخليجيين يرون أن الجنيه قد وصل إلى القاع، مما يسمح لهم أخيرا بالاستقرار على ما يرون أنه أسعار محلية عادلة للأصول.

رفع يد الدولة عن الاقتصاد

في ضوء تقرير صندوق النقد الدولي الأخير، كانت هناك خطوط قد تكون أساسية لمستقبل مصر، أبرزها الوعد بكبح مشاركة الدولة الشاملة في الاقتصاد، ولا سيما مؤسسة الجيش. 

واشتكى مستثمرون في مصر من أن القطاع الخاص قد تم مزاحمته بشكل كبير من طرف الدولة، مما ثبط الاستثمار الأجنبي الذي تمس الحاجة إليه.

التضخم 

أدى التضخم المتسارع الذي لم يظهر أي علامة على التراجع حتى الآن،  إلى تراكم إحساس البؤس لدى أكثر من 100 مليون شخص في مصر، من الطبقة العاملة والمتوسطة على حد سواء، وفق بلومبرغ. 

وارتفعت أسعار المواد الغذائية في يناير بأسرع وتيرة على الإطلاق، بينما تقول الحكومة إن معالجة الارتفاع يمثل أولويتها القصوى. 

وبدأت العائلات في تقليص نفقاتها وتم تقديم خصومات خاصة بفترة رمضان في وقت مبكر. 

وكان اقتراح هيئة الرقابة على التغذية الحكومية، بأن يأكل المصريون مزيدا من أرجل الدجاج، أثار غضبا عارما في أوساط المواطنين.

وتدرك السلطات المصرية مخاطر الوضع الراهن؛ لأن  تكاليف المعيشة المتزايدة ساعدت سابقا في اندلاع انتفاضات الربيع العربي.

وبينما تنتظر الحكومة أن يبدأ التضخم في التباطؤ، في النصف الثاني من عام 2023 على أقرب تقدير، تبقى الأمور حرجة لحد الآن.

الشرطة المصرية
عنصر من الشرطة المصرية (أرشيف)

قُتل عنصران مصنفان على قائمة العناصر الإجرامية "شديدة الخطورة"، خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في محافظة مطروح بمصر.

وحسب تقارير إعلامية محلية فإن ذلك قد تم أثناء تنفيذ حملة أمنية استهدفت ضبط الشخصين بعد الاشتباه بتورطهما في واقعة الهجوم على قسم شرطة النجيلة، والتي أسفرت عن مقتل عدد من أفراد الشرطة.

ووفقًا لمصادر أمنية، فقد وردت معلومات تفيد بتواجد المطلوبين في إحدى المناطق النائية بالمحافظة، وعلى الفور تم تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، والتوجه إلى الموقع. وخلال تنفيذ المداهمة، بادر العنصران بإطلاق النيران على القوة الأمنية، ما استدعى الرد عليهما، وأسفر الاشتباك عن مصرعهما في الحال.

وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، بينما باشرت النيابة العامة تحقيقاتها. وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لتعقّب باقي العناصر المتورطة في الحادث.

وفي سياق متصل، نفت مصادر أمنية في وزارة الداخلية ما تم تداوله عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي بشأن احتجاز نساء على خلفية الأحداث التي شهدها قسم شرطة النجيلة مؤخرًا.

وأكد المصدر أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، مشددًا على أن الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق مروّجي هذه الادعاءات، لما تمثله من محاولة لبث البلبلة في الرأي العام.