لقطة من فيديو تفقد محافظ سوهاج لمستشفى وتعنيفه طبيبة
لقطة من فيديو تفقد محافظ سوهاج لمستشفى وتعنيفه طبيبة | Source: X/@salwa201188

خلال ساعات من انتشار فيديو مشادة محافظ سوهاج مع طبيبة خلال تفقده مستشفى المراغة المركزي على مواقع التواصل الاجتماعي، خرج رئيس الوزراء ليقدم اعتذاره بعد أن تصاعد الحديث عن الأزمة وتقديم مجلس نقابة أطباء المحافظة استقالاتهم. 

وانتشر هاشتاغ "طبيبة المراغة" مقترنا بفيديو للمحافظ اللواء عبد الفتاح سراج وهو يسأل الطبيبة سمر أنور، نائب النساء والتوليد بالمستشفى، الثلاثاء، عن سبب عدم كشفها على بعض المرضى فأجابت بأنها طلبت منهم الحصول على تذكرة الكشف أولا، فصرخ فيها محافظ سوهاج وطلب من مرافقيه تحويلها وآخرين إلى التحقيق وأصدر أوامره بأن تبدأ بالكشف على المرضى مباشرة، دون أن يمنحها فرصة للدفاع عن نفسها. 

وأثار الفيديو غضب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي متساءلين كيف يطلب المحافظ من موظفين في الدولة بمخالفة القانون. 

وأشارت وسائل إعلام مصرية إلى أن المحافظ قرر إقالة مدير المستشفى والمدير المناوب، وذلك لتردي الأوضاع بالمستشفى، وعدم وجود أطباء، وسوء مستوى النظافة بالمستشفى.

كما قرر محافظ سوهاج، إحالة جميع العاملين بالنوبة المسائية بالمستشفى للتحقيق، وذلك للتقاعس في أداء مهام عملهم، وعدم تقديم الخدمة الطبية اللازمة للمواطنين المترددين على المستشفى. 

وقالت الطبيبة سمر أنور على صفحتها على فيسبوك "هل من الطبيعي أن أعامل بهذه الطريقة، ويتم تعنيفي، وأنا والله العظيم ليس لي أي ذنب فيما حصل. بل والله قمت بأكثر من واجبي وصلاحياتي بكثير. هل من الطبيعي أن يسمح المحافظ من أقارب المرضى ولا يعطيني فرصة للنطق. إلى متى ستظل هكذا معاملة الأطباء". 

من جانبه، استنكر مدير المستشفى المقال طريقة تعامل المحافظ مع الأطباء. 

واعتبر أن "المحافظ لا يعلم اللائحة الجديدة التي تعمل بها مستشفيات وزارة الصحة الآن، وهي اللائحة رقم 75 لسنة 2024، وهي أن كل شيء بمقابل مادي وليس مجانيا". 

وعلى إثر انتشار الفيديوهات، تقدم أعضاء مجلس نقابة الأطباء الفرعية بسوهاج، باستقالتهم الأربعاء، تضامنًا مع زميلتهم الطبيبة، ونشروا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأصدرت النقابة العامة للأطباء الأربعاء بيانا قالت فيه إنها "تتابع عن كثب التطورات الخاصة بالتحركات التي تمارسها نقابة أطباء سوهاج مع مديرية الشؤون الصحية بسوهاج ومحافظة سوهاج وذلك بما يرد للطبيبة اعتبارها عما بدر تجاهها رسميا وقانونيا وبما يضمن عدم تكرار ذلك بما يضمن استمرار تقديم الخدمة وللمواطنين وتوفير بيئة عمل آمنة للأطباء". 

والأربعاء، أصدر رئيس الوزراء اعتذاره للطبيبة خلال مؤتمر صحفي وقال:"نحن كمسؤولين تنفيذين نحرص على تحقيق رضا المواطن، ومن حق المحافظ أن يحقق أفضل خدمة المواطن، لكن دون تجاوز فى حق العاملين فى الدولة.. وأقول للطبيبة حقك عليا ونعتذرلك إذا ثبت حدوث تجاوز".

وفي وقت لاحق، استقبل محافظ سوهاج، مساء الأربعاء الطبيبة بمكتبه ليقدم لها الاعتذار عما بدر منه، في حضور أحمد فوزي نقيب أطباء سوهاج، والدكتور أحمد محروس وكيل وزارة الصحة بالمحافظة. 

وقال المحافظ للطبيبة: "حديثي معك كان حديث أب لابنته وهدفنا جميعًا مشترك وهو خدمة المواطن، وأؤكد على احترامي وتقديري للأطباء وجميع العاملين بقطاع الصحة"، بحسب البوابة الإلكترونية الرسمية لمحافظة سوهاج على صفحتها على فيسبوك. 

وثمنت النقابة العامة للأطباء تفاعل كافة المسؤولين في الدولة مع تحركاتها بشأن الأزمة التي شهدتها مستشفى المراغة بسوهاج.

وقالت النقابة إن "نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار أجرى اتصالا تليفونيا بالطبيبة "سمر أنور"، على خلفية واقعة تعنيف ومشادة محافظ سوهاج معها". 

مصر والصين

لم يكن الدخان الذي خلفته المقاتلات الصينية في سماء الأهرامات مجرد خلفية لمناورة مشتركة بين مصر والصين. كان رسالة، بل إعلانا جيوسياسيا بأن بكين لم تعد تكتفي بمراقبة الشرق الأوسط عن بعد. 

