أحد شوارع العاصمة المصرية في 25 مارس 2020
الفتاة سقطت من السيارة بعد الشجار الذي نشب مع السائق (صورة أرشيفية)

ذكرت تقارير إعلامية مصرية، أن البلاد شهدت حادثة جديدة مرتبطة بشركة النقل "أوبر"، كانت ضحيتها هذه المرة شابة سعودية تبلغ من العمر 26 عاما.

وأوضحت صحيفة "المصري اليوم" المحلية، أن مدير مباحث الجيزة تلقى، الجمعة، إخطارًا من نائبه يفيد بسقوط فتاة من سيارة أمام جامعة القاهرة.

وذكرت الصحيفة أن المارة تفاجأوا بسقوط الفتاة العشرينية من السيارة أمام الباب الرئيسي للجامعة، فسارعوا إلى نقلها إلى مستشفى "أم المصريين" بعد إصابتها بكدمات وسحجات بالجسم، عقب تشاجرها مع السائق.

ووفقا لصحيفة "عكاظ" السعودية، فقد كثفت الجهات الأمنية المصرية جهودها للقبض على السائق المتهم بالاعتداء على تلك الفتاة.

وحسب الصحيفة، فقد كشفت التحريات الأولية أن السائق كان يقود مركبة تتبع تطبيق النقل الذكي "أوبر"، حيث جرى تفريغ كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة، والاستعلام عن الحالة الصحية للفتاة لسؤالها عن ملابسات الحادث.

وأكد مسؤول أمنى لـ"عكاظ" أن "القبض على المتهم سيتم خلال ساعات"، موضحاً أن الجهات الأمنية تقوم بتتبع خط سير السائق عبر الشركة التي يعمل بها.

وأضاف: "التحريات الأولية تشير إلى أن الخلاف كان على الأجرة، بعدما تيقن المتهم من لهجة المجني عليها أنها من جنسية خليجية وقرر رفع السعر عليها، مما أدى إلى نشوب خلاف تطور إلى مشاجرة".

يشار إلى أن ظاهرة اعتداء بعض سائقي "أوبر" وغيره من تطبيقات نقل الركاب في مصر، على نساء وفتيات، تكررت في الآونة الأخيرة، مما أثار استياءً كبيرا في البلاد، ووصل الأمر إلى المطالبة بحظر تلك التطبيقات.

الدعوى اتهمت الشركتين بمخالفة قانون تنظيم خدمات النقل البري (صورة تعبيرية)
إحداها صادمة جدا.. شهادات فتيات في مصر لحوادث تحرش من سائقي "أوبر"
شهدت مصر خلال الأيام الماضية جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اتهامات جديدة لسائق شركة نقل خاصة "أوبر" بمحاولة الاعتداء على فتاة بسلاح أبيض في منطقة صحراوية بالقاهرة، وذلك بعد واقعة مشابهة شهدت وفاة ما عُرفت باسم "فتاة الشروق"، في مارس الماضي.

وتعد قضية حبيبة الشماع (24 عاما)، المعروفة إعلاميا بقضية "فتاة الشروق"، أحد أبرز الحوادث التي أثارت غضب الرأي العام المصري.

وكانت الشماع قد ألقت بنفسها في فبراير الماضي، من سيارة تعمل مع شركة "أوبر"، وذلك بعد أن "حاول السائق اختطافها واغتصابها"، وفقا لفريق المحامين الذي وكلته عائلتها.

وبعد أن قضت تلك الفتاة 21 يوما في العناية المركزة، فارقت الحياة متأثرة بالإصابات التي لحقت بها جراء قفزها من السيارة.

وفي أبريل الماضي، قضت محكمة جنايات القاهرة، بالسجن 15 عاما وغرامة 50 ألف جنيه على السائق المتهم بمحاولة  خطف "فتاة الشروق".

مصر والصين

لم يكن الدخان الذي خلفته المقاتلات الصينية في سماء الأهرامات مجرد خلفية لمناورة مشتركة بين مصر والصين. كان رسالة، بل إعلانا جيوسياسيا بأن بكين لم تعد تكتفي بمراقبة الشرق الأوسط عن بعد. 

هذه المرة، جاءت بمقاتلاتها (J-10) ووضعتها في سماء حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما.

لمناورة "نسر الحضارة 2025" بعد رمزي أيضا.

نحن نتحدث عن أول تدريب جوي مشترك بين الجيشين الصيني والمصري. لفترة قصيرة؟ نعم. لكن الدلالة ضخمة. إنها إشارة إلى شيء ما في طور التشكل، إلى فراغ تُحاول الصين أن تملأه حيث يتراجع الحضور الأميركي.

تغيير في قواعد اللعبة

"هذه المناورات تحمل أبعادا تتجاوز التدريب. إنها تغيير في قواعد اللعبة"، يقول إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، لموقع الحرة.

تشير هذه التدريبات النوعية، من ناحية أخرى، إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري الصيني المصري. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاها واضحا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية، يضيف بيرمان.

"ورغم أن مصر ما زالت ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل، فهي ترسل إشارات واضحة: لن نعتمد على مصدر واحد. التنوع في التسليح، وتبادل الخبرات، والانفتاح على التكنولوجيا الصينية".

هذا ليس حيادا. هذه موازنة جديدة للقوة.

يشير بيرمان إلى أن "إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر". ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تتجاوز مجرد البحث عن بدائل للتسليح؛ فهي تُمثل نافذة استراتيجية بالنسبة لمصر للانفتاح على أحدث التقنيات العسكرية الصينية، وذلك في سياق جهودها المستمرة لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في محيطها الإقليمي المضطرب.

فوق الأهرامات... تحت الرادار

بدا مشهد الطائرات الصينية فوق الأهرامات وكأنه من فيلم دعائي عن القوة الناعمة الصينية. لكن خلف الصورة الرمزية، هناك رسائل أمنية كثيرة. 

تقارير إسرائيلية لفتت إلى معلومات بأن بكين تجمع معلومات استخباراتية تحت غطاء التدريبات، التي قد تكون أيضا اختبارا لقدرة الصين على القيام بعمليات عسكرية بعيدا عن حدودها.

أين واشنطن من هذا كله؟

حين تبتعد أميركا عن الشرق الأوسط خطوة، ثمة دائما من يتحرك ليملأ الفراغ. والسؤال هو: هل تتهيأ بكين لتكون البديل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة؟

وهل تقف القاهرة على مفترق طرق فعلا، أم أنها تلوّح بورقة بكين لتحسين شروط علاقتها بواشنطن؟

تحولات في طور التشكل تُلزم واشنطن بإعادة قراءة المشهد، وإعادة ضبط إيقاع حضورها في منطقة لم تعد تتحمّل الغياب الأميركي.

التعاون الثنائي

على الصعيد الثنائي، تشير هذه التدريبات النوعية إلى مرحلة متقدمة في مسار التعاون العسكري بين الصين ومصر. فبدلا من الاقتصار على صفقات التسلح التقليدية، نشهد اتجاهًا واضحًا نحو بناء قدرات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ميدانية.

يرى بيرمان في هذا السياق أن "الحكومة الصينية تسعى بوضوح إلى سد الفجوات في المناطق التي يتراجع فيها نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها، وتحاول استغلال هذه العلاقات لصالحها ولإضعاف الغرب". 

ويضيف: "هذا التدريب المشترك يحمل أهمية كبيرة من الناحية الجيوسياسية".

يُعد اختيار القاهرة شريكًا استراتيجيًا لإجراء هذه المناورات المتقدمة دليلاً على اعتراف الصين المتزايد بالدور الحيوي الذي تلعبه مصر في المنطقة. كما يعكس هذا الخيار سعي بكين الحثيث لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط الحيوية عبر تأسيس تعاون عسكري متين مع قوة إقليمية مركزية كالقاهرة، وفقا لإيلان.

تنوع مصادر التسليح

تحصل مصر على مساعدات عسكرية بنحو 1.3 مليار دولار سنويا، وهي ثاني أكبر متلق للدعم العسكري الأميركي بعد إسرائيل. لكن على الرغم من ارتباطات مصر العسكرية التقليدية، تعتبر القاهرة شراكتها المتنامية مع الصين فرصة استراتيجية لتنويع مصادر التدريب والتسليح.

"إعادة تقييم القاهرة لتحالفاتها وعلاقاتها مع واشنطن تُعتبر خطوة كبيرة، وتمثل هذه الوضعية فرصة كبيرة للصين ولمصر"، يقول بيران.

تحولات استراتيجية قيد التشكل

بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، تُثير هذه المناورات تساؤلات حول أهداف التعاون المصري الصيني، خاصة في ظل التنافس الاستراتيجي المحتدم بين واشنطن وبكين على النفوذ.

من زاوية أخرى، تشير المناورات أن الصين تحاول اختبار قدراتها على تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بعيدة عن قواعدها الرئيسية، وتقييم درجة التوافق التشغيلي بين أنظمتها العسكرية وأنظمة دول أخرى ذات خصائص مختلفة.

ويذهب إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية، في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أن "المناورات الجوية الصينية المصرية "نسر الحضارة 2025" تتجاوز الإطار التقني للتدريبات العسكرية لتُمثل مؤشرا جيوسياسيا بالغ الأهمية". 

وتحمل المناورات في طياتها رسائل إقليمية ودولية متعددة الأبعاد، خصوصاً بعد إعادة الولايات المتحدة صياغة سياستها الخارجية على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، مما يخلق كثيرا من الفراغ السياسي.