مصر ستشهد انتخابات رئاسية على مدى ثلاثة أيام، من 10 إلى 12 ديسمبر
مصر ستشهد انتخابات رئاسية على مدى ثلاثة أيام، من 10 إلى 12 ديسمبر

تجري مصر انتخابات رئاسية على مدى ثلاثة أيام، من 10 إلى 12 ديسمبر، ومن المتوقع أن يفوز الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، بسهولة بولاية ثالثة في الانتخابات التي خيمت عليها الحرب في غزة، وفق رويترز.

وانسحب أبرز مرشحي المعارضة المحتملين، في أكتوبر، بعدما شكا من اعتقال العشرات من أنصاره ومن أن مسؤولين وأفراد خارجين على القانون موالين للحكومة أعاقوا حملته. وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر إن مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

وترشح ثلاثة آخرون لمنافسة السيسي وجميعهم سياسيون بلا ثقل كبير، وفق تعبير رويترز. وفيما يلي تفاصيل عن المرشحين:

السيسي يترشح لولاية ثالثة

عبد الفتاح السيسي

السيسي (68 عاما) قائد سابق للجيش قاد الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا، محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في عام 2013، في أعقاب احتجاجات على حكم مرسي.

وكان وزيرا للدفاع والانتاج الحربي بين عامي 2012 و2013 ومديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع بين عامي 2010 و2012. واستقال من القوات المسلحة، عام 2014، ليترشح للرئاسة.

وأُعلن فوزه بنسبة 97 بالمئة من الأصوات، ليصبح الرئيس الثامن لمصر، وحصل على فترة ولاية ثانية بعد أربع سنوات بنفس هامش الفوز.

ويترشح السيسي لولاية ثالثة بعد تعديلات دستورية أجريت في عام 2019، والتي سمحت أيضا بتمديد مدة الفترة الرئاسية من أربع إلى ست سنوات.

واتسم حكمه بقمع المعارضة من مختلف الأطياف السياسية. وتقول جماعات حقوقية إن عشرات الآلاف اعتقلوا، بمن فيهم قيادات في جماعة الإخوان المسلمين ونشطاء ليبراليين. ويرى السيسي ومؤيدوه أن الحملة كانت موجهة ضد "المتطرفين" و"المخربين" الذين يحاولون تقويض الدولة.

لزهران باع طويل في تأسيس الحركات والائتلافات السياسية

فريد زهران

يرأس السياسي المخضرم والمعارض اليساري، فريد زهران، (66 عاما) الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي تأسس بعد انتفاضة 25 يناير عام 2011، ويتبنى أيدولوجية "الديمقراطية الاجتماعية" التي تقوم على مجموعة من المبادئ مثل العدالة الاجتماعية والمواطنة والأمن وسيادة القانون.

ولزهران باع طويل في تأسيس الحركات والائتلافات السياسية بما في ذلك الحركة الطلابية في السبعينيات، والحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التي احتجت على حكم الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، منذ عام 2004، والحركة المدنية الديمقراطية، التي تشكلت في عام 2017، لدعم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتضم عددا من أحزاب التيار المدني.

ويقول زهران إنه يعطي الأولوية "لقصر ملكية الدولة وإدارة المشروعات المملوكة للدولة على المشروعات الاقتصادية الاستراتيجية المرتبطة بالأمن أو بدعم القطاع الخاص بشكل غير مباشر"، مثل قناة السويس وشركة الحديد والصلب وشركات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

عبد السند يمامة

عبد السند يمامة (71 عاما) محامٍ وأستاذ في القانون الدولي، وهو مرشح عن حزب الوفد أقدم حزب ليبرالي في مصر.

وذكر يمامة أنه يود فرض حد أقصى للرئاسة لفترتين مدة كل منهما أربع سنوات. 

وقال: "مينفعش رئيس في بلد فيها مشاكل زي مصر يستغرق 16 عاما في الحكم"، مشيرا إلى أن ذلك يرجع إلى أسباب نفسية وجسدية.

ويدعم يمامة إجراء تعديلات الدستورية مع التركيز على الحقوق والحريات والإصلاح الاقتصادي الذي يقول إنه سيسمح بإقامة "اقتصاد حر".

ويخوض رجل الأعمال الذي تحول إلى سياسي حملته تحت شعار "نقدر.. مع بعض (سويا) هنغير"

حازم عمر

يعد حازم عمر، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ المصري ورئيس حزب الشعب الجمهوري، أصغر المرشحين سنا في السباق، ويبلغ من العمر 59 عاما.

ويخوض رجل الأعمال الذي تحول إلى سياسي حملته تحت شعار "نقدر.. مع بعض (سويا) هنغير"، ويقول إنه يعتزم منح الأولوية لإصلاح قطاعي الرعاية الصحية والتعليم لإيمانه باهتمام عموم المصريين بهذين الملفين، وقال "أولوية الشعب هي أولويتنا".

ودعا أيضا إلى التركيز على النمو الاقتصادي المحلي والزراعة والطاقة والتجارة في وقت يعاني فيه الاقتصاد من شح مستمر منذ فترة في العملات الأجنبية وتضخم شبه قياسي.

مصر

ذكرى 25 يناير بمصر.. حنين بالسوشال ميديا وتدابير أمنية استباقية

الحرة / خاص - واشنطن
26 يناير 2025

حلت في مصر السبت الذكرى الـ14 للاحتجاجات التي شهدتها البلاد يوم 25 يناير عام 2011 ضد نظام الرئيس حسني مبارك، وتصاعدت حتى يوم الجمعة 28 يناير، التي أطلق عليها "جمعة الغضب"، واستمرت لأيام أخرى حتى تنحى مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011.

وبحلول تلك المناسبة، يسترجع كثيرون أجواء وصدى تلك الاحتجاجات التي يقول العديد من الناشطين إنها كانت نقطة تحوّل مفصلية في تاريخ مصر الحديث، وذلك وسط الكثير من الأسئلة حول ما تم تحقيقه، وما لم يتحقق، وما الذي تغيّر في مشهد الاحتجاجات.

وأصبح يوم 25 يناير موعدًا سنويًا يسترجع فيه المصريون لحظات الصراع والأمل التي واكبت اندلاع تلك المظاهرات، وهو أيضًا يوم يعكس التباين في كيفية تفاعل المصريين مع ما جرى، في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد في السنوات اللاحقة.

في هذه الذكرى، شهدت منصات التواصل الاجتماعي نشاطا كبيرا بين روادها المصريين، حيث تداولوا وسم "ثورة 25 يناير" بشكل واسع، معبرين عن مشاعرهم حيال الثورة ومكتسباتها وأهدافها التي قالوا إن العديد منها لم يتحقق.

العديد من النشطاء والمواطنين عبروا عن حنينهم لتلك الأيام التي شهدت ما اعتبروه لحظة تغيير تاريخية في مصر، حيث كانت هناك مطالبات بإسقاط النظام، والمطالبة بالعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية.

مع ذلك، لم تخلُ الذكرى من مشاعر الإحباط لدى آخرين، إذ تساءلوا عن سبب عدم تحقيق أهداف الثورة حتى اليوم، وأين ذهبت تلك الآمال التي كانت تعيشها حشود الميادين.

تلك التساؤلات أظهرت انقسامات بين المصريين حول تقييم الثورة وتحديد ما إذا كانت قد نجحت أو فشلت في تحقيق تطلعاتهم.

منذ عام 2014، شهدت مصر حملات أمنية مكثفة تزامنًا مع الذكرى السنوية لثورة 25 يناير. وأدت هذه الحملات إلى اعتقال العديد من الناشطين السياسيين والمعارضين، وأحيانًا أشخاصًا عاديين شاركوا في فعاليات حاشدة أو عبروا عن آرائهم ضد السلطات.

وحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، مثل الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، تم تسجيل حالات اختفاء قسري لبعض النشطاء، مثل الناشط على "تيك توك" محمد أحمد علام (الملقب بـ "ريفالدو")، الذي تعرض للاعتقال بعد نشره مقطع فيديو يظهر مداهمة قوات الأمن لمنزله في القاهرة.

تواصل الاعتقالات بشكل متزايد في الأيام السابقة لهذه الذكرى، أثار تساؤلات حول جدوى هذه الممارسات في ضمان استقرار البلاد.

مع اقتراب الذكرى السنوية لثورة 25 يناير من كل عام، يقول ناشطون ان السلطات الأمنية تتخذ تدابير مشددة لم تقتصر على الشوارع، بل امتدت أيضًا إلى الفضاء الرقمي، بهدف منع أي مظاهرات قد تجذب المواطنين إلى الميادين، وتعيد للأذهان مشهد الاحتجاجات السابقة.

بينما كانت مواقع التواصل الاجتماعي مكانًا للحديث عن الثورة وتداول الذكريات والمواقف المختلفة، كانت هناك تعليقات متباينة من قبل رواد الشبكات الاجتماعية.

البعض رأى أن الاحتفال بالذكرى هو تذكير بما حققته الثورة من تغيير في النظام السياسي، بينما آخرون رأوا أن الاحتفال بهذه الذكرى قد يكون بمثابة "نقمة" على ما لم يتحقق من أهدافها.

ومن جانب آخر، أعرب العديد من النشطاء والمواطنين عن رغبتهم في استرداد "ثورتهم" التي اعتبروا أنها قد تم "اختطافها" من قبل السلطات، في إشارة إلى سيطرة القوات المسلحة على مقاليد الأمور بعد الإطاحة بحسني مبارك.

جُمل مثل "لن يرتاح المصريون حتى يستردوا ثورتهم" تعكس الإحباط المستمر من التطورات السياسية في البلاد، خاصة في ظل ما يراه البعض تراجعًا عن مبادئ الثورة.

وبينما يظل الجدل قائمًا حول ما تحقق وما لم يتحقق، يظل السؤال قائمًا: هل سيستمر صدى الثورة في التأثير على المستقبل السياسي لمصر؟

الحرة / خاص - واشنطن