هذه المرة، جاءت بمقاتلاتها (J-10) ووضعتها في سماء حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما.

لمناورة "نسر الحضارة 2025" بعد رمزي أيضا.

نحن نتحدث عن أول تدريب جوي مشترك بين الجيشين الصيني والمصري. لفترة قصيرة؟ نعم. لكن الدلالة ضخمة. إنها إشارة إلى شيء ما في طور التشكل، إلى فراغ تُحاول الصين أن تملأه حيث يتراجع الحضور الأميركي.

تغيير في قواعد اللعبة

"هذه المناورات تحمل أبعادا تتجاوز التدريب. إنها تغيير في قواعد اللعبة"، يقول إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، لموقع الحرة.

تشير هذه التدريبات النوعية، من ناحية أخرى، إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري الصيني المصري. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاها واضحا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية، يضيف بيرمان.

"ورغم أن مصر ما زالت ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل، فهي ترسل إشارات واضحة: لن نعتمد على مصدر واحد. التنوع في التسليح، وتبادل الخبرات، والانفتاح على التكنولوجيا الصينية".

هذا ليس حيادا. هذه موازنة جديدة للقوة.

يشير بيرمان إلى أن "إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر". ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تتجاوز مجرد البحث عن بدائل للتسليح؛ فهي تُمثل نافذة استراتيجية بالنسبة لمصر للانفتاح على أحدث التقنيات العسكرية الصينية، وذلك في سياق جهودها المستمرة لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في محيطها الإقليمي المضطرب.

فوق الأهرامات... تحت الرادار

بدا مشهد الطائرات الصينية فوق الأهرامات وكأنه من فيلم دعائي عن القوة الناعمة الصينية. لكن خلف الصورة الرمزية، هناك رسائل أمنية كثيرة. 

تقارير إسرائيلية لفتت إلى معلومات بأن بكين تجمع معلومات استخباراتية تحت غطاء التدريبات، التي قد تكون أيضا اختبارا لقدرة الصين على القيام بعمليات عسكرية بعيدا عن حدودها.

أين واشنطن من هذا كله؟

حين تبتعد أميركا عن الشرق الأوسط خطوة، ثمة دائما من يتحرك ليملأ الفراغ. والسؤال هو: هل تتهيأ بكين لتكون البديل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة؟

وهل تقف القاهرة على مفترق طرق فعلا، أم أنها تلوّح بورقة بكين لتحسين شروط علاقتها بواشنطن؟

تحولات في طور التشكل تُلزم واشنطن بإعادة قراءة المشهد، وإعادة ضبط إيقاع حضورها في منطقة لم تعد تتحمّل الغياب الأميركي.

التعاون الثنائي

على الصعيد الثنائي، تشير هذه التدريبات النوعية إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري بين الصين ومصر. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاهًا واضحًا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية.

يرى بيرمان في هذا السياق أن "الحكومة الصينية تسعى بوضوح إلى سد الفجوات في المناطق التي يتراجع فيها نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها، وتحاول استغلال هذه العلاقات لصالحها ولإضعاف الغرب". 

ويضيف: "هذا التدريب المشترك يحمل أهمية كبيرة من الناحية الجيوسياسية".

يُعد اختيار القاهرة شريكًا استراتيجيًا لإجراء هذه المناورات المتقدمة دليلاً على اعتراف الصين المتزايد بالدور الحيوي الذي تلعبه مصر في المنطقة. كما يعكس هذا الخيار سعي بكين الحثيث لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط الحيوية عبر تأسيس تعاون عسكري متين مع قوة إقليمية مركزية كالقاهرة، وفقا لإيلان.

تنوع مصادر التسليح

تحصل مصر على مساعدات عسكرية بنحو 1.3 مليار دولار سنويا، وهي ثاني أكبر متلق للدعم العسكري الأميركي بعد إسرائيل. لكن على الرغم من ارتباطات مصر العسكرية التقليدية، تعتبر القاهرة شراكتها المتنامية مع الصين فرصة استراتيجية لتنويع مصادر التدريب والتسليح.

"إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر"، يقول بيران.

تحولات استراتيجية قيد التشكل

بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، تُثير هذه المناورات تساؤلات حول أهداف التعاون المصري الصيني، خاصة في ظل التنافس الاستراتيجي المحتدم بين واشنطن وبكين على النفوذ.

من زاوية أخرى، تشير المناورات أن الصين تحاول اختبار قدراتها على تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بعيدة عن قواعدها الرئيسية، وتقييم درجة التوافق التشغيلي بين أنظمتها العسكرية وأنظمة دول أخرى ذات خصائص مختلفة.

ويذهب إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أن "المناورات الجوية الصينية المصرية "نسر الحضارة 2025" تتجاوز الإطار التقني للتدريبات العسكرية لتُمثل مؤشرا جيوسياسيا بالغ الأهمية". 

وتحمل المناورات في طياتها رسائل إقليمية ودولية متعددة الأبعاد، خصوصاً بعد إعادة الولايات المتحدة صياغة سياستها الخارجية على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، مما يخلق كثيرا من الفراغ السياسي.