صحفيو بي.بي.سي في القاهرة بدأوا إضرابا الاثنين يستمر 3 أيام للمطالبة بزيادة رواتهم.
صحفيو بي.بي.سي في القاهرة بدأوا إضرابا الاثنين يستمر 3 أيام للمطالبة بزيادة رواتهم.

دخل صحفيو BBC في مكتب القاهرة إضرابا عن العمل لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على سياسات مالية وصفوها بالـ"تمييزية"، مطالبين بزيادة رواتبهم بما يتوافق مع التحديات الاقتصادية التي تعيشها مصر، في حين قالت إدارة الشبكة لموقع "الحرة" إنها تسعى لإيجاد حل للأزمة.

وقال خالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين، المفوض بالحديث باسم صحفيي BBC المضربين إن "هناك مشكلة كبرى في التعامل المالي مع صحفيي مكتب القاهرة، الذي تتم معاملته ماليا بطريقة مختلفة عن كل مكاتب BBC في المنطقة، خاصة في البلاد التي حدثت فيها أزمات اقتصادية مماثلة لما حدث في مصر، مثل لبنان وتركيا".

وأوضح البلشي في تصريحات لموقع "الحرة" أن "جولات من المفاوضات حدثت بينه وبين إدارة BBC اتسمت أغلبها بالتسويف وكان آخرها الخميس الماضي، في نقابة الصحفيين المصريين، وحضرها وفد من الإدارة بصحبة مدير مكتب القاهرة وكان حديثهم منصبا على إنهم جاءوا ليشرحوا وجهة نظرهم ولم يقدموا حلولا للأزمة القائمة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حينما بدأت الأزمة الاقتصادية تتفاقم في مصر".

ودخل الصحفيون في إضراب بدأ الاثنين ويستمر حتى الأربعاء القادم، وقالوا في بيان إن إضرابهم يأتي "احتجاجا على تدني الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية فضلا عن السلوك التمييزي الذي تتعمد الإدارة في لندن انتهاجه ضد مكتب القاهرة في ما يخص السياسات المالية".

وأضاف الصحفيون أن إضرابهم هو الثاني بعد إضراب آخر سبقه لمدة يوم واحد في 14 يونيو الماضي، وأنهم مصرون على في خطواتهم الاحتجاجية "نتيجة إمعان الإدارة في لندن في تجاهل مطالبهم بالإضافة إلى النهج التمييزي الذي تتبناه ضد مكتب القاهرة والعاملين فيه وهو ما يبعث بإشارات سلبية لكل العاملين في القاهرة".

وتابعوا: "فقدت رواتبنا الكثير من قيمتها بسبب تراجع قيمة الجنيه المصري منذ مارس من عام 2022 ومنذ ذلك الحين طالبنا الإدارة مرارا بتعديل رواتبنا وإعادة النظر فيها لكن مطالبنا قوبلت إما بالتجاهل أو عرض زيادات هزيلة وفي الوقت نفسه اتخذت الإدارة إجراءات لحل أزمات مشابهة في مكاتب أخرى لها بالمنطقة فضلا عن وجود سلوك تمييزي مع مكاتب أخرى في قواعد صرف الرواتب".

البلشي قال إن "أزمة مماثلة وقعت في مكتب BBC في تركيا وبعد مفاوضات انتهت بتعديل رواتب العاملين في المكتب (...) لكن الإدارة حاليا تعرض حلولا تتضمن زيادات هزيلة لا تتجاوز 10% كما أن مكتب لبنان يحصل على رواتبه بالدولار بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان والعملة المحلية هناك وهو ما يختلف مع تعاملهم في أزمة مكتب القاهرة".

إدارة BBC  في لندن أرسلت ردا لموقع "الحرة" بشأن أزمة مكتبها في القاهرة، قالت فيه: "ندرك أن الوضع الاقتصادي في مصر له تأثير كبير على موظفينا ونعمل على زيادة الرواتب بنسبة 27% بين مارس ويوليو من هذا العام للتخفيف من مستويات التضخم المرتفعة في البلاد".

وتابعت: "نشعر بخيبة أمل لأن الموظفين اتخذوا إجراءات إضراب، ونحن مستمرون في التواصل معهم للتوصل إلى حل فيما نحن نعمل ضمن سياسة الأجور التي يتم تطبيقها باستمرار عبر هيئة الإذاعة البريطانية على مستوى العالم".

وانتقد نقيب الصحفيين المصريين رد إدارة BBC، وقال إنه "ينطوي على مغالطات لأن نسبة الـ27% التي وردت فيه تتضمن نسبة الزيادة السنوية بقيمة 7% بالإضافة لأمور أخرى تجعل القيمة الحقيقية للزيادة لا تتجاوز 18%".

واختتم بأن المضربين وعددهم 77 صحفيا سيعقدون مؤتمرا مساء الأربعاء في نهاية يوم الإضراب الثالث لإعلان الخطوات التصعيدية القادمة في حال لم تنهِ إدارة BBC الأزمة، ومن بين الخيارات اللجوء إلى القضاء".

عناصر من الشرطة المصرية/ صورة أرشيفية
عناصر من الشرطة المصرية/ صورة أرشيفية

منذ ٢٠١٤، دأبت قوات الأمن في مصر على شن حملات استباقية على المنازل تزامنًا مع ذكرى احتجاجات 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك عام 2011، وغالبا ما تنتهي تلك الحملات بمحاضر لمواطنين بتهم الانضمام لجماعة إرهابية.

وحسب أهالي محبوسين سابقين تحدثوا إلى "الساحة" من محافظات مصرية مختلفة، فإن قوات الأمن منذ بداية يناير ٢٠٢٥، شنت حملات بعد منتصف الليل على منازلهم للتفتيش والسؤال على بعض أفراد الأسرة- منهم من قضى عقوبة حبس سابقة في قضية سياسية- وآخرين يتم القبض عليهم لأول مرة.

وفي حديثها لمنصة "الساحة"، تقول والدة أحد المحبوسين سابقا بعد معارضته سياسات الحكومة على "فيس بوك"، إنها منذ ٣ سنوات اعتادت زيارات أمنية في مثل هذا الوقت من العام، بحثًا عن نجلها.

وأضافت: "السنة اللي فاتت أخدوه وعملوله قضية بتهم جديدة لكنه خرج إخلاء سبيل بعد ٦ شهور، المرة دي كنا متوقعين إنهم يزورنا لكن ملقهوش لأنه في جامعته بالقاهرة علشان عنده امتحانات".

وخلال زيارات مختلفة لعشرات المنازل، تحفظت قوات الأمن على أموال وهواتف وأجهزة لاب توب وكمبيوتر، بالإضافة إلى التفتيش في الكتب والأوراق.

حملات سنوية

الحملات الاستباقية التي تشنها وزارة الداخلية برفقة الأمن الوطني، تنشط سنويًا في مناسبات مختلفة على رأسها ذكرى ٢٥ يناير، وفي منتصف العام بالتزامن مع ذكرى ٣٠ يونيو، وفي أغسطس بالتزامن مع ذكرى فض اعتصام رابعة، وفي الربع الأخير من العام بالتزامن مع ذكرى أحداث ٢٠ سبتمبر ٢٠١٩، التي شهدت وقتها القبض على آلاف المتظاهرين من الشوارع.

ويقول محمد حسن، محامي بمحافظة الدقهلية، إن تلك الحملات بدأت في عام ٢٠١٤، حين تم القبض في الذكرى الثالثة للثورة على آلاف الأشخاص من الشوارع، والحكم عليهم بأحكام تجاوزت ١٠ سنوات بعد إدانتهم بتهم "التظاهر والانضمام لجماعة إرهابية".

وبالتزامن مع تفتيش المنازل فجرًا، تشدد قوات الأمن قبضتها على الطرق والشوارع، وتقوم بتفتيش بعض المارة عشوائيًا مع تفتيش هواتفهم المحمولة، والتحفظ على من له قضايا سياسية سابقة، أو من تجد في هاتفه اعتراضات على سياسات الحكومة والرئيس